الخميس 21 نوفمبر 2024

محمد الشرقاوي يكتب : رئيس الهيئة العامة للتنطيط

باور بريس

لن أُعاتبك لو كذبت هذه القصة فأنا شخصيا لم أصدقها إلا بصعوبة، إنها قصة لا تخرج إلا من ضارب ودع أو قارئ فنجان، ولو عُرض لغزها في الكلمات المتقاطعة أو السودوكو لعجزت عن حله !

كنت قد دُعيت لإجتماع مع رئيسي لأول مرة منذ أن توليت منصبي الجديد منذ أربعة أشهر، وبعد أن جهزت "فايل" به أوراقي ومقترحاتي ورؤيتي المستقبلية للمهام المنوطة بي، بالإضافة إلي الإنجازات التي تحققت خلال وظيفتي الجديدة كمدير، إذ بي أفاجأ قبل بدء الاجتماع عندما رآني صاح في وجهي قائلًا: "إنت من النهاردة معفي من منصبك" معترضًا على البنطلون الجينز والجاكت اللذين كنت أرتديهما، بعدها جمعتُ أوراقي وقلتُ له شكرًا وانصرفتً في التو.

هذا التصرف تعرض له  مدير  أحدي المستشفيات ،  حيث أصدر  رئيس هيئة صحية قرارا  باستبعاده من منصبه، عقب مقابلته له مرتديا «بنطلون جينز وجاكت» قبل بدء اجتماع مديري المستشفيات مع حجازي بالقاهرة، قائلا له "إنت متعرفش إنت جاي تقابل مين، لابس لي جينز وجاكيت".

هل لا تزال مذهولا من القصة ولا تصدقها؟

عندك حق !

فمن يتخيل أن يُستبعد مسئول من منصبه، دون أن يكون هناك تحقيق أو مخالفة تستوجب الرحيل، ومن يتصور أن الإقالة تكون بسبب اللبس والمظهر الخارجي، وأتساءل هل التعيين فى المناصب القيادية بالكفاءة أم بماذا؟ أم أن هناك مواصفات أخري غيرها ينبغي ان نُعلّمُها ويَعلمها الأطباء لينالون رضا رئيس الهيئة !

ما أعرفه أن شَغل الوظائف يكون باختيار الموظف الكفء والمناسب للوظيفة التي تتفق مع مؤهلاته وخبراته وقدراته، ثم يأتي حسن المظهر وهذا مطلوب ! ولكن حسن المظهر ليس بالبدلة والكارفات وما سواه سيئ المظهر – كما تعامل سيادته مع الجينز والجاكيت - وكأن إرتداء البدلة معجزة وظيفية فى زمن تدخل فيه مصر عصر الجاكيت والبالطو الأشيك والأعلي سعرا من البدل، ناهيك عن البناطيل اللجين والليكرا باهظة الثمن.

أنا لست ضد ارتداء البدلة والكارفات في اللقاءات الرسمية فهي فعلا الأكثر وقارا، ولكن لا يعني عدم ارتدائها العزل من الوظيفة، وإلا يكون سوء استخدام سلطة لا يستند إلي نص قانوني أو إنساني.

ولك أن تتخيل ماذا لو أراد شخص أن يقابل رئيس الهيئة وهو يرتدي جلبابا رثا وعمامة، وعلامات الفقر المدقع تظهر عليه، أعتقد أنه سيطلب فورا إجراء عملية جراحية عاجلة لإستئصال رقبته، كما لا تستبعد أن قطار هرس الموظفين التابعين للهيئة بسبب ملابسهم ربما قضبانه قد تلوثت كثيرا بضحاياه، الذين لم يصل صوتهم للإعلام.

فِعلة رئيس الهيئة تؤكد أنه يبيع الكفاءة والمؤهلات والخبرات والقدرات خردة في وكالته، ويشتري الموظف صاحب الفبريكة الخارجية وإن كان ماتوره العقلي ضارب ومعطل ، ليرمى عود كبريت فى صفيحة كفاءته الإدارية لهذا المنصب، ليستحق عن جدارة لقب رئيس الهيئة العامة للتنطيط – علي خلق الله –

حسنا فعل وزير الصحة  عندما رفض أن يشتري شهادة إستثمار في الشكل دون المضمون من بنك "المناظر " الذي يدير شباك إداعاته رئيس الهيئة ، وأعاد الدكتور المستبعد، كأمين علي خزائن التأمين الصحي ببني سويف مرة ثانية، لكن يجب أن يبقي دفتر شيكاتك جاهز للتوقيع علي إقالة رئيس الهيئة، أو حتي إحالته للتحقيق.