الثلاثاء 15 أبريل 2025

هل سمعت من قبل عن عملاقٍ يعيش تحت الأرض؟

باور بريس

 

لا ليست أسطورة نحن لا نتحدث عن مخلوق خيالي بل عن كيان حقيقي ينبض يوميًا في عمق الصحراء الشرقية للمملكة العربية السعودية.

 اسمه "الغوار"... أكبر حقل نفط بري على سطح الكوكب.

ربما تظن أن الأرقام وحدها هي ما يمنحه الأهمية لكن الحقيقة أعمق بكثير.

- أين يقع هذا العملاق؟
يمتد الغوار على مساحة شاسعة تبدأ من مدينة الأحساء وتصل حتى جنوب شرق العاصمة الرياض. 

تخيل امتدادًا طوله أكثر من 240 كيلومترًا، وعرضه 40 كيلومترًا مساحة توازي حجم دولة صغيرة، لكنها تحت الرمال.

- ومتى استيقظ هذا العملاق؟
في عام 1948، كانت الرمال تخفي سرًّا عظيمًا، حتى جاء الجيولوجي الأمريكي "إيرني بيرغ"، وأعد خرائط تحت إشراف كبير الجيولوجيين في أرامكو "ماكس ستينكي" ومن هذه اللحظة، بدأت القصة.

- ماذا وُجد هناك؟
وجدوا خزانًا نفطيًا هو الأكبر في العالم. 1.3 مليون فدان يحتوي على ثروة لا تُقدّر بثمن وهنا قررت المملكة أن تمدّ يدها لاستخراج كنزها الأسود.

- هل ما زال الحقل ينتج؟
ليس فقط يُنتج بل يمدّ العالم بنحو 3.8 إلى 3.9 مليون برميل يوميًا. 

نعم، كل يوم وهو ما يعادل تقريبًا ثلث إنتاج السعودية من النفط الخام.

- ألم يتعب بعد كل هذه السنوات؟
منذ عام 1951 والغوار لم يتوقف.ة لقد أخرج من جوفه أكثر من 96 مليار برميل ومع ذلك ما زال يحتفظ باحتياطيات تقدّر بـ49.9 مليار برميل قابلة للاستخراج بحسب أرقام أرامكو الأخيرة في مايو 2023.

- وهل هناك مناطق معينة داخل الحقل؟
نعم، هناك ست مناطق رئيسية ولكل واحدة منها اسمها ودورها: فزران، عين دار، شدقم، العثمانية، الحوية، وحرض. كل منها كأنها محطة داخل شبكة عملاقة لا ترى منها شيئًا وأنت تنظر إلى الرمال.

- ولماذا يهم العالم كلّه؟
لأن الغوار لا يُغذّي السعودية فقط بل يُسهم في استقرار السوق العالمية بأكملها في كل مرة تتقلب فيها أسعار النفط تُرفع العيون نحو المملكة... وتحديدًا نحو الغوار.

- ماذا عن المستقبل؟
رغم كل الاكتشافات الجديدة ورغم تحوّل العالم إلى الطاقة المتجددة يبقى الغوار ورقة رابحة في يد السعودية، وسلاحًا اقتصاديًا صامتًا يُستخدم بعناية... عندما تُعاد صياغة التوازنات الدولية.