دكتور عبد الله العوضي يكتب: الوطن .. و العبور إلى القرن
الوطن هو أنشودة الخلود على مدى الأزمان ، و هو الساكن في الوجدان ، و الدافع للمزيد من العطاء و الإحسان .
بين 1971 و 2071 ، رحلة وطن ، تحرك خلالها قطار المنجزات ، التي دفع باستحقاقات التأسيس و تحقيق المآل المليئ بالآمال التي تنتظر حرق المراحل الزمنية بأيدي الرجال الذين يوقدون الشموع لإنارة دروب المستقبل .
و مما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان :
الـ50 سنة التي مضت كانت سنوات تقدم ورخاء وازدهار وإنجاز.. وفي الخمسين القادمة نحتاج إلى حركة أسرع لأن طموحاتنا أصبحت أكبر و الذي لا يستطيع مضاعفة جهده وإنجازاته 10 أضعاف لن يكون ضمن فريقنا الحكومي خلال الفترة المقبلة .
و زاد هذا الأمر تأصيلا عندما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم : في الخمسين الماضية بدأنا من صحراء الإمارات ووصلنا إلى صحراء المريخ وفي الخمسين المقبلة أحلامنا ستكون أكبر .
جيل الاتحاد ، يوم التأسيس كان ممسكا بقلمه و كتبه يسطر وقائع الحلم الذي تحقق يوما بيوم .
كان الوعي و الادراك مبكرا بوعورة المسار ، و لكن الثقة كانت مطلقة في القيادة الحكيمة لصناعة هذا الانجاز الذي أبهر العالم .
حقيق أن نفخر بذلك في و طننا العزيز و العظيم ، و من خلفه شعب أطلق العنان لولائه الخالص لأولي الأمر بلا تردد و في تفان منقطع النظير .
توقد الدولة اليوم 52 شمعة ، من أجل إنارة طريق العبور إلى مئويتها ، متخطية كافة التحديات بعزيمة و قوة الطموحات .
نستذكر زايد و راشد و خليفة رحمهم الله ، لكي ندرك عملية البناء و التمكين ، و من بعدهم بوخالد رائد التعميق و التجذير ، لمواصلة العمل عبر آفاق المستقبل الأجمل و الأفضل .
تقودنا هذه المؤشرات نحو الأفضل بالعمل عليها و وضعها نصب أعيننا .
المستهدف و المؤمل ، حتى العام 2031 ، رفع الناتج المحلي الإجمالي إلى ثلاثة تريليونات درهم من قرابة تريليونين درهم في العام 2022 .
واصلت التجارة الخارجية غير النفطية للدولة تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة بعدما تخطت لأول مرة في تاريخها حاجز التريليوني درهم مسجلة 2 تريليون و 233 مليار درهم في عام 2022 بنمو نسبته 17 % مقارنةً مع 2021.
و بلغت مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي نسبة 9٪، فيما بلغت عائداته قرابة 167 مليار درهم في عام 2022 .
و من المتوقع و المأمول رفع مساهمة قطاع السياحة في عام 2031 إلى قرابة نصف تريليون درهم .
لا بد من خوض السباق نحو الأفضل عالميا ، و السعي لتبوء الدولة المراكز الاولى ضمن الحراك العالمي نحو القمة .
فمن تلك المؤشرات ، بلوغ المركز الأول في تطوير التشريعات الاستباقية للقطاعات الاقتصادية الجديدة ، و في شعور الأفراد بالأمان .
و أما فيما يتعلق بالمراكز العشرة ، منها وضع الإمارات بين أفضل عشر دول عالميا وفق مؤشر التنمية البشرية ، و الأمن الغذائي ، و جودة الرعاية الصحية و الحياة .
و لن تقف الدولة عند هذه المؤشرات فحسب ، بل تمضي قدما لكل مجال ترفع خلاله راية الوطن عاليا ، و ذلك بدفع مستحقات و مستجدات كل مرحلة و متطلباتها التنموية المستدامة .
وصولا إلى كل ما يحقق طموحات ألدولة التي جعلت من اللامستحيل طريقها نحو التميز و التفرد في كافة مشاريعها المستقبلية .