محمد الشاهد يكتب: بين الحزن والفرح تجسيد غياب نوبى عن احتفال أخيه
تمر السنوات وتتوالى الذكريات، لكن ذكرى صديقي العزيز نوبى تظل راسخة في القلب. منذ أن غادرت روحه هذا العالم في 19 يناير 2014، شعرت بفقدانه بشكل يومي. كان نوبى أكثر من مجرد صديق؛ كان رفيق دربي، وأخًا يشاركني الأفراح والأحزان. حزني على فراقه لا يمكن وصفه بالكلمات، فهو يظل عالقًا في أعماق قلبي مثل جرح لا يلتئم.
الأسرة التي تركها وراءه تعيش في قلوبنا جميعًا. والده، عم نعيم، يُعتبر رمزًا للطيبة والكرم، وكان دائمًا لديه القدرة على إدخال الضحك في قلوب الجميع. ماما ثناء، والدته، تمثل الأمان والحب. كانت دائمًا تدعمني وتساندني، وتحبني كأحد أبنائها، مما يجعلني أشعر بأنني جزء من عائلتها. هذه العائلة العزيزة التي أصبحت عائلتي، تذكرني بنوبى في كل لحظة.
أخت نوبى، سمر، وزوجها أيمن، الذي أعتبره أخي الشهم، يجهزان لفرح أخيه في 25 أكتوبر 2024. بينما نعد لهذا اليوم المميز، أشعر بغياب نوبى بشكل أكبر. فرحهم يمثل فرصة للاحتفال، لكنه أيضًا يبرز الفقدان الذي نعيشه. أخوه، الذي اعتبره أخي الصغير، يحمل عبء الذكريات والتوقعات. بالرغم من تردده في قراراته، إلا أنه يحاول أن يظهر أفضل ما لديه.
كل جهد نبذله في التحضير لهذا اليوم هو بمثابة تكريم لذكرى نوبى. أريد لأخيه أن يكون سعيدًا، وأن يشعر بحضورنا جميعًا. لكن لا أستطيع إلا أن أشعر بحزن عميق لفقدان رفيقنا العزيز. أفتقد الضحكات التي كنا نتشاركها والأوقات الجميلة التي قضيناها معًا. يبقى نوبى في قلوبنا، وندعو الله أن يمنحنا القوة لنستمر ونتذكره بكل حب. فالحب الذي تركه وراءه سيبقى دائمًا محفورًا في قلوبنا، وسنظل نعتز بذكراه في كل مناسبة.
تأثير الفراق على حياتنا لم يكن سهلاً. ففقدان نوبى ألقى بظلاله على كل شيء، وجعلنا ندرك مدى قيمة الحياة والأشخاص الذين نحبهم. طيبة نوبى وجدعته هما ما تميز به، شيئان يصعب العثور عليهما في أحد آخر. كان دائمًا يقدم المساعدة، ويقف بجانب من يحتاجه، دون انتظار أي شيء في المقابل. تلك الطيبة لا تُنسى، وقد جعلتنا نرى الحياة من منظور مختلف.
أشعر أحيانًا بالحنين لتلك اللحظات التي كنا نتحدث فيها، ونخطط لمستقبلنا، وكيف كان يساندني في كل خطوة. تظل ذكرياته تجول في ذهني، وتذكرني بدفء روحه. أفتقد تلك اللحظات البسيطة التي كانت تعني لي الكثير، فقد كانت تعكس شخصيته الطيبة وجدعته التي لم أجدها في أحد آخر. نوبى كان يجسد الصداقة الحقيقية، وأتمنى أن أحمل جزءًا من طيبته في حياتي اليومية، وأعمل على مساعدة الآخرين كما كان يفعل.
اليوم، بينما نحتفل بزفاف أخيه، أستشعر غيابه بشكل خاص. فرحهم ليس مجرد احتفال، بل هو تجسيد لحياة نوبى، وللحب الذي تركه لنا. نحن هنا لنواصل ذكراه، ولنجعل من هذا اليوم ذكرى مميزة تحمل اسمه. فالحب الذي بناه في قلوبنا سيظل دائمًا منارة تضيء دروبنا.
أفتقد نوبى بشدة، لكنني سأظل أحتفظ بذكراه وأعمل على نشر قيمه في حياتي. سأجعل من طيبته وجدعته دليلي في التعامل مع الآخرين، وسأحرص على أن أكون دائمًا عونًا لمن يحتاج إليّ، كما كان يفعل.