الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
أحمد ابو القاسم

دكتور عبد الله العوضي يكتب:الدوران حول " أقصى الطوفان " !

باور بريس

 

دعنا نطوف حول " طوفان الأقصى " ، و نقف عند بعض محطاته و   أحداثه ، و نلتقط صورا فكرية ، و نمارس عصفا ذهنيا لما آلت إليه الأوضاع حتى هذه الساعة المتحركة في " غزة " العزة  .
بعد  114 يوم من القتال غير المتكافئ بين المقاومة بكل فصائلها في غزة و " بربرية " إسرائيل ، ووحشية جيش الاحتلال الذي يرفض السلام بدل أن يفرضه لصالح الطرفين غير المتعادلين .
تكتشف الجامعة العربية: بأن إسرائيل لا تستهدف القضاء على حركة معينة كما تزعم، بل تدمير إمكانية الحياة في غزة .
( 18/12/2023 )
هذه المحطة بالنسبة لنا كعرب مهمة للغاية ، و لم تكن الجامعة العربية بحاجة إلى هذا النزف الطويل من الموت  ، لكي تصل إلى هذه النتيجة التي أهدرت دماء شهداء الشعب الفلسطيني ، و ليست " حماس " فحسب ، لقد تأخرت الجامعة كثيرا لمعرفة ما يجري في الواقع الفلسطيني الدامي . 
هذه أول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية ، يقف المخالف لتوجهات " حماس " معها في نفس الخندق .
حتى أن بعض المحللين يعبر بقوله : أنا لا أحب " حماس " و لكني أقف معها في صف المقاومة .
هذا دأب كل التيارات الفكرية التي وقفت مع المقاومة في خندق واحد  من أجل صد عدوان المحتل ، لأنه لم يعد يفرق بين البشر و الحجر في شراسة لإعتداء بلا تفرقة بين حمساوي و فتحاوي و جهادي فكلهم سواسية في هذه الحرب التي استخدم فيها المحتل ، الذي اختلت موازينه السياسة و غرق في بحر  أقذر الأسلحة الفتاكة ، و غرته قوته  .

إختبار .. الإنسانية

و لا زال هذا المحتل و المختل الغاشم ، يواصل غطرسته و غرور قوته و استعراض صلفه ، فهذا 
وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقول : سأواصل توزيع أكبر عدد ممكن من الأسلحة على المؤهلين ولن تردعني أي حملة سياسية  . ( 18/12/2023 ) 
وسواء‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬توريط‭ ‬الغرب‭ ‬واستدراجه‭ ‬للتماهي‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬جرائمها،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬إصرار‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬توريط‭ ‬الغرب‭ ‬وتعريته‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬فالنتيجة‭ ‬واحدة،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬كليهما‭ ‬سقطا‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارة‭ ‬الحقة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فعليهما‭ ‬معاً‭ ‬تقع‭ ‬مسؤولية‭ ‬إنقاذهما‭ ‬من‭ ‬الوحل‭ ‬الذي‭ ‬انغرسا‭ ‬فيه‭. ‬ 
 ( أخبار الخليج  / العدد : ١٦٧٠٥ - الاثنين ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ م، 
الموافق ٠٥ جمادى الآخر ١٤٤٥هـ
د . حسن نافعة / أستاذ العلوم السياسية/ جامعة القاهرة ) 
و دليل هذا السقوط المهين و الذريع بشهادة هيومن رايتس ووتش عندما أكدت على أن إسرائيل تتعمد منع وصول المياه والغذاء والوقود وتعرقل المساعدات لغزة .( 18/12/2023 ) 
لقد طالت هذه الهمجية ملائكة الرحمة ، وفق الصحة الفلسطينية عندما قالت بأن : قصف إسرائيل قتل 300 شخص من القطاع الطبي في غزة (18/12/2023 )

رسل .. الحقيقة

إسرائيل المهووسة بالأكاذيب ، تصيبها الحقائق بالعمى و بالعمش و بالعشى الليلي ، لذا أمعنت في هذه الحرب في قتل رسل الحقيقة ، بعد التعتيم الاعلامي الصارم في الداخل ، حتى القليل المنشور كان صادما للشعب الإسرائيلي الذي يطالب بجثامين موتاه من حكومة لا تلقي بهم بالا فتركتهم للضواري في البراري تنهشهم و تتسلى بهم .
صرح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأنه أكثر 95 صحفيًا استشهدوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة . ( 18/12/2023 ) 
الصحفي وفق تراتبية الوظائف العشر هو الشخص السادس من بين أهم الوظائف على مستوى العالم ، و لكن إسرائيل وحدها تتحرك من خارج هذا العالم و تبني عالمها كما تشاء ، دون أن تجد من أي دولة رادعا توقفها عند حدها و تقول لها : كفى أو " كفوا أيديكم " ؟! 
و الغريب الموقف الأميركي من الصحفيين الذين ذهبوا ضحية للقصف العشوائي ، و قي علقت 
الخارجية الاميركية على ذلك قولها : لم نر أي دليل على استهداف إسرائيل الصحفيين عمدًا ( 18/12/2023 )
يفهم من ذلك ، بأن إسرائيل من حقها ممارسة قتل أي إنسان في غزة و لكن الوصف الصحيح له و المبرر ب " غير متعمد " فلا غبار عليه .
هيومن رايتس ووتش: استخدام الحكومة الإسرائيلية تجويع المدنيين كسلاح في قطاع غزة يعد جريمة حرب .( 19/12/2023 )
لم تترك إسرائيل سلاحا ، إلا و قد استخدمته و لو أرغمت أنف العالم في التراب  

التهجير .. القسري !

إذا كان التجويع جريمة حرب ، فبماذا نصف " التهجير القسري.
ماذا في جعبة الأونروا عن ذلك ؟! 
إسرائيل هجرت 1.9 مليون شخص من سكان غزة من منازلهم وهو أكبر تهجير قسري للفلسطينيين منذ عام 1948 ، و هو يعنبر قرابة ثلاثة أضعاف ذلك العام الذي لم يمض على خير ، و قد تبعه العام 2023 في ذات المنحى و كأن إسرائيل لا زالت تعيش في القرون الوسطى  و لم تتقدم فيها الإنسانية قيد شعرة و لا لحظة شعور بالخزي و العار  .( 19/12/2023 )

اليهود .. و محرقة نجران

وقع الحادث التاريخي الذي سجله القرآن الكريم في ( آية الأخدود) من سورة البروج .
قال تعالى " قتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود " .
و هي الآية التي سجلت لحظة الاضطهاد اليهودي لنصارى نجران ، حيث رمي ما يزيد عن 16 ألف نصراني في أخدود من نار ، فكانت محرقة عظيمة لم يعرفها التاريخ من قبل .
لقد اهتز وجدان العرب في الجزيرة و البادية ، و هم يتلقون أنباء الاضطهاد الذي تعرض له نصارى نجران ، و رأوا فيه نذر حرب دينية مخيفة .
( المصدر : ص / 21-22 من كتاب " القدس ليست أورشليم " : فاضل الربيعي - ط3 : 2020 - الرافدين: بيروت )

التبادل ..و لا التقاتل ؟!

الشعب الاسرائيلي يحث حكومته على " التبادل " ، و لكنها هي مصرة على " التقاتل " 
أهالي المختطفين يعلنون اعتصامهم  أمام مقر الحكومة للمطالبة بإنجاز صفقة تبادل (  معاريف - 18/12/2023 ) . 
منذ العدوان الغاشم على غزة و أهل السلام الحقيقي يطالبون إسرائيل بالكف عن هذا " التقاتل " الوحشي ، و الذي لا ينم عن أي قوة ، بل إفراط في غير موضعه و تقدير بدون حساب و خسة أفرغت الضمير من حياته .
الإمارات تأتي في مقدمة المطالبين بذلك ، فها هو 
السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة في مجلس الأمن: وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ضرورة في قطاع غزة ، و مستوى العنف الذي يشنه المستوطنون في الضفة الغربية يتزايد .
و سكان غزة يعانون من مستويات غير مسبوقة من الجوع والعطش ، على إسرائيل أن تكف عن منع دخول المساعدات إلى غزة .( 19/12/2023 )
و عقب الدكتور أنور قرقاش: جهود إماراتية مستمرة في مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة وتعزيز الاستجابة للكارثة الإنسانية غير المسبوقة، على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته حتى في هذه المرحلة المتأخرة .
و هذه ليست المرة الاولى فيما دعت إليه إسرائيل للمثول أمام استحقاقات السلام ، بدل الذهاب بعيدا نحو طريق تفرق العالم إلى قسمين يضرب هذا مصلحة ذاك في صراع لا منفعة وراءه غير تكريس الغطرسة بلا هدف محقق على أرض المعركة المنقوصة من أي تكافؤ في موازين القوى العسكرية بلا أدنى شك ، غير المزيد من التدمير و سقوط الأبرياء و هذا لم يكن يوما هدفا في أي معركة . 
نداء العقل في " التبادل " مهما طالت الحرب ، فإن آلة القتل لا بد و أن تُقتَل ، قبل كل شيء ، حتى تتم الصفقة بسلام ، و هو ما ذكرته العربية عن  : "حماس" التي تطالب باتفاق مكتوب وملزم في حال التوصل لوقف للنار وصفقة تبادل ( 20/12/2023 ) 
هذا حديث العقل عندما يصمت صوت الحرب و يخفت أزيز الطائرات و تختفي من الأجواء ، و يتلاشى القتل بعيدا عن الأبرياء .
بعد ثمانية أيام يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي ، لبحث "ملف غزة بعد الحرب ومفاوضات صفقة الأسرى" ( الشرق - 28/12/2023 )
لماذا تتمنع  إسرائيل عن فعل البداهة ، و تستمر في البلاهة ، ثم تعود إلى ما رضخت له من قبل ، سلوك ينم عن خلل نفسي عميق ، يعبر عنه :

كافكا .. اليهودي " صرصور "

قرأت قصة للأديب التشيكي فرانتس كافكا .. كان يتصور فيها نفسه صرصورا .. و أن هذا الصرصور قد انقلب على ظهره .. و أنه يسمع كل ما يقوله الناس حوله ، و لكن لا يقوى على فعل شيء .. إنه صرصور.. و إنه لم يعد إنسانا ، و إنه قد انقلب على ظهره.. فهو لا يستطيع أن يهرب مما هو فيه.. لم يكن ذلك الحلم إلا صورة للهوان الذي يلقاه اليهود .. فهو يهودي ينبذه الناس و يحتقرونه في كل مكان .. فقد اجتمع عنده الخوف و الاحتقارو المرارة و العجز و الكراهية لكل الناس و لنفسه أيضا!
( المصدر : ص - 243 / " في صالون العقاد كانت لنا ايام " - أنيس منصور/ دار نهضة مصر : الجيزة - ط : 9 / 2011 ) 
و عندما نغوص إلى الأعماق أكثر في البعد الديني الذي يتشدق به نتنياهو في مواعظه السياسية السمجة عن جرائمه في غزة ، و الذي يستند فيها إلى الأباطيل التوراتية و التلمودية المحرفة ، نرجع بعيدا إلى التاريخ و ننصت إلى هذه الموعظة " الإنجيلية "

" و أحبوا أعداءكم.. "
جزء من موعظة أحد القساوسة : " … المحبة روح الله ، فأحبوا إخوانكم و أقاربكم و أولادكم ، و أحبوا أعداءكم.. "
يقول راهب يستمع إلى هذا القسيس : بالقرب مني ، همس فلاح خبيث النظرات لمن حوله ، بسخرية الخراف الضالة: و هل يحب سيده كِيرُلُّس ، إخوانه اليهود ؟ ضحك المحيطون به بتكتم ، و أضاف أحدهم :  كيرُلُّس يحبهم إلى درجة موتهم و طردهم خارج الأسوار .. 
يواصل الراهب حديثه: لم أحدق كثيرا… كي لا ألفت أنظار المسيحيين ، و الوثنيين ، المارين من حولي . لا يجب أن يلتفت إلي أحد ، لا من أولئك ، و لا من هؤلاء ، و لا حتى من اليهود الذين يحظون في المدينة بكراهية الفريقين!
يكرههم الوثنيون لجشعهم ، و يمقتهم المسيحيون لوشايتهم بالمخلص و تسليمه للرومان ليصلبوه .. ليصلبوه.. أتراه صلب حقا ؟  ( المصدر: ص/ 68 - 72 /رواية " عزازيل/ يوسف زيدان - ط : 14 / 2009 - دار الشروق: القاهرة )

الشهر .. الرابع !

منذ السابع من اكتوبر 2023 ، و حتى ساعة الكتابة ، يكون دخلنا الشهر الرابع  للحرب في غزة ، و عندما نعود إلى أدبيات ، ساعة الصفر ، نحتاج أن نقف أمامها مليا ، من الناحية السياسية ، لأنه في أي حرب عندما تسكت أصوات المدافع ، يكون عملية الدفع السياسي أصعب من الحرب ذاتها .
في السابع من أكتوبر ، أدلى محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام "الجناح العسكري لحركة حماس " بتصريحات ذكر فيها ما يلي : 
- قررنا أن نضع حدًا للانتهاكات الإسرائيلية وبدء عملية "طوفان الأقصى"
- عملية طوفان الأقصى أكبر مما يظن الاحتلال ويعتقد
- "طوفان الأقصى" استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية
- بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي 
- اليوم يستعيد شعبنا ثورته ويعود إلى مشروع إقامة الدولة . ( 7/10/2023 ) 
خلال هذه الفترة جرت مياه كثيرة في ميدان الحرب الظالمة لأهل الحق الشرعي في الأرض ، و كذلك في دواوين و كواليس أروقة السياسة التي تريد سرقة انتصارات غزة بجرة قلم .

الدولة .. بعد الثورة ؟!

إذا كانت المقاومة مستعدة لمواجهة السيناريوهات المتوقعة و المحتملة لجر رجليها   إلى فخ السياسة  ، تكون في ذلك أيضا من المنتصرين  ، و هو عكس كل ما يطرح في الساحة الفلسطينية من أفكار و مشاريع و مقترحات ما بعد الحرب ، و الذي سمي ب " اليوم التالي " . 
و إذا استطاع الفلسطينيون نزع دولتهم بأسنانهم و أظافرهم ، هنا سوف تتغير المعادلات الدولية كلها و التي استمرت كما هي منذ أكثر من سبعة عقود عجاف . 
وفق قوانين التاريخ الخاص بثورات  الشعوب ، أن نهاية أي ثورة هي إقامة دولة ، و إلا ستبقى الثورات كالبراكين الفائرة بدماء أبنائها حتى ساعة قيام دولتها التي لها القدرة على إخمادها فحسب. 
في المخيال السياسي الدولي ترسم صور عدة لهذه الدولة التي لا زالت  عسيرة الولادة ، و بحاجة إلى عملية قيصرية تتولاها إسرائيل وحدها وفقا لشروطها هي .
و إلا الحل في اللا دولة و ليس في الدولتين ، و يمكن أن يستمر الوضع لدى إسرائيل هكذا لعقود ما دامت هي المسيطرة على زمام السياسة الدولية لقوة نفوذ الصهيونية العالمية و ليس الأميركية فحسب .

دولة .. منزوعة القوة

نأتي إلى السلطة الفلسطينية التي قبلت بحل الدولتين و اعترفت بوجود إسرائيل قبل قيام الدولة الموعودة و معها الدول العربية و العالم أجمع ، بشرط واحد أن تكون " منزوعة السلاح " أي بلا أسنان حتى اللبنية منها .
هذا و يؤكد إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في تصريحات له :
" حماس" لن تسمح بأيّ فوضى أو فراغ في غزة إلى حين التوصل لرؤية توافقية فلسطينية وطنية .
نحن منفتحون من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية للضفة الغربية وغزة .( 2/1/2024 )
قبل الوصول إلى مرحلة الدولة الجديدة ، هناك مشروع لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل كل الفصائل الفلسطينية المقاومة و المقاتلة ، و هي لا تقبل بإلقاء السلاح ، فكيف إذن تتشكل ، إذا لم تلب المقاييس الإسرائيلية باللا سلاح .

دولة .. هلامية!

تفاصيل إنشاء الدولة الفلسطينية على المقاس الإسرائيلي ،مسكونة بشياطين الإنس قبل الجن ، فالحل لديها في " شِبْه أو شيء شَبَهْ دولة " لا هي سلطة و لا حكم ذاتي ، أي دولة هلامية ؟! 
لا يمر يوم بدون أن يطل علينا سيناريو جديد عن كيفية إدارة غزة !
و آخره و ليس الأخير بالطبع ،
ما ورد على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي: لن تكون هناك إدارة مدنية إسرائيلية في قطاع غزة، والفلسطينيون سيتولون مسؤولية إدارة القطاع بشرط ألا ينفذوا أعمالًا عدائية ضدنا ( 5/1/2024 )
احترنا فعلا في معرفة المعتدي حقا على الأرض و العرض و الطفل و الرجل ، و لم يسلم الأطفال " الخدج " من الاعتداء ، فضلا عن الشيوخ الركع و كذلك الأطفال الرضع و البهائم الرتع ، و لا ندري على من يقع دفع ثمن شراء هذا الشرط الملزم ؟! 
الرئيس الفلسطيني: وجهنا بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي له الحق بالدفاع عن نفسه ( 7/10/2023 )
هذا الحق منعته إسرائيل في حال قيام الدولة الفلسطينية ، و جعلته حصريا لها و العالم المتقدم بمجمله يقف معها بلا قيد أو شرط .
كيف يقبل الفلسطينيون بدولة ، لا يملكون فيها حق الدفاع عن النفس ، و لا يتنفسون فيها إلا بقدر ما تسمح إسرائيل بتدفق الهواء فيها ، ألا يولد هذا الاختناق تفجير اسطوانة الغاز ضد إسرائيل شاءت أم أبت ؟!

سياسة.. التعجيز !

التعجيز أحد وسائل الحرب الإسرائيلية في غزة ، الذهاب إلى وضع العراقيل أمام أي حل في الأفق القريب ، مع تدخل أميركا راعية الحرب الأولى في لحظة فارقة من حياة السياسة الخارجية الاميركية.
من ذلك ما ذكره موقع "أكسيوس": بأن آموس هوكستين، مبعوث البيت الأبيض بحث في إسرائيل سبل تهدئة التوتر بالمنطقة ، و لكن  القادة الإسرائيليون أبلغوه بأنهم سيعطون فرصة للحل الدبلوماسي، لكنهم شددوا على أنه لا يوجد سوى "نافذة زمنية قصيرة" ( 5/1/2024 ) 
في خضم هذا الصراع الذي فاق حده بالحرب الدائرة في غزة .

" حل العودتين " ؟!

يطرح البعض من اليهود فكرة " حل العودتين " بدل حل " الدولتين " للخروج من هذا المأزق الذي طال أمده و لم يسلم السلام من أكل الحصرم .
مهما قصر الزمن أو طال، لن يكون هناك حل نهائي وعادل ومشروع ودائم  للقضية الفلسطينية سوى حل العودتين، وليس حل الدولتين.
ويدرك ذلك الكثير من اليهود الذين أجمع العديد من مفكريهم بعد النصر الطوفاني للفلسطينيين في ٧ أكتوبر مثل كوهين ديفيد، وشلومو آلوني، ورونين كوفمان، وعزرا روزنثال، وفرانز ايهودا، على أن تجميع اليهود في فلسطين كان خطأ فادحا قادهم الى الدمار، وخديعة كبرى حرمتهم من الأمان الذي وعدوا به والذي كانوا ينعمون به أصلا  في بلدانهم الأصلية، ومؤامرة ضخمة أوقعتهم فعلا في صراع دموي دائم مع أهل الأرض الأصليين الفلسطينيين صلبي المراس، ورأوا بأنه ليس هناك حل ناجع وأبدي ويتوافق مع القانون الدولي  للقضية الفلسطينية إلا حل العودتين، وليس حل الدولتين، وهو يتمثل بعودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم وفق قرارات الأمم المتحدة، وعودة اليهود إلى بلدانهم الأصلية التي جاءوا غزاة لفلسطين منها، وما زالوا يحتفظون بجنسياتها، حيث الأمان والرفاهية ورغد العيش.

اليوم الثاني .. لا ماء و لا غذاء

أعود بكم إلى اليوم الثاني من " الطوفان " ، حيث قام وزير الخارجية الاميركي ، بدعوة الرئيس الفلسطيني، خلال اتصال هاتفي لمواصلة وتعزيز الخطوات لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية .( 8/10/2023  )
لا أعرف كيف تطلب أميركا من رئيس سلطة بلا أجنحة ، للقيام باستعادة ما لا يملك فعله ، و قد استباحت إسرائيل كل ما  يقع  بين يديها في الجزء الباقي من أرض فلسطين ، دون أن يطلب منها أحد وقف اعتداءاتها الهمجية على البشر و الحجر و الشجر .
و مصداق هذا الفعل الشنيع لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي حين صرح بأن : كافة الأماكن التي تنتشر فيها "حماس" وتختبئ وتعمل فيها سنحولها إلى ركام ( 8/10/2023  )
أما و وزير الدفاع الإسرائيلي فقد  أكمل صورة الكارثة عندما قال : أمرنا بحصار كامل على غزة ولا ماء ولا وقود ولا غذاء ، و لو كان باستطاعته منع الهواء ، لما توقف عن ذلك . ( 9/10/2023 )
و قد فعل ذلك و أكثر ، و النتيجة صفرية بعد ثلاثة اشهر من القتال مع البواسل ، فقط فاز بالحطام ، و هذا لا يعد فعلا  يفتخر به أي مغرور بالقوة المحضة . 
و  لكن " الأشباح " التي تخرج من تحت الركام كيف له أن يتخلص منها ، و هذا ما اعترف به الجيش الاسرائيلي الذي أزالت غزة عنه الوهم " الأسطورة " التي تدثر بها طوال القعود الماضية ، أبانت في هذه المعركة  عن وجهه الحقيقي أمام داعميه قبل معارضيه  .

" نتن .. يا .. هو " .. و الإفناء

انتقل نتنياهو من حقل السياسة ، إلى مجال الإفناء ، حين عقلاء العالم يدعون و يصرون على إيقاف اطلاق النار ،  رئيس الوزراء الإسرائيلي يفتي بأنه : " لا يجوز " وقف الحرب الحالية حتى نحقق جميع الأهداف الموضوعة ( 7/1/2024  ) 
و يذهب الجيش الإسرائيلي بعيدا لتحقيق فتوى نتنياهو على طول الخط ليعلن بأن : تحقيق أهداف الحرب في غزة سيستغرق وقتًا والقتال سيستمر في 2024 ( 7/1/2024 ) 
و يمضي وزير الأمن الإسرائيلي "بن غفير" في غيه واصفا تهجير الفلسطينيين من غزة بأنها "مسألة الساعة" ( 7/1/2024 )

الألمان و اليابان .. موقفان غريبان ؟!

هناك دولتان في هذه الحرب لهما موقف غير معتاد في سياستهما الخارجية ، ألمانيا و اليابان ؟!
أما الدول الأخرى فإن موقفها بلا تردد تبع لسيدها أميركا و ليس لسيادتها " إنا كنا لكم تبعا " ؟!
انظر إلى حَرْفِيَّة التبعية الأميركية في استخدام ذات الألفاظ و الكلمات في البيت الأبيض صرحت نائبة الرئيس الاميركي بأنها : بحثت في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي الانتقال إلى عمليات عسكرية أقل حدة في قطاع غزة ( 9/1/2024 ) ، لقد نزل عليها ذات الفكرة فجأة ، فالتقطت ذلك ، وزيرة الخارجية الألمانية: لتدعو إسرائيل إلى عملية عسكرية "أقل حدة" ( 8/1/2024 )
كيف يعني ؟! استخدام السلاح الأبيض بلا حد أم سيف من خشب ؟! كما فعل " هتلر " أثناء تدميره لألمانيا ؟!
المانيا التي ذاقت مرارة " النازية " تستحلي اليوم " نازية " إسرائيل مع أناس عُزّل ؟!
يبدو أنها ذاكرتها القصيرة خدعنها و لا تتوقع من أين تأتيها " النازية الجديدة " التي بدأت تربو في أحشائها و هي  في غفلة اللاشعور ؟! 
أما اليابان فوضعها أغرب لانتمائها إلى الشرق ، فهي أقرب إلينا من الغرب بحكم امتداد التاريخ ، و مع ذلك ذاقت من الغرب الأميركي حنظله في " هوريشيما و نجازاكي "  ، حيث أبادت أميركا القنبلة الذرية قرابة 300 ألف إنسان في ثواني ، و هو عين ما طالب به وزير الثقافة الإسرائيلي لارتكاب ذات الجريمة لإبادة سكان غزة . 
اليابان منذ تبوئها المكان اللائق بها في كل أزمات الشرق الأوسط ، تختار الحياد ، إلا في حرب غزة اليوم ، فقد مالت على كتف أميركا و ذهبت معها بعيدا عن تاريخها المشرف .
هذا الميلان أوقف المحللين عنده للتأمل العميق لمعرفة السر الكامن في هذا الدوران للخلف 180 درجة .
الأقرب إلى الواقع في سببين ، إما الاقتصاد ، و خاصة النفط الذي لا يمكن لها الاستغناء عنه من سوق الشرق الأوسط ، أو احتمال التهديد الأميركي المبطن لها بالويل و الثبور ، خاصة ، و أن أجيال " هوريشيما و نجازاكي " لا زالت تدفع ثمن القنبلة النووية من جيناتها حتى الساعة .
و إذا لم تتمكن اليابان في السنوات القليلة المقبلة الانعتاق من ربقة المادة الدستورية التي تؤصل  " الذلة و الخضوع و المسكنة " لأميركا ، و تقيد حركتها للانطلاق إلى رحاب و آفاق أوسع ، فإن أميركا قد تورطها في حرب من البوابة الخلفية ضد الصين . 
و حتى لا أكون الوحيد في هذا الطرح عن موقف اليابان المستغرب من حرب الغزة ، سوف أعرج على ملخص ذلك لدى كتاب آخرين وقفوا كذلك مبهوتين من هذا الموقف الغريب لدولة برقي اليابان الحضاري . 
في هذه الحرب الدائرة على غزة، يرى المراقبون أن موقف اليابان لم يكن محايدًا في هذا الشأن كما اعتدنا أن نراه في الكثير من مواقفها فيما يتعلق بالحرب العربية الإسرائيلية في المنطقة؛ حيث كانت اليابان ضمن 4 دول صوتت ضد مشروع قرار قدمته روسيا لمجلس الأمن في بداية الحرب يدعو إلى إيجاد هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس؛ حيث صوتت اليابان إلى جانب كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على رفض مشروع القرار، بينما أيدته كل من روسيا والصين والغابون وموزمبيق ودولة الإمارات، وامتنع بقية أعضاء المجلس عن التصويت وهم البرازيل ومالطا وألبانيا وسويسرا وإكوادور وغانا. وكان يمكن لها أن تمتنع عن التصويت كالمعتاد باعتبارها دولة محايدة .
كما إن المسؤولين اليابانيين سارعوا لزيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية في رام الله على غرار ما قام به رؤساء بعض الدول الأوروبية المعروفة في مواقفها العدائية لفلسطين، إلّا أن وزيرة خارجيتها يوكو كاميكاوا طلبت من إسرائيل وقف قتالها ضد حركة حماس الفلسطينية وفق ما ذكرته وزارة الخارجية اليابانية.
نرى أن اليابان لا تستطيع القيام بأي خطوات في ضوء الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الدول التي تقع في محورها؛ حيث أميركا هي التي تدير هذه الحرب العنيفة على أبناء غزة بعد انهيار الحكومة الإسرائيلية ومخابراتها في تتبع ما جرى منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أما اليابان فمن جانبها قلقة من هذا الصراع في المنطقة العربية، وتحذّر من احتمالات تأثيراته على اقتصاد بلادها خاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة وارتفاع أسعارها باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في العالم يعتمد على معظم الواردات النفطية القادمة من المنطقة الخليجية. 
وما يجري اليوم في المنطقة يترك الكثير من التأثيرات السلبية على الشعوب والمؤسسات الأخرى في العالم ومن بينها الشعب الياباني وعلى الأفراد والأسر والمؤسسات اليابانية فيما يتعلق باستهلاكها ووضع شركاتها، خاصة وأن اسم اليابان أصبح اليوم يرد ضمن الدول والشركات الأجنبية الأخرى التي تؤيد الدولة الصهيونية كبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى لمقاطعة منتجاتها وخاصة من السيارات والإلكترونيات وغيرها من السلع الأخرى.  ( حيدر بن عبدالرضا اللواتي - الرؤية/ 23/11/2023 - عن مقال بعنوان " موقف اليابان من الحرب على غزة "  )

الدولة تعني .. السلام ؟!

من الناحية السياسية و الرسمية ، الكل يطالب بدولة فلسطينية ذات سيادة ، إلا إسرائيل من دون العالمين ، مثلا ما صرح به الرئيس التركي : لا يمكن استعادة السلام في المنطقة ما لم تنشأ دولة فلسطينية حرة ذات سيادة ( 10/10/2023 )
هذا يعني لا سلام بدون دولة فلسطينية حرة و محررة من الشروط الإسرائيلية المجحفة ، و ذات سيادة كاملة ، تملك زمام أمرها بلا قيود من المحتل في التحرك و الانتقال كما هو وضع السلطة الآن .
إذا كانت الدولة تعني السلام ، فما الذي يمنع إسرائيل من رفض السلام يا ترى ؟!
لماذا أصبح السلام لغزا محيرا كما هو في مسألة " البيضة  أم الدجاجة " ؟! 
من غرائب السياسة الاميركية في تعاملها مع حرب غزة ، عندما يقول الرئيس الاميركي : نعمل مع الحكومة الإسرائيلية لوقف الهجمات في غزة، ونتفهم عواطف المتظاهرين الذين يريدون وقف إطلاق النار في القطاع .
و في نفس الوقت يوافق على إرسال ذخائر بقيمة 150 مليون دولار إلى إسرائيل دون أخذ موافقة الكونجرس و لا مجلس الشيوخ .
و يرد عليه المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن : الحرب ستستمر في عام 2024 بطرق مختلفة ، بالرغم من تحذير قادة الأمن لنتنياهو : بأن الضفة الغربية تقترب من تصعيد كبير  . (   تايمز أوف إسرائيل-  
و ذات الوضع تطرقت إليه " نيويورك تايمز".. نقلًا عن مسؤولين اميركيين قولهم بأن : 
إسرائيل بدأت التحول من حملة برية وجوية واسعة في غزة لـ"مرحلة أدق استهدافًا"
و قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يأملون إكمال المرحلة الانتقالية بنهاية يناير ، بعد انخفاض عدد الجنود الإسرائيليين في شمال قطاع غزة إلى أقل من النصف منذ شهر . ( 9/1/2024 ) 
أثناء شدة الاحتدام و الصدام الدموي في غزة ، يصدر بيان "أميركي- بريطاني-ألماني-فرنسي-إيطالي" مشترك فحواه ينص على القول بأننا : سندعم إسرائيل في جهودها للدفاع عن نفسها ، و ندين حماس وأفعالها الإرهابية المروعة .
هذا واضح ، و لا يحتاج إلى أي برهان ، فهم شركاء في القتل و التدمير المباشر ، و ليس من الحدائق الخلفية كما هو في السابق .
و غير مفهوم من قبل هؤلاء عندما صرحوا بأنهم : يقرون بتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة ، و يدعمون إجراءات متساوية لتحقيق العدالة والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء . ( 10/10/2023 ) 
متى سوف يتم ذلك ، بالطبع بعد الانتهاء من " الإبادة " الجماعية لسكان غزة ، و إلا ما الذي كان يمنع تلك الدول التي تتبجح بالمشروعية الفلسطينية ، و لم تسمح بقيام دولتها التي قد تؤجل إلى قيام ساعة الغرب المتوقفة عقاربها عند العام 1948 ، و لم يتحرك عقرب الثواني نحو المشروعية بعد ، و العقارب الأخرى بانتظار ساعة الانقضاض على القضية برمتها .

صدمة .. التناقض!

لدينا موقفين متناقضين اليوم من حرب غزة التي دخلت شهرها الرابع دون أن تفكر إسرائيل لحظة بوقفها ، أو تعير سمعا لأحد ، فقط لأن أميركا لم تقل لها توقفي و كفى .
عندما تقول نائبة رئيس وزراء بلجيكا: لا يمكن لبلادنا الوقوف متفرجة إزاء المعاناة الإنسانية في غزة ، الولايات المتحدة لا تؤيد وقفًا لإطلاق النار في غزة في الوقت الراهن  . (  البيت الأبيض- 10/1/2024 )
ما هي مصلحة أميركا في هذا الموقف الذي لم يسبق له مثيل في تاريخها المعاصر ؟!
أميركا التي منيت بهزائم نكراء في اليابان و فيتنام و أفغانستان و الصومال و العراق ، تغمض عينيها عن هزيمة إسرائيل منذ أول يوم من " طوفان الاقصى " ، بل تذهب معها بعيدا عن كل مطالب دول العالم الحر لوقف هذه الكارثة الإنسانية و الإبادة المتعمدة مع سبق الإصرار و الترصد ؟! 
و تتحرك إسرائيل بقوة أميركا و سندها الاستراتيجي ، و هذا  حزب "الليكود" يبحث خطة استمرار الحرب في حال استقالة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي "غانتس"  ( - إذاعة الجيش الإسرائيلي 10/1/2024 )
أميركا تقف حتى ضد أي قانون بالمطلق ما دام يدينها أو يمس ربيتها بسوء من فعالها و نشر غسيلها المنظور عبر كل وسائل الإعلام المتاحة .
المواقف الأميركية من الدعوى ضد الاحتلال بمحكمة العدل الدولية استخفاف بالقانون الدولي ومحاولة للتعطيل .
بل تستخف كذلك بأي صوت للضمير العالمي الذي يمكن سماعه من وزيرة خارجية سلوفينيا بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في غزة.. والعالم "فشل في اختبار الإنسانية"  . ( - سي إن إن 10/1/2024 )
عندما كانت الأصوات تكتم في أي كارثة تقع في العالم الفسيح و الأفواه تكمم ، كان صوت الإنسانية المدوي هو المنقذ إلا ما يجري  في غزة ، عندما يقال يجب تحييد الدين و الأيديولوجيا في كل الصراعات " ، ينبغي أن يكون لضمير الإنسانية الأثر الايجابي الأكبر و إلا ماذا بقي لدى البشرية من معيار  ؟!
أميركا بعد 7 أكتوبر 2023 ، ليست هي التي قبله ، فهي تريد العالم خاتما في إصبعها لجبر خاطر إسرائيل .

سلطة.. أو لا سلطة!

تعالوا إلى مطالب " بلينكن من السلطة الفلسطينية التي لا تملك من أمرها شيئا ، إلا بإرادة إسرائيل ، هذا جزء من الواقع لابد و أن يتغير ، و لكن نقول بأن وجود سلطة شرعية يلتف حولها الشعب الفلسطيني خير من واقع " اللاسلطة " لأن ذلك يعنى " فوضى " عارمة الكل تجرع مذاقها في مرحلة " أنا كونداليزا " مخترعة نظرية " الفوضى الخلاقة " و كان " الربيع العربي " أحد مخلوقات ذلك .
نستشف ذلك الوضع من لقاء 
الرئيس الفلسطيني بوزير الخارجية الاميركي  الذي كان "متوترًا" لماذا ؟!
لأن " بلينكن" طالب "عباس" بإجراء إصلاحات في السلطة، و"عباس" طالبه بإصلاح السياسة الأميركية. (  سكاي نيوز عربية - 10/1/2024 )
كيف لعباس أن يملي أو يطالب و يرتكب " أم الكبائر " السياسية ، لأن أميركا  دائما صاحبة الأسبقية في فرض إملاءاتها على من تريد فكيف لعباس أي يطالب بهذا الأمر الخطير في إصلاح السياسة الاميركية قبل المضي في إصلاح السلطة التي لا سلطة حقيقية لها ليس من ذاتها بل من معاناة الضغوط المحتل  عليها منذ عقود ؟!
و لا نعرف نتائج هذا " التوتر " بعد ، حتى تتفتق كواليس هذا اللقاء في القابل من الأيام .

لحظة.. التقارب

يفترض بأن أحد أهم نتائج ( طوفان الاقصى " مزيد من التقارب الفلسطيني بين رفقاء القضية ، و لا زالت الحرب في أوج شدتها ، فقد صرحت  حركة فتح بأن : المناخ السائد يعرقل عملية التواصل الكامل واللقاء مع حماس .( 11/1/2024 ) 
فكيف لتحقق حكومة وحدة وطنية من دون مشاركة حماس فيها ؟! 
فإذا لم تتحقق هذه الوحدة التي تأخرت كثيرأ ، والتي استفادت إسرائيل منها أكثر ، لأنها جعلت منها حجر عثرة في طريق إنشاء الدولة الفلسطينية.
و لسان حالها يقول ، قبل أن تحلوا مشاكلكم الداخلية لا سلام و لا دولة في الأحلام ، مع أنها لا تحتاج إلى أي مبرر لتفعل ما تهوى و تعبث كما تشاء . 
كلما اقتربت الفصائل الفلسطينية من مشروع حكومة الوحدة الوطنية ، رمت إسرائيل حجر عثرة في حوضها ، و خاصة ، أنها لا تريد لحماس أن تكون اليد 
الطولى في حكم غزة مع تشكيل تلك الحكومة و حماس من ضمنها في مرحلة ما بعد الحرب ، أو عندما تسكت المدافع التسديد و يتم البحث عن القول السديد لإدارة الشأن الفلسطيني برمته .
من هنا صرحت " حركة حماس " بأن  : إدارة الشأن الفلسطيني وقطاع غزة شأن وطني فلسطيني ولن نسمح للاحتلال بالتدخل أو فرض الوصاية علينا .( 11/1/2024 )

غزة : مصر .. الرئة

لا بد من الإقرار ، بأن مصر هي الرئة التي تتنفس غزة من خلالها ، و من هنا ، فهي البوابة الرئيسة لإنقاذ أهل غزة إنسانيا و اقتصاديا ، و ووجد اتفاقية سلام طويلة المدى مع إسرائيل ، يفترض أن تساعد على تخفيف الأعباء عن أهل غزة و ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل تمرير ما يقيم إود هذا الشعب الصامد في هذه المحنة الكارثية .
من هذا المنطلق فإن مصر في الواجهة بهذا الصدد ، و تقوم بدور محوري لوقف هذا التدهور في أوضاع غزة ، إلا أن : تل أبيب رفضت الجهود المصرية للتوسط في وقف التصعيد ( تايم أوف إسرائيل - 11/10/2023 ) 
و لكن إسرائيل بدلا من مراعاة اتفاقية السلام التي بينهما منذ عقود ، تذهب إلى دفع المزيد من أهل غزة نحو الحدود لإحداث شرخ أمني في جدارها الصلب و هذا ما صرحت به 
الخارجية المصرية ، عندما أشارت إلى أن : مصر تضبط حدودها بصورة كاملة ولديها القدرة على تأمينها (14/1/2024  ) 
و الدليل على ذلك في تصريحات 
رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ذكر فيها : لم نتخذ قرارًا بعد بشأن "السيطرة المحتملة" على المنطقة الحدودية في غزة مع مصر( 13/1/2024 )
و هي ذات ممر " فيلادلفيا " ، الذي يراد من خلاله و الزج  بسكان غزة و تكديسهم عنده ، و هو ما يتعارض مع بنود اتفاقية " كامب ديفيد " ، لأن هذه المنطقة وفقا لهذه الاتفاقية ممنوع على إسرائيل التواجد عندها  . 
ففي وول ستريت جورنال".. نقلًا عن مسؤولين بأن : إسرائيل أبلغت مصر نيتها إطلاق عملية عسكرية للسيطرة على محور "فيلادلفيا" الحدودي .
و سيتم في إطار هذه العملية إبعاد العناصر الفلسطينية من معبر "رفح" الواقع على المحور في أقصى جنوب قطاع غزة 
و ستسمح هذه الخطوة لإسرائيل باختراق الأنفاق في المنطقة ومنع أعضاء "حماس" من الخروج من غزة .
( 13/1/2024 )
و في هذا الصدد ، مصدر مصري مسؤول ينفي لقناة *"القاهرة الإخبارية" ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وجود تنسيق مصري إسرائيلي، بشأن تدابير أمنية جديدة على محور "فيلادلفيا".  ( 13 / 1 / 2024  ) 
و من ناحية أخري ، صرح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بأن : مصر رفضت الاستجابة أو الرضوخ لكل الضغوطات والمغريات المالية للقبول بتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير القسري خارج أراضيهم أو داخلها ( 10/1/2024 )
و كذلك أضاف بأننا : ننفي مزاعم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر مسؤولة عن منع دخول المساعدات إلى غزة ، و أن معبر "رفح" مفتوح من الجانب المصري بلا انقطاع
و نطالب إسرائيل بعدم منع تدفق المساعدات والتوقف عن تعطيل دخولها بـ"حجة التفتيش"  ( 13/1/2024  )

تفتيت .. قلم ؟!

و أضرب مثلا على كيفية التصرف الإسرائيلي أثناء عملية التفتيش التى تهدف إلى مزيد من الإذلال و الإهانة للشعب الفلسطيني الذي يتلقى تلك المساعدات من جميع أنحاء العالم الحر ، الأشقاء منهم و الغرباء عنهم .
يقول أحدهم بأن عملية التفتيش لدى إسرائيل تعني بعثرة المواد و إتلافها ، حتى لا يستفيد منها أحدا قبل و صولها إلى المستحقين ، فلو كان قلما ، فلا يدخل قبل تفتيتها و فكها و إرجاعها إلى موادها الأولية ثم رميها بعيدا عن متناول اليد ، و من ثم إصدار الأوامر الصارمة بتجميعها ، و هكذا تفعل مع كل شيء في الشاحنات التي تريد إدخالها إلى غزة ، هل سمعتم عن ذلك عند أي بشر من قبل ؟!

" الإنسانية " .. التائهة ؟!

بل إن إسرائيل أصبحت في هذه عدوة " للإنسانية " ، و قد خلت قاموسها السياسي من مصطلح " الإنسان " . فهذه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية تورد خبرا مفاده بأن : إسرائيل أبلغت مصر أنها ستقصف أي شاحنات تحمل مساعدات لقطاع غزة .( 10/10/2023 )
في الوقت الذي يصرح فيه  وزير الخارجية الأميركية بأن : الولايات المتحدة ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية، وناقشت مع الرئيس المصري في القاهرة الجهود المشتركة لتسريع تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة .
( 11/1/2024 ) 
كيف نوفق بين الموقفين ، الموقف الإسرائيلي بالقصف ، و الموقف الأميركي بالتسريع ، أيهما أصدق قيلا ؟!
لقد تاهت الإنسانية و لم تصل إلى مبتغاها بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب المدمرة . 
لقد فشلت إسرائيل في امتحان غزة و سقطت من عين " الإنسانية " التي تعتبر العامل الأهم و الأقوى للتعايش السلمي بين الشعوب . 
كيف بمكن بمن يصف الفلسطينيين ب " حيوانات بشرية " موضع قدم في محيط السلام الذي تتشدق به إسرائيل .
لقد تخطت إسرائيل كل الخطوط الحمر في عالم الغاب الذي يتميز و يتصف باحترام القيم الفطرية بين مكوناته ، و هي التي افتقدتها إسرائيل في هذه الحرب غير المتناظرة وفق كل المقاييس و الموزين التي لا يختلف عليه اثنان من أي مكان . 
تمعن في أخبار يوم واحد من غزو غزة التي حرمها ( شارون ) أحد الآباء الروحيين لدولة إسرائيل في 2005،  والتي ضربت وصيته عرض حائط المبكى ، لتدرك كيف أن هذه الحكومة ليس لها عهد وفاء مع قادتها ، فكيف الوضع ضد أعدائها التاريخيين ؟!

جر .. رجل مصر ؟!

الجيش الإسرائيلي الذي اهتزت الأرض من تحت جراراته في 7 أكتوبر 2023 ، يدعي بأنه لا توجد أي دعوة رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية . 
ما معنى دعوة رسمية ، أهي أمر للدعوة إلى  " العشاء الأخير " ، في الوقت الذي تقول فيه " حماس " بأن : مصر أبلغتنا
بإخلاء معبر رفح فورًا لوجود تهديدات بقصفه .
و لم تتأخر إسرائيل لحظة عن تنفيذ ذلك التهديد الفعلي وفقا لمصادر أمنية مصرية قولها لـ"رويترز": ضربة جوية قرب معبر رفح الحدودي بين غزة وسيناء . ( 10/10/2023 )
أدت لإصابة تسعة جنود مصريين ، خلافا لما نصت عليه اتفاقية " كامب ديفيد " ، و ذلك لجر مصر إلى التدخل في حرب واسعة تركتها خلفها منذ عقود ؟!  
يبدو بأن إسرائيل التي لم تتمكن من الدفاع عن نفسها في حربها مع غزة تريد فتح جبهات عدة للتباهي بقدرتها العسكرية التي مرغت في وحل غزة بيد أفراد من " الأشباح المخربين " كما سمتهم في أدبياتها المنشورة في فضيحة " بجلاجل " مثلما يسميها أهلنا في مصر الذين مرغوا أنف إسرائيل في التراب في 6 أكتوبر 1973 ، و ها هي الأيام دارت لكي تثبت هشاشة هذا الكيان الغاصب لولا الرعاية الغربية المطلقة لها عدة و عتادا و أموالا بالمليارات .
لو تأخرت عنها لحظة لجن جنونها ، و قامت بقذف حممها " النازية " بعد مصر في لبنان و سوريا و العراق و اليمن مستعرضة قواها الخائرة و الخائبة في غزة خارج نطاقها خبط عشواء ، تقتل جنودها بالنيران الصديقة قبل العدوة التي لا تملك حيالها شيئا غير ممارسة القتل بعد أن نسيت أصول قتال الرجال الأشاوس من خلفها و من تحت أرجلها و من فوقها و قد عميت أعينهم عن الرؤية من أمامها ، هكذا و صل بها الحال اليوم و هي تحارب فصيلا محاصرا منذ عشرات السنين ، فكيف بها لو فُك الحصار عنها و تكالبت فصائل الأمة العربية حول عنقها كما تلتف الأفاعي  حول أعناق المعتدين ، هل فكرت لحظة بأن ذلك اليوم آت لا محالة ؟!
فقط من أجل كسر غرورها و كبريائها و فضحها أمام الملأ العالمي مباشرة بالصوت و الصورة عبر شاشات العالم التي ترويها الكاميرات فحسب ، و ليس عبر أقلام الصحفيين  و المؤرخين العظام الذين حولتهم إسرائيل إلى حطام من تحت الركام و لكن أنا لها تحطيم الأقمار الاصطناعية الشاهد الأعظم على جرائم لم يشهد التاريخ لها مثيلا في السرد .

سلام مع " حيوانات بشرية " ؟!

هل نمى إلى سمعكم دولة لا تعترف إلا بنفسها ، و تريد أن تعيش بسلام مع محيطها المليء " بالحيوانات البشرية " ، لماذا هذا الإصرار في البقاء بأرض مسروقة ، بعد أن نبذتها شعوب الأرض قاطبة و رمتها بين فكي " الحيوانات البشرية " لكي تستفرد بها ، فأين المفر لإسرائيل غير مواجهة ويلات تلك " الحيوانات البشرية " يا لسخرية القدر منها في هذا المصير المحتوم و فقا لسيرورة التاريخ و نصوص التوراة و الإنجيل و من بعدهما القرآن الكريم فقوتها لا تستطيع مواجهة نصوص الكتب المقدسة مهما تجبرت على الخالق قبل المخلوق ؟!
نقول حتى لو لجأت إسرائيل إلى غابات الأمزون للعيش بسلام مع نفسها ، فإن قوانين الغاب تلفظها ، و تعيدها من جديد إلى تيه سيناء هذه اللغة الوحيدة التي تفهمها ؟!
بعد ثلاثة أيام من اقتلاع " طوفان الاقصى " غلاف غزة كما تخلع الأعاصير الأبراج السكنية في أميركا من قواعدها ، خرج علينا 
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ"الجزيرة" كي يصرح بأن : حركة حماس لم تستغل السنوات الأخيرة لمساعدة سكان غزة ، و أنها تتحمل مسؤولية عدم وجود خدمات وبنية تحتية في غزة .( 10/10/2023 )

الدمار .. و التقارير

بعد اكثر من مائة يوم  على القصف العشوائي و الدمار المتعمد بكل ما يطرأ على الخيال الإنساني من و سائل القوة التدميرية برا و جوا و بحرا ، ما أبقت لأهل غزة من البنية التحتية التي اتهمت حماس بعدم توفيرها ؟!
نطوف عبر هذا التقرير ، لكي نرى دمارا لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا ، هذا ما نشرته
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن أثر الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على غزة  ، حيث وصفت أن الحرب خلّفت دمارا يماثل أكثر الحملات تدميرا في التاريخ الحديث.
حيث أشارت إلى أن إسرائيل  قد أسقطت 29 ألف قنبلة، دمرت من خلالها ما يقارب 70% من المنازل بالقطاع. وأضافت أن القصف قد ألحق أضرارا بكنائس بيزنطية ومساجد تاريخية ومصانع ومراكز تجارية وفنادق فاخرة ومسارح ومدارس.
وأكدت أن جزءا كبيرا من البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية الخاصة بالقطاع غزة قد أصبح غير قابل للإصلاح.
كما أفاد التقرير بأن معظم مستشفيات القطاع، البالغ عددها 36 مستشفى، مغلقة، ولا يقبل العلاج إلا في 8 مستشفيات فقط. بالإضافة إلى أن الاحتلال دمر بساتين الزيتون وأشجار الحمضيات والصوبات الزراعية (البيوت البلاستيكية). وهو ما يعني أن نصف المباني في غزة تقريبا تعرضت للتلف أو الدمار.
وبحسب تقرير  البنك الدولي  فإن الحرب بحلول 12 ديسمبر/كانون الأول، كانت قد دمرت 77% من المرافق الصحية، و72% من الخدمات البلدية مثل الحدائق والمحاكم والمكتبات، و68% من بنية الاتصالات، و76% من المواقع التجارية، بما في ذلك تدمير شبه كامل للمنطقة الصناعية في الشمال.
ووفقا للأمم المتحدة ، تضرر ما يقارب 342 مدرسة، بما في ذلك 70 من مدارسها الخاصة. وقد تضررت أكثر من نصف الطرق، وفقا للبنك الدولي.
بالمقابل، قالت إسرائيل إن الحملة والهجوم البري أديا إلى مقتل الآلاف من الضحايا في هدفها المقصود؛ حركة المقاومة الإسلامية (حماس ) .

دمار الحرب العالمية الثانية

وقال روبرت بيب، وهو عالم سياسي في جامعة شيكاغو وكاتب في تاريخ القصف الجوي؛ "سيظل مصطلح "غزة" في التاريخ بجانب دريسدن ومدن أخرى شهيرة تعرضت للقصف. ما تشاهده في غزة يعتبر ضمن أعلى 25% من حملات العقوبة الكثيفة في التاريخ".
ومن الجدير بالذكر أنه قبل 3 أشهر، كانت غزة مكانا حيويا. فرغم عقود من حصار الاحتلال الإسرائيلي، كان العديد من الفلسطينيين يستمتعون بالعيش هناك بجوار البحر الأبيض المتوسط، حيث كانوا يجتمعون في المقاهي والمطاعم البحرية. وكانت العائلات تلعب على الشاطئ، وكان الشبان يجتمعون حول التلفاز في المساء لمتابعة مباريات كرة القدم. وكانت هناك حياة في غزة قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ولكن اليوم، أصبحت غزة تشبه في دمارها المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. ففي شمال غزة، الذي كان محور الهجوم الإسرائيلي الأولي، يتنقل الأشخاص الذين لا يزالون هناك عبر الشوارع المليئة بالأنقاض مرورا بالمحلات والمباني السكنية التي تم قصفها. الزجاج المكسور متبعثر على الأرض تحت الأقدام، في ظل تحليق المسيرات الإسرائيلية في السماء.
وفي الجنوب، حيث هرب أكثر من مليون نازح، ينام الفلسطينيون في الشارع ويحرقون القمامة للطهي. ووفقا للأمم المتحدة، هرب نحو 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون شخص من منازلهم، ويقيمون الآن في أقل من ثلثي المساحة بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

صور الأقمار الاصطناعية لغزة

ووفقا لتحليل البيانات الفضائية من قبل خبراء الاستشعار عن بعد في جامعة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون، فإن 80% تقريبا من المباني في شمال غزة، حيث كان القصف أكثر حدة، قد تضررت أو دمرت، وهو نسبة أعلى من تلك في مدينة دريسدن.
وقدّر "هو يين"، الأستاذ المساعد في علم الجغرافيا في جامعة "كنت" في ولاية أوهايو، أن 20% من الأراضي الزراعية في غزة قد تعرضت للتلف أو الدمار. وأشار إلى أن القمح الشتوي الذي يجب أن يكون في مرحلة النمو حاليا لا يظهر، وهو ما يشير إلى أنه لم تتم زراعته.
ولم يتجنب العدوان الإسرائيلي المواقع التاريخية، حيث دمر جامع العمري الكبير، الذي كان مبنى قديما تحول من كنيسة في القرن الخامس إلى مسجد، بانهيار منارته. وقصفت إسرائيل كنيسة القديس بورفيريوس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي تعود إلى القرن الخامس، وهو ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 16 فلسطينيا كانوا يلجؤون فيها.

المدينة غير قابلة للعيش

وقال إيال وايزمان، مهندس معماري إسرائيلي-بريطاني يدرس نهج إسرائيل تجاه البيئة في الأراضي الفلسطينية، إن غزة "لم تعد مدينة صالحة للعيش بعد الآن".
وأضاف أن أي عملية لإعادة الإعمار ستتطلب "نظاما كاملا جديدا من البنية التحتية تحت الأرض، لأنه عندما تهاجم التربة الفوقية، يتم تمزيق كل شيء يمر عبر الأرض؛ المياه، والغاز، والصرف الصحي."
وتوصل تحليل منظمة ذا شيلتر كلستر، التي تضم مجموعة من الجمعيات الإغاثية بقيادة المجلس النرويجي للاجئين، إلى أنه بعد انتهاء الحرب الحالية، سيستغرق الأمر على الأقل عاما لتنظيف الركام فقط، وهي مهمة تعقدت بسبب ضرورة إزالة الألغام غير المنفجرة بشكل آمن.
وقالت المجموعة إن إعادة بناء المساكن ستستغرق من 7 إلى 10 سنوات، إذا كان التمويل متاحا. وتقدر التكلفة بحوالي 3.5 مليارات دولار، بدون احتساب تكلفة توفير أماكن للإقامة المؤقتة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى الجمعة 29/12/2023 ، عن استشهاد 21 ألفا و507 فلسطينيين، وإصابة 55 ألفا و915 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية وأدت إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
( المصدر : وول ستريت جورنال - 30/12/2023 )

توسيع .. دائرة الحرب ؟!

بعد ثلاثة أيام من بدء " طوفان الاقصى " ، فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا يطالبون إيران "بعدم توسيع النزاع" (   الرئاسة الفرنسية - 10/10/2023 )
فماذا جرى بعد أكثر من ثلاثة أشهر من اندلاع هذه الحرب الظالمة و فق كل الموازين السياسية و الشرائع الإلهية و القوانين و الأعراف الدولية و المبادئ الإنسانية الصارخة في إدانتها لكل ما حدث و لا زال حبل الجرائم على غاربه .
إسرائيل أعلنت استعدادها للحرب في أكثر من جبهة ، من ست إلى سبع جبهات ، و هي التي لم تحرز نصرا حتى اللحظة غير الصفر على الشمال و على الجنوب .
إسرائيل واقعا لا تحارب وحدها إطلاقا ، فهي تستمد قوتها من أميركا بالدرجة الأولى و من ثم بقية دول أوروبا و بالأخص ألمانيا و بريطانيا و انضمت إليهما لأول مرة في التاريخ الحديث اليايان مع مزيد من علامات الاستفهام و الاستغراب الاستهجان . 
نأتي إلى الجبهات التي تصر إسرائيل على فتحها من بعد غزة و الضفة الغربية ، جنوب لبنان ، سوريا ، العراق ، اليمن و إيران .
و قد ينفلت الوضع ، و يمتد إلى مصر و الأردن . 
و كذلك وصل الصراع إلى باكستان التي قال عنه " الكرملين " ، بأن التوترات بين إيران وباكستان ناجمة جزئيًا عن الصراع في غزة 
و قد أكدت الخارجية الصينية كذلك بأن : التوتر في البحر الأحمر امتداد للصراع في غزة، ويجب أن تكون الأولوية القصوى لوقف الحرب .( 19/1/2024  )
ليس هناك دولة مهما جعلت من العظمة سياجا لها  ، باستطاعتها الانتصار في كل الجبهات  ، و لو كانت بعظمة و قوة أميركا التي نثرت قرابة 800 قاعدة عسكرية حول العالم ،  فلا بد من يوم تتحول عظمتها إلى عظْمة تغرس في عظمتها نقاط ضعفها . 
فكل حروبها بعد الحرب العالمية الثانية كان عنوانها الرئيس " التدمير " العصي على التعمير ، فمن اليابان ، مرورا بفيتنام ، و غزوها لأفغانستان و العراق و طردها من الصومال و لبنان ، كلها حروب المهزوم بلا عنوان .
اليوم جاء الدور على الربيبة إسرائيل لتكرر تجربة ربتها أميركا لتخوض حرب الجبهات السبع و قد فشلت في صد الذئب عن تلابيب رقبتها في غزة و شهادة قصف تل ابيب شاهدة ، و حاضرة على مرآ من العالم و في مرمى من أهداف المقاومة الفلسطينية الباسلة بشهادة الخبراء العسكريين الذي خاضوا كل الحروب الحديثة مع الجيوش الأميركية و على رأسهم " شوازكوف الذي حارب في فيتنام و قاد الحرب ضد صدام في غزوه للكويت . 
إسرائيل و لحظتها الهستيرية في غزة تهرب إلى الأمام تضرب يمنة و يسرة ، و هذه ليست حربا بل هو سلوك طفل يلعب بسلاح مرخص له فقط ليعبث بأرواح الأبرياء كيف شاء  ، بعد أن حصل على كل ألوان الإضاءات من أميركا و شركائها في هذه الإبادة الجماعية و الفردية كذلك.
و هذه شهادة الممثلة الأممية في العراق عن أن الحرب في غزة والأعمال العسكرية في أماكن أخرى تهدد باندلاع "مواجهة كبيرة" ( 21/1/2024 )
لا نعرف من بعد كل هذا الإسراف في القتل ، كيف لبعض العرب الإصرار للمضي  في الخيار الوحيد للسلام الاستراتيجي ؟!
عمر الخيار الوحيد قصير في أي مشروع ، لأن من قواعد اللعبة في السياسة الدولية تعدد الخيارات و السيناريوهات و الخطط و الإستراتيجيات ، و إلا صدمتنا للواقع تكون شديدة و البحث في حينه عن البديل ثمنه أليم .

الفشل .. الذريع !

القتل المتواصل ، لن يغطي أبدا على فشل السياسات الأميركية و الغربية من خلفها ، مهما كانت الذرائع و الأذرع طويلة تجاه الشرق الأوسط التي لم تهنأ حتى اللحظة باستقرار نسبي ، فالقلق على أقل تقدير دائما سيد الموقف ، و هو الذي يقود إلى عدم الأمان .
هذا أيضا هو رأي روسيا الخصم اللدود لأميركا تاريخيا و استراتيجيا و الذي أدى إلى حرب باردة و مستمرة لعقود ، من أجل ساعة الوصول إلى تعددية قطبية لا تسمح لقوة واحدة من  الاستفراد بمصير العالم .
يصف " بوتين قوله منذ بداية هذه الحرب القذرة على غزة بأن : الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مثال حي على فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ( 10/10/2023 )
بهذا المختصر البليغ و المفيد ، استطاع بوتين أن يضع يده على الجرح دون الحاجة إلى استخدام المشرط لاستئصاله .

صوت .. العقل

ينبغي رفع صوت العقل أمام صدى القتل في غزة ، لوقف المجزرة ، فالعالم يجب أن يدرك جيدا و لا يسمح بأن يكون للجزارين مكاسب من أفعالهم .
الإمارات من أوائل الدول التي قدمت بين يدي العالم سياستها العقلانية ، في اتصال هاتفي بين 
سمو الشيخ عبدالله بن زايد،  و وزيرة خارجية اليابان، حول تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل دعم جهود خفض التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحماية المدنيين، وناقش الجانبان تداعيات التصعيد الجاري لاسيما الإنسانية والأمنية، وأهمية تعزيز الجهود المبذولة من أجل تهدئة الأوضاع بكافة السبل الممكنة (  وام - 10/10/2023  ) . 
و تداعى كذلك مجلس التعاون الخليجي إلى اجتماع بهذا الخصوص ،لعقلنة الأزمة و ليس لإضافة المزيد من القلق عليها ، فقد جاء في البيان الختامي بين المجلس ، والاتحاد الأوروبي بأننا  : نبدي قلقنا لما يحدث للمدنيين في إسرائيل وفلسطين .

بلا عقل .. أميركا و فرنسا ؟!


و لكن أميركا و فرنسا ، لم يعيرا لصوت العقل سمعا و لا وقعا فضلا عن الطاعة  .
نقلًا عن مسؤول في البنتاغون قوله بأننا : لا نستبعد تنفيذ عملية خاصة لتحرير مواطنينا في غزة (  سكاي نيوز عربية - 10/10/2023 )
لقد كانت حصيلة هذا التصرف قتل قرابة 900 فرد من القوات الخاصة من اصل 2000 ، و ذلك وفقا لاعتراف أحد كبار القادة العسكريين في أميركا .
حتى اضطرت أميركا و إسرائيل بالهدنة لأيام قلائل ، تم فيها ما فشل فيه أفراد النخبة الخاصة .
و لم تستمر إسرائيل في وفائها بشرط الهدنة المؤقتة ، و سحبت يدها منها لكي تواصل قصف الجميع بما فيهم الأسرى التي تباكى عليه العالم ، و مع إلحاح فصائل المقاومة على العودة إلى الهدنة الإنسانية ، زادت إسرائيل من شراسة معركتها الإجرامية و بلا هوادة .
و قد سبب ذلك  التضحية  ب 21 محتجزا إسرائيليا تم العثور على جثثهم بمقبرة في خان يونس بجنوب غزة   ( هيئة البث الاسرائيلية- 19/1/2024 )
بالرغم من إلحاح عضو مجلس الحرب الإسرائيلي على قوله بأنه : من المستحيل إعادة المختطفين أحياء دون صفقة ومن يقول غير ذلك كاذب  . 
و يضيف مسؤول أميركي قوله بأن  :  التوصل لاتفاق جديد بشأن الرهائن قد يحتاج أسابيع لأن الجانبين متباعدان تمامًا ( إن بي سي - 20/1/2024 )
لقد رفعت أميركا " سوط " الأمن لصالح إسرائيل و ضخت في شرايين حربها ضد غزة فالمحاصرة قرابة 85 مليار دولار سماه المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض: بالدفعة الأولى من المساعدات الأمنية لإسرائيل .
و أطلق الرئيس الفرنسي مسمى ابتزاز "حماس" بالمحتجزين بأنه غير مقبول وندعم العمليات الدفاعية الإسرائيلية .( 10/10/2023 )
من الذي يعبث بحياة الأبرياء من غير المحاربين يا " ماكرون " الذي شرع في بلده فرنسا الحرية المحاصرة ، قوانين لمعاقبة كل من يرفع العلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية ، أو يخرج في مظاهرة للتنديد بالمجازر المخزية في غزة التي تسعى للحرية كما سعت إليها فرنسا ذاتها ، و لكن مع ذلك لم يأبه الشعب الفرنسي الحر بقرارات حكومته فخرج عليها بالملايين التي لا يمكن لماكرون حبسها في كهف الجور ؟! 
أين ماكرون من شعب محجوز بأكمله منذ أكثر من سبعة عقود ، فلو حشر حيوان في باريس في جحر لهرول الناس إلى منظمات حقوق الحيوان و الإتصال بالدفاع المدني لانقاذ هذا الحيوان المسكين ، في الوقت الذي إسرائيل تمنع وصول معدات الدفاع المدني في غزة لإخراج الجثث من تحت الانقاض ، أين ماكرون من أدنى حقوق الانسان ؟!
لقد بح صوت القانون الدولي الإنساني صارخا من فضلكم : إنسوني  ؟!

عودة .. للمحتجزين !

في هذه المرحلة التي طال فيها أمد الحرب كثيرا ، و لم تطلها يد حانية لوقفها بعد ، أيضا يكثر الحديث عن المحتجزين ، حتى ضاعت الأولويات في حمأة النار و البارود .
نسمع بين يوم و آخر عن محادثات تبادل المحتجزين بين "حماس" وإسرائيل ، بأنها مستمرة ، لكنها في طريق مسدود ، لا ندرك شيئا عن عملية الاستمرار هذه و لو كان الطريق مسدودا ؟!
و بالمقابل هناك مطالبات ملحة
بوقف القتال لأكثر من شهر وتبادل على مراحل من بنود اتفاق محتمل لتبادل المحتجزين في المستقبل . (  قناة سي إن إن -22/1/2024 )
الذي يؤكد هذا النهج تصريح البيت الأبيض حول المناقشات الجارية مع الشركاء لإطلاق سراح رهائن آخرين من غزة ( 23/1/2024 ) 
صارت الخطوات محمومة بهذا الاتجاه ، هذا ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله : متفائلون بشأن "صفقة أسرى" ولكن كل شيء يمكن أن يتغير في أي لحظة .
اليقين معدوم لدى إسرائيل ، و لكن مقترحاتها بلا حدود في ملف الأسرى ، فهي تقترح وفق 
أكسيوس : وقف القتال لمدة شهرين في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى .
و من ناحية أخرى ، المبعوث الاميركي للشرق الأوسط يبحث بالمنطقة صفقة محتملة تتضمن هدنة إنسانية والإفراج عن الرهائن . ( البيت الأبيض  - 24/1/2024 ) 
و أيضا مصادر لرويترز تقول بأن : جهود وساطة مكثفة لقطر والولايات المتحدة ومصر تركز على هدنة لمدة شهر في غزة  .
بدأت السحب تتكثف حول الهدنة لتبادل الأسرى ، رغم عدم توقف سحب الدخان في سماء غزة المكلومة و التي تنزف أجسادها و عيونها دماء بلا دموع .
تواردت الأنباء حول ذلك بأن : 
إسرائيل وحماس وافقتا بنسبة كبيرة على إمكانية تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرًا ( وكالة رويترز - 24/1/2024 )
و كذلك حماس تسعى للتوصل إلى صفقة شاملة لوقف دائم لإطلاق النار قبل إطلاق سراح المحتجزين  
أما إسرائيل فلا تتحرك إلا عبر وضع الكثير من العراقيل كلما اقترب العالم من صفقة متبادلة ، و لكنها لا تمضي بسلاسة مع الطرف المعاند على طول الخط الفاصل بين الوقف الفوري للحرب أو الاستمرار فيها وفق الدمار الشامل و ليس السلام الشامل كما يحلم به بعض الأنظمة العربية .
كلما اقتربت ساعة الهدنة  ، إسرائيل تعرض إنهاء الحر بشرط خروج 6 من قادة الحركة من غزة بينهم "السنوار" 1700
يبدوا بأن الحكومة الإسرائيلية ، قد انفصلت عن شعبها ، و لا تصغي لصوته و لا تلبي رغباته في استعادة أسراه .، هناك متظاهرون يطالبون بإبرام صفقة تبادل واستعادة الأسرى، ويغلقون الشارع الرئيسي في تل أبيب ( الجزيرة - 25/1/2024 )
و مجلس الحرب والكابينت يجتمعان على ضوء اتصالات بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة مع "حماس"  (  القناة 13 الإسرائيلية - 24/1/2024 )
لو تتبع أحدنا تفاصيل هذه الاجتماعات و ما يدور فيها من هروب الأعضاء و رفع الأصوات و عدم المشاركة في بعض المؤتمرات التي يعقدها نتنياهو و غير لخرجت الصورة الذهنية عن هذه الحكومة من النافذة هربا من واقعها المرير و خاصة أمام القرارات الفاشلة التي لم تحقق أي هدف معلن و من أبسطها مسألة الأسرى .

شعارات .. براقة!

و أنهي هذا الشجن بكلمات سطرت منذ قرابة أربعة عقود ، من قِبل طبيب كنا نذهب إليه للعلاج يقول : من عادة الواقعين تحت سيطرة القوة ، و الغرور ، و الحداثة المزعومة ، و التبعية المغلفة بأغلفة الصداقة الحريرية ، و من عادة هؤلاء أن ينجذبوا إلى العالم السحري البراق في الغرب ، و إلى شعاراته الطنانة ، و أحاديثه المنافقة عن الإنسانية و الإخاء و التغني بحقوق الانسان ، و لا يتعلمون من الدروس القاسية الدامية التي تلطمهم يوما بعد يوم ، و لا يفيقون ..
لقد فقدت الشعارات و رموز المبادئ التي تتغنى بها الحضارة الأوروبية و الأميركية معناها ، و تشوهت القيم النبيلة.
( المصدر : ص 29 من " الإسلام و حركة الحياة " د. نجيب الكيلاني- 1988 )
بل لقد خفت و خبى ذاك البريق الذي خدع أبصار و أفكار الكثيرين ممن ذهبوا بعيدا في تصوراتهم لقد أزال " طوفان الاقصى " الغبار عن الكثير من المفاهيم التي تناثرت مع أشلاء أطفال غزة ، و كشف الغطاء عن ادعاءات الغرب الحضارية و الإنسانية التي تمرغت في وحل غزة بأيدي " الأشباح " . 1755