دكتور عبد الله العوضي يكتب:إخماد بركان إيران ..في لبنان؟!
لبنان اليوم يدفع ثمن فاتورة ثوران بركان إيران في مفاصله ، و عبر حزب الله ذراعها التي عطلت الحكومة عن العمل لعقود .
و مما يؤسف له، قيام إسرائيل بدور الاطفائي ، بعيدا عن دولة عجزت عن انتخاب رئيس لها لأكثر من عامين .
تخلت إيران فجأة عن الحزب و تركته فريسة سهلة لإسرائيل تصطاد كل قياداته واحدا تلو الآخر في عملية و صفت من الداخل بالخيانة، و عندما سئل أحدهم كيف يحدث ذلك في مثل هذا الوضع الحرج و الظرف الصعب، أجاب بأن: الخيانة ليس لها دين و لا مذهب ؟!
تقزمت إيران نحو الدخل و بدأت تركز على الشادور و غطاء رأس المرأة الإيرانية و محاسبتها على الشعرة الواحدة التي تظهر سهوا من وراء الحجاب ، حتى ضاقت طالبة بذلك ذرعا في إحدى الجامعات ، فاستشاطت غضبا حتى تعرت من سترها و مضت تمشي في حرم الجامعة بملابسها الداخلية في حادثة لا مثيل لها منذ قيام الثورة ، حيث سارعت المحاكم لإصدار حكم الإعدام بحقها في سابقة خطيرة تتقدم بها إلى الخلف لتستر على كشف عورتها السياسية مع إسرائيل التي بدأت تصفي حساباتها المتأخرة الآن ، دون أن تمس شعرة واحدة من نساء إسرائيل ، رغم الضربات المتواصلة و الموجعة و المحرجة بكل المقاييس.
الملف الآخر الذي ظهر على سطح الداخل الإيران و الذي يشكل الطفح الجلدي الذي خشيت إيران أن تقوم إسرائيل بتفجير مفاعلاتها النووية المتصلة بشماعة الأمن القومي، لدغدغة مشاعر الشعب بعد أن خسرت معركة القدس الوهمية و كانت قد خصصت لها مساحات إعلامية للترويج و الدعاية لإزاحة إسرائيل عن ساحة الوجود أو عن خارطة الكرة الأرضية كما كان يفعل الرئيس السابق أحمدي نجاد طوال سنوات حكمه.
بعد أن تراجعت إيران للداخل حيث هرعت إلى وزير خارجيتها مصرحا بأننا : سنواصل تعاوننا الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويمكن حلّ الخلافات من خلال التعاون والحوار ، و خاصة أن إيران لم تترك طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي السلمي ، و نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا ولكننا غير مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب
كيف لا و قد تحركت إيران خوفا من تمادي إسرائيل في ضرب مفاعلاتها النووية، و قد فعلت ذلك من قبل مع العراق ، و لا شيء يمنعها من تكرار ذلك مع إيران التي اكتفت بسياسة " قرص الأذن " مع إسرائيل ، بدل مسحها من الوجود
يا ترى كيف استقبلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تلك الخطوة الإيرانية من خلال تصريحات وزير الخارجية، هذا هو رد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندما ذكر بأنه : لا يوجد أيّ مفاوضات نووية مع إيران ، و هي التي لا زالت تزيد مخزوناتها من اليورانيوم المخصب ، و هو ما سوف يؤدي لأزمة، و من ثم فإن
حصول إيران على سلاح نووي غير مقبول تمامًا .
و الآن وصل " ترامب " إلى الحكم لفترة ثانية ، و هو الذي أوقف في فترته الأولى ضرب إيران في الثواني الأخيرة لاتخاذ القرار .
إسرائيل متحفزة لتحقيق هذه الخطوة في فترة ترامب الحالية، و حول هذا الأمر ذكرت " أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولها بأن : " نتنياهو" يريد دعم "ترامب" لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران بما في ذلك العمل العسكري ضد برنامجها النووي ، و قد أبلغ
سيناتور مقرب من "ترامب" "نتنياهو" بفعل ما يجب لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي . ( 17 / 11 / 2024 )
و يصرح كذلك قوله بأننا : دمرنا ما بين 70% و80% من المنظومة الصاروخية لحزب الله لكن الحزب لا يزال يمتلك قدرات صاروخية و لن نحقق النصر الكامل ضد إيران طالما لم نتخلص من برنامجها النووي و الهجوم على إيران في أكتوبر ضرب عنصراً من عناصر برنامجها النووي ( 18 / 11 / 2024 )
بعد هذا الوضع إلى ما يدعو وزير خارجية إسرائيل : أدعو المجتمع الدولي لزيادة الضغط على إيران و أن الملف النووي الإيراني هو الأهم في عام 2025 . ( 20 / 11 / 2024 ) , و لم يتوان الإتحاد الأوروبي في الدفع باتجاه ما تريده إسرائيل ، عندما طالب بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي هو أولوية أمنية أساسية بالنسبة لنا و ندعو كافة البلدان لدعم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2231 بشأن الاتفاق النووي مع إيران .
و أما التطور الذي أحرزته إيران في المجال النووي على مدى السنوات الخمس الماضية مصدر قلق كبير ، و نحذر من نشوب أزمة انتشار نووي بالمنطقة جراء التسارع في وتيرة البرنامج الإيراني ، حيث أن • "طهران" ركبت الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة ( 21 / 11 / 2024 )
ما تقوم به إسرائيل في الوقت الراهن في الجنوب اللبناني، كان أمرا مخططا له منذ فترة، و لم تحصل فجأة، هذا ما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، كشف صورًا لمطار إيراني يُستخدم لأغراض إرهابية في جنوبي لبنان، حيث يقع على بعد 20 كيلومترًا من إسرائيل، وقال:
الأرض لبنانية، والسيطرة إيرانية، والهدف إسرائيل و إذا وصلنا إلى صراع، فلن نتردد في استخدام القوة ، " حزب الله" ولبنان سيدفعان ثمنًا باهظًا ومؤلمًا ، لأن
إيران تمثل حاليًا أكبر تهديد لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي والنظام العالمي ( 12 / 10/ 2024 )
لا يظنن أحد من هذا الحديث ، بأن إسرائيل تدافع عن لبنان، عبر تهديدها لإيران ، بل العكس، فهي تريد بهذا ضرب عصفورين بحجر واحد .
من بعد الصفعات الإسرائيلية من نتنياهو لإيران، ومن بعد تدمير حزب الله واغتيال قياداته واستمرار إسرائيل في حرب الإبادة والتدمير، طلع نائب الرئيس الإيراني يقول لليهود وإسرائيل : شالوم …
نخاطبكم أيها الشعب اليهودي العريق في الحضارة والإنسانية ! ويدعوهم إلى السلام الشامل !!
كانوا يلعنونهم ويعلمون مخدوعوهم أن يحملوا لافتات اللعن لأميركا وإسرائيل، وبعد أن تدمرت الدول العربية بسببهم وأحزابهم و ميليشياتهم العسكرية، صار يقول شالوم !!!