الأحد 22 ديسمبر 2024

شركة إماراتية تحول زيت الطهي المستعمل لوقود حيوي للسيارات لتقليل انبعاثات الكربون

باور بريس

تقوم شركة لوتاه للوقود الحيوي، ومقرها دبي، بإنتاج وقود الديزل الحيوي من زيت الطهي المستعمل، مما يوفر خيارات نقل مستدامة إلى دولة رئيسية منتجة للنفط، والنتيجة هي وقود أقل تكلفة ومتجدد ونظيف.

 

وتفتخر الشركة الإماراتية الآن بوجود منافذ وقود حيوي خاصة بها في جميع أنحاء مدينة دبي، حيث تقوم بتوصيل 60 مليون لتر، وتعد هذه الفكرة من بنات أفكار رئيس شركة لوتاه يوسف بن سعيد آل لوتاه، الذي يريد أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة في المنطقة تفرض إدراج خليط الوقود الحيوي إلى جانب أنواع الوقود الأخرى في جميع المحطات العامة.

 

وهم يدفعون ثمن زيت الطهي المستعمل الذي يتم جمعه، مما يعطي حافزاً لمقدمي الخدمات مثل المطاعم والمخابز وسلاسل الأغذية، التي توفر 500 ألف لتر من نفايات الزيوت كل شهر، وتقول شركة لوتاه إنها حولت نفايات الزيوت إلى 770 طنًا من الوقود الحيوي العام الماضي.

 

وأفاد موقع شركة لوتاه للوقود الحيوي أن زيت الطهي المستعمل يتمتع بأعلى نسبة توفير للكربون بين جميع المواد الخام المتاحة للديزل الحيوي - ويقدر أن منتجهم قد تسبب في تقليل 500 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، حتى الآن.

 

ويشرح الرئيس التنفيذي للشركة يوسف بن سعيد آل لوتاه آلية العمل، قائلاً: "إن مزيج الوقود الحيوي سهل للغاية. إنه ليس علمًا نوويًا. إنه في الواقع زيت، نقوم بخلطه مع الميثانول وهيدروكسيد البوتاسيوم أو هيدروكسيد الصوديوم أيضًا. لذلك، هذا في الواقع مزيج يعتمد على الكمية التي يجب أن تكون، على أساس نسبة الأحماض الدهنية الحرة في الزيت الذي يمكننا وضع الخليط فيه".

 

وأضاف: "نحن نسعى إلى توفير وسائل نقل مستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي ونسعى إلى مزيج إلزامي مماثل لما لدينا في العالم أجمع".

 

مع تزايد وتيرة السباق العالمي للوقود منخفض الكربون، من المتوقع أن يلعب الوقود المصنوع من الزيوت النباتية ونفايات زيت الطهي المستعمل دورًا رئيسيًا في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في قطاع النقل، وتسعي دولة الإمارات إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

 

لكن في عام 2023، قالت مجموعة بحثية مستقلة إن البلاد كانت بعيدة كل البعد عن المسار الصحيح لتحقيق أهدافها المناخية إذا مضت قدماً في خططها لتوسيع إنتاج النفط والغاز واستخدامهما.

 

وفي العام نفسه، قامت حكومة الإمارات العربية المتحدة بتحديث أهدافها، بما في ذلك رفع حصة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة في الإمارات العربية المتحدة إلى 30٪ بحلول عام 2030.

 

وقال لوتاه: "إنقاذ البيئة ليس خياراً في الوقت الحالي، والوقود الحيوي هو أحد الأشياء، ولكننا نسعى إلى العديد من الطرق المستدامة الأخرى من أجل إنقاذ البيئة، ليس فقط في مجال النقل ولكن في أشياء أخرى كثيرة."

 

تجارب سابقة لتحويل زيت الطهي إلى وقود

 

لوتاه للوقود الحيوي ليست الشركة الأولى التي تقوم بتحويل زيت الطهي لتشغيل المركبات، ففي المناطق النائية الأسترالية، يستخدم السائقون دهون الطبخ لشحن سياراتهم الكهربائية، وفي أحد المصانع بكاليفورنيا، تم وضع خطة لتحويل زيت الطهي المستعمل وزيت فول الصويا ودهن البقر إلى وقود الديزل المتجدد.

 

ويقول بول هيلير هو أستاذ هندسة الطاقة المستدامة في جامعة كوليدج لندن: "أشعر أن وقود الديزل الحيوي المستخرج من نفايات زيت الطهي هو أداة مفيدة حقًا بالنسبة لنا الآن للبدء في تقليل انبعاثات الكربون لدينا، أعتقد أنه حيث توجد قطاعات النقل هذه، حيث ستستغرق السيارات الكهربائية وقتًا أطول ليتم استخدامها، ومركبات البضائع الثقيلة والطيران، أعتقد أن لدينا فرصة لتطوير مجموعة واسعة من أنواع الوقود المتجدد ومزجها معاً".