الأحد 22 ديسمبر 2024

دكتور عبد الله العوضي يكتب: حرب أوكرانيا .. العالم و حصاد العام ؟!

باور بريس

بعد مرور عام على حرب روسيا - أوكرانيا ، لا بد من وقفات جادة ، حتى لا نفاجأ بحرب أخرى أشد فتكا و دمارا  .

القرم .. البداية

هذه الحرب لم تبدأ فعلا في 24 /2/2022 ، بل اندلعت حقيقة في 2014، نفّذت روسيا العديد من العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية، بعد احتجاجات  الميدان الأوروبي وعزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش سيطر الجنود الروس على مواقع إستراتيجية وحيوية في شبه جزيرة القرم ، بعد ذلك ضمّت روسيا القرم تحت سيادتها، بعد الاستفتاء في  القرم ، حيث صوتَ سكّان القرم لصالح الانضمام إلى روسيا الاتحادية ، بحسب النتائج الرسمية . 
و لم يحرك العالم ساكنا ، لثمان سنوات ، وقع الغزو عند الروس محله  و لكن وفق القوانين الدولية هو اعتداء غاشم على دولة مستقلة ، و لو ترك كذلك ، فإن أخريات سوف تتحرك لتنفيذ غزوات أخرى ، فليس هذا على الصين مع تايوان ببعيد ، و لا كذلك مع اليابان لاستعادة بعض جزرها المحتلة ، و لا في بلدان أخرى ليس على المتابع بغريب . 
روسيا الاتحادية ، استخدمت أسلحة التاريخ و الجغرافيا ، و ماضي الاتحاد السوفييتي و سكان الروس هناك ، و كذلك سلاح الأيديولوجيا الدينية  التي لم يكن لها أي اعتبار لسبعين عام مضت من عمر الاتحاد السوفيتي بسبب فكر الإلحاد ، و لكنه في ضم القرم كان شاهدا قويا و عاملا حاضرا عند بوتين " المتدين " !. 
بوتين: القرم "مقدسة" كالحرم القدسي لدى المسلمين واليهود

ألقى بوتين أمام البرلمان عرضا لحصيلة السنة اتهم فيه الغرب باستغلال أزمة أوكرانيا لوقف تقدم بلاده، مؤكدا أن دولا ترغب في تفكيك روسيا كما حصل مع يوغوسلافيا سابقا، لكنه قال إن بلاده لن تسمح بذلك.
قال بوتين في  الرابع من ديسمبر. 2014 ، إن بلاده ستواصل التعاون مع الغرب وإن روسيا دولة قوية ستتغلب على الصعاب التي تواجهها في الوقت الراهن. وقال في خطاب للأمة "مستعدون لمواجهة أي تحد وأن ننتصر". وأضاف أن بلاده لن تختار سبيل العزلة وستواصل التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا رغم الأزمة الأوكرانية موضحا أن العقوبات الغربية التي فرضت خلال الأزمة قدمت حافزا للاقتصاد الروسي وأن بلاده ستظل منفتحة على الاستثمارات الأجنبية.
وأكد بأن الأحداث في أوكرانيا أثبتت أن سياسة روسيا كانت صائبة متهما الغرب بالتعامل مع الأزمة من منطلق مصلحته فحسب، وأن الأزمة الأوكرانية اتخذت  كذريعة فقط لفرض عقوبات على روسيا من قبل الغرب الساعي منذ زمن بعيد لوقف تقدم روسيا. 
وحول العقوبات المفروضة على موسكو، قال بوتين أنه حتى "بدون ذلك (الأزمة الأوكرانية وضم القرم)، لكانوا ابتكروا شيئا آخر للحد من قدرات روسيا المتنامية" مشددا على أن "هذه الطريقة في التصرف ليست بجديدة".
وتابع بوتين الحديث عن منطقة القرم، التي اعتبرها مقدسة لدى روسيا تماما مثل "جبل الهيكل" بالنسبة لليهود، مضيفا أن ضمها يتماشى مع القانون الدولي. كما اتهم بوتين دولا بالعمل على تفكيك روسيا مثلما حدث في يوغوسلافيا من قبل لكنه أكد أن موسكو لن تدع ذلك يحدث. وانتقد أيضا الولايات المتحدة لبناء درع دفاع صاروخي في أوروبا وقال إنه لا فائدة من محاولة التحدث إلى روسيا من موضع قوة.

قدس .. الأقداس

إذا كان بوتين يؤمن بهذا المنطق " المقدس " لاسترجاع القرم ، أليس من حق العرب  و المسلمين استرداد مقدساتهم بذات الأسلوب ، و هل يقف بوتين في صف العرب و المسلمين و المسيحيين لعودة القدس إلى أيديهم من دون تدويل و لا تقسيم ، مع الجزم بأن القدس أقدس من قدس بوتين بإجماع الأديان الثلاثة . 
و لم انته من هذا المقال بعد ، و قد مر على عيني خبر القدس المحتلة ، عبر وكالة الأنباء الفلسطينية: قوة من "شرطة الاحتلال" تقتحم المصلى القبلي بـ"المسجد الأقصى" في القدس المحتلة ، هذا في يوم السبت " المقدس " لدى اليهود ، الموافق 25/2/2023 . !
أما أميركا راعية السلام في ظنها ، فيقول عنها أديبها و فيلسوفها 
هيرمان ملفيل ( 1819 - 1891 ) : " نحن الأمريكيون شعب مختار … نحن إسرائيل زماننا … نحن سفينة نوح الخاصة بالحريات العالمية المشتركة… لقد خص الله شعبنا بالقضايا الكبرى ، و البشرية تنتظرها منا … القضايا الكبرى تعيش في نفوسنا ، و بقية الشعوب ستسير خلفنا عما قريب … نحن رواد البشرية ، طليعتها التي بعثت كي تعبر الصحراء إلى حيث لم تطأ الأرض قدم إنسان " 
لقد قبل العالم جميعا بالأمر الواقع ، بشأن القرم ، و لكن ذلك لم يقف عند هذا الحد ، فكان التالي و لو بعد حين ، عندما حان وقته في 24/2/2022 ، أوكرانيا التي استنجدت العالم الحر للوقوف بجانبها و القتال معها في نفس الخندق حتى إعلان ساعة النصر ، بعد انفلات ساعة الصفر من بين يديها . 
منذ و قوع القرم في شباك روسيا ، و أوكرانيا تبذل جهودا جبارة للانضمام إلى " حلف الناتو " خوفا مما هو آت في المستقبل الغامض .

عضوية.. الناتو

و لكن دخول الناتو ليس بالأمر السهل ، بل الصعب الممتنع أحيانا ، لأن تذكرة الدخول مكلفة ليس ماديا ، بل سياسيا .
و روسيا مصرة على إفشال هذا التوجه نحو الناتو الذي تعتبرها من ألد الأعداء ، و هي ترى بأن فكرة إنشائه لتكون الضد الملازم لها كالظل  .
و هنا تطل مسألة الأمن القومي لروسيا برأسها ، فانضمام أوكرانيا للحلف يعني اقتراب رؤس مدافع الناتو عند حدودها الدولية من 800 ميل مربع ، إلى ثمانين ميل مربع و بالنسبة لروسيا خط أحمر على طول الخط .
في 12/12/2021 ذكرت فرانس برس: بأن الأمين العام لحلف الناتو، يرفض طلب روسيا منع أوكرانيا من الانضمام للحلف .
و نفس الوقت في روسيا اليوم: الخارجية الروسية تؤكد أن "التصرفات غير المسؤولة" للغرب في إطار ملف أوكرانيا، تثير مخاطر عسكرية كبيرة، قد تصل إلى نشوب نزاع واسع النطاق في أوروبا ، و هذا قبل اندلاع الحرب بأكثر من سنة .

عمليات .. عسكرية!

و قد نشرت بعض الصحف التنبؤات المبكرة و الإعداد للعملية العسكرية الروسية التي لم تطلق عليها حتى الآن مصطلح " الحرب "
فهذه وثيقة استخباراتية حصلت عليها صحيفة *"واشنطن بوست"*، في 12/12/2021 تكشف أن "الكرملين" يخطط لشن هجوم عسكري على أوكرانيا في وقت مبكر من العام المقبل،  و يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي . 
هذا في نفس الوقت الذي تورد 
سبوتنيك: على لسان مدير مكتب الرئيس الأوكراني، قوله بأن أوكرانيا مستعدة للوفاء بالتزاماتها بشأن وقف إطلاق النار الكامل في "دونباس"، وتأمل في التوصل إلى هدنة كاملة في المنطقة . 
و لكن جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، خلال مؤتمر صحفي في اليوم نفسه يقول بأن أوكرانيا ستتلقى هذا الأسبوع أسلحة خفيفة و ذخائر ضمن حزمة مساعدات. 
الأخبار الثلاثة السابقة و المتضاربة أوحت إلى أن هناك أمرا بالحرب بيِّت بليل بهيم لا نور فيه للسلام المبكر ، و حتى الهدنة التي تم الإشارة إليها كان رمادا من تحتها جمرات الحرب المضرمة  .

مرتزقة .. فاغنر

هناك نقاط مفصلية لا بد من الوقوف عندها ، و خاصة عندما يتعلق الأمر بالجوار الأوروبي ، الإتحاد الأوروبي الذي يمثل دور البكائين على أوكرانيا الأضحية الروسية ، له دور أيضا في قسمة من تلك الأضحية ، فلم النحيب و شدة العويل عليها ، هذا أبرز ما جاء في مقال نشرته صحيفة "ذا تايمز" في 20/12/21 ، و هو بعنوان "قوات دربها الاتحاد الأوروبي تحت قيادة مرتزقة بوتين":
قادة بعثات أوروبية اعترفوا أن بعض القوات التي دربها الاتحاد الأوروبي في وسط إفريقيا تخضع الآن لقيادة مرتزقة "فاغنر" الروسية ، و هذا الاعتراف يأتي بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مرتزقة "فاغنر" الروسية، من بينهم ضباط سابقون في المخابرات الروسية متهمون بالعمل في أوكرانيا ، و لذلك قام الاتحاد الأوروبي بتعلّيق مهمته التدريبية العسكرية في إفريقيا الوسطى بعد أن أصبحت كتائب درَّبها خاضعة لقيادة "فاغنر" .

الهاجس.. الأمني

لقد ماطل الغرب كثيرا للرد على المخاوف الأمنية لروسيا ، و في نفس الفترة الزمنية ، أوردت وكالة 
" تاس " حديثا لنائب وزير الخارجية الروسي، يؤكد فيه أن روسيا مستعدة لرد عسكري إذا استمر الناتو في تجاهل مخاوف موسكو الأمنية ، و يضيف في " سبوتنيك " المتحدث باسم الرئاسة الروسية، قوله : إن موسكو لم تتلق ردًا من الغرب حتى الآن بشأن المقترحات الروسية حول الضمانات الأمنية .
نقول بأن روسيا من الدول المسكونة بالهاجس الأمني إلى درجة الجنون السيادي و السياسي ، و نتمنى أن تصل إلى مرحلة السادية ، فهي التي دفعت ب 30 مليون روسي قربانا في الحرب العالمية الثانية لدحر النازية ، لديها الاستعداد لدفع مثلها أو أكثر منها في الحرب الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني بلا غالب و لا مغلوب حتى الساعة و قد يقلب الساعة عقربة و يلدغ خصمه فيصرعه . 
و تأكيدا على هذه المسالة الأمنية ، بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع 
رئيس فنلندا. أكد خلاله على أهمية إطلاق مفاوضات دولية لوضع ضمانات مسجلة قانونيًا تستبعد أي توسع لـ"الناتو" إلى الشرق، ونشر أسلحة تهدد روسيا خاصةً في أوكرانيا .
و في 14/12/2021 " روسيا اليوم " 
وزير الخارجية الروسي، يؤكد خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الألمانية، على ضرورة تقديم ضمانات قانونية إلى روسيا بعدم توسع الناتو شرقًا .

لا حرب .. ثالثة

ينتقد البعض حلف الناتو ، بأنه لا ينوي إرسال جنود على الأرض للمشاركة الفعلية في الحرب التي باتت وشيكة قبل شهور من بدئها ، و المبرر القوي لدى الناتو هو عدم إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة ، و لكن هناك أيضا سبب آخر من داخل أوكرانيا ورد في 12/12/2021 ب " روسيا اليوم " على لسان نائب البرلمان الأوكراني والرئيس السابق للبلاد،  حيث أكد بأن على الغرب أن يضع قائمة بعقوبات "جهنمية" ضد روسيا في حال عدوانها على بلاده، مضيفًا أن كييف لا تحتاج لجنود من الناتو لمواجهة روسيا، لأن أوكرانيا أنشأت أحد أكثر الجيوش فاعلية وقوة في القارة  .
بهذا أصبح الناتو في حل من أمر إرسال جنود يحاربون بجانب الجيش الأوكراني يدا بيد و كتف بكتف .
للعلم ، ليس هناك سابقة للغرب و لا لأميركا بأنها حاربت روسيا وجها لوجه ، و لكنها خاضت معها حربا باردة طويلة المدى حتى أسقطت الاتحاد السوفيتي ، و هذه الحرب أيضا وسيلة أخرى لاسقاط روسيا الاتحادية و لكن عبر الحديقة الخلفية . 
و تأكيدا على عدم دخول حلف الناتو طرفا في الصراع مع روسيا ، وفقا ل " رويترز في 15/12/2021 : التحالف العسكري الغربي يقول إن "الناتو" لا يعتزم نشر صواريخ نووية متوسطة المدى في أوروبا، رافضًا الاتهامات الروسية ودعوة موسكو لوقف هذا النوع من الأسلحة في أوروبا .

أوكرانيا .. أم تايوان ؟!

لقد جرى في النزاع الأوكراني ، عملية تشبيك بين أوكرنيا و تايوان من طرف و روسيا و الصين من ناحية أخرى ، و هو ما أدى إلى تعقيد النزاع بدل من البحث في سبل تفكيكها من الحمولات الأخرى .
و هذا من أبرز ما جاء في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" في 14/12/2021 ، بعنوان "طموحات الصين وروسيا النووية تجعل أمريكا معرضة للخطر": موسكو وبكين تسعيان للمزيد من السلطة العسكرية والهيمنة السياسية .
بالمقابل تايوان وأوكرانيا تبحثان عن أصدقاء مثل الولايات المتحدة وحلفائها، لحمايتهما من التمدد الصيني والروسي .
و لكن الروس والصينيون قد يصعدون في النزاع الإقليمي حول أوكرانيا وتايوان؛ لإكراه الولايات المتحدة وحلفائها على عدم التدخل في الصراع . 
استخدام طريقة تداخل الملفات في الصراعات لن يساعد في الوصول إلى السلام المنشود ، و نحن نقول هذا و لما تبدأ الحرب بعد ، و لكن اليوم انفلت البعير من عقاله و تاه في صحراء السياسة الغامضة .

لا .. حرب !

الذي يستمع للمسؤولين الأمريكان ، يصل إلى نتيجة مفادها ، بأن حربا لن تقع لماذا ؟
نقرأ " رويترز " في 18/12/2021، عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله: إننا مستعدون لمناقشة المسائل الأمنية والاستراتيجية مع روسيا، ونجري محادثات مع حلفاء وشركاء أوروبيين، وسنكون على اتصال مع الحكومة الروسية بشأن الخطوات المقبلة قريبًا . 
و بناء على تلك المحادثات ، قامت روسيا بتقديم مسودة في الشأن الأمني و مخاوفه ، أشارت إليها مجلة *"ناشونال إنترست" بقولها: إن المطالب الأمنية التي صاغتها روسيا حول أوكرانيا من خلال مسودتي اتفاق مع كل من الولايات المتحدة و"الناتو" مقلقة، مشيرةً إلى أسلوب صياغة المطالب الذي يجعلها نوعًا من "الإنذار النهائي"، وهو أمر تتوقع موسكو أن يرفضه الغرب بالكامل، ما يعني أنه سيشكل ذريعة لعمل عسكري أو مزيد من التصعيد في المستقبل . 
و بدأت من بعدها التراشق السياسي حول تلك المسودة المقترحة ، فقد جاء على لسان  المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ، في 22/12/2021 بـ"تويتر": بأن روسيا ووكلائها مسؤولون عن تصعيد التوترات، وليس أوكرانيا أو الولايات المتحدة ، و ندعو روسيا إلى التوقف عن استخدام الخطاب الكاذب التحريضي واتخاذ خطوات هادفة لتهدئة التوترات لتوفير مناخ إيجابي للمناقشات  .

مناوشات .. الكترونية

لقد تحولت المناقشات فورا ، إلى مناوشات الكترونية بدون أي تأخير ، و هو ما ورد في صحيفة  "نيويورك تايمز" التي ذكرت في تقرير لها،بأن الولايات المتحدة وبريطانيا أرسلتا خبراء في الحرب الإلكترونية إلى أوكرانيا؛ على أمل إعدادها بشكل أفضل لمواجهة ما يُعتقد أنها قد تكون الخطوة الروسية التالية؛ بعد التهديد الروسي بشن هجمات إلكترونية تدمر الشبكة الكهربائية، والنظام المصرفي . 
لكن سرعان ما تحولت هذه التحرشات السيبرانية إلى شكوى في اليوم التالي 23/12/2021 ، فقد جاء في يورو نيوز: بأن أوكرانيا أعلنت أنها تقدّمت بشكوى في حق شركة "غازبروم" للمفوضية الأوروبية، متهمةً عملاق الغاز الروسي بالتعمد بـ"إحداث نقص في الغاز" في أوروبا أدى إلى ارتفاع تاريخي في الأسعار . 
مرت على الأحداث يوميات ساخنة ، قبل سماع دوي المدافع و رشقات الأسلحة الثقيلة .

أجواء .. "سامة " !

في يوم 24/12/2021 ، نشرت 
سبوتنيك: قول وزير الخارجية الروسي يقول إن النهج الذي تنتهجه الولايات المتحدة تجاه روسيا يخلق أجواء "سامة" ، و أن مسار جذب أوكرانيا إلى الناتو وظهور صواريخ بالقرب من الحدود الروسية يثير مخاطر عسكرية قد تصل إلى صراع واسع النطاق في أوروبا .
و ذكرك مصادر لـ"رويترز": بأن مرتزقة روس ينتشرون في شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون لتعزيز الدفاعات ضد القوات الحكومية الأوكرانية مع تصاعد التوترات بين موسكو والغرب .
ما الذي تغير في 25/12/2021 ، بهذا الصدد ذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال" ، قولها نقلًا عن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، إن وزير الدفاع الأوكراني قدم خلال لقاء جمعه بنظيره الأمريكي في البنتاغون الشهر الماضي مطالب دفاعية على رأسها أنظمة مضادة للصواريخ عالية التقنية، وأشار المسؤولون الأوكرانيون أن بلادهم بحاجة إلى برنامج أكثر قوة لردع هجوم روسي محتمل، ولكن البيت الأبيض لا يزال يدرس طلب أوكرانيا .

حافة .. الهاوية !

نلاحظ تسارع السباق و السياق تجاه الحرب ، و عندما تنبأ بعض المحللين بأن الحرب باتت قاب قوسين أو أدني .  .
بدأت الأخبار تترى بصفة يومية على هذا المنوال ، فهذا أبرز ما جاء في تقرير لـ"نيويورك تايمز" ، في 26/12/2021 ، بعنوان "بوتين يضع الغرب على حافة الهاوية":
و ذلك حينما استعرض خلال مؤتمره السنوي قدرته على إبقاء الغرب في حالة توتر .
و كذلك المسؤولين الروس يرون بأن التوسع العسكري الغربي تجاه حدود روسيا، تهديد أساسي لأمن البلاد ، و الدافع الروسي في المفاوضات، يهدف إلى كسب الوقت للقيام بعمل عسكري محتمل .
ليس من الواضح ما إذا كان التهديد بفرض عقوبات ستؤثر على بوتين، الذي أشار إلى أن بلاده تتعايش مع العقوبات الغربية منذ سنوات .

حرب .. 36 ساعة

و هكذا قبل اندلاع الحرب بأيام ، خاطب بايدن الرئيس الروسي ، بأنه لا يحتاج إلى أكثر من 36 ساعة كي يغزو أوكرانيا ، و كأنه أخذ ضوءا اخضر للبدء في حرب استمرت حتى كتابة هذه المادة قرابة 8784 ساعة لا زالت متواصلة ، و كأن العالم نسي في لحظة غفلة بأن الحرب إذا دلعت لا يمكن التحكم في زمن وقفها ، و كل الحروب التي مرت على التاريخ تؤكد هذه الحقيقة الصارخة ، فالسعي لترسيخ سبل السلام هو الأولوية الاولى في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات دامية على كافة الجبهات و لا يحتاج إلى المزيد .