شاب مصري يبتكر "موقد الطبخ الهيدروجيني" ليحدث نقلة نوعية في استخدام الطاقة البديلة
من قلب صعيد مصر، وتحديدًا في قرية "المعنا" بمحافظة قنا، برز الشاب محمد عبد الله السني، خريج كلية التجارة دفعة 2006، كمبتكر طموح يسعى لتغيير شكل استخدام الطاقة في المنازل والورش. ينتمي محمد إلى عائلة لها جذور عريقة في المنطقة وعلى الرغم من خلفيته الدراسية في التجارة، إلا أن شغفه بالابتكار قاده إلى تطوير جهاز أطلق عليه الاسم العلمي "Hydrogen Cooking Stove" أو "موقد الطبخ الهيدروجيني"، وهو ابتكار يدمج بين الكفاءة، الأمان، والتوفير.
اختراع من أجل المستقبل
انطلق محمد بفكرته منذ سنوات، مستلهمًا شغفه بمجال الطاقة البديلة منذ فترة الثانوية العامة. وقد نجح في تصميم جهاز يعتمد على تحويل الماء إلى غاز الهيدروجين ليعمل كبديل آمن ومُوفر عن الوقود التقليدي. وأوضح محمد أن الجهاز، الذي يجمع بين وظيفة البوتاجاز ولمبة اللحام، يمثل نقلة نوعية في مجال الأجهزة المنزلية والورش، إذ يمكن تشغيله باستخدام لتر واحد من الماء يكفي لمدة تصل إلى شهر ونصف، دون الحاجة إلى أنواع مياه خاصة.
ابتكار آمن وموفر للطاقة
أكد محمد أن جهازه يتميز بالأمان الكامل، حيث إن غاز الهيدروجين المستخدم غير سام، ولا يشكل خطرًا حتى في حالة حدوث تسريب. كما أشار إلى أن تكلفة تشغيل الجهاز منخفضة للغاية مقارنة بالأسطوانات التقليدية المستخدمة في المنازل أو الورش.
رسالة وطموح
يحلم محمد بأن يصل ابتكاره إلى المصانع والشركات في مصر والوطن العربي، مؤكدًا أن تكلفة تصنيع الجهاز لا تتجاوز 5000 جنيه، مما يجعله حلاً عمليًا ومستدامًا للأسر وأصحاب الورش. وأضاف أنه يرحب بمشاركة المعرفة مع الشباب لتبني الفكرة وتطويرها، مع الحفاظ على حقوقه الفكرية.
محمد عبد الله السني ليس مجرد مبتكر، بل هو نموذج للشاب المصري الذي يُثبت أن الحلم والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى إنجازات تسهم في تحسين حياة الناس وتوفير بدائل أكثر كفاءة لمستقبل أفضل.