دراسة: ثقافة السيلفي" تدفع الناس لإجراء عمليات تجميل ليصبح شكلهم كصور الفلتر
وجد باحثون من جامعة بوسطن صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإجراءات التجميلية، وربطوا قضاء المزيد من الوقت في التطبيقات واستخدام برامج تحرير الصور مع عدم الرضا عن المظهر والرغبة في تغيير الميزات الجسدية.
ونتيجة لثقافة السيلفي، طور المستخدمون حالة من خلل التشوه في سناب شات، وبحثوا عن إجراءات لنسخ الصور المفلترة لأنفسهم.
وأوضحت صحيفة "Newyork post" أن عدد المشاركين الذين يفكرون في الإجراءات التجميلية ارتفع من 64% إلى 86%، وارتفعت نسبة أولئك الذين سعوا للحصول على استشارة مع جراح من 44% إلى 68%، وفقًا للدراسة.
وفي الوقت نفسه، بعد كوفيد-19، قال ما يقرب من 78% من المتطوعين إن إجراء عملية جراحية من شأنه أن يعزز احترامهم لذاتهم – وهو ما يزيد بنسبة 30% عما كان عليه قبل الوباء.
وكتب مؤلفو الدراسة: "ومع ذلك، فإن تأثيرات الفلتر والمعالجة الشاملة للصور غالبًا ما تؤدي إلى إنشاء صور لا يمكن الوصول إليها فعليًا".
وقد أظهرت الدراسات السابقة آثار وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين، مما يشير إلى وجود علاقة بين استخدام الإنترنت وضعف صورة الجسم ، وفي العام الماضي، حذر الجراح العام من تأثير هذه المنصات على المراهقين، حيث يزعم الآباء القلقون أن التطبيقات الاجتماعية الشائعة جعلت أطفالهم يفكرون في الانتحار أو يصابون باضطراب في الأكل.
ويتكهن باحثو جامعة بوسطن بأن صورة الجسم المشوهة المرتبطة بـ "ثقافة السيلفي" حفزت على زيادة الإجراءات الجمالية أثناء الوباء، عندما ارتفع وقت الشاشة بشكل كبير . وفي عام 2019، استخدم ما يقدر بنحو 3.5 مليار شخص تطبيقات الوسائط الاجتماعية وقضوا ما يزيد عن 6.3 ساعة على الإنترنت، وفقًا للتقرير.
وأكد مؤلف الدراسة الدكتور نيلام فاشي، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة بوسطن في تصريح له أنه"على الرغم من وجود زيادة في التركيز على مستحضرات التجميل خلال جائحة كوفيد، إلا أنه حتى الآن لا توجد بيانات تسلط الضوء على رابط واضح أو عوامل تجعل المرضى أكثر أو أقل احتمالاً للمشاركة في العلاجات التجميلية".
الدراسة، التي نشرت في مجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية ، استطلعت آراء 175 مشاركًا فوق سن 18 عامًا في الفترة من 2019 إلى 2021، وأكمل المتطوعون استبيانًا حول استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، ورؤيتهم حول الإجراءات التجميلية وما إذا كانوا سيخضعون للجراحة.
ووجد فريق الباحثين أن الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل Instagram أو Snapchat، وتطبيقات تحرير الصور، مثل Lightroom أو FaceTune، ارتبط بزيادة عدم الرضا عن صورة الجسم، أثناء متابعة المشاهير والمؤثرين والحسابات التي تظهر نتائج الإجراءات التجميلية عبر الإنترنت، إذ أثرت على رغبة المستخدمين في العلاجات الجمالية.
وكتب الباحثون: "في حين أن هناك العديد من العوامل التي من المحتمل أن تساهم في ذلك، فمن المحتمل أن يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة الرغبة، بين مجموعة فرعية من المرضى، في البحث عن إجراءات تجميلية".
دفعت النتائج المؤلفين إلى دعوة الأطباء لمناقشة استخدام الإنترنت مع المرضى، وقال فاشي، وهو أيضًا مدير مركز التجميل والليزر بجامعة بوسطن: "تبدأ الرعاية الجيدة بمحادثات جيدة، ونأمل أن تشجع هذه الدراسة مقدمي الخدمة على السؤال عن جميع جوانب حياة المريض لفهم دوافعه وأهداف الرعاية بشكل أفضل".