أسامة سماحة يكتب:السعودية الجديدة..من قيود التحفظ إلى أفق الانفتاح
في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية تحولات جذرية غيرت وجه المجتمع السعودي، حيث قادت العاصمة الرياض نهضة ثقافية واجتماعية واقتصادية، عكست استعدادًا كبيرًا من الشعب السعودي للتغيير.
اليوم، أصبحت الرياض وجهة لأضخم الفعاليات العالمية، بينما كانت يومًا ما تحت سيطرة أفكار محافظة لم تكن تسمح بالكثير من مظاهر الانفتاح.
السياق التاريخي
لسنوات طويلة، حرصت الدولة على ابتعاث الشباب السعودي إلى الخارج، ليعودوا حاملين معهم أفكارًا جديدة وأحلامًا للتغيير، سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. تلك الأجيال، المتعلمة والمطلعة على تجارب مختلفة، شكّلت نواة التحول وأساسه، حيث أثبتت جاهزيتها ودفعها للتغيير، مما مهد الطريق أمام الحكومة لتبني رؤية جديدة تعيد تشكيل المجتمع السعودي.
دور الشباب السعودي في التغيير
لم تكن النهضة السعودية الأخيرة مجرد قرار سياسي، بل هي استجابة لوعي شعبي متزايد ورغبة حقيقية في الانفتاح، يقودها شباب مؤمن بقدراته وبضرورة التطور. فالتغيير الذي نراه اليوم لم يكن ليحدث لولا أن المواطن السعودي أثبت أنه مستعد له، وهذا ما جعل الدولة تتخذ خطوات حازمة نحو الإصلاح.
التحولات الثقافية والاجتماعية في الرياض
اليوم، العاصمة الرياض تشهد فعاليات عالمية كبرى، من مهرجانات ثقافية ومعارض فنية إلى حفلات موسيقية ضخمة، حيث لم يعد الانفتاح مجرد فكرة، بل أصبح واقعًا يعاش يوميًا. بينما كانت البلاد تفرض قيودًا صارمة على الترفيه والانفتاح، فإن التحولات الراهنة تشير إلى أن الأفكار القديمة آخذة في التراجع، لتحل محلها رؤية طموحة للمستقبل.
تحولت السعودية في سنوات قليلة من بلد محافظ إلى مركز حضاري يحتضن مختلف الثقافات، وهذا التغيير يعد نقلة نوعية في تاريخ المملكة. فالمجتمع السعودي، وخاصة شبابه، هم من مهدوا لهذا التحول، وأثبتوا أن لديهم القدرة على قيادة بلدهم نحو مستقبل مشرق ومتنوع، يتقبل فيه الآخر ويسعى إلى تحقيق رؤى اقتصادية وثقافية غير مسبوقة.