التعليم العالي تعلن عن خطوات هامة نحو التحول الرقمي في 2024: استثمارات ضخمة وتطوير بنية رقمية في الجامعات
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن إنجازات كبيرة في مجال التحول الرقمي على مدار عام 2024، وذلك في إطار تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي. يأتي هذا في وقت يتسارع فيه التوجه نحو تحويل الجامعات إلى جامعات الجيل الرابع، حيث تم اتخاذ العديد من الخطوات الهامة في هذا الاتجاه.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة قد ضخت استثمارات ضخمة بلغت حوالي 10 مليارات جنيه في تطوير البنية التحتية الرقمية بالجامعات الحكومية. هذا الاستثمار يأتي في إطار خطة شاملة لتحسين جودة التعليم من خلال التكنولوجيا، وتطوير الحرم الجامعي ليكون "ذكيًا"، وزيادة استخدام المنصات الرقمية.
الذكاء الاصطناعي في التعليم
واستعرض الوزير أيضًا أول تجربة دمج للذكاء الاصطناعي التوليدي في أحد المقررات الدراسية بجامعة عين شمس. تم ذلك من خلال التعاون بين وزارة التعليم العالي وشركة مايكروسوفت العالمية، بهدف تعزيز مهارات الطلاب في سوق العمل. هذا المشروع هو خطوة تمهيدية لتعميم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في باقي البرامج الدراسية بالجامعات المصرية.
المشاركة في مؤتمرات دولية
أشار البيان إلى أن وزارة التعليم العالي شاركت بعدد من الأجنحة في معرض ومؤتمر "Cairo ICT 24" للتكنولوجيا، الذي أقيم في القاهرة، حيث عرضت الوزارة أبرز إنجازاتها في مجال التحول الرقمي. وقد قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بزيارة جناح الوزارة، حيث استمع إلى شرح من الوزير حول هذه الإنجازات التي تساهم في تعزيز قدرة التعليم المصري على التكيف مع التحديات التكنولوجية الحديثة.
التعاون الدولي وتوسيع استخدام منصات التعلم الرقمي
أوضح البيان أيضًا أن وزارة التعليم العالي قد شاركت في مبادرة بوابات التعلم الرقمي العالمية التي أقيمت في إندونيسيا، حيث عرضت منصة "ميرديكا بيلجار" للتعليم الأساسي ومنصة "ميرديكا كامبوس" للتعليم الجامعي. هذه المبادرات تندرج ضمن خطة إصلاح التعليم في إندونيسيا، وقد حققت نجاحًا كبيرًا في المدارس والجامعات الإندونيسية.
كما أصدرت منظمتا "اليونسكو" و"اليونيسف" دراسة حالة حول "بنك المعرفة المصري"، مشيدة بدوره في دعم التعليم والتعلم في مصر. تعتبر هذه المنصة رائدة في توفير المحتوى التعليمي والعلمي وتقديم دورات تدريبية للمعلمين والطلاب في مختلف المجالات.
تطوير الخدمات الحكومية والتعليمية
تم أيضًا تطوير نظام تقديم اختبارات القدرات للجامعات المصرية عبر الإنترنت، حيث أصبح بإمكان الطلاب التسجيل ودفع الرسوم إلكترونيًا، ما يسهم في تسهيل الإجراءات وتقليل الوقت والجهد على الطلاب. هذا التحول الرقمي يسهم في تعزيز أمن البيانات ويسهل الوصول إلى الخدمات التعليمية.
تدريب العاملين في التعليم العالي
واستكمالًا لجهود التحول الرقمي، تم تدريب 800 عضو هيئة تدريس على دمج تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في المقررات الدراسية، بالإضافة إلى تدريب 70 متخصصًا في تكنولوجيا المعلومات في الجامعات المصرية. كما أطلقت الوزارة عدة ورش عمل لتدريب الطلاب في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل.
التزام الوزارة بالتحول الرقمي
وفي سياق متصل، أكد الدكتور شريف كشك، مساعد الوزير للحوكمة الذكية، أن الوزارة مستمرة في جهودها لتطوير المؤسسات التعليمية من خلال تكنولوجيا المعلومات الحديثة، مع التركيز على إنشاء بيئة تعليمية آمنة رقمياً. كما تم إطلاق منصات إلكترونية عدة لدعم هذه التوجهات، مثل منصة لتسجيل بيانات مؤسسات التعليم العالي، ومنصة لميكنة التعليم الخاص.
تشير هذه الخطوات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى أن التحول الرقمي في الجامعات المصرية يشهد تطورًا مستمرًا، مما يساهم في تحسين جودة التعليم وجعلها أكثر تنافسية على المستوى العالمي.