الأربعاء 16 أكتوبر 2024

محمد الشاهد يكتب : الواحات البحرية .. حكاية حب وصداقة لاتنتهى ، وتاريخ يروى قصص الأصالة

الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد الشاهد

الواحات البحرية، تلك الجوهرة المخفية في الصحراء الغربية، لها تاريخ يعود لآلاف السنين. في العصور الفرعونية، كانت مصدراً للمعادن والزيوت، وفي العصور الرومانية كانت محطةً هامة على طرق التجارة ومكاناً آمناً يلجأ إليه الناس. لا تزال الواحات البحرية حتى يومنا هذا تحتفظ بروحها الأصيلة ومعالمها الطبيعية الساحرة، مثل أشجار النخيل والمياه العذبة، التي تروي قصص أجيال مضت. هي ليست مجرد وجهة سياحية؛ إنها مساحة تحمل بين طياتها عبق التاريخ وجمال الطبيعة.

في زيارتي الأولى للواحات قبل خمس سنوات، لم أكن أتوقع أنني سأعود مرات كثيرة أخرى، لكنني وجدتُ نفسي أتعلق بهذا المكان وبأهله. هناك، تعرفت على حمكشة، الرجل الذي يحب الناس بلا حدود، صديق يجلب السعادة لكل من حوله ويعكس روح الكرم التي تتميز بها الواحات. ومعه، كان هناك أبو سليم، الطيب العصبي قليلاً، الذي قد يتعصب لأبسط الأمور، لكنه يحمل قلباً نقيًّا لا يعرف النفاق. وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث، كان كريم علي، العريس المنتظر والطموح الذي يحمل أحلاماً كبيرة، يضيف روح الشباب والحيوية إلى تلك الجلسات، ويجعل الجميع يتطلعون إلى يوم فرحه بفارغ الصبر.

إلى جانبي دائماً يقف أيمن عادل، أخي وصديقي المخلص الذي يحمل في قلبه وفاءً عميقاً، رغم ما يمر به من صعوبات. وعندما أحتاج لموقف جاد، يظهر خليفة، الصديق الجدع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والذي لن تتردد لحظة في الاعتماد عليه. في هذه الصحبة تجد أيضًا سيد، أخو حمكشة، يحمل في حضوره أصالة أبناء البلد وطيبة القلب. تجد نفسك تنجذب إليه منذ اللحظة الأولى.

محمد بكو لا يختلف عنهم كثيراً، فهو يعكس صفات الجدعنة والنخوة الأصيلة، بينما يأتي حمدي، الشاب الأصغر سنًّا، ليضفي لمسة من العفوية بطيبة قلبه وبراءته، ويكمل الجلسة لطفي، صاحب الضحكة التي لا يمكن إلا أن تجعلك تنسى همومك وتستمتع باللحظة.

أهل الواحات البحرية يشبهون تاريخها في بساطتهم وأصالتهم. زيارتهم ليست مجرد تجربة، بل هي دعوة لاستكشاف التراث والماضي الجميل في أجواء تملؤها السكينة. أنصحك بزيارة هذه الواحات، حيث لن تجد فقط الطبيعة الساحرة بل ستجد أشخاصًا يفتحون لك قلوبهم بكل حب، ليصبحوا جزءًا لا يُنسى من رحلتك.