اسامة سماحة يكتب من باريس:مصر.. المستقبل الواعد وسط تحديات العصر
رغم غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء في بلدي العزيز مصر، سأقولها وأكررها: مصر هي المستقبل القادم والمناخ الآمن لأثرياء العالم في العشر سنوات المقبلة.
قد يبدو هذا التصريح جريئًا للبعض، وقد يعرضني للسخرية من الآخرين، ولكن دعونا ننظر بعمق إلى الواقع الحالي وما يخبئه المستقبل لنا.
أولاً: تغير المناخ وأثره
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية جذرية في أوروبا. الصيف في جنوب فرنسا وإيطاليا، المعروف بأجوائه الدافئة والمشمسة، أصبح مليئًا بالأمطار والعواصف الرعدية. في المقابل، تتمتع مصر بطقس مستقر وجميل على مدار العام، مع شواطئ البحر الأبيض والأحمر التي تبقى متاحة للجميع.
ثانيًا: البنية التحتية والنقل
في أوروبا، بدأت الحكومات في تقليص عرض الشوارع لتقليل أعداد السيارات بهدف الحد من التلوث البيئي. هذا التغيير أدى إلى إحباط الأثرياء الذين يجدون صعوبة في التنقل في الشوارع الرئيسية. في مصر، توسعت الطرق إلى درجة أن بعض الشوارع الرئيسية أصبحت تضم 21 حارة، مما يسهل حركة المرور بشكل كبير.
ثالثًا: توسع المدن
في أوروبا، لا يوجد توسع في إنشاء مدن جديدة، حيث تملأ الأرصفة والشوارع بالمهاجرين من إفريقيا الذين يفتقرون للعمل والمأوى. على الجانب الآخر، تشهد مصر تطورًا ملحوظًا في إنشاء مدن جديدة ومتنوعة شرقًا وغربًا، بالإضافة إلى مشروع مدينة سانت كاترين في الوادي المقدس، جبل نبي الله موسى، الذي أعتبره هدية مصر للإنسانية.
رابعًا: الأمان
انتشرت في أوروبا مؤخراً نسب الحوادث الجنائية، وتمتلئ السجون في فرنسا إلى الحد الذي يجعل السلطات تواجه صعوبة في إيجاد أماكن للمسجونين الجدد. في مصر، شاهدنا تطور نظام السجون مع إنشاء مدينة الإصلاح والتأهيل في وادي النطرون.
خامسًا: الشباب والقوى العاملة
في أوروبا، الأغلبية من القوى العاملة هم مهاجرون. في مصر، لدينا شباب مصري يحتاج فقط إلى التأهيل والتدريب لتوفير الفرص المناسبة لكل متخصص.
لذا، أود من مسؤولي الدولة أن يعملوا بجد واجتهاد، وأن تكون القيادة السياسية حريصة على اختيار الأكثر خبرة ومراقبة ومحاربة الفساد الإداري والفني في الأجهزة الحكومية والرقابية، وخصوصًا المجالس المحلية والبلديات. يجب تعيين الكفاءات من أصحاب الخبرات بمهام جديدة، كما تفعل دول الخليج العربي على الأقل تقديرًا.
بهذه الرؤية، يمكن لمصر أن تكون وجهة مثالية للأثرياء والمستثمرين، مقدمة مستقبلًا مشرقًا وآمنًا للجميع.
اسامة سماحة
ماجستير الصحافة والاعلام- المدرسة العليا للصحافة باريس