الثلاثاء 08 أبريل 2025

زيارة تاريخية بمحطة "عدلي منصور": السيسي وماكرون يدشنان مستقبل النقل المشترك والصناعة المحلية بين مصر وفرنسا

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة


زيارة تاريخية بمحطة "عدلي منصور": السيسي وماكرون يدشنان مستقبل النقل المشترك والصناعة المحلية بين مصر وفرنسا


في مشهد يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين مصر وفرنسا، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، بزيارة تفقدية لمحطة "عدلي منصور" المركزية التبادلية العملاقة، وعدد من محطات الخط الثالث لمترو الأنفاق، في جولة وُصفت بالتاريخية لقطاع النقل المصري.

رافق الزعيمين خلال الجولة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، وعدد من الوزراء من الجانبين، بالإضافة إلى قيادات الشركات الفرنسية العاملة في مشاريع النقل الكبرى بمصر، حيث بدأ الوفدان جولتهما داخل محطة "عدلي منصور" التي تُعد أيقونة في تصميم محطات النقل الحديثة، وتُعد الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، وتُتيح التبديل بين خمس وسائل نقل مختلفة في منظومة متكاملة.

واستقل الرئيسان أحد قطارات مترو الخط الثالث من محطة "عدلي منصور" إلى "هشام بركات" والعكس، وسط ترحيب كبير من المسؤولين، وتجسيد واقعي للتعاون المشترك مع شركة RATP الفرنسية المُشغلة للخط الثالث.

وأكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أن الزيارة تعكس قوة العلاقات بين القيادتين والشعبين، وتفتح آفاقاً واسعة لمزيد من التعاون في مشاريع مترو الأنفاق والجر الكهربائي، مشيراً إلى أن شركات فرنسية كبرى مثل "فينسي"، "ألستوم"، و"بويج" شاركت في تنفيذ المراحل المختلفة من خطوط المترو منذ الثمانينيات، وتواصل اليوم تعاونها في مشروعات استراتيجية جديدة.

وكشف الوزير عن التعاون الجاري مع شركة "ألستوم" لإنشاء مجمع صناعي ضخم بمدينة برج العرب على مساحة 40 فداناً، يضم مصنعين أحدهما لإنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية، والآخر لإنتاج جميع أنواع الوحدات المتحركة، مؤكدًا أن المشروع يأتي في إطار توجيهات الرئيس السيسي بتوطين الصناعات الاستراتيجية في مصر وتوفير آلاف فرص العمل وتعزيز الصادرات إلى أفريقيا والشرق الأوسط.

وأوضح كامل الوزير أن الحكومة المصرية حريصة على خلق بيئة استثمارية جاذبة، ما يفتح الباب لضخ استثمارات فرنسية جديدة في مجالات النقل، والطاقة المتجددة، وصناعة السيارات الكهربائية، خاصة في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، ضمن نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ومن المنتظر أن تُعقد خلال الأيام المقبلة اجتماعات مكثفة مع وفد كبرى الشركات الفرنسية المرافق للرئيس ماكرون، لبحث إنشاء مصانع جديدة أو التوسع في الأنشطة الصناعية الحالية في مصر، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للصناعة والتصدير.

واختُتمت الزيارة بتأكيد الجانبين المصري والفرنسي على التزامهما بتعزيز الشراكة الثنائية في مشروعات التنمية المستدامة، وتحقيق التكامل في مجالات التكنولوجيا والنقل والصناعة، بما يحقق المصالح المشتركة ويخدم مستقبل الأجيال القادمة في البلدين.