السبت 21 ديسمبر 2024

اسامة سماحة يكتب من باريس: فرصة عمل

باور بريس

 

يعاني غالبية الشباب العربي والمصري على وجه الخصوص، من البطالة وقلة فرص العمل، مما يؤدي إلى ضيق الحياة وصعوبة التكيف مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة. 
ولكن قبل أن نستسلم لهذه الظروف، علينا أن نفكر بعقولنا وقلوبنا، ونتفهم حقيقة السوق الحالي ومتطلباته.

فالتطور السريع في مجالات العمل المختلفة يجعل من الضروري أن نكون مؤهلين لهذه الأسواق الجديدة التي لا تعتمد على التخصصات التقليدية مثل كليات الآداب، والتجارة، والتربية، والعلوم، والحقوق.

٠٠سوق العمل الحديث٠٠

سوق العمل اليوم يحتاج إلى المبرمجين، ومتخصصي علوم الكمبيوتر، والإنترنت، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة. 
هذه المجالات تمثل المستقبل، وهي التي يمكن أن تضمن فرص العمل الجيدة للشباب الطامح. لذا، علينا أن نتساءل: هل نحن مستعدون لمواجهة هذا التحدي؟

٠٠ دور أولياء الأمور والدولة٠٠

من الواجب على أولياء الأمور تأهيل أبنائهم لهذه المجالات بما يستطيعون، كل حسب قدرته. وعلى الدولة أن تلعب دوراً فعالاً في توفير الأساتذة والمتخصصين في هذه المجالات، حتى لو تطلب الأمر استيرادهم لفترة محددة من الخارج، مع التركيز على إرسال البعثات التعليمية إلى الخارج بشرط العودة ونقل العلوم الحديثة إلى الوطن. كذلك، يجب توفير الأبنية والأجهزة اللازمة لدعم هذا التحول التعليمي.

٠٠ العمل والسعي٠٠

عزيزي وعزيزتي، من ضاق بهم الحال، لا تستسلموا ولا تيأسوا. عليكم بالسعي والعمل الجاد، والتفكير في الإنتاج والتجارة. فالسوق ليس مجرد مكان عادي، بل هو فضاء مفتوح لمن يسعى ويجتهد.

٠٠ العبرة من الهجرة النبوية٠٠

لقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام درسًا في التعامل مع الشدائد. فعندما خرجوا من مكة مهاجرين إلى المدينة المنورة بعد أن ضاقت بهم الحياة هناك، وقاسمهم الأنصار بيوتهم، بعضهم رفض العيش في ضيافة الآخرين وقالوا: "دلونا إلى السوق". هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه؛ الرجال الحقيقيون لا يهابون الفقر، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. الأرض مسخرة لمن يسعى فيها، والرزق مكفول لمن يجتهد.

٠٠ السعي والعمل الشريف٠٠

لا عيب أبداً أن نسعى ونعمل في أي مهنة أو حرفة. فخير البشر، الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه كانوا رعاة ماشية قبل أن يكونوا قادة وأمراء. العمل الشريف والمثابرة هما السبيل لتحقيق الأمان الاقتصادي والكرامة الإنسانية.

٠٠ وفي الختام

في الختام، علينا أن ندرك أن التأهيل لسوق العمل الحديث هو المفتاح لتجاوز مشكلة البطالة. التغيير يبدأ من الفرد، ومن خلال الجهود المشتركة بين الأفراد والدولة يمكن تحقيق مستقبل أفضل للشباب العربي. 
لنكن على قدر المسؤولية ولنبدأ السعي والإنتاج لتحقيق حياة 
كريمة ومستقرة.

أسامة سماحة 
ماجستير الصحافة والاعلام 
المدرسة العليا للصحافة -باريس