دكتور عبد الله العوضي يكتب:اجتياح " رفح " .. لمصر أكبر اختبار ؟!
مصر رأس حربة الأمة العربية ، و القلب بالنسبة للجسد العربي ، باتت في حرب غزة ، على المحك ، و خاصة فيما يتعلق بمعاهدة السلام " كامب ديفيد " التي أمَّنت من خلالها الحدود ، و أبعدت الحروب عنها ، و إن لم تمض في التطبيع مثل بعض الدول الأخرى لرفض الشعب له .
التوأم ..
مصر و غزة التوأم ، الذي كان بينهما حبل سري واحد ، إلى ساعة قيام إسرائيل ، و التي لم تقعد و تتقاعد بعد ؟!
في هذه الحرب التي تمارس إسرائيل كافة أنواع الإبادة الجماعية للبشر و الشجر و الحجر و بقية الكائنات التي " تدب " أرض غزة العزة و الاباء بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء !
ما هي الخيارات المتاحة أمام مصر لمواجهة اجتياح " رفح " ؟
قبل الوصول إلى نقطة المواجهة العسكرية المباشرة ، هناك خطوات تدريجية ، تبدأ من تعليق العمل باتفاقية " كامب ديفيد " مرورا بقطع العلاقات الدبلوماسية و طرد السفير الاسرائيلي ، مع وقف تنفيذ أي اتفاقية بينية مبرمة بين الطرفين سواء في الاقتصاد أو السياحة .
فإن لم تجد تلك الإجراءات فتيلا ، فإن فتيل الحرب يصبح بديلا مطروحا بناءً على فرض الأمر الواقع من طرف إسرائيل ، و الذي قد يضطر فيه الجيش المصرى إلى تجاوز السياسة و التواجد الفعلي في ميدان المعركة دفاعا عن الأمن القومي ، إن لم تكن غزة السبب المباشر ؟!
هناك من يذهب إلى أبعد من ذلك ، فيما يتعلق بنفاد صبر الشارع المصري الذي لم يعد يحتمل ما يحث لأهلهم في غزة ، و في ذلك دفع للجيش لفعل الواجب هناك بغض النظر عن سياسة الحكومة المصرية في المزيد من ضبط النفس.
في كل الأحوال ، نرى بأن مصر تمر في موجة حرج شديدة التعقيد ، فهي من ناحية لا تريد أن تفتح سيناء للتهجير القسري و لا الطوعي ، لأنها بذلك تنقل الحرب إلى داخل أراضيها التي قد لا تتمكن من السيطرة الأمنية عليها و التي قد تتسبب في قتل الفلسطينيين .
و بناء عليه صرحت الخارجية المصرية بأن : مصر ترفض الدعاوى الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية وتحذر من عواقبها الوخيمة ، و طالبت بتكاتف جميع الجهود لمنع استهداف مدينة رفح التي باتت تؤوي نحو 1.4 مليون نازح فلسطيني ( 12/2/2024 )
و أكد مسؤولون مصريون بأن : القاهرة تلوح بتعليق معاهدة السلام "كامب ديفيد" حال توسع الهجوم الإسرائيلي في غزة إلى "رفح" ( 11/2/2024 )
و فقا لمصادر العربية فإن : مصر وجهت رسائل لإسرائيل بأنها ستبحث خفض العلاقات إذا نفذت عملية برفح ، و أكدت لإسرائيل بأنها لن تسمح بسياسة التهجير القسري للفلسطينيين ( 12/2/2024 )
بدأت إسرائيل برفع صوتها على مصر التي تتجرع الصبر جراء همجية هذا الكيان في التعامل مع دولة آثرت السلام معها لعقود .
و دخلت الخارجية المصرية على خط التماس و قالت بأن : تصريحات وزير المالية الإسرائيلي ضد مصر تحريضية وغير مقبولة وتكشف عن نهم للقتل والتدمير ، و من غير المسموح لأيّ طرف بأن يقحم اسم مصر في أيّ محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه ، و يكفي بأن
مصر حافظت على اتفاقية السلام مع إسرائيل وتحافظ دائمًا على التزاماتها ما دام الأمر تبادليًّا .
أي قانون دولي ؟!
إنه لمن المضحك ، عندما نسمع بأن " نتنياهو " قد ابلغ "بايدن" أن إسرائيل ستلتزم بالقانون الدولي في عمليتها في رفح ( القناة 13 الإسرائيلية - 12/2/2024 )
لا نعلم من جاء على ذهنه ذِكْر " القانون الدولي " الذي اختفى عن كل عمليات " الإبادة الجماعية " التي جرت منذ أكثر من ستة اشهر و لا زال حبلها على الجرار .
في الوقت الذي تصرح منظمة الصحة العالمية بأن : خطط إسرائيل بإخلاء رفح لتنفيذ عملية عسكرية هناك "مفزعة" ( 12/2/2024 )
و لم تصبر إسرائيل على مدة الأسبوعين التي أعلنت عنها للعالم للإعداد لهذا الفجور في القتل " بل يريد الإنسان ليفجر أمامه " أي هذا التخطيط المنهجي لارتكاب الجرائم فقط لأنه في مأمن عن العقوبة " يسأل أيان يوم القيامة " ؟!
وكالة الأنباء الفلسطينية تنشر : عن قتلى ومصابون في قصف إسرائيلي مكثف وأحزمة نارية على رفح جنوبي قطاع غزة
و قناة الشرق تتحدث : عن اشتباكات "عنيفة" بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية شمال غرب رفح
وصحة غزة تعلن عن : أكثر من 50 قتيلًا في الضربات الإسرائيلية على رفح ( 12/2/2024 )
و غارة إسرائيلية على مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة " الجزيرة "
ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي لمنزل في رفح إلى 6 أشخاص ( إعلام فلسطيني)
السماح .. بالاجتياح !
فعليا بدأت حرب " رفح " و إن كانت عن بعد نسبيا ، و هو ما يخالف كلام " بايدن " ، وفق ما ورد عن البيت الأبيض بأن :
بايدن يؤكد لـ"نتنياهو" على أن عملية رفح لا يمكن أن تحصل دون ضمان أمن أكثر من مليون شخص ( 12/2/2024 )
مفهوم هذا الكلام ، هو السماح لاسرئيل باجتياح " رفح " بعد توفير الممر الآمن .
لماذا لم يطالب " بايدن " ذات الضمان الآمن منذ أكثر من ستة أشهر من بدء الغزو البري لغزة ؟!
ما الفرق بين قتل الآمنين في سربهم هنا أو هناك ، بأي حق تم تهجير السكان من غزة إلى داخل الجهات الجغرافية الأربع ، و الآن وصلوا إلى مرحلة ضاقت عليهم الأرض غير الرحبة ، عندما عبر أحد المسؤولين الأوروبيين ، لم يبق لهم مكان إلا في المريخ ؟!
مع تأكيد الخارجية الاميركية على أننا : لا نرى أن هناك مكانا آمنًا لاستيعاب أكثر من مليون فلسطيني برفح ( 11/2/2024 )
و مطالبة الخارجية الفرنسية إسرائيل اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية السكان المدنيين في غزة .
و أكدت منظمة العفو الدولية: بأن اقتحام الجيش الإسرائيلي لـ"رفح" سيخلف كارثة إنسانية أسوأ مما حدث وسط وشمال غزة.
التواطؤ ..
يوما بعد يوم ، تتضح صورة أميركا و تواطئها الحاسم مع " ربيبتها " إسرائيل ، يقول " نتن .. يا .. هو " : نعد خططًا فيما يخص إبعاد مدنيين عن مناطق القتال في "رفح" بالاتفاق مع الإدارة الاميركية ( 11/2/2024 )
مما يعني ، بأن الاستمرار في الحرب أكثر من ضوء أخر ، أما ضمان الأمان للمدنيين ، فهي خدعة لا تنطلي على من تابع مجريات حرب " الإبادة " ، إسرائيل التي لم يردعها أحد ، من سيقف في وجهها ب " رفح " ؟!
و لا زالت إسرائيل تروج لبطولاتها المزيفة عبر قنوات الأكاذيب ؟!
لم يعد " نتنياهو " يبالي بالأسرى من خاصة شعبه ،و قد قتل قرابة ستين أسرا حتى الآن في القصف العشوائي ، و الذي اتخذه ذريعة في استمرار " حرب الإبادة " و هو في طريقه يبيد الأسرى بشكل متواصل و يعتقل المتظاهرين الذين يطالبون بفك أسراهم بالتفاوض و ليس بالقتال!
و الفصائل التي تضع مشروع التفاوض على الطاولة ، تأتي إسرائيل بقصفها في كل مرة .
بين " رفحين " ؟!
مصر حتى الآن هي الدولة العالقة وسط " رفح " فالمعبر عندها ، و سكان رفح محشورون بين " رفحين " !
ماذا لدى مصر في مثل هذا الوضع المعقد ، مع ضيق الأرض و الوقت ؟!
الخارجية المصرية تقول بأن : هناك توتر في العلاقات مع إسرائيل، ولدينا العديد من الأوراق لاستخدامها في الوقت المناسب ( 13/2/2024 )
نتمنى أن يكون الوقت المناسب ، قبل زمن " الإبادة " الثانية التي من المخطط لها أن تقع خارج الوقت الذي نعرفه ؟!
و للمرة الثانية ، تبادر جنوب افريقيا و تتقدم بطلب عاجل لمحكمة العدل الدولية بشأن الهجوم الإسرائيلي على "رفح" ( رويترز - 13/2/2024 )
و هو موقف له دلالات سياسية معتبرة في هذا الظرف الاستثنائي للمنطقة ، و خاصة ، عندما تخلفت الدول المعنية بالذهاب مع جنوب افريقيا في ذات التوجه إلى محكمة العدل الدولية.
و لحقت مصر خطوة جنوب افريقيا ، عندما تقدمت القاهرة بمذكرتين للمحكمة الدولية حول ممارسات إسرائيل بالأراضي الفلسطينية . ( العربية- 18/2/2024 )
مصر .. وتراكم الخبرات
مصر هي صاحبة الخبرة الممتدة للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي و كذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ العام 1948 ، فهي راكمت هذه الخبرات خلال تلك السنوات التي لم تخل من الأزمات المتتابعة ، حتى حانت لحظة غزة الحرجة لكل العالم .
و على ضوء ذلك صرح محافظ شمال سيناء بأن الجيش المصري يعمل على إقامة منطقة لوجيستية لاستقبال المساعدات على حدود غزة ( 18/2/2024 )
هذه المساعدات التي تكدست طوال أشهر الحرب المستمرة ، لقد بلغت عدد الطائرات التي أوصلت المساعدات من مختلف دول العالم قرابة 600 طائرة ، إضافة إلى عدد من الشاحنات لا تقل عن 500 شاحنة يومية ، و كذلك السفن التي تحمل آلاف الأطنان من المواد الضرورية لأهل غزة ، و قد منعت إسرائيل وصولها إلى مستحقيها.
مصر في هذه المنطقة اللوجستية تستعد من الآن لحين ساعة الفرج للقيام بواجبها الإنساني تجاه سكان غزة بلا أدنى تأخير .
أميركا.. موقف رخو !
نتأمل موقف الخارجية الاميركية قليلا من هذا الوضع التفاقم لاجتياح " رفح " و كيف أنه رخو إلى درجة السيولة تجاه فعل " الإبادة " الإسرائيلي .
واشنطن ترفض أي هجوم إسرائيلي " واسع " على رفح دون خطة لحماية المدنيين .
يجب ألا تؤثر الضربات الإسرائيلية في رفح على المفاوضات الخاصة بإطلاق المحتجزين .
أميركا مع الهجوم بشرطين أن لا يكون " واسعا " بل ضيقا بحيث لا يصل إلى التأثير على صفقة التبادل الجارية في المياه الراكدة .
قارن ذلك بمواقف الدول النظيرة لأميركا ، صرحت الخارجية الفرنسية بأنه : " يجب " على إسرائيل اتخاذ تدابير ملموسة لحماية المدنيين في غزة ونكرر دعوتنا إلى " إنهاء " القتال .
أما بريطانيا ، نقلًا عن وزير خارجيتها قوله بأن على إسرائيل أن " تتوقف وتفكر بجدية " قبل اتخاذ أي إجراء آخر في رفح ( رويترز 18/2/2024 )
و الخارجية الصينية تقول بأن بكين " تحض " إسرائيل على " وقف " عمليتها العسكرية في رفح "في أقرب وقت ممكن"
و وزير الخارجية الأسترالي صرح بأن : أيّ عملية إسرائيلية في مدينة "رفح" ( غير مبررة )
و مع ذلك لا توجد دولة في العالم قادرة على الزام إسرائيل بوقف مجازرها لماذا ؟!
الرد نجده في مصادر لـ"بوليتيكو" بأن إدارة "بايدن" لا تخطط لمعاقبة إسرائيل إذا شنت هجومًا في رفح لا يضمن سلامة المدنيين ، و لن يكون هناك تغيير في النهج، على الرغم من أن الولايات المتحدة قالت إنها تريد رؤية خطة موثوقة لحماية المدنيين قبل بدء الغزو البري .
أرأيت من الذي يصر بأن السياسة و الدبلوماسية هي التي ترسي دعائم الاستقرار و الأمن و السلام بالمنطقة ما لم تنم على الأمان بعد أن تخلت أميركا رعايته ، بل الذهاب بعيدا بالوقوف في صف المعتدي بلا ترد .
فمن عنده القدرة على الوقوف في وجه أميركا فقط لا غير ، يمكنها وقف هذه " الإبادة " المستمرة في " غزة " على مدار الساعة ، و إلا نرى في الأجواء السياسية غيوم سوداء لا تغطي فلسطين فحسب ، بل يبدو بأن المخطط أوسع من " اجتياح رفح " وحدها ، فلها أخوات في طريقها ؟!
في ذات الوقت ، يصرح مسؤول أميركي بأن: الانقسامات تتزايد بين إدارة بايدن ونتنياهو مع الخلاف الأكثر إلحاحًا بشأن خطط غزو "رفح"( إن بي سي - 11/2/2024 )
و قد حذرت إسرائيل من "عواقب وخيمة" إذا هاجمت "رفح" .
لم يمر على أميركا وضع سياسي بهذا الوضوح الذي يحير الدول في كيفية التعامل معها و قد جعلت من عصا التهديد سلاحا لعدم اعتراض طريقها .
سيلان .. الفيتو !
و لم تصب أميركا بأزمة " السيلان " في استخدام حق " الفيتو " إلا زمن " بايدن " المصر على استكمال إسرائيل " الإبادة الجماعية " أو التهجير القسري أو الطوعي ، و كل ذلك يدخل في مسمى " جرائم حرب " .
و آخر مرة مع مشروع الجزائر ، و لن يكون الأخير بالطبع .
مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع القرار الجزائري الداعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد استخدام "واشنطن" حق " الفيتو "
و مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة علق بأن : الولايات المتحدة تتقاعس عن الاستجابة الإنسانية لما يحدث في غزة
أما مندوب الصين لدى الأمم المتحدة صرح قائلا : نعرب عن إحباطنا العميق إزاء رفض مشروع القرار الجزائري بشأن غزة ( الجزيرة - 20/2/2024 )
أما رد الخارجية المصرية ، فقد جاء وصفه بأن ما يمثله المشهد الدولي من انتقائية وازدواجية بات يشكك في مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة، لاسيما مجلس الأمن .
الهيمنة.. انتهت ؟!
و خير من تحدث بعمق المفوض السامي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حينما قال بإن : عصر الهيمنة الغربية "قد انتهى".
جاء ذلك وفقا لما قاله بوريل أثناء مناقشة التوترات الجيوسياسية الراهنة في العالم وعلاقات أوروبا مع دول الجنوب العالمي، حيث تابع: "إذا استمرت التوترات الجيوسياسية العالمية الراهنة في التطور باتجاه (الغرب مقابل الآخرين)، فإن مستقبل أوروبا قد يصبح قاتما. لقد انتهى عصر الهيمنة الغربية بالفعل، ورغم أن هذا كان مفهوما من الناحية النظرية، إلا أننا لم نستخلص دائما جميع الاستنتاجات العملية من هذا الواقع الجديد".
ووفقا له فإن الوضع تفاقم بالنسبة لأوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية والتصعيد المتزايد في الشرق الأوسط، وأضاف: "يتهمنا كثيرون في جميع العالم بـ (المعايير المزدوجة)" ودعا إلى اتخاذ إجراءات مضادة بهذا الصدد ليس فقط بالكلمات، ولكن بالأفعال أيضا ( المصدر :نوفوستي )
بين فكي الرحى ؟!
إسرائيل ماضية في غيها و كبريائها ، نحو تحقيق أكثر من هدف ، بعد تكديس أكثر من مليون إنسان ، قال عنهم بايدن أنه يشعر بكل الإنسانية ، إلا مع الفلسطينيين ، هل مر على العالم رئيس عنصري حتى النخاع كهذا الذي هو مُهين ؟!
الهدف الأسمى لدى إسرائيل " الإبادة الجماعية " الثانية ، فإن كان تهديدا من العيار الثقيل ، فإن الهدف الآخر من وراء ذلك هو التهجير القسري أو الطوعي عاجلا أم آجلا !
الاستيلاء .. على الثروات!
تعالوا بنا إلى مدارسة هذا السيناريو المراد تنفيذه من بين العديد من السيناريوهات التي طرحت تباعا من بعد صفعة السابع من أكتوبر 2023 ، و التي أفشلت صفقة " كوشنر " في عهد " ترامب " .
التهجير يأتي مقابل الاستيلاء على الثروات الكامنة في أراضي غزة ،
هناك مقال نشر على مجلة امريكية للغاز والبترول منذ فترة قصيرة وعنوانه مسح غزة عن الخريطة.
“Wiping Gaza Off The Map”: Big Money Agenda. Confiscating Palestine’s Maritime Natural Gas Reserves
المقال يؤكد ان الهدف من كل هذا الدمار والدعوات للتهجير هو الحيلولة دون تمكين الفلسطينين من الوصول الى حقوقهم في مخزون الغاز البحري الضخم والذي يبلغ بتقديرات متواضعة أولية 177 تريليون مكعب من الغاز والتي تبلغ قيمتها اليوم 534 مليار دولار. إضافة الى مخزون مؤكد للنفط الخام من منطقة قلقيلية مرورا بوادي قانا وسلفيت الى منطقة رنتيس ويقدر ب 1.7 مليار برميل نفط بقيمة مبدئية 142 مليار دولار.
واورد المقال ان اهمية غاز غزة انه يساوي كل المخزون المكتشف لكل من الكيان وسوريا ولبنان مجتمعين.
وبالتالي الصهاينة مستحيل ان يمكنوا الفلسطينين من الاستفادة من هذه الثروة النفطية التي يمكن ان تعمل انقلاب تاريخي لهم!
المقال يؤكد على حصول مفاوضات ولقاءات بين 2021 - 2022 ، مع المعنيين ليتم الإستفادة من هذا الغاز ووافقت إسرائيل وتم تحديد بداية عام 2024 للتنفيذ .
بداية.. الهجرة !
هذا و أكد محافظ شمال سيناء قوله بأن : نحو 10 آلاف شخص عبروا معبر رفح من غزة إلى مصر منذ بدء الحرب في القطاع .
و هذا يدل بأن التهجير الطوعي قد بدأ يأخذ محله من الإعراب السياسي ، رغم أن أهل غزة لا زالوا يؤكدون بأنهم لن يخرجوا من أرضهم حتى آخر إنسان فلسطيني .
لغة الواقع ، قد تكون أحيانا أقوى من العاطفة الجياشة ، لأن قدرات الناس على تحمل الصعاب متفاوتة و قد يحثها قوله تعالى " ألم تكن أرض الله واسعة " بدل الرضى بالإبادة و الاستئصال .
إستعداد .. لوجستي
مصر من أكثر الدول العربية خبرة و دراية بمتطلبات ظروف الحروب بين الدول ، لأنها خاضت الكثير منها .
من هذا المنطلق هي أقدر على كيفية التعامل مع أهل غزة من غيرها بحكم القرب و القرابة اجتماعيا و سياسيا.
من هنا صرح محافظ شمال سيناء قوله بأن: الجيش المصري يعمل على إقامة منطقة لوجيستية لاستقبال المساعدات على حدود غزة ( 18/2/2024 )
ليس هذا فحسب ، بل مصر نبّهت إسرائيل بأنها ستسقط مساعدات لغزة حتى بدون موافقة تل أبيب مع تفاقم الوضع ( وول ستريت جورنال- 2/3/2024 )
و كذلك جاء على لسان الخارجية المصرية: نطالب إسرائيل بإزالة العوائق والقيود التي تضعها أمام عملية دخول المساعدات إلى غزة عبر المنافذ البرية ( 17/3/2024 )
و كذلك الرئيس السيسي أكد في قوله : نسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وزيادة دخول المساعدات والسماح للنازحين في جنوب القطاع بالانتقال إلى الشمال ، و حذر
من خطورة الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح الحدودية ، التي يوجد بها أكثر من مليون فلسطيني .( 13و 15/3/2024 )
دور .. مفصلي
و نظرا لأهمية الدور المصري ، بل المفصلي ، بايدن بحث مع الرئيس المصري الحرب في غزة والجهود لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس ( البيت الابيض- 1/3/2024 )
هذا و قد أكد مسؤول اميركي ذلك عندما قال : حذّرنا إسرائيل من صعوبة التعاون مع مصر إذا اقتحمت "رفح" ( تايمز اوف إسرائيل - 20/3/2024 )
و أما الداخل الإسرائيلي ، لديه قناعة تامة بذلك و هو ما أشار إليه وزير في "الكابينت" الإسرائيلي: يمكن استغلال التهدئة للتوصل إلى تفاهمات مع القاهرة وواشنطن بشأن "رفح" ( هآرتس. - 19/2/2024 )
مصر دولة محورية في هذه الحرب الظالمة وفقا لكل الموازين التي تضبط أسس العلاقات الدولية .
و بعد شهر بايدن و نتنياهو، خلال اتصال هاتفي: اتفق الطرفان على اجتماع فريقيهما في "واشنطن" ، لبحث طرقًا بديلة لتأمين الحدود مع مصر دون القيام بعملية كبيرة في "رفح" ( البيت الأبيض - 19/3/2024 )