دكتور عبد الله العوضي يكتب: من يقف ضدنا..فلينظر " لغزة ؟!
إسرائيل تلعب بالنار في عدة جبهات و في وقت واحد ، تواصل حرب الإبادة في غزة ، و تمد ذراعها الباطشة إلى " صنعاء " و تدخل إلى العمق السوري لأكثر من 250 كم ، عابرة الخط العازل ، ضاربة بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط ، و تتوعد بأن كل من يقف أمامها ، مصيره لا يقل كارثية عن مصير " غزة " ، فالعبرة لمن يعتبر هذا الفعل قمة في " الدفاع عن النفس " و لا يحق لأحد كائنا من كان أن يتنفس ؟!
الغاب بلا قوانين ؟!
عالم من الغاب ، يبنى من جديد ، و لكن من دون قوانين خاصة به ، بل من قوانين لا علاقة لها بالغاب و لا يدخل إلا من باب إسرائيل فحسب!!
نقلت إسرائيل الحرب إلى الجبهة اليمنية باسم قطع ذراع إيران هنا في صنعاء ، مع أن إيران ذاتها تنعم بذراعيها اللتان لم يطالها القطع الإسرائيلي ؟!
نورد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي عن ذلك بالقول : سنوجه ضربات قاسية لـ"الحوثيين" ، و سنفعل بصنعاء والحديدة كما فعلنا بغزة ولبنان وطهران .
سنلحق الضرر بالبنى التحتية الاستراتيجية التابعة لـ"الحوثيين"
و سنقطع رؤوس قادة "الحوثيين" كما فعلنا مع "هنية" و"السنوار" و"نصر الله" ( 23 / 12 / 2024 )
إلغاء.. المسافات !
اسرائيل ألغت المسافات الجغرافية بين الدول التي تريد أن تثأر منها ، و تعتبرها تهديدا وجوديا لها ، أما هي الأمن و السلام ، و حربها في أي مكان مقدسة من أجل " السلام العالمي " ، هكذا إذا تتحرك ضد أي طرف لا يعجبها؟!
هذا هو منطق الجيش الإسرائيلي عندما يرى بأن : الحوثيين يشكلون تهديدًا على السلام والأمن الدوليين ، و سنواصل التحرك في مواجهة كل من يهددنا مهما كانت المسافة ( 21 / 12 / 2024 )
في العمق اليمني !
إذا عرفنا بأن اليمن التي أنشأ من أجلها " التحالف العربي " لاسترداد الشرعية ليست ملكا للحوثيين ، و قد ضحى أبناؤنا بأرواحهم للتحرر من ظلمات " الحوثة " ، و مع ذلك دخول إسرائيل إلى العمق اليمني ، يعني تعقيد و تأزيم الأوضاع الأمنية و السياسية على الشعب اليمني بكافة أطيافه .
في الداخل الإسرائيلي هناك مساحة للمناورة بين مختلف الأطراف التي تحكم و تتحكم في مسار القرار السياسي و العسكري ، في الحالة ( الحوثية - الإيرانية ) هناك اختلاف في طريقة التعامل مع الواقع الذي صنعته إسرائيل في اليمن و في المنطقة ككل .
لدى رئيس الموساد مقترح على المستوى السياسي في إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران؛ من أجل الضغط على "الحوثيين" ( يديعوت أحرونوت - 23 / 12 / 2024 )
أما " تل أبيب" فإنها تعتقد بأن "الحوثيين" اتخذوا قرارًا بتصعيد هجماتهم لكنهم لا ينسقون دائمًا مع "طهران" ( يسرائيل هايوم - 23 / 12 / 2024 )
و هذا الإختلاف الشكلي من المشهد اليمني ، تبعد إيران عن قطع ذراعها على نحو مباشر ، خاصة و أن إيران تراجعت كثيرا عن مد يد العون للحلفاء الاستراتيجيين ليس في اليمن فحسب ، بل في لبنان و سوريا و باقي الحبل على الجرار ، خشية وصول نيران إسرائيل إلى قلب طهران و لات حين مندم .
اعتقال .. البحر المتوسط
وصلنا إلى " نتنياهو " كي يحدثنا عن هدفه من هذه الحرب العبثية و إن كان المطلوب هو اعتقال " البحر الأحمر قبل التخلص من قادة " الحوثيين " ؟!
يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي : مثلما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني فإننا سنتحرك بقوة ضد " الحوثيين " حتى لو استغرق الأمر وقتًا ، فنحن لا نتصرف بمفردنا فالولايات المتحدة ودول أخرى أيضا يرون أن الحوثيين يشكلون تهديدًا ليس فقط لحركة السفن بل للنظام
الدولي ( 22 / 12 / 2024 )
و تأكيدا لوجود دول أخرى، تشارك هجماتها مع إسرائيل، أشارت
مصادر إعلامية بوقوع غارات مكثفة على مدينة "صنعاء" في اليمن، مستهدفةً مواقع عسكرية وثكنات لـ"الحوثيين"، فيما نفت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" أن يكون الهجوم من تنفيذ إسرائيل .
( 22 / 12 / 2024 )
لم يتم هنا الإفصاح عن هوية الدول الأخرى التي تقصف اليمن ، رغم النفي الإسرائيلي، فلو كانت هي فعلا ، فلا تخشى من الإفصاح عن نفسها و قد سوت غزة بالأرض من قبل اليمن و بالمبرر ذاته في كل مكان طالت يدها الملطخة بدماء الأبرياء دفاع عن النفس الحق الحصري لإسرائيل ؟!
نظام عالمي .. هش !
منذ أكثر من ثلاثة عقود ، و سيل الأدبيات السياسية لم تتوقف عن الترويج لنظام عالمي جديد ، في وسط الحروب المتواصلة حتى الوقت الراهن ، و لم نر لهذا النظام سوى التطاحن بين الدول .
ما حجم هشاشة هذا النظام أمام حركة " حوثية " لا تزيد عن قرابة 5% من إجمالي الشعب اليمني ، و كذلك " الناتو " الذراع التي تهدد الدول التي تخرج عن مساره .
أليست الولايات المتحدة الأميركية التي رفعت " الحوثيين " عن قائمة الإرهاب الدولية في الوقت الذي كان " التحالف " يشن حرب الإرهاب ضدها ؟!
أم عندما طالت يد " الحوثي " إسرائيل ، اختلفت المعادلة و اختل ميزان النظام العالمي ؟!
عالم .. عاجز !
هل يعقل أن يقف العالم كله عاجزا أمام إسرائيل ، التي تريد من خلال
سلاح الجو والاستخبارات العسكرية وقسم العمليات توسيع بنك الأهداف في اليمن ، و محاولة إشراك دولٍ أخرى في الهجوم ، وقد صرح مصدر سياسي قوله : بأن الصراع مع "الحوثيين" يتصاعد وهدفنا التعبئة الكاملة لزيادة الهجوم عليهم . ( هيئة البث الإسرائيلية و يسرائيل هيوم- 24 / 12 / 2024 )
الاستنزاف!
" نتنياهو " في حربه باليمن يفتقد إلى الأذن الصاغية و الواعية في آن واحد ، فلا يسمع إلا صوته ، نتأمل في تقديرات المؤسسة الأمنية التي ترجح بأن إسرائيل في طريقها إلى حرب استنزاف طويلة مع "الحوثيين" ، و لا زالت تستنزف في " غزة " بالرغم من التعتيم العسكري على النشر ، من ذلك " نتنياهو" يعارض موقف رئيس الموساد ويعتقد أنه يجب التحرك مباشرة ضد "الحوثيين"، وليس ضد إيران ( القناة 12 و 13 الإسرائيلية - 26 / 12 / 2024 )
لا زالت إيران في نظر " نتنياهو " بعيدة عن المرمى المباشر للنيران ، و لكنها ذريعة جاهزة و مباشرة لتدمير الدول العربية التي ترى فيها إسرائيل ذراعا لإيران ، ترى لو وصلت تلك النيران إلى طهران ، كما هي حال الدول العربية المنكوبة بالتواجد و التغلغل الإيراني، كيف سترد إيران على هذا العدوان المحتمل في ظل غياب قوة حقيقية و ضاربة لقطع ذراع إسرائيل في المنطقة و إلزامها حدها ؟!
انتقام .. نوعي !
التبرير الإسرائيلي لدى رئيس وزرائها عندما صرح شخصيا بأن:
سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا استراتيجية للحوثيين في ميناء الحديدة ، ردًا على هجماتهم المتكررة على أهداف مدنية بإسرائيل و الحوثيون هم الذراع الأخيرة الباقية لمحور الشر الإيراني بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد ( 19 / 12 / 2024 )
تحذير وزير دفاع إسرائيل قيادات "الحوثيين " بأن " يد إسرائيل ستطالهم "
تزايد مؤشرات تحول اليمن إلى جبهة صراع نشطة، خاصة بعد تضاؤل قدرات " حزب الله في لبنان ، و تعزيز إسرائيل وجودها العسكري في سوريا.
و احتمال تطور الهجمات الإسرائيلية المحدودة لتشمل عمليات انتقام نوعية، في حال استمرار " الحوثيين " في تهديد إسرائيل . ( مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية - 19 / 12 / 2024 )
زعيم " الحوثيين " ، يؤكد على هذا النهج في مواجهة إسرائيل في قوله : إننا استهدفنا بصاروخ فرط صوتي وزارة الحرب الإسرائيلية بالتزامن مع تحرك طيران الاحتلال للعدوان على بلدنا و مستمرون في التصعيد وإسناد غزة ولا نأبه بالعدوان علينا لأن موقفنا ثابت ومبدئي .
استهدفنا أهدافًا للعدو الإسرائيلي في "يافا" المحتلة وعسقلان ومناطق أخرى و ألحقنا أضرارًا جسيمة باقتصاد العدو الإسرائيلي من خلال تعطيل ميناء "إيلات" بشكل كامل ومستمرون في التصعيد إسنادًا للشعب الفلسطيني ( 19 / 12 / 2024 )
الحرب .. ليست نزهة ؟!
الصحافة الإسرائيلية من ناحية أخرى بدأت تنتقد حكومة " نتنياهو " بأنها عادت إلى خوض حرب استنزاف أخرى في اليمن المختلف عن غزة و لبنان و سوريا ، لأن الأخيرات في مرمى الحجر ، أما اليمن فهو جغرافيا على مسافة قريبة من 2000 كيلومتر ، فالحرب هناك ليست نزهة ، فيكفي " الحوثيين " صاروخا واحدا أو مسيرة أخرى كل يوم أو يومين لتعيش رعبا متواصلا، بأقل تكلفة ، حتى و إن فكرت إسرائيل محاصرة اليمن بحرا و جوا ، فإن الصناعة العسكرية المحلية كافية لزعزعة الأمن في قلب " تل أبيب " ؟!
و لم تذهب الصحافة الأميركية بعيدا عن هذا الوضع الحرج لإسرائيل التي تطيل ذراعها أكثر من ذراع إيران التي تزعم بأنها تريد قطعها في أي مكان لها نفوذ فيه .
صحيفة نيويورك تايمز ذكرت بأن : إسرائيل تكافح بمواجهة "الحوثيين" لافتقارها لمعلومات عن مواقع القادة ومخازن الأسلحة و القناة 14 الإسرائيلية قالت بأن : سلاح الجو الإسرائيلي قام بضربات قوية وناجحة ضد "الحوثيين"، لكننا أمام "عدوٍ كبير ولا يستهان به" ( 30 / 12 / 2024 )
لا تستطيع إسرائيل مواحهة المقاومة اليمنية وحدها ، و إن ادعت ذلك ، بدون أميركا و بريطانيا و غيرها من الدول ، تتحول إسرائيل في لحظة إلى دولة تخلت عنها الأساطير التي لا تملك مواحهة " طيور الأبابيل " اليمنية ، كصواريخ فرط صوتية التي تطال " تل أبيب " باعتراف إسرائيل التي تخدعها قبتها الحديدية في كل مرة ؟!
البنية التحتية.. ضحية !
يكشف هذا الوضع عن عدة تحديات أمام إسرائيل و هي ، امتلاك أحد وكلاء إيران " الحوثي "
لتقنيات صاروخية حديثة بإمكانها تجاوز الطبقات الدفاعية الإسرائيلية المختلفة ، و وجوده في بقعة جغرافية بعيدة عن إسرائيل و محصنة طوبوغرافيا .
يعتبر هذا التهديد ناشئا ، ما يعني عدم توفر مخزون كبير من المعلومات الاستخباراتية لديها ، يمكنها من توجيه ضربات " قاتلة له .
في ضوء المعطيات الحالية، ربما تتجه إسرائيل كأحد الحلول لهذا التهديد إلى القيام باستهداف واسع للبنية التحتية اليمنية ( طرق ، جسور ، موانئ، شبكات اتصالات، محطات كهرباء )
( مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية - 21 / 12 / 2024 )
صناعة.. إيرانية !
إسرائيل لم تعط وقتا طويلا " لربما " حتى يؤذن لها بقصف أي شيء في طريقها ، حتى الحدائق العامة التي يستريح فيها الشعب اليمني لم تسلم من القصف ، بعد أي عملية عسكرية مدمرة تهرول للتظلم في أروقة الأمم المتحدة ، عبر مندوبها هناك لكي يرفع صوته بالنواح قائلا في مجلس الأمن الدولي بأن : هذه الموجة من الإرهاب الحوثي في اليمن صناعة إيرانية ، و تقاعس المجتمع الدولي يشجع إيران على مواصلة دعم الحوثيين و هي تزود الحوثيين بدعم عسكري وفني مما يعزز قدرتهم على استهداف الملاحة في البحر الأحمر و الأمم المتحدة فشلت في التحرك للجم العمليات الحوثية و إدانة إسرائيل عند خيارها الدفاع عن نفسها مرفوض ( 30 / 12 / 2024 )
جريمة أعظم !
أين العالم الحر من هذا الخطاب الذي يذهب بالدول نحو مصير غامض ، و ترك يد إسرائيل لممارسة العبث ، و سكوت الأمم المتحدة عن كل هذه الجرائم فوق النازية بدرجات ، أيضا يعد بمثابة جريمة أعظم ، و ضوء أخضر لارتكاب المزيد من الانتهاكات الجسيمة أينما وجهت إسرائيل صواريخها ضد كائن من كان ؟!
إن أراد العالم ممارسة جزء من العدالة الإنسانية ، فعلى الجميع مراجعة علاقته بالحكومة الإسرائيلية وفقا لمعطيات الأحداث الراهنة ، لأنها لم تقف عند غزة بل تجاوزتها بكثير ؟!
ليس لليهود الأصلاء ذنب فيما يقع لأن أنفسهم يقرون بأنهم محتلون من قبل حكومة بالغت في الأذى و طغت في الداخل والخارج ، و الكل يريد إزاحتها و إفساح الطريق أمام حكومة معتدلة تقبل بالتعايش جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الذي كان اليهود قبل العام 1947 جزءا من كيانه الإجتماعي ، و لم يتعرض أحد منهم للطرد أو القتل أو الإبادة ؟!
للانتصار .. ثمن ؟!
لن تسير الأحداث في اليمن على هوى إسرائيل التي ضلت طريقها إلى النصر في " غزة " فهرولت إلى اليمن التي لا تقارن مساحة و لا جغرافيا و لا سكانا ، أكثر من عام إسرائيل و من يساندها يسبحون في الوحل ، هذا رأي الإسرائيليين أنفسهم ، فهل من المنطق العسكري الإنتصار في اليمن بلا ثمن ؟!
فالمعركة الحقيقية لم تبدأ بعد ، فإذا تحرك الشعب اليمني فلا توقفه الطائرات المسيرة و بلا إرادة و لا إدارة عاقلة.
مصادر يمنية تصرح بأن جماعة " الحوثي " رفعت حالة التأهب في مناطق سيطرتها، استعدادًا لأي رد إسرائيلي محتمل على هجماتها الأخيرة ، و قد أصدرت توجيهات غير معلنة تقضي بتقييد حركة قياداتها . ( سكاي نيوز عربية - 21 / 12 / 2024 )
أما الجيش الإسرائيلي فلا زال يردد مقولة اليوم الأول للهجوم قائلا بأن
" الحوثيين " يشكلون تهديدًا على السلام والأمن الدوليين ، و سنواصل التحرك في مواجهة كل من يهددنا مهما كانت المسافة .
و " نتنياهو " يؤكد على أن : سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا استراتيجية للحوثيين في ميناء الحديدة ، ردًا على هجماتهم المتكررة على أهداف مدنية بإسرائيل ، و هم الذراع الأخيرة الباقية لمحور الشر الإيراني بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد ( 19 / 12 / 2024 )
و تقوم أميركا في اليمن بمساعدة إسرائيل ، و أداء ذات الدور في التدمير ، هذا ما أقرت به القيادة المركزية الأمريكية عندما صرحت قائلة : نفذنا ضربة دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ تابعة لـ"الحوثي" و ضربنا أيضا منشأة للقيادة والتحكم يديرها "الحوثيون" في صنعاء ، و الهدف منها تعطيل هجمات "الحوثيين" ضد السفن في البحر الأحمر ( 22 / 12 / 2024 )
غزة .. و التشبيك !
تشبيك صنعاء مع " غزة " هو إشكال وحده ، و يعتبره البعض شماعة سياسية للدفع بالقوى الدولية لتدمير اليمن على حساب " غزة " هذا ما خرج به قيادي " حوثي " عندما وصف هجمات واشنطن على اليمن إرهابية تساند الكيان الإسرائيلي بإبادة أبناء غزة ، و أن هذه التصرفات ضد اليمن لن توقف عمليات إسنادنا لغزة ( 22 / 12 / 2024 )
سلاح الإرهاب .. المضاد !
في اليمن صار فعل " الإرهاب " عملية مشتركة مع أميركا التي تزعم حربها للإهاب في أي مكان و لم باستخدام سلاح " الإرهاب " المضاد و لو دمرت دول و ليس جماعات بعينها أو أفرادا من " الذئاب " المنفردة . ؟!
فلم نعد نعرف أين فعل الإرهاب الحقيقي ، ما دامت أميركا تعرف " الإرهاب وفقا لمصالحها و موازينها ، فعندما كان بعض المتخصصين في العلوم الأمنية يطالبون أميركا في العام 2015 ، أي عند بدية الحرب على " الحوثيين " كانت أميركا هي العقبة ، و الآن بعد عشر سنوات أميركا و إسرائيل و بريطانيا شكلوا تحالفا آخر للحرب في اليمن غير " التحالف العربي " الذي أسس من أجل تحرير اليمن من أيدي " الحوثيين " بطلب خاص من الحكومة الشرعية آنذاك ، لقد تغيرت المعادلة كلها بعد حرب غزة و دخلت إسرائيل على جميع الجبهات الساخنة لتسوء الأوضاع الأمنية والسياسية أكثر مما كانت عليه الحال ما قبل 7 / 10 / 2023 ، ترى إسرائيل و من خلفها أميركا أين ستذهب بالعالم من ورائهما ؟!
التفريج .. أم الفرجة ؟!
لا زال حبل الحرب لدى إسرائيل في اليمن على الجرار ما دام العالم يمارس فعل التفرج ، و ليس التفريج و لو بالإدانة المعهودة في سالف الأزمنة .
هذا نقلًا عن مسؤولين بأن: الهجوم على اليمن لن يكون الأخير ( هيئة البث الإسرائيلية - 27 / 12 / 2024 )
و لن تراعي إسرائيل وجود أي منظمات دولية داخل الأراضي اليمنية لوقف هذا العدوان مهما كانت الأسباب و الظروف التي أدت لوجود هذه المؤسسات .
أما صوت الأمم المتحدة بلا " سوط " و قوانينها سقطت منها أسنانها خوفا من بطش إسرائيل بها و مندوبها دائم الترقب للتهديد و الوعيد في مقعده الوثير .
تقول الأمم المتحدة بان : الغارة على مطار "صنعاء" وقعت أثناء وجود فريق تفاوضي أممي ضم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، و هو ما أكد عليه المدير العام لـ"الصحة العالمية": القصف الإسرائيلي لمطار "صنعاء" وقع على بُعد أمتار من مكان وجودي رفقة أعضاء فريق أممي.. وأدى إلى إصابة فرد بطاقم طائرة كنا سنغادر على متنها ( 27 / 12 / 2024 )
و قبل وصول هذا الوفد الأممي بأيام قدمت أميركا بين يديه مجموعة من الغارات استهدفت منازل تستخدمها "ميليشيات الحوثي" كمركز قيادة وتحكم في "صنعاء" ، و قد طالت مواقع يرجح أن "قادة حوثيين" داخلها ( سكاي نيوز عربية - 22 / 12 / 2024 )
و هل الحروب أصبحت خاضعة لركلات الترجيحات كما في ميدان الرياضة ؟!
تصريحات .. متناقضة !
استوقفتنا ثلاثة تصريحات متناقضة في سياق ما يجري من أحداث في اليمن ، التصريح الأول هو لرئيس الأركان الإسرائيلي يؤكد من خلاله على أن : الجيش أثبت مرة أخرى قدرته على الوصول واستهداف كل تهديد على إسرائيل ومواطنيها .
و هذا هو عود على بدء فيما قمنا بالتركيز عليه من قبل ، و أما ما هو أغرب يكمن في قول رئيس الأركان اليمني عندما ذكر : نحمل عبد الملك الحوثي المسؤولية كاملة عن تدمير البنى التحتية للبلاد .
أما " حزب الله " الذي قطعت إسرائيل ذراعه الإيراني في لبنان و سوريا و مستمرة في اليمن و قد تواصل في الأيام القليلة المقبلة في العراق ، فقد صرح بأن : الهجمات على اليمن جاءت نتيجة فشل إسرائيل في مواجهة ضربات "الحوثيين" ( 26 / 12 / 2024 )