الأحد 22 ديسمبر 2024

سمر العربي تكتب: الصراع بالبحر الأحمر..وحصار قناة السويس

باور بريس

تأخرالإمدادات .. تعطل برامج الإنتاج ..انخفاض المخزونات .. نقص في السلع النهائية الموجودة بالأسواق نتائج حتمية لما يحدث من صراع في البحر الاحمر بين الولايات المتحدة الامريكية والحوثيين خاصة بعد تباطؤ حركة الملاحة والشحن في المنطقة وتحويل مسارات السفن لطرق اطول

ويعد مضيق باب المندب أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث يعبر منه نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.

وبدأت جذور الصراع في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2015، حيث سيطرت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من البلاد.

ومنذ ذلك الحين، شنت الجماعة هجمات صاروخية وبحرية على أهداف سعودية ودولية في البحر الأحمر.

وفي عام 2022، أعلنت جماعة الحوثي أنها ستبدأ في استهداف السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب، وذلك ردا على التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.

وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل حركة التجارة في البحر الأحمر، حيث اضطرت العديد من الشركات إلى تغيير مسارها لتجنب المنطقة.

كما تسببت الهجمات في تهديد أمن قناة السويس، التي تعد الشريان الحيوي للتجارة العالمية.

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدول الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل للصراع في اليمن، إلا أن الوضع لا يزال يتسم بالتوتر.

وفي عام 2023 عاودت جماعة الحوثي بشن هجمات علي السفن التجارية وخاصة النفط والغاز في البحر الاحمر متحججة بالهجمات الاسرائيلية علي قطاع غزة وطالبت حينها بدخول الادوية والمواد الغذائية الي غزة حتي تتوقف عن هذه الهجمات

الاسبوع الماضي تعرضت سفينة نفط بريطانية للاختطاف في خليج عمان اعلنت ايران  الداعم الاول للحوثيين بالمنطقة مسئوليتها عن عملية الاختطاف لتشتعل الحرب بالبحر الاحمر بعد شن هجمات من الطيران الامريكي والبريطاني علي مناطق للحوثيين

ادي الصراع الي تعطل الملاحة بالبحر الاحمر وتحويل اكثر من شركة عالمية شحناتها الي طريق رأس رجاء الصالح الاطول والاغلي في الشحن

وهنا يأتي السؤال هل الصراع بالبحر الاحمر غرضه فعليا دفاع الحوثيين عن فلسطين وحماية امريكا للتجارة بالبحر الاحمر ام ان هناك اغراض خفية

تحويل مسار التجارة العالمية 

قبل 7 اكتوبر إعلنت أمريكا والامارات  وأيضا السعودية  مع الأردن والهند والاتحاد الأوروبي تدشين الممر الاقتصادي.

هذا الممر كان يتبعه خط سكك حديدية بمباركة وتمويل أمريكي في أفريقيا أي الالتفاف على مبادرة الحزام والطريق، وهذا الصراع الحاصل في البحر الأحمر امتداد لهذا الصراع لأنه لكي تستثمر بهذه الضخامة في الممر الهندي، تستبدل قوة الهند بالصين ومن ثم فإن الأمر يشير باتجاه صراعات دولية

وبذلك اصبح كل منهم يدشن الخط الذي سيخدم مصالحه وتجارته ويحاولون استبدال الهند بالصين أي تدخل أي دولة الهند وتنقل الصناعات والاستثمارات إليها من الصين، لتصبح الهند قوة عظمى، ويتدفق الإنتاج إلى أوروبا عبر طريق بديل لقناة السويس، سيمر من الهند إلى مواني الإمارات، ومنها بالسكك الحديدية عبر السعودية ثم الأردن ثم إسرائيل، ومنها إلى مواني البحر المتوسط

 

اما النظرية الثانية للمؤامرة والتي رفضتها مصر شكلا وموضوعا هو تنفيذ عملية تهجير الفلسطينين الي سيناء مقابل تسديد ديونها كاملا ..لذلك لجأت القوي الاقليمية بتشديد الخناق الاقتصادي علي مصر بتعطيل اهم مصادر الدخل بالعملة الدولارية قناة السويس.

 

ولعل اعلان كبري الشركات العالمية توقفها مؤقتا عن المرور بالبحر الاحمر يجعلنا نقف لنفكر قليلا في نظريات المؤامرة  ومن  بين شركات الشحن التي قررت بشكل مؤقت وقف المرور من البحر الأحمر كانت شركة ستينا بالك (Stena Bulk)، وهافنيا (Hafnia)، وتورم (Torm) ويوروناف (Euronav)، ومن بين شركات النفط جاءت شل وبي بي وإكوينور

تغيير مسار الملاحة عن البحر الاحمر يعني اولا انخفاض اعداد السفن المارة من قناة السويس والتي تعد مصدر هام من مصادر الدخل القومي بالعملة الدولارية والتي تقدر ب5 مليار دولار سنويا وتساهم بشكل كبير في تسديد ديون مصر الخارجية

ثانيا:تحويل مسار السفن الي طريق رأس الرجاء الصالح الذي يعتبر اطول الطرق في عمليات التجارة والشحن سيؤدي الي نقص كبير في المواد الغذائية والنفط والغاز مما يعني مزيد من ارتفاعات الاسعار والتضخم العالمي

اليوم توقع تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية  انخفاض شحنات النفط عبر قناة السويس إلى أدنى مستوياتها، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وتعرض بعض السفن المارة من البحر الأحمر لهجمات الحوثيين في اليمن بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة

الاسبوع الماضي أعلن اسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس تراجع إيرادات القناة بنسبة 40% منذ بداية عام 2024 مقارنة بنفس الفترة العام الماضي 

علي الشعب المصري ان يعي جيدا الحصار الذي تتعرض له دولته ويقف مع قيادته السياسية لحماية مقدراته