محمد الشاهد يكتب : غرور قاتل…نهاية حلم مؤقت
في بعض الأحيان، لا تكشف الحياة عن وجوهها الحقيقية إلا بعد فترة من الزمن. تبدأ العلاقات المهنية بتفاهم مشترك، وحماس لتحقيق هدف واحد، ولكن ما إن تبدأ الثمار بالظهور حتى تتحول بعض الوجوه إلى ما هو أبعد من مجرد شركاء في العمل، بل إلى لاعبين يسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين. هذه هي الحكاية التي تتكرر في كثير من المجالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل الإعلامي، حيث تتداخل الصداقة والمهنية، ويخفت الصوت الأصيل لتعلو أصوات المصالح.
العمل الجماعي: البداية التي تفيض بالأمل
في أحد الأماكن، بدأ مجموعة من الأشخاص العمل معًا على فكرة جديدة. كانت هناك روح جماعية، وحوافز متبادلة، وطموح مشترك يربطهم جميعًا. تبادلوا الأفكار والاقتراحات، وواجهوا معًا تحديات البداية التي غالبًا ما تكون صعبة. كل واحد منهم كان يملك مهاراته الخاصة، وكان الكل في البداية يشارك في النجاح الذي بدأ يلوح في الأفق.
كانت هناك تلك الشخصية التي برعت في تقديم المعلومات، وامتلكت القدرة على سرد القصص التي تجذب الانتباه. كان يبدو عليها الحماس والرغبة في النجاح. ومن جانب آخر، كان هناك شخص آخر أكثر تواضعًا، ولكنه كان يقدم الدعم خلف الكواليس، ويعمل بجد لتحقيق هدف مشترك. ورغم اختلاف الشخصيات، إلا أن الجميع كان يسير نحو نفس الهدف: النجاح.
التحول غير المتوقع: المصالح تتسرب
ولكن كما يحدث في كثير من الأحيان، سرعان ما بدأ الظرف يتغير. مع تقدم العمل، ونجاح الحلقات الأولى، بدأت بعض الشخصيات تنقلب على هذا التعاون الطيب. كان النجاح، الذي تم تحقيقه بجهود جماعية، يعاد تصويره على أنه إنجاز شخصي. البعض بدأ يتحدث عن “البرنامج” وكأنه ملك خاص له، فالغرام بالصورة الشخصية والمصلحة الخاصة بدأ يتغلب على الهدف المشترك.
ثم بدأ التنافس يخرج إلى السطح. التلميحات بدأت تتسلل إلى الأحاديث اليومية، والتهديدات تلاعبت بمشاعر الفريق. النجاح الذي كان بداية قصة جميلة تحول إلى لعبة بين الأطراف التي تحاول كل منها أن تبرز نفسها على حساب الآخر. العلاقات التي كانت قائمة على الاحترام تآكلت، وبات لكل شخص هدفه الشخصي.
العودة إلى البداية: دروس في التوازن بين العلاقات والمصالح
وفي النهاية، اختار البعض أن يتخذوا مسارًا مختلفًا، مسارًا قائمًا على العودة إلى الجذور، حيث يكون التعاون هو المبدأ، واحترام الآخر هو الهدف. وفي هذه العودة، تعلموا أن الطريق إلى النجاح لا يجب أن يكون معبّدًا بالمصالح الشخصية. بل إن الطريق الأقوى والأكثر استدامة هو الذي يتم على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون المستمر، والنية الصافية.
في عالم الإعلام، حيث تتشابك العلاقات المهنية مع المصالح الشخصية، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية الحفاظ على النزاهة والصدق وسط هذه الفوضى. لكن يبقى الدرس الأكبر هو أن النجاح الحقيقي ليس في التفوق على الآخرين، بل في القدرة على بناء علاقات صحية ومستدامة تقوم على العمل المشترك والإحساس بالتكامل.