الإثنين 28 أبريل 2025

تأجيل اجتماعات منتدى غاز شرق... يثير التساؤلات حول مصيره

باور بريس

مصير مجهول ينتظر منتدي غاز شرق المتوسط في ظل التوترات الجيوسياسية


تأجيل الاجتماعات الرسمية للمنتدي منذ يناير 2024..


يشهد منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، الذي يضم 8دول أعضاء وثلاثة مراقبين مرحلة دقيقة في ظل التوترات السياسية المتزايدة في منطقة شرق المتوسط ومصير مجهول  يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون في مجال سياسات الغاز وتطوير البنية التحتية، إلا أن هذه الأهداف تصطدم بالواقع الجيوسياسي المعقد وفي يناير 2024 أبلغت سكرتارية منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة، الدول أعضاء المنتدى بتأجيل الاجتماع الوزاري الذي كان مقررا عقده دون ابداء اي اسباب ومنذ ذلك الحين لم يعقد المنتدي اي اجتماعات ومنذ تأسيسه في يناير 2019، يعقد المنتدى اجتماعات سنوية تضم وزراء طاقة الدول الأعضاء: مصر وفلسطين وإسرائيل والأردن واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا، إلى جانب ثلاثة مراقبين: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.


حقل غزة مارين


وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في توقف خطة تطوير مصر لحقل غاز غزة مارين التي كان يفترض أن تبدأ في أكتوبر 2023وكان أعضاء المنتدى توصلوا لاتفاق في يونيو 2023 بعد مباحثات استمرت لعامين يقضي بتطوير مصر حقل غزة مارين وهو الاتفاق الذي حصل الجانب الفلسطيني على موافقة كتابية عليه من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهوبموجب الاتفاق كان مقررا بدء خطة التطوير، في الربع اﻷول من 2024 قبل أن يتم في سبتمبر تسريع الجدول الزمني للخطة، لتبدأ في أكتوبر.وكان الاتفاق المبرم يقضي بأن تقود الشركة المصرية القابضة للغازات إيجاس تحالفا يحصل على حصة قدرها 45٪ من امتياز تطوير غزة مارين  على أن تمتلك «إيجاس» وحدها 4.5٪ من الامتياز ويقوم التحالف باستخراج الغاز الذي ستشتريه مصر، وتنقله إلى شبكتها القومية عبر أنبوب غاز يصل الحقل بالعريش.وتتوزع باقي حصة امتياز الاستخراج من الحقل بين كلٍ من صندوق الاستثمارات الفلسطيني واتحاد المقاولين العرب بنسبة 27.5٪ لكل منها.

اهداف المنتدي

بدأ منتدي غاز شرق المتوسط الدخول في  حيزالتنفيذ  فى الأول من مارس 2021 وقد أرجع الوزراء هذا الإنجاز المهم للعديد من الخطوات الجادة والانجازات المتتابعة التى تحققت منذ إطلاق المنتدى فى يناير 2019، من خلال التعاون المكثف بين الأعضاء المؤسسين، والمجهودات الهائلة التى بذلتها فرق عملهم الاحترافية.احتفل الأعضاء المؤسسون بعقد اجتماعهم الوزارى الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط، بعد دخول ميثاق المنتدى حيز النفاذ، كمنظمة حكومية دولية مكتملة الأركان مقرها القاهرة، مؤكدين على أهداف المنتدى كمنصة حوار منهجى حول السياسات المتعلقة بالغاز الطبيعى ، كما أشاروا إلى أن المنتدى سوف يسهم فى تنمية سوق غاز إقليمى مستدام، بما يتيح تعظيم الاستفادة من موارد الغاز الكامنة بمنطقة شرق المتوسط بالاحترام الكامل لحقوق أعضائه على مواردهم الطبيعية وفقاً للقانون الدولى.وقد ناقش الاجتماع حينها سبل المضى قدما فى الأمور التنظيمية للمنتدى، بما فى ذلك استمرار رئاسة مصر للمنتدى حتى نهاية عام 2021، ممثلة فى وزير البترول والثروة المعدنية المصرى المهندس طارق الملا رئيس المنتدى وبدأت مصر مدة الرئاسة الأولى طبقا للميثاق فى يناير 2022 عندما تتولى قبرص الدولة المؤسسة الأولى فى الترتيب الأبجدى هذا الدور كما تم بالاجتماع تعيين أسامة مبارز وكيل وزارة البترول لشئون المكتب الفنى مصر قائما بأعمال الأمين العام للمنتدى وفي يناير 2022 تم التجديد لاسامة مبارز امينا عام للمنتدي لمدة ثلاث سنوات انتهت يناير 2025

 

الاكتفاء بالفعاليات الخاصة


من جانبه اكتفي اسامة مبارز الامين العام لمنتدي غاز شرق المتوسط بعقد فعاليات خاصة وحضور المؤتمرات الدولية ومنذ اسبوعين شارك  امين عام المنتدي في منتدى دلفي الاقتصادي  والتقي  ستافروس باباستافرو وزير البيئة والطاقة اليوناني المعين حديثا  وتقديم لمحة عامة عن الأنشطة الرئيسية والمبادرات الجارية لمنتدى غاز شرق المتوسط - EMGF. وتبادلا الآراء بشكل مُعمّق حول رؤية المنتدى وأولوياته، لا سيما جهود تعزيز الحوار بين الحكومات وقطاع الطاقة والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء المنطقة.

وخلال مؤتمر ايجيبس 2025 عقد منتدي غاز شرق المتوسط فعالية عن المرأة في قطاع الطاقة والغاز بحضور الرئيس القبرصي وعدد من القيادات النسائية في قطاع الطاقة

 


على الرغم من التحديات الكبيرة، لا يزال منتدى غاز شرق المتوسط يمتلك القدرة على لعب دور هام في مستقبل الطاقة في المنطقة، خاصة مع التركيز المتزايد على تحول الطاقة وخفض الانبعاثات. تشمل الآفاق المستقبلية المحتملة: يمكن للمنتدى توسيع نطاقه ليشمل التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، التي تتمتع المنطقة بإمكانيات كبيرة فيها وان يقود جهود المنطقة في تبني تقنيات التقاط وتخزين الكربون، وتحسين كفاءة استخدام الغاز، وتطوير آليات لشهادات كثافة الكربون  يظل المنتدى منصة هامة للحوار والتنسيق بين الدول الأعضاء حول قضايا الطاقة، حتى في ظل التوترات السياسية.إن مصير منتدى غاز شرق المتوسط مرتبط بشكل وثيق بالديناميكيات السياسية المعقدة في المنطقة. في حين أن التوترات الحالية تشكل تحديًا كبيرًا فإن تركيز المنتدى المتزايد على تحول الطاقة والتعاون الإقليمي، بالإضافة إلى دوره المحتمل في تلبية احتياجات الطاقة الأوروبية، يمكن أن يضمن استمرار أهميته في المستقبل. ومع ذلك، فإن تحقيق كامل إمكاناته يتطلب تجاوز الخلافات السياسية وتعزيز الثقة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.