دكتور عبد الله العوضي يكتب:غزة..صفقة القرن إلى صفقة " الرهائن " ؟!
بصمة سلام …ام وصمة حرب
غزة عند " كوشنر " صهر ترامب العائد إلى المربع الأول الذي حكم به أميركا ، روضة غناء في عام 2019 ، حلم دسته إسرائيل في التراب و دفن تحته شعب لم يرتكب في حق اليهود أي إبادة أو اضطراب .
أين ذهب السبعين مليار دولار ، الميزانية التي رصدها ذاك الصهر لهذا الصَّهر بالنار و الرصاص ، أين هرب الإقتصاد المأمول من الوسط فجأة و التنمية المستدامة و رغد العيش في كنف إسرائيل و حضنها الحارق للأحزان المتجمدة في قلوب الأطفال الرضع قبل الشيوخ الركع و لا البهائم الرتع ؟!
ستة أعوام مرت على هذا " الحُلم " الغربي " ، الذي أذابته إسرائيل في وحل غزة التي تبحث فيه عن أسراها بعد أن قتلت برصاصها معظمهم ، و تدعي زيادة قيمتهم ، ذهبت صفقة القرن أدراج رياح السياسة العاتية و حلت محلها صفقة الرهائن التي تتعرض للمماطلة الإسرائيلية المعهودة متذ أكثر من عام ، و عدد الأسرى في نقصان و هوان إسرائيلي مهين لكل قيمة تمت إلى الإنسانية بصلة معتبرة حتى لدى مملكة الحيوان ؟!
لن نعود مع صفقة الرهائن إلى العام 2023 ، فقد بلعتها عملية التسويف الإسرائيلية الغارقة في التعمد بمبررات واهية و غير قادرة على الصمود أمام الحقائق التي تفضحها الكاميرات ليل نهار ؟!
من المهم جدا معرفة الورطة الأميركية و ليست " الورقة " كما كان يطلق عليها في السابق ، عندما قررت خوض الحرب مع ربيبتها إسرائيل ، بعد مرور عام على هذه الحرب القذرة يقول في تصريح له :
" بايدن" دعم إسرائيل لكنه دفع الثمن عالميًا وفي الولايات المتحدة ، لكن " نتنياهو" واصل عرقلة الوصول لوقف إطلاق النار في غزة، ووضعنا في موقف صعب .
و الحرب بين إسرائيل و"حماس" أصبحت أولوية في سياستنا الخارجية سواء أردنا ذلك أم لا ( بوليتيكو - 7 / 10 / 2024 )
هل تستحق إسرائيل هذا العناء الأميركي ، مع دولة مصنوعة بشق الأنفس و مغروزة غرزا عنوة ؟!
الداخل الإسرائيلي هو الأشد استياء و لو بسبب الصراع على السلطة مثل أي حكومة منتخبة ، فزعيم زعيم المعارضة الإسرائيلية يرى بأن : الكارثة الأكبر التي ألمت بشعب إسرائيل منذ إقامتها حدثت في عهد الحكومة الحالية ( 7 / 10 / 2024 )
الرهائن.. الذريعة و الذراع
جعلت إسرائيل من قصة الرهائن ذريعة و ذراعا ممتدة لتدمير غزة بما فيها بدعوى وجد الرهائن من تحت ركامها الذي لم يسلم من " القتل " .
قتل " السنوار " و لم يجدوا أي رهينة في بيته ، هذا ذكره موقع "والا" الإسرائيلي أنه : لم يتم العثور على رهائن في المنزل الذي قتل فيه "السنوار" ، و مع ذلك اعتبرت
القناة الـ13 الإسرائيلية بأن : مقتل "السنوار" سيساعد في إبرام صفقة تبادل . ( 17 / 10 / 2024 )
مر على هذا الحدث قرابة ثلاثة أشهر و لم نشتم لصفقة الرهائن رائحة غير المزيد من القتل في صفوفهم و بأيديهم و ليس أيدي المقاومة ؟!
تخوض إسرائيل معركة من نوع آخر للوصول إلى صفقة للرهائن ترضيها مع استمرارها في حرب غزة التي لم يعد فيها شيئا للقتل !
بعد أن ماتت هذه الصفقة منذ ولادتها ، رئيس " الشاباك" سارع إلى الإلتقاء برئيس المخابرات المصرية في القاهرة، وتناولا سبل إحياء صفقة إطلاق المختطفين ( هيئة البث الإسرائيلية - 20 / 10 / 2024 )
و لم تكتف بذلك بل تريد المساومة على جثة " السنوار " لمزيد من الضغط على المقاومة ، هناك تقديرات بأن إسرائيل ستستخدم جثة "السنوار" كورقة مساومة مهمة جدًا في المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين ( موقع " و اللا " الإسرائيلي - 20 / 10 / 2024 )
لم تترك إسرائيل وسيلة لابتزاز الصفقة، و مع ذلك، عندما تقترب اللقمة من فهمها، ترفض بلعها فضلا عن هضمها .
فن .. المماطلة !
شهور طويلة مرت ، و لكن فن المماطلة كان أطول باعا من تلك الفترة الزمنية، ففي كل خطوة قريبة من خط النهاية، يضع نتنياهو لعبة الأفعى و السلم في طريق الحل .
رغم التحذير الصادر عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي : من أن العمليات البرية للجيش في غزة وصلت إلى "نقطة استنفاد"، ما يتطلب اتخاذ "قرارات صعبة"، منها إنهاء القتال والسعي إلى صفقة تبادل أسرى ( القناة 13 الإسرائيلية - 8 / 1 / 2025 )
و الأشد غرابة في سلوك نتنياهو، أنه عندما يجتمع مع " الكابينيت " و يتفق مع الأعضاء على أمر جامع ، و لكن غير مانع لرئيس الحكومة من تغيير رأيه عندما يكون خارج الإجتماع.
و لكن على الأرض أذن من طين و أخرى من عجين ، فإن اللواء "401" مدرع، التابع للجيش الإسرائيلي، خرج من شمال قطاع "غزة" بعد بقائه فيها مدة سنة و3 أشهر، وسيحل مكانه اللواء "188"، ما يُشير إلى أن الجيش يستعد للبقاء لفترة طويلة في "غزة" ( هيئة البث الإسرائيلية - 8 / 1 / 2025 )
إسرائيل لا زالت تفسر الماء بعد الجهد بالماء، لغرض الإغراق في بحر المماطلة لا غير ، رغم قتلها اليومي للرهائن و هي في طريقها إلى قتل سكان غزة قبل أفراد المقاومة لأنها مندسة تحت الأرض .
اسرائيل تمسح الأرض و ما عليها من البشر و الحجر منذ أكثر من عام و ثلاثة أشهر، و لم تصل إلى الهدف الأسمى في إطلاق سراح الأسرى ؟!
الآن يعاد الحديث حول وثيقة التفاوض التي مر عليها قرابة ستة أشهر، أي منذ يوليو الماضي 2024 !
محتويات .. الوثيقة
نلقي نظرة سريعة على محتويات تلك الوثيقة المؤجل تنفيذها إلى حين .
الوثيقة تتضمن مقترح الانسحاب من "محور نتساريم" والمساعدات الإنسانية وتحرير الأسرى على مراحل ، و هدف الاتفاق هو إطلاق سراح كافة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة ، بالمقابل يُطلق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، وتتم استعادة الهدوء المستدام الذي سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار ، ذلك مقابل إطلاق الرهائن تنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ويعاد إعمار القطاع ( هيئة البث الإسرائيلية - 8 / 1 / 2025 )
نلحظ بعد تلك المماطلة المطاطة ، هناك هرولة من كافة الأطراف للإسراع في إبرام هذه الصفقة المؤجلة منذ شهور فاقمت حدة الأزمة في غزة من كل الجوانب .
الطرف العربي و على رأسه مصر ، لقد صرح الرئيس السيسي قوله :
نعمل على وقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع .
لأول مرة تمر كلمة " تفاؤل " على خاطر الإسرائيليين نقلًا عن مصادر: تفاؤل لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن احتمال التوصل إلى صفقة تبادل ( القناة 12 الإسرائيلية - 10 / 1 / 2025 )
أما طرفي المفاوضات كما نُقل
عن مصادر أجنبية بأن : إسرائيل و"حماس" ناقشتا إمكانية وقف إطلاق نار دائم لخلق الاستمرارية بين مراحل الاتفاق ( هيئة البث - 10 / 1 / 2025 )
و خيط التفاؤل امتد إلى أيام معدودات من بقية رئاسة " بايدن لأميركا ، حيث أعلن البيت الأبيض بأن : "بايدن" سيتحدث إلى "نتنياهو" بشأن مفاوضات غزة ، أن
" سوليفان": قد نتوصل إلى صفقة في غزة قبل 20 يناير ( 12 / 1 / 2025 )
العودة .. للحرب ؟!
هناك صراع داخل إسرائيل، حول مسألة وقف القتال يعني " هدنة مؤقتة " إلى حين الإنتهاء من قضية الرهائن ، ثم العودة إلى الحرب .
نقلًا عن مصدر أمني : إسرائيل متمسكة بمطلب عدم الالتزام بإنهاء الحرب في إطار الاتفاق ، و هي تصر على مطلبها بالوجود في محور "فيلادلفيا" خلال وقف إطلاق النار ، و هناك تقدم في محادثات "الدوحة" لكن لا تزال هناك فجوات ( يسرائيل هيوم - 13 / 1 / 2025 )( 204 )
هذه التفاصيل مربكة للتوصل إلى اتفاق واضح لا لبس فيه ، حتى أن
البيت الأبيض: صرح بأن " بايدن" بحث مع "نتنياهو" مفاوضات "الدوحة" لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن استنادا إلى خطته لمايو 2024 ، و قد أكد لـ"نتنياهو" الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار بغزة وإعادة الرهائن وتعزيز المساعدات الإنسانية . ( 12 / 1 / 2025 )
لن .. و لا
في هذه الجولة من المفاوضات تتكاثر كلمة " لن " الإسرائيلية و كلمة " نعم و لكن " و كلمة " لا " بالجزم أو ب " الجزمة " ؟!
عن مسؤولين إسرائيليين أنه : لن يكون هناك اتفاق من دون قائمة بأسماء الرهائن الأحياء ، أما وزير الدفاع فيصرح بأنه : إذا لم تنفذ صفقة الرهائن بحلول 20 يناير فلا بد من هزيمة "حماس" ( نيويورك تايمز - 12 / 1 / 2025 )
كيف نردم الفجوة بين المواقف المتناقضة بين أفراد الحكومة الإسرائيلية التي بدأت تهرول من إتمام الصفقة في أيام معدودات على ترامب لإهدائها إليه يوم تنصيبه .
عرفنا موقف وزير الدفاع الإسرائيلي ، و لكن لوزير خارجيتها رأي مختلف فهو يقول أن : هناك تقدم في المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ونعمل بشكل مكثف لإنجاز الصفقة قريبًا ، أما وزير المالية فقد ذهب إلى الإتجاه المعاكس حيث صرح بأنه : لن نكون جزءًا من صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار "الإرهابيين"، ووقف الحرب، وإهدار الإنجازات التي تحققت .
ترى من يملك التوفيق بين تلك المواقف في ذات الحكومة ، و من الضحية النهائية لهذه التناقضات الصارخة في الوقت يعيش العالم الغربي نفحة من التفاؤل الحذر ؟!
صرحت الخارجية الألمانية بأننا : ندعم بشدة جهود شركائنا الذين يتفاوضون في الدوحة ونأمل أن تصل هذه المفاوضات إلى نتيجة ( 13 / 1 / 2025 )
نلحظ خطوات تمهيدية نحو الصفقة ، و في نفس الوقت وضع بعض الحجارة على الطريق لخلق العراقيل كما هو معتاد منذ شهور ؟!
الجيش الإسرائيلي قام بتفكيك 3 نقاط عسكرية في غزة ( الشرق - 14 / 1 / 2025 )
هذا من الجانب العسكري ، أما من الناحية السياسية حسب مصدر سياسي إسرائيلي بأن : " تل أبيب
لن تسلم "حماس" جثمان "يحيى السنوار" .
و لكن إسرائيل ذاتها لن تتنازل عن ذرة من رفات أي أسير أو رهينة أو مختطف .
وفق مسؤول إسرائيلي قوله بأننا :
ندير المفاوضات دون معرفة أيّ شيء عن وضع الرهائن و"حماس" لم تعط إجابات واضحة عنهم .
و أما التحول في موقف "نتنياهو" بشأن المفاوضات جاء لأن إنهاء الحرب بات أولوية بالنسبة لـ"ترامب" ( فايننشال تايمز - 14 / 1 / 2025 )
وجود تفاؤل حذر بشأن إمكانية تحقيق انفراجة و التوصل إلى اتفاق مع بقاء سيناريو تعثر المفاوضات " احتمالا قائما " .
ظهور تقديرات بعدم تسرع الأحزاب اليمينية المتطرفة في اسقاط الحكومة ، نظرا لمصلحتها في الإستفادة من فترة إدارة " ترامب " المقبلة في ملف الإستيطان .
توافق بين الإدارة الأميركية الحالية و المرتقبة بشان تسريع إنجاز الصفقة مما يبرز وجود مسار جدي لدفعها . ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية- 13 / 1 / 2025 )
أما في الميدان و على الأرض الصورة مختلفة ، لا تعليمات من المستوى السياسي للانسحاب من غزة حتى الآن ( يديعوت أحرونوت - 15 / 1 / 2025 ) , و مصلحة السجون الإسرائيلية تتابع عن كثب تقدم المفاوضات ( القناة 14 الإسرائيلية - 15 / 1 / 2025 )
المنطقة العازلة حول غزة ستكون بطول 60 كلم وعرض 800 متر ( هيئة البث الإسرائيلية - 15 / 1 / 2025 )
الصفقة .. مع الغارات ؟!
تتسارع نبضات قلب " الصفقة " ، مع تراكم نقاط الخلاف حتى بعد الإعلان عن الإتفاق ، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي قوله بأن : تقدم بمفاوضات حل الخلاف الخاص بهوية الأسرى الفلسطينيين ونعمل على التوصل لحل ( يديعوت أحرونوت - 16 / 1 / 2025 )307
و كذلك نقلًا عن مسؤول إسرائيلي بأن : : "اتفاق غزة" قد يدخل حيز التنفيذ الأحد ، 19 / 1 / 2025 -12:15 ظهرًا ( العربية - 16 / 1 / 2025 )
و في ذات الظرف الحرج سلاح الجو أغار على 50 هدفًا في عموم قطاع غزة في الساعات الـ"24" الأخيرة ( الجيش الإسرائيلي - 16 / 1 / 2025 )
إسرائيل تعمدت استهداف المستشفيات والمساكن وعمال الإغاثة ودمرت المدارس والمخيمات في "غزة" ( هيومن رايتس ووتش - 16 / 1 / 2025 )
نصدق من في هذا السياق المليء بقلق الغموض ، الحكومة الإسرائيلية عادت من جديد لممارسة لعبة الصعود بالسلم مع تربص الأفعى بالصاعد .
المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يصرح بأنه : لا اتفاق حاليًا وسنواصل سيطرتنا في "غزة"
و إسرائيل ستنتقل من استراتيجية عسكرية إلى استراتيجية سياسية في غزة ، لذا لا يمكن القبول بدولة فلسطينية تهدف لتدمير إسرائيل
و مع ذلك نأمل تخطي العقبات أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة و نؤكد بأن " حماس" لن تحكم "غزة" ( 16 / 1 / 2025 )
محرقة غزة ، أم محرقة كاليفورنيا!
و كأن هذا الاتفاق لم يبرم مع المقاومة بجميع فصائلها ؟!
لم يبق سعة من الوقت للقاء الموعد النهائي لتنفيذ الاتفاق و إن قامت إسرائيل بخرقه قبل اتساعه .
بدأت الأخبار العالمية تتوحد في خبر واحد يلتف حول حفل تنصيب " ترامب " الذي قارن بين محرقة " غزة " بحرائق كاليفورنيا التي هزت أركان سلطته قبل يوم ولاته الثانية لحكم أميركا ؟!
نقلًا عن مصدر أميركي قوله بأن : الخلافات النهائية حول صفقة غزة تم حلها ، و وزير الخارجية الأميركية ينتظر بلهف عند بوابة " غزة " ساعة إطلاق سراح أميركيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
و نقلًا عن مسؤول إسرائيلي قوله بأن : المجلس الوزاري سيجتمع في 17 / 1 / 2025 لبحث الموافقة على صفقة الرهائن ( أكسيوس و هيئة البث الإسرائيلية - 16 / 1 / 2025 )
ليس من السهل ملاحقة هذا الحدث المفصلي و المليء بالمفاجآت غير المتوقعة من الطرف الإسرائيلي على وجه الدقة .
لا نعرف إن الزمن سيسبقنا إلى النتائج التي يترقبها كل محبي السلام في العالم ، أو نستطيع أن نسبق الزمن لإعلان انتصارالحق الفلسطيني المشروع ؟!
يهمنا وضع الداخل الإسرائيلي في لحظات صعبة ، خرجت السياسة عن طورها لكي يحل انتقام النازية محلها !
أول ارتداد زلزال الصفقة هزت وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي قدم استقالته من الحكومة
في حين يرى آخرون بأن : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد يشكل أساسًا لإنهاء الحرب وجلب الأمن لإسرائيل ، و أما "سموتريتش" سوف يجتمع مع "نتنياهو" في محاولة لتقليص الخلافات بشأن الصفقة ( يديعوت أحرونوت و هاريس و وسايل إعلم إسرائيلية - 16 / 1 / 2025 )
أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي فقد شطح في تطرقه اليميني قائلا بأن : الصفقة الحالية تطلق سراح مئات "القتلة" وتقرّ الانسحاب من "فيلادلفيا" ووقف "الحرب" وستنهي كل إنجازاتنا ، أدعو نتنياهو إلى التروي ووقف هذه الصفقة السيئة وعدم إعادتنا للوراء ، و لن نتعاون مع "اليسار" لإسقاط حكومة "نتنياهو" لكن لن نبقى في حكومة تبرم صفقة كهذه ، سأستقيل إذا قبلت الحكومة صفقة غزة ( 16 / 1 / 2025 )
و من ناحية أخرى ، يتوجه وفد يضم كبار مسؤولي "الشاباك" للقاهرة للتنسيق بشأن تنفيذ صفقة الرهائن و " بايدن " الذي يوصف في هذه المرحلة بالبطة العرجاء يقول : واصلنا الضغط على "حماس" من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ، لعل هذه الصفقة تعالج عرجه !
و الغريب في موقف زعيم "المعارضة" الاسرائيلية الذي ابلغ " نتنياهو " رئيس الوزراء الاسرائيلي، أنه مستعد للانضمام الى حكومته لمنع انهيارها في حال انسحب "اليمينيون" منها من اجل الحفاظ على اتفاق الرهائن ( يديعوت أحرونوت ، نيويورك تايمز - 17 / 1 / 2025 )
يبدو ان إدارة " ترامب " حتى قبل التتويج أشد وطأ من اليمين المتطرف في إسرائيل ، فكيف يكون وضعها فيما بعد و طوال الفترة المقبلة ؟!
نلتفت قليلا إلى تصريحات مايك والتز، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب و لغته الخارجة عن الطور المعهود يقول : حماس لن تعود إلى النزعة العسكرية ولن تحكم قطاع غزة مجددًا ، و
أوضحنا للإسرائيليين أنه إن لم تلتزم حماس بالاتفاق فسنكون معهم في الحرب ( 16 / 1 / 2025 )
بصمة سلام .. أم وصمة عار !
طوال الشهور الماضية و حتى ساعة الإتفاق الجاري من يخترق الحدود و يحرق غزة ، يبدو ان أميركا بدأت تفقد بوصلتها السياسية و كذلك وعيها باستحقاقات المرحلة الراهنة ، و ليس مشاركتها في الحرب هي الحل ، بل هي " وصمة " عار سياسية ، بدل أن تساهم في " بصمة " سلام العالم الحر كله يبحث عنه في كمن يبحث عن الإبرة في قشة التي تقصم ظهر البعير ، أو الشعرة البيضاء في وسط الحليب الأبيض ؟!
لم ينجح " نتنياهو " طوال فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية و لو لمرة واحدة ، في اختبار السلوك فهو مطالب اليوم إن لم يفز بفترة رئاسة جديدة ، مصيره هو و زوجته الزنزانة لذلك يحاول الهروب إلى الحروب تلو الأخرى لإنقاذ حياته السياسية فحسب.
و حتى عند خط النهاية للوصول إلى هذه الصفقة ، نتنياهو" مارس سياسة الابتزاز في مفاوضات اتفاق غزة وحصل على ما يريده في الصفقة التي ستتم في موعدها .
نتنياهو ثبّت مبدأ "الفيتو" على أسماء الأسرى وكل من تحفظت إسرائيل عليه في مفاوضات الصفقة لن يخرج من السجون الإسرائيلية .
أما بخصوص عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم 260 من أصحاب "المؤبدات" و400 من ذوي الأحكام العالية و 1000من غزة اعتقلوا بعد الـ7 من أكتوبر ( سكاي نيوز عربية - 17 / 1 / 2025 )
بدأت إسرائيل تلعب على أمرين مختلفين ، بل و متناقضين لكسب بعض المسؤولين في حكومة " نتنياهو " ، حتى خالف ذلك شروط الاتفاق ، فوقف القتال لمدة من الهدوء الحذر ، غير وقف الحرب و الدليل على ذلك هو في قبول " نتنياهو" شروط "سموتريتش" بما يتعلق بالعودة للحرب والتحكم بالمساعدات الإنسانية ، يعني العودة إلى المربع الأول ، فما جدوى هذا الإتفاق ، إذا كانت للحرب جولة أخرى بعد يتم تبادل الأسرى بين الطرفين ؟!
و هذا وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد بأنه : سيترك الحكومة الإسرائيلية بسبب اتفاق غزة "الكارثي"
و بهذه الخطوة نحو الإتفاق وزير الدفاع يلغي جميع أوامر الاعتقال الإداري بحق مستوطنين إسرائيليين ، و كأنهم لم يرتكبوا جرما و لا جنحة ، أما عن موعد
الإفراج عن أوائل المخطوفين الإسرائيليين بغزة سيبدأ الساعة الرابعة عصر الأحد الموافق 19 / 1 / 2025 , ( هيئة البث الإسرائيلية و، إعلام إسرائيلي و القناة 12 الإسرائيلية - 17 / 1 / 2025 )
ضمانات .. للحرب
الكلام عن ضمانات العودة للحرب صارت أكثر من ضمانات السلام لاستمرار الصفقة ، هذا ما أبلغ به " نتنياهو " الكابينت عن تلقيه ضمانات من بايدن وترامب بالعودة للقتال إذا فشلت مفاوضات المرحلة الثانية ( الحدث 17 / 1 / 2025 ) , لماذا العودة للقتال بدل العودة للمفاوضات و ترك القتال جانبا ، مع أن كل الإتفاقات السابقة ، تم حرقها قبل خرقها من الطرف الإسرائيلي ، بايدن و ترامب لا حس و لا خبر ؟!
و أخيرا اضطرت إسرائيل للنزول من على الشجرة بعد أن اعترفت بهزيمتها الأولى منذ أكثر من سبعة عقود أمام فصائل المقاومة الفلسطينية التي كما و صفتها بالمخربين و الأشباح التي تخرج أمامهم فجأة من أين لا تعرف ؟!
نعم المقاومة ضحت بالكثير أمام جيوش العالم التقدم في كل شيء إلا أنها متأخرة عن قطار الإنسانية بعشرات القرون !
شجرة .. الزيتون
ماذا خسرت إسرائيل باعترافها أما فصائل لا تملك من السلاح إلا الفتات و من الطعام غير أوراق شجر الزيتون ماذا قال عنه رب العزة و الجلال في كتابه الكريم الذي نحتاج إلى أن نتعلمه من جديد " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( النور - 35)
حتى الساعة لم ترفع إسرائيل عن التعتيم الإعلامي الصارم عن كافة الوسائل ، و الفتات التي تنشر بأوامر عسكرية في دولة تزعم أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط ، و قد خسرت الرهان على هذه الدعاية الفجة لسبعة عقود عجاف مضت و هي تحتاج إلى سبعة قرون لإعادة سبعة سمان ؟!
ماذا خسرت .. إسرائيل ؟!
نلخص على عجل خسائر إسرائيل قبل أن تخرق و تحرق بنود الاتفاق من جديد و تعيد الأوضاع إلى المربع الأول و الصفر على الشمال !
الإعلام الإسرائيلي لم ينشر حتى الآن صور قتلاه خوفا من الداخل و سمعته في الخارج ، و لكن التسريبات تقول بأن العدد في خانة الآلاف التي تذهل العالم الذي لم يسمع عنها في كافة حروبها السابقة مع العرب ؟!
نقول وفق النظريات التي تدرس في أرقى الأكاديميات العسكرية في العالم و خاصة في أميركا و هي أكبر دولة خاضت حروبا في التاريخ منذ الإستقلال عن بريطانيا العظمى ، فحوى تلك النظريات تقول بأن مقابل كل قتيل في الحرب هناك ثلاثة جرحى على الأقل !
هناك قتل من نوع آخر أصاب الإقتصاد الإسرائيلي في مقتل ، قاربت 80 مليار دولار ، هذه الحكومة التي تتسول من أميركا سنويا مساعدات مالية بقيمة تصل إلى ثلاثة مليارات دولار ، فكيف لها أن تردم الفجوة الحالية ، و قد قام بوش الإبن بإيقافها مرة لخلافات بينية ، قامت قيامة إسرائيل حينذاك!
أما الخسارة الأكبر تظهر في هجرة العقول البشرية إلى الخارج ، و التي قاربت مليون إسرائيلي من أصحاب التخصصات الدقيقة ، بسبب العامل الأمني بالدرجة الأولى!
و قد أصاب قرابة عشرين ألف فرد من أفراد الجيش " المقدس " بكافة الأمراض العقلية و النفسية من غير العاهات المستديمة و خاصة العمى من جراء عمليات قنص العيون !
إسرائيل.. و الرمق الأخير ؟!
لسنا من نحكم على إسرائيل بهذا الوضع ، هم أنفسهم يقرون بذلك ، في ( 1 / 11 / 2024 ) , أي قبل أقل من شهرين عن موعد اتفاق وقف إطلاق النار و تبادل الأسرى بين الطرفين ، كتب " آري شيبت " هذا المقال و هو بعنوان "إسرائيل أعلنت أنفاسها الأخيرة " في
صحيفة “هآرتس " العبرية و هو كاتب صهيوني شهير يقول فيه :
يبدو أننا نواجه أصعب شعب في التاريخ ولا حل لهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال .
يبدو أننا تجاوزنا نقطة اللاعودة، ومن الممكن أن “إسرائيل” لم تعد قادرة على إنهاء الاحتلال ووقف الاستعمار وتحقيق السلام. ويبدو أنه لم يعد من الممكن إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذا البلد.
و إذا كان الوضع هكذا ، فليس
هناك طعم للعيش في هذا البلد ، و لا طعم للكتابة في "هآرتس" ، و
لا طعم لقراءة "هآرتس" ، وعلينا أن نفعل ما اقترحه روجل ألفر قبل عامين، وهو مغادرة البلاد... إذا لم تكن "الإسرائيلية" واليهودية عاملاً حيويًا في الهوية، وإذا كان كل "مواطن إسرائيلي لديه جواز سفر أجنبي، فهذا ليس فقط بالمعنى الفني، ولكن أيضًا بالمعنى النفسي، فقد انتهى الأمر .
عليك أن تقول وداعًا لأصدقائك وتنتقل إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس ، من هناك، من أراضي القومية الألمانية المتطرفة الجديدة، أو من أراضي القومية الأميركية المتطرفة الجديدة، لا بد من النظر بهدوء ومراقبة "دولة إسرائيل" وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة .
يجب علينا أن نرجع ثلاث خطوات إلى الوراء ونشاهد سقوط الدولة اليهودية الديمقراطية ، ربمالم يتم حل المشكلة بعد ، ربماأننا لم نتجاوز بعد نقطة اللاعودة من الممكن أنه لا يزال من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستعمار وإصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد .
أضع إصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لإيقاظهم من هذيانهم الصهيوني ،
ترامب وكوشنر وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال ، وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هي التي ستوقف المستعمرات.
إن القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها هي الإسرائيليون أنفسهم، من خلال خلق لغة سياسية جديدة تعترف بواقع وحقيقة أن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض .
أحثك على البحث عن الطريق الثالث لكي تعيش هنا ولا تموت.
منذ وصول "الإسرائيليين" إلى فلسطين، أدركوا أنهم نتيجة كذبة اختلقتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل الخداع حول الشخصية اليهودية عبر التاريخ. .
ومن خلال استغلال وتضخيم ما أسماه هتلر بالهولوكوست، تمكنت الحركة من إقناع العالم بأن فلسطين هي "الأرض الموعودة"، وأن ما يسمى بالهيكل يقع أسفل المسجد الأقصى ، فتحول الذئب إلى خروف يتغذى من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى يصبح وحشا نوويا.
استعان الكاتب بعلماء آثار غربيين ويهود ، وأشهرهم “إسرائيل فلينتشتاين” من جامعة تل أبيب، الذين أكدوا أن “المعبد أيضاً كذبة وأسطورة غير موجودة، وكل الحفريات لقد تم إثباتها." وقد ثبت اختفائه تماما منذ آلاف السنين، وهو ما جاء صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وأكده العديد من علماء الآثار الغربيين.
وكان آخرها عام 1968م على يد عالمة الآثار البريطانية الدكتورة كيتلين كابينوس عندما كانت مديرة الحفريات في المدرسة البريطانية للآثار في القدس. قامت بحفريات في القدس وطُردت من فلسطين بسبب كشفها عن "أساطير إسرائيلية عن وجود آثار لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى".
حيث قررت أنه لا يوجد أي أثر لهيكل سليمان واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون "مبنى إسطبل سليمان" لا علاقة له بسليمان أو بالإسطبلات، بل هو نموذج معماري لقصر. وهي شائعة في عدة مناطق من فلسطين، وذلك على الرغم من أن "كاثلين كينيون" جاءت من جمعية صندوق استكشاف فلسطين، وذلك لتوضيح ما جاء في القصص التوراتية، لأنها أظهرت نشاطا كبيرا في بريطانيا في منتصف القرن التاسع عشر. فيما يتعلق بتاريخ "الشرق الأدنى".
وأشار الكاتب إلى أن. : لعنة الكذب هي ما يؤرق " الإسرائيليين"، ويوما بعد يوم يضربهم في وجوههم على شكل سكين بيد مقدسي أو خليلي أو نابلسي، أو بحجر أو سائق حافلة من يافا، حيفا وعكا.
ويدرك "الإسرائيليون" أنه لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا ، وها هو كاتب آخر يعترف، لا بوجود الشعب الفلسطيني، بل بتفوقه على "الإسرائيليين"، هذا هو جدعون ليفي، اليساري الصهيوني، حين يقول : يبدو أن للفلسطينيين طبيعة مختلفة عن بقية البشرية ، احتلينا أرضهم ولقبنا شبابهم بالعاهرات ومدمني المخدرات، وقلنا أنه ستمضي سنوات قليلة وأنهم سينسون وطنهم وأرضهم، ثم ينفجر جيلهم الأصغر انتفاضة 1987.
وجعلناهم في السجن ، قلنا : سنربيهم في السجن. بعد سنوات، وبعد أن ظنوا أنهم تعلموا الدرس، عادوا إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 التهمت كل ما هو أخضر ويابس.
وقلنا نهدم بيوتهم ، حاصرناهم سنوات طويلة، ثم استخرجوا صواريخ كان من المستحيل استخدامها لمهاجمتنا، رغم الحصار والدمار.
لذلك بدأنا التخطيط لهم بالجدار الفاصل ، والأسلاك الشائكة... وها هم يأتون علينا من تحت الأرض ومن خلال الأنفاق ويلحقون بنا خسائر فادحة.
خلال الحرب الأخيرة حاربناهم بعقولنا ثم استولوا على القمر الصناعي الإسرائيلي (عاموس)؟ إنهم يزرعون الرعب في كل بيت «إسرائيلي» من خلال بث التهديدات والتهديدات، كما حدث عندما تمكن شبابهم من السيطرة على القناة الثانية «الإسرائيلية».
وفي النهاية يبدو أننا نواجه أصعب شعب في التاريخ، ولا حل لهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال . ( عنوان المقال : "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة" الكاتب : آري شيبت - المصدر : صحيفة هآرتس العبرية ( 160 )
الإتفاق.. الزلزال ؟!
من المهم جدا رصد ردود أفعال الداخل الإسرائيلي من اليهود و الصهاينة الذين ملؤوا غزة بالحطام و أطنان من الركام و أنهار من الدماء الزكية ، فهي التي سترسم خارطة إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر ، من النيل إلى الفرات و عرض " نتنياهو " على العالم ذلك بلا استحياء لأنه يعرف الذين عرض عليهم لا نبض للحرية فيهم فضلا عن جرأة الرد على تلك الفرية عبر الأساطير المضللة اتكأ عليها رئيس وزراء إسرائيل المطلوب دوليا على ارتكابه جرائم إبادة جماعية باعتراف " بايدن " قبل يوم واحد من نهاية ولاية مخزية ، هكذا استسلم العدو ، باعتراف قادته .
الصحفي هيلال بيتون روزين- القناة14 العبرية: " من كان يصدق أنه بعد الأيام التي أعقبت (المجزرة المروعة) التي ارتكبوها ضدنا في 7 أكتوبر، و أنه بعد أقل من عام ونصف سنذل أنفسنا أمام من نفذها، ونخضع له، ونعطيه ما يريده لكي يعيد لنا جزءًا ممن اختطفهم منا بهذه الطريقة الوحشية".
وزير الخارجية الأميركي بلينكن:
لا يمكن هزيمة حماس بالحلول العسكرية، وما يجري في شمال غزة دليل على ذلك.
الصحفي الإسرائيلي زيو روبنشتاين: لو كان يحيى السنوار حياً اليوم لأصبح اليوم أباً للأمة العربية.
" يديعوت أحرونوت": نتنياهو فشل سياسيا والجيش ورئيس أركانه فشلا عسكريا بعد 15 شهرا من الحرب.
ألون مزراحي: "حماس أسطورة لأجيال قادمة ولقد انتصرت علينا بل على كل الغرب وصمدت في المواجهة".
يوسي يهوشع-يديعوت:
"لا حاجة لتجميل الواقع، الاتفاق الناشئ هو سيئ لإسرائيل، لكنها لا تملك خيارًا سوى قبوله.
الدولة التي تورطت بعمق في حدث بالغ الخطورة والتعقيد في 7 أكتوبر، عليها التزام أخلاقي تجاه مواطنيها الذين أُسِروا، أو الجنود الذين تُركوا بلا حماية.
ومع ذلك، هذا لا يعفينا من مواجهة المستقبل القاتم الذي ينتظرنا على الجانب الآخر، في ظل الثغرات الكثيرة في الاتفاق الجاري صياغته.
بعد 15 شهرًا من بدء الحرب، لم يتمكن الجيش فعليًا من تفكيك الذراع العسكري لحماس، كما لم تبذل القيادة السياسية جهدًا لإيجاد بديل حكومي في غزة. ونتيجة لذلك، يتم التوصل إلى اتفاق ندفع فيه ثمنًا باهظًا".
هيئة البث العبرية: "في الساعات الأخيرة تنشغل حماس بالتدقيق على كل كلمة في الاتفاقية، وليس فقط على الكلمات والتفاصيل الصغيرة، إنما على موقع الكلمة في الجملة، وما هي تفسيراتها المختلفة والقصد منها، حتى لا يتم خداعها أو التلاعب فيها".
أمير بوخبوط: "هل تظنون حقًا أن حماس تخشى من ترامب؟ إذن لماذا تأخذ وقتها في الرد؟".
صاحب خطة الجنرالات الجنرال غيورا آيلاند:
"الحرب على غزة فشل كبير لأنها لم تحقق أهدافها، وكان من الممكن التوصل لنفس الصفقة في مايو قبل أن يقتل 120 جنديًا "إسرائيليًا".
صفحة أرئيل كاهانا:
"في الواقع، يمكن للمرء أن ينتقد "الجيش الإسرائيلي" بسبب حقيقة مفادها أن حماس لا تزال قوية بعد خمسة عشر شهراً من السابع من أكتوبر".
حدشوت للو تسنزورا العبري:
2023 نتنياهو: لن يكون هناك وجود لحماس في غزة.
2025 نتنياهو: نحن ننتظر رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار.
مراسل القناة 14 العبرية:
ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية يرد على الصفقة: "كل ما فعلناه في الحرب سيذهب هباءً".
قناة "i24NEWS" العبرية:
حماس نجحت في عدم إعطاء "إسرائيل" موطئ قدم في قطاع غزة وبهذا فشلنا في الوصول إلى أهداف الحرب ، و تمضي قدماً في إدارة قطاع غزة وبهذا لم تصل "إسرائيل" إلى أهداف الحرب ولم تغير الواقع في المنطقة.
عوديد عيليم "مسئول شعبة العمليات الاسبق في الموساد":
"يجب أن نعترف بصدق أننا لم نحقق الهدف المركزي من الحرب وهو القضاء على القدرات العسكرية لحماس، صحيح أن لدينا إنجازات ولكنها جزئية، علينا أن لا نوهم أنفسنا فغالبية الغزيين مؤيدين لحماس".
المحلل العسكري يوآف زيتون: "حركة (حماس) ستظل فاعلة ومتجددة، وستظل تشكل تهديدًا عسكريًا على المدى الطويل من خلال أنفاقها التي باتت جزءا من بنيتها العسكرية الممتدة لعشرات الكيلومترات تحت الأرض، حيث تعمل على تجميع الأسلحة وتدريب نشطائها".
عضو كنيست الاحتلال تسفي سوكوت من حزب الصهيونية الدينية: "هناك احتمال كبير لانسحابنا من الحكومة وسنجتمع اليوم لنقرر". ويقول أيضاً: "الصفقة كارثية وهي استسلام إسرائيلي لحماس".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوآف زيتون: "لا تزال حماس تمتلك عشرات الكيلومترات من الأنفاق التي لم يتمكن الجيش الإسرائيلي حتى الآن من كشفها في قطاع غزة، وفقًا لتقديرات تشير إلى نقص في المعلومات لدى الجيش، خصوصًا في وسط وجنوب القطاع. يمكن لحماس استخدام هذه الأنفاق لاستئناف إنتاج جزئي لوسائل قتالية مثل الصواريخ وقذائف الهاون، ولإخفاء آلاف الأسلحة والمعدات القتالية التي لا تزال بحوزتها، بالإضافة إلى حماية قادتها البارزين".
الإعلام العبري: "في مصلحة السجون الإسرائيلية تم استخلاص العبر من صفقة شاليط ويتم الاستعداد لمنع مشاهد إظهار علامات النصر من الحافلات، لهذا الغرض، يبدو أن الأسرى الفلسطينيين سينقلون في حافلات ذات نوافذ معتمة أو بدون نوافذ علوية لمنع عرض إشارات النصر".
الباحث في مركز ديّان لدراسات الشرق الأوسط البروفيسور "عوزي رافي" أن: " إسرائيل" دخلت في منزلق خطر بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، فمن الصعب العودة للحرب بعد الأسابيع الستة.
حماس تمتلك استراتيجية منظمّة لإنهاء الحرب والوقوف على قدميها، لا يجب التعويل على الأضرار الكبيرة في غزة أو عدد القتلى.
حماس حركة مقاومة وستعيد بناء نفسها مهما استغرق الأمر.
يجب النظر في قدرة "إسرائيل" على العودة للقتال بعد السماح بعودة مليون غزيّ للشمال.
طالما بقي الأسرى بيد حماس فهي تملك ورقة قوة.
"إسرائيل" لن تتمكن من تحقيق أهداف عسكرية حاسمة كما في لبنان وسوريا وإيران.
الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي في تصريح لصحيفة "ذي وول ستريت جورنال":
"إننا في وضع باتت سرعة حماس في إعادة بناء نفسها أكبر من قدرة إسرائيل على اجتثاثها".
مسؤول أمني "إسرائيلي" بارز لصحيفة "يديعوت": "عندما تقرأ تفاصيل الاتفاق وملحقاته تشعر وكأن أسئلة تركلك في بطنك".
الصحفي في "واي نيت" يوسي يهوشوا: " لا يوجد داع لتحليل حقيقة أن صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى سيئة بالنسبة "لإسرائيل"، ولكن لا خيار لديها سوى القبول بها".
السفير الأميركي لدى الاحتلال جاك ليو، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ذي تايمز أوف إسرائيل": " ما قلته للناس، إن ما ينبغي أن يخشوا منه عندما تنتهي هذه الحرب هو أن ذاكرة هذا الجيل لا تمتد لتصل إلى تأسيس "إسرائيل" ولا إلى حرب الأيام الستة ولا إلى حرب أكتوبر ولا حتى إلى الانتفاضة. بل تبدأ بهذه الحرب "طوفان الأقصى"، ولا يمكن للمرء تجاهل أثر هذه الحرب على صناع القرار في المستقبل".
الكاتب البريطاني ديفيد هيرست:
في غزة، كان تصميم الشعب الفلسطيني على البقاء في أرضه – حتى وهي تتحول إلى ركام – هو العامل الحاسم في هذه الحرب و
هذا إنجاز مذهل إذا ما أخذنا بالاعتبار أن المنطقة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً كانت مقطوعة بالكامل عن العالم، بدون حلفاء يساعدون في كسر الحصار وبدون تضاريس طبيعية تساعد على الاختباء.
لا المجاعة القسرية، ولا البرودة، ولا المرض، ولا التنكيل الوحشي على أيدي الغزاة، فت في عضدهم أو نال من تصميمهم على البقاء في أرضهم.
ميخا كوبي، المسؤول السابق في جهاز الأمن العام لدى الاحتلال الإسرائيلي (الشاباك): الصفقة التي تم الاتفاق عليها لا تمثل الحل المثالي "لإسرائيل"، بل تُعتبر من أسوأ الصفقات التي عقدتها على الإطلاق في تاريخها" ، هذه الصفقة جاءت نتيجة سلسلة من الإخفاقات الإسرائيلية التي جعلت من الصعب على الاحتلال التعامل مع هذا الملف الحساس.
" إسرائيل فشلت بشكل واضح في حماية جنودها ومستوطنيها في الأسر، ما أجبرها في النهاية على دفع ثمن باهظ للإفراج عنهم". و هذا الإخفاق الأمني يمثّل تحديًا كبيرًا للقيادة الإسرائيلية، التي وجدت نفسها عاجزة عن استعادة الأسرى دون تقديم تنازلات كبيرة.
إحدى النقاط الأكثر إشكالية في هذه الصفقة هي الغموض المحيط بمصير الأسرى. حتى الآن، لا نعرف بدقة من منهم على قيد الحياة، ومن سيتم استعادته كجثة. حماس تستغل هذا الغموض بمهارة، مما يزيد من توتر وقلق الجمهور الإسرائيلي".
ما جرى "هو نجاح هائل في نظر حماس التي ترى أنّها منتصرة لأنها تمكنت من تجنيد المزيد من الناس تحت الهجوم العنيف، وتمسكت بمطالبها من "إسرائيل" ولم تتنازل عنها.
وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير: حماس لم تُهزم بعد ولم نحقق أهداف الحرب ، من خلال ما شاهدت من احتفالات في غزة نعرف من الطرف الذي خضع.
صحيفة يسرائيل هيوم: اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به نتيناهو يُشكل فشلًا ذريعًا.
قائد سلاح البحرية السابق، اللواء احتياط إليعازر تشيني ماروم:
"على مدار 15 شهرًا لم نتمكن من تحقيق أهداف الحرب، ولا حتى واحدة منها، وفي اليوم الذي وقعنا فيه على الصفقة، كانت حماس تسيطر على كامل القطاع - الخطة العسكرية والسياسية لم تكن صحيحة".
انتهى .. الحلم
جاء في الإفتتاحية لصحيفة " هآرتس الإسرائيلية " بعنوان ( الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم ) .
يقول الكاتب : أثناء الحرب على غزة ، وإطلاق صواريخ المقاومة علينا ، خسارتنا كل ثلاث أيام 912 مليون دولار مِن طلعات الطائرات ، وثمن صواريخ الباتريوت ، وتزويد الٱليات بالوقود ، واستهلاك الذخائر والصواريخ على كافة انواعها .
ناهيك عن تعطُّل الحركة التجارية ، وهبوط البورصة ، وتوقُّف مُعظم المؤسّسات وأعمال البِناء ، وشلل تام في جميع مجالات الزراعة وموت الدواجن على أنواعها في المزارع بعشرات ملايين الدولارات ، وتعطُّل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات ، وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ .
ناهيك عن التدمير في البيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع ، بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية !!
إننا نتعرض لحرب نحن مَن بدأها وأوقد نارها وأشعل فتيلها ، ولكننا لسنا مَن يُديرها !
وبالتّأكيد لسنا مَن يُنهيها ،
ونهايتها ليست لمصلحتنا ،
خاصّة وأن المُدن العربية في إسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثّورة العارمة ضُدنا ، بعد أن كنا نظُن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية !!
هذا نذير شُؤُم على الدولة التي تأكّدَ سياسيُّوها أن حساباتهم كانت كُلها مغلوطة ، وسياساتهم كانت تحتاج لأُفُق أبعد مِمّا فكروا فيه .
إنهم فعلاً أصحاب الأرض ، ومَن غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة ، وهذا الكبرياء والتحدي ؟؟
وأنا كيهودي أتحدى أن تأتي دولة إسرائيل كلها بهذا الإنتماء وهذا التّمسُّك والتجذُّر بالأرض .. ولو أن شعبنا مستمسِّك بأرض فلسطين ، لما رأينا ما رأيناه مِن هجرة اليهود بهذه الأعداد الهائلة في المطارات ، يسارعون للهجرة منذ أوّل بدئ الحرب ، بعد أن أذقنا الفلسطينيين ويلاتنا ، من قَتل وسِجن وحِصار وفصل ، وأغرقناهم بالمخدرات وغزونا أفكارهم بخُزعبلات تُبعدهم عن دينهم ، كالتحرُّر والإلحاد والشَّك بالإسلام والفساد والشذوذ الجنسي !!
لكن الغريب في الأمر ، أن يكون أحدهم مُدمِن مخدرات ولكنّه يهُب دفاعاً عن أرضه وأقصاه ، وكأنه شيخ بعمامة وصوته يصهل الله أكبر !!!
هذا إضافة الى أنهم يعلمون ما ينتظرهم مِن ذُل وآهانة واعتقال البعض ، ولم يتردّدوا يوما عن الذهاب لأداء الصلاة في المسجد الأقصى !!
جيوش دول بكامل عِتادها لم تجرُؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات ، فقد سقط القِناع عن الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر .. وأصبح يُقتل ويُخطف !!
وطالما أن تل أبيب ذاقت صواريخ المقاومة ، فمِن الأفضل أن نتخلّى عن حِلمنا الزائف بإسرائيل الكبرى .. ويجب أن تكون للفلسطينيين دولة جارة تُسالمنا ونُسالمها ، وهذا فقط يُطيل عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنين ..
وأعتقد بأنه ولو بعد ألف عام ، هذا إن استطعنا أن نستمر لعشرة أعوام قادمة كدولة يهودية ، فلا بُد أن يأتي يوم ندفع فيه كل الفاتورة !!
فالفلسطيني سيُبعث مِن جديد ، ومِن جديد ومِن جديد ، وسيأتي مرّة راكباً فرسه متجهاً نحو ( تل أبيب ) !!
هذا حديث العقلاء من بني البشر الذين يدركون تماما بأن الحروب المتواصلة و المستدامة لا تبيد الإنسان ، بل تذهب بأمن الإنسان ذاته و الأوطان أدراج الرياح و مهبها .
و هو ما غرد به د . أنور قرقاش في قوله : أشهر من الموت والدمار في غزة انتهت أخيرًا. دعونا نصلي من أجل السلام ، كان الأكثر استفزازًا سماع عبارة: "بحسب وزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين"، وكأن الحرب والقصف يفرقان بينهما ، لقد آن الأوان لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ( 19 / 1 / 2025 )