بموسم الإنتقالات ..فضل الله يكشف 12 بندا يحكم عقود لاعبي كرة القدم

تشهد الفترة الحالية فى معظم الأندية على مستوي العالم موسم انتقالات شتوي ، ينقسم ما بين صفقات جديدة للأندية ورحيل لاعبين ما بين الإعارة والبيع ، مما استوجب وجود ضوابط ومعايير تحكم العقود بين اللاعبين وأنديتهم .

وفى هذا الصدد كشف الدكتور محمد فضل الله المستشار الإستراتيجي الرياضي الدولي عبر صفحته الخاصة على "فيس بوك" عن 12 بندا يحكم مستقبل صياغة عقود لاعبي كرة القدم حيث كتب " في ظل تحولات عالم كرة القدم المُتسارعة بصورة كبيرة ، والتى أصبحت تُمثل صناعةً تنافسية تُدار بالمليارات ، لم تعد عقود اللاعبين مجرد إتفاقيات قانونية لجوانب تعاقدية تقليدية تُبرم بين الأطراف ، بل أصبحت وثائق شاملة ومُتكاملة تُجسد الرؤية المُستقبلية للنادي واللاعب معًا ، فهذه العقود أصبحت بِمثابة خارطة طريق تُحدد من خلالها الإلتزامات والحقوق ، وتَحمي مصالح جميع الأطراف في إطار بيئة رياضية وتُجارية ، والتى تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم ، ومع تَسارع تلك التَطورات والتَحولات في التكنولوجيا ، وزيادة أهمية العلامة التجارية للاعبين ، وإرتفاع سقف المُنافسة بين أندية كرة القدم الكُبرى، أصبح مُستقبل صياغة عقود لاعبي كرة القدم يتطلب ( دقة مُتناهية، ومرونة قانونية، ورؤية إستراتيجية تَستوعب مُتغيرات السوق ) ، وهنا يتجلى دور العقود الرياضية والذى لم يعد فقط أداة قانونية مُلزمة بين أطراف العقد ، بل أصبح وسيلة لإستثمار المواهب وتعظيم العائدات مع ضمان تطور اللاعب وإستقراره ، وفى سياق السطور التالية سأتناول البنود المُستقبلية ( الإثنى عشر ) التى سوف يتم تضمينها عقود لاعبى كرة القدم المُحترفين لِتحكم مُستقبل صياغة تلك العقود  هي "

١- الشروط المالية الدِيناميكية ، والتى تتضمن مكافآت الأداء الدقيقة ، حيث ُستصبح البنود المتعلقة بالمكافآت المالية أكثر تفصيلًا، مثل تخصيص مكافآت مالية ( لكل هدف، تمريرة حاسمة، أو إنجاز فردي فى حال الفوز بجائزة الكرة الذهبية، الحذاء الذهبي) .

٢- تحديد نسبة ربحية كبيرة من الإيرادات ، والتى سوف تُحدد بأن يَحصل اللاعب على نسبة من الأرباح الناتجة عن بيع قُمصانه أو إستخدام إسمه وصورته في الحملات التسويقية.

٣- تحديد الرواتب المَشروطة ، والتى تعتمد على فكرة الرواتب الأساسية المُرتبطة بالأداء، مثل ( دقائق اللعب، المُشاركات الأساسية، أو المُستوى البدني) .

٤- الحقوق التَسويقية والرقمية ، حيثُ ستتضمن العقود بنودًا حول الإستفادة من وجود اللاعب على منصات التواصل الإجتماعي ، وكذلك  إستخدام إسم وصورة اللاعب في الألعاب الإلكترونية مثل ( فيفا و إي فوتبول) ، كما سوف يتم الإستفادة من إسم اللاعب فى الرموز غير القابلة للإستبدال (NFTs) ، حيث ستتضمن  العقود حقوق اللاعب في بيع ( NFTs ) ، خاصة التى تتعلق بمسيرته أو لحظاته التاريخية.

٥- الشروط الجزائية وتحصين اللاعبين ، حيث سيكون الشرط الجزائي المعمول بعقد اللاعب بقيمة مالية ضخمه ، وبشكل إستثنائي (كما في حالة لامين يامال، مليار يورو)، لحماية اللاعبين من إغراءات الأندية الأخرى ، وستكون العقود مُتضمنه بنود مراجعة الشرط الجزائي بِصورة دورية مُعتمدة فى ذلك على زيادة قيمة اللاعب السوقية.

٦- البنود الصحية والطبية ، حيثُ سيتم تضمين العقود بنود تفصيلية حول الرعاية الطبية والوقاية من الإصابات، مثل الإعتماد على التقنيات الحديثة لمراقبة الحالة البدنية للاعب ، وكذلك تضمين بند فى عقد اللاعب يتعلق بالصحة النفسية وتوفير إستشاريين نفسيين لتعزيز الإستقرار العقلي والذهنى للاعبين.

٧- الإستثمارات المُستقبلية ، حيثُ سيتم تضمين بنود خاصة بدعم اللاعب في مشروعاته الإستثمارية، مثل ( إطلاق علامته التجارية أو مشاريعه التجارية خارج كرة القدم ) ، وكذلك دعم تأسيس الشراكات بين اللاعبين والأندية للإستثمار المُشترك (مشاريع عقارية أو تجارية).

٨- حماية اللاعب قانونيًا واجتماعيًا ، وذلك من خلال تَضمين بند فى العقد للخصوصية ، والذى يًشمل الحفاظ على خصوصية اللاعب الشخصية وحمايته من التعدي الإعلامي أو التشهير به ، وكذلك تضمين بند فى العقد يضمن التزام النادي  بتوفير الحماية الكاملة للاعب من أي عنصرية أو تمييز يتعرض له خلال المُباريات أو خارجها.

٩- الإستدامة والمسؤولية الإجتماعية ، حيثُ سيتم تضمين بنود تعاقدية تُلزم اللاعب بِالمشاركة في المشاريع الإجتماعية للنادي مثل ( الأعمال الخيرية أو مُبادرات البيئة ) ، وكذلك تضمين بنود فى العقد تتعلق بالمسؤولية الإجتماعية لضمان مُشاركة اللاعب في بناء الصورة العامة للنادي.

١٠- الذكاء الإصطناعي وتحليل الأداء ، حيث سيتتضمن العقد الإلتزام بإستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي لتحليل أداء اللاعب ، وضمان وجود بنود تعاقدية تُطبق مكافآت عادلة بناءً على البيانات التى تتوفر فى ذلك الشأن ، وكذلك تضمين العقد بند يضمن حقوق اللاعب في البيانات المُتعلقة بأدائه وحماية مشاركتها مع أطراف ثالثة.

١١- الأندية والمُنافسة العالمية ، حيثُ ستشمل العقود المُستقبلية بنودًا تسمح بِتعاون أكبر بين الأندية واللاعبين لِتسهيل إنتقالات مُربحة للطرفين ، وكذلك عدد من البنود الخاصة بالحفاظ على اللاعبين داخل الدوريات الوطنية لِمواجهة الأندية العالمية الكبرى.

١٢- المرونة القانونية والتعديلات ، حيث ستتميز العقود المُستقبلية للاعبى كرة القدم ، بأنها أكثر مرونة وتَسمح بِالتعديلات الدوريّة لِتواكب التطورات السريعة في كرة القدم ، مع إدخال آليات جديدة لفض النزاعات عن طريق التحكيم الرياضي الإلكتروني.

واختتم فضل الله " مستقبل صياغة عقود لاعبي كرة القدم سيشهد مزيدًا من التعقيد والديناميكية ليغطي جميع الجوانب ( المالية ، التسويقية، الصحية، والاجتماعية ) ، بصورة تستهدف توفير أقصى درجات الحماية والاستفادة للطرفين ( النادى واللاعب ) ، وذلك للتوافق مع تطورات فى السوق العالمية المرتبطة بإنتقالات لاعبى كرة القدم " .