الأحد 22 ديسمبر 2024

دكتورة وفاء علي تكتب:مكانة مصر الدولية والإقليمية ..ومنتدى غاز شرق المتوسط

باور بريس

يعد منتدى غاز شرق المتوسط أحد أهم أشكال التحالفات الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية فى المنطقة حتى اللحظة والتى ظهرت أبعاده على ظلال الأزمة الروسية الأوكرانية والذى بدأ التفكير فيه منذ القمة الثلاثية بين الرئيس المصرى واليونانى والقبرصى بجزيرة كريت فى ٢٠١٨ على إتفاق بتدشينه فى القاهرة والذى يضم مصر وقبرص واليونان وإيطاليا وفلسطين والأردن وإسرائيل ومر منتدى غاز شرق المتوسط بعدة مراحل إلى أن تحول إلى منظمة دولية تستطيع أن تدافع عن حقوق دول الأعضاء وكذلك الوفاء بواجباتهم ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية كمراقب منذ تضمن الحوار بين مصر وأمريكا ملف الطاقة وأيضا فرنسا والإمارات العربية وكذلك البنك الدولي 

 ويسعى المنتدى إلى المحافظة على الثروات الهيدروكربونية للدول المنتجة والمصدرة والمحتملة ودول ممرات العبور للاستفادة منها في سواء في الحاضر أو المستقبل حيث أن الغاز يفتح نوعا من التنافس الاقتصادي على الغاز الطبيعي وهو عامل جديد قد يوثر على طبيعة العلاقات السياسية بين دول المتوسط فعلى خلفية اكتشافات المتوسط تسائل الجميع ماذا ستفعل مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي فى هذه الثروة المكتشفة هل ستكون وسيلة لتأجيج الصراعات فى المنطقة أم ماذا ؟ولكن كان هناك الفكر والإبداع المصرى الجديد ليحقق هدف استراتيجي جديد لمصر إلا وهو" منتدى غاز شرق المتوسط"،فقد حول السيد الرئيس والعاملين فى هذا القطاع التاجيج المنتظر إلى هدف لخدمة السلام الاقتصادي وشعوب المنطقة خصوصاً مع تغير قواعد اللعبة فى المنطقة والعالم بأسره .

 

وأصبحت انعكاسات التعاون فى مجالات تصدير الطاقة تلعب دورا مهما في تعزيز مكانة مصر الدولية والإقليمية فقد فرضت مصر نفسها كرقم مهم فى معادلة الطاقة الدولية وفاعلا قويا في استراتيجيات الأحلاف السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث أعدت نفسها بعواملها الجيوسياسية والإستراتيجية أن يكون مركزا إقليميا للطاقة استغلالا للاكتشافات الجديدة من الثروات الغازية فى شرق المتوسط خصوصٱ بعد مرحلة الإكتفاء الذاتى فى ٢٠١٨ .
تعيد بناء الجغرافيا فى المنطقة بأسرها وتدخل نادى الكبار للطاقة من أوسع أبوابه كما أن الإدارة الرشيدة والأداء المؤسسى الناجح فى هذا القطاع بالإضافة إلى الدبلوماسية الرئاسية والزخم السياسى الذى يقوده السيد الرئيس أساس نجاح هذا الملف مماجعل مصر محط أنظار العالم أجمع خصوصٱ دول الإتحاد الأوروبي كشريك هام ولاعب أساسى على المسرح الجيوسياسي العالمى  فمصر هى الضامن الوحيد والأهم لأمن أوروبا في منطقة المتوسط ونقطة ارتكاز هامة كمركز اقليمى لتداول الطاقة.

 
الغاز هو همزة الوصل بين موردى الغاز ومستهلكيه المنفصلين جغرافيا كما أنه ثروة الأجيال القادمة ولابد من المحافظة عليه ولا يفوتنا فى هذا المقام أن هناك دول فى منتدى غاز شرق المتوسط أعضاء فى الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو وهى قبرص وايطاليا واليونان وهذه الدول تتمتع بعلاقات ممتازة مع جيرانها ومواطنيها وعندما تتخذ أى قرار بشأن الطاقة ومساراتها يكون بمؤازرة شعوبها وحلف الناتو لأن مصر حليف مهم ولاننسى حديث السيد الرئيس فى هذا الشأن عندما قال إن المصير المشترك أهم من المصالح المشتركة لذلك جاء اتفاق مصر أيضا من خلال المنتدى مع قبرص على مد خط بحري من حقل افرويت من الدولة المالكة له وهى قبرص إلى مصر إلى معملى الإسالة بإدكو ودمياط ثم العودة مرة أخرى لتستفيد منه ٨ دول أوروبا بتكلفة تصل إلى مليار دولار طول يبلغ ٣٨٠ كم لتكون مصر البوابة الذهبية لتصدير الغاز إلى أوروبا كلها وجزء رئيسى من أهداف المنتدى الذى تعددت اهدافه *كرقم مهم فى تأمين عائدات البترول للمنطقة *وتوفير أمن الطاقة وممراتها والعملية *والعملية اللوجستية لنقل وتداول الغاز وتسييله وانشاء *سوق اقليمى للغاز ومنطقة أوبك جديدة ولكن للغاز وهى أهم أهداف منتدى غاز شرق المتوسط لقد رتبت مصر أولوياتها فى هذا الملف وهو ما ساعدها على تحقيق أحلامها سريعاً باستقرارها السياسى وكذلك بنيتها التحتية القوية وكذلك بنيتها التشريعية لاستغلال الفائض من الغاز سواء محليا أو عالميا فجاء تصدير الغاز المسال ليفتح آفاق جديدة نحو تعظيم دور مصر كمركز اقليمى لتداول الطاقة .


ومن جواهر المعانى أن مصر لا تبحث عن دور وإنما الدور هو الذى يبحث عنها ولذلك على ظلال الأزمة الروسية الأوكرانية اتجهت أنظار العالم أجمع إلى مصر بعد قرارات الإتحاد الأوروبي وأمريكا بخفض الإمدادات من الطاقة 
وهنا يبرز دور مصر فى كيفية استخدام ادواتها الجيوإقتصادية من خلال منتدى غاز شرق المتوسط للمساهمة فى تأمين احتياجات الأسواق العالمية مع تنامى الطلب فى الأسواق الأوربية على ألغاز المسال حيث تمتلك مصر بنية تحتية قوية ولديها معامل الإسالة وموانئ تؤهلها للقيام بهذا الدور وفتحت آفاق التصدير  حافظت مصر على الاستدامة وإدارة الطلب وتأمين مصادر الطاقة كما أن لديها مايسمى بالميزة الأولى وهو إمكانية التطور التقنى والتصنيع المحلى لهذه الصناعة فى كل مراحل القيمة المضافة .


إن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل امتلاك عناصر القوة الشاملة بما تمتلكه مصر من قدرات اقتصادية وتثبت القدرة على استخدامها مما تتملكه من قدرات سياسية وعسكرية فى مؤشر قدراتها الصلبة بالإضافة إلى قدراتها على التعاون الدولى خصوصا فى مجال الطاقة والذى يسمح للبلاد بالتأثير والسيطرة على الفاعلين في الأحداث من خلال منتدى غاز شرق المتوسط لهدف استراتيجى جديد لمصر