سمر العربي تكتب: حرب تكسير العظام بين أوبك+ وامريكا
في أواخر عام 2021، اندلعت حرب تكسير العظام بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك+" والولايات المتحدة الأمريكية. بدأت الحرب عندما رفضت أوبك + طلب الولايات المتحدة بزيادة الإمدادات النفطية بشكل أكبر لمقابلة الطلب المتزايد على الخام الأسود.
كانت الولايات المتحدة تسعى إلى خفض أسعار النفط من أجل تخفيف التضخم، الذي كان يرتفع بسرعة في ذلك الوقت. كانت أوبك+، التي تسيطر على حوالي 40٪ من الإمدادات العالمية للنفط، ترغب في الحفاظ على أسعار النفط مرتفعة للحفاظ علي إيراداتها
ردًا على رفض أوبك+، أعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك الهند واليابان وكوريا الجنوبية، أنها ستفرج عن ملايين البراميل من النفط من احتياطياتها الاستراتيجية. كان الهدف من هذه الخطوة هو زيادة الإمدادات النفطية العالمية وخفض الأسعار.
ردت أوبك+ بالإعلان عن أنها ستزيد الإنتاج بشكل طفيف فقط. كما أعلنت أنها ستتراجع عن خططها السابقة لزيادة الإنتاج بشكل أكبر في عام 2023.
أدى هذا التبادل بين أوبك+ والولايات المتحدة إلى اضطراب الأسواق النفطية. ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد في البداية، ثم تراجعت بعد ذلك.
منذ ايام أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرا توقعت فيه أن تنخفض أسعار النفط فى 2024، حتى مع التخفيضات الطوعية من جانب دول تحالف أوبك+، كما قلصت تقديراتها لإنتاج الخام فى الولايات المتحدة.
ووفق التقرير، من المتوقع أن يسجل متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 78.07 دولار للبرميل خلال 2024، بانخفاض 12.5% عن تقديرات نوفمبر2023 البالغة 89.24 دولار للبرميل.
يأتي ذلك في الوقت التي تستمر فيه أوبك + بسياستها بخفض الإنتاج للوصول بسعر البرميل الي 100 دولار
الآثار الاقتصادية لحرب تكسير العظام
كانت لحرب تكسير العظام آثار اقتصادية كبيرة على العالم. أدت إلى ارتفاع أسعار النفط، مما أدى إلى زيادة التضخم في العديد من البلدان. كما أدت إلى زيادة عدم اليقين الاقتصادي، مما أدى إلى تثبيط الاستثمار والنمو الاقتصادي.
المستقبل غير المؤكد للحرب
لا يزال من غير الواضح كيف ستنتهي حرب تكسير العظام. يمكن أن تستمر الحرب لفترة طويلة، مما يؤدي إلى مزيد من عدم اليقين الاقتصادي والتضخم. من الممكن أيضًا أن تصل الحرب إلى طريق مسدود، مما يؤدي إلى استقرار أسعار النفط عند مستويات أعلى من المعتاد.
العوامل التي يمكن أن تؤثر على نتائج الحرب
هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على نتائج حرب تكسير العظام. أحد العوامل هو الطلب العالمي على النفط. إذا استمر الطلب على النفط في الارتفاع، فقد تضطر أوبك+ إلى زيادة الإنتاج بشكل أكبر.
عامل آخر هو السياسة الأمريكية. إذا قررت الولايات المتحدة زيادة إنتاجها النفطي، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الإمدادات العالمية للنفط وخفض الأسعار.
أخيرًا، من المهم أيضًا مراعاة العوامل الجيوسياسية. إذا حدثت اضطرابات في البلدان المنتجة للنفط، فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب الأسواق النفطية وارتفاع الأسعار.