دكتور عبد الله العوضي يكتب:أميركا و السقوط .. في نفق غزة ؟!
يفترض ضمن الأحداث المشتعلة و الراهنة في قلب فلسطين النابض بالحيوية، أن نرى وجه أميركا الحيادي واضحا في وسط هذا الصراع الدامي .
و لكن الواقع يخالف ظننا بأميركا التي تعلن منذ أكثر من سبعة عقود ، بأنها مع حل الدولتين للعيش جنبا إلى جنب بسلام و استقرار و أمان .
نستنطق إسرائيل في ذلك عبر
موقع "أكسيوس" نقلًا عن مسؤول إسرائيلي قوله : بأن
إدارة بايدن لم تعط إسرائيل أي مهلة نهائية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ، و أكدت بأن قدرتها على كبح الضغط الدولي على إسرائيل وصلت لنهايتها ، و أن الرسالة العامة من واشنطن هي أنها تدعمنا لكنها تريد إنهاء العملية في غزة .
كيف يمكن تحقيق هذه التناقضات في المشهد الذي عبر عنه " بلير بقوله : النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني "يُدمي القلب"، وأنه "لن يتم التوصل إلى أي حل إلا إذا قمنا بمعالجة المشاكل الكامنة وراء هذا النزاع .
هذا النوع من إدماء القلب يكمن علاجه عند أحد المسؤولين في البيت الأبيض عندما أوضح بأن واشنطن منخرطة في جهود دبلوماسية مكثفة بأعلى المستويات لإنهاء الصراع ، مع التركيز على خفض التصعيد ومستعدون لتقديم الدعم إذا سعت الأطراف لذلك .
هذا الدعم المشروط كيف يمكن التعامل معه ، و قد ذهب طرفي الصراع إلى أبعد من مسافة كسر الشروط .
أما هذه الرعاية فنجدها عند وزير الخارجية الأميركي حيث اوضح بأن الولايات المتحدة لا تزال قلقة للغاية، من تصعيد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، حيث تعمل بشكل مكثف لوضع حد للعنف، و شعرنا بالقلق بسبب تعريض الصحفيين والمسعفين للخطر .
و هو الوضع الذي تحمِّل إسرائيل عبئًا إضافيًا لفعل كل شيء لتجنب الخسائر المدنية ، و ندعوا حماس والفصائل الأخرى في غزة إلى وقف الهجمات الصاروخية ، هذا وقد طلبنا
تفاصيل إضافية من إسرائيل بما يتعلق بالهجوم على مبنى غزة الذي يضم مكاتب ومنافذ إعلامية .
لقد أقلقت مكاتب إعلامية أميركا كثيرا ، فاق ما أمطرته 200 طائرة في قصف غزة و هي ليست " حماس "بالطبع و لم تدْمِ كل ذلك إصبع أميركا كما أدمى ذلك قلب بلير !
هذا العدد الهائل من الطائرات لم تستخدمها إسرائيل طوال حروبها المتواصلة مع العرب ، و في مساحة لا تتجاوز 35 كلم مربع ، و ترى أميركا هذا من صلب الدفاع عن النفس .
من بين هذا الدمار و من تحت هذا الركام ماذا تطالب السلطة الفلسطينية به المجتمع الدولي الذي تقف مشلولة الأيدي و خاصة عجز الصين عن استدعاء مجلس الأمن ليس لاستخدام البند السابع ضد إسرائيل ، بل لإصدار بيان إدانة ، و لكن أميركا لا تقر للصين بذاك و ماطلت حتى سوت إسرائيل كل قائم بالأرض .
و ها هي بكين تأسف لقيام واشنطن بعرقلة بيان مجلس الأمن حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين .
رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب بقرار أممي يقضي بعدم شرعية كافة الإجراءات الإسرائيلية ، لأن
إسرائيل ترتكب جرائم ممنهجة ضدنا وتبثها على الهواء مباشرة للعالم ، لذا على المجتمع الدولي التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي وعلى العالم تقديم مشروع للحل يستند على الشرعية والقانون الدوليين .
و هو عين المطلوب و هو ما ذكره قرقاش بـ"تويتر" عندما أكد على : أن الإمارات تقف مع الحق الفلسطيني ومع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومع حل الدولتين ومع دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهذا موقفٌ تاريخي مبدئي لا يتزحزح.
السقوط .. في الوحل
عقود مرت على أميركا " راعية السلام " ، حتى سقطت وانزلقت في وحل " انتفاضة الأقصى " في رمضان 2021 " و " طوفان الأقصى " 2023 .
نقرأ بوعي أعمق لتصريح نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الاميركية ، بمؤتمر صحفي في 2021 :
نتواصل مع مختلف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والدولية من أجل خفض التصعيد وتهدئة الوضع ، و نقف إلى جانب إسرائيل في حقها للدفاع عن نفسها كما للفلسطينيين الحق بالعيش في أمان ، و يجب معاملة العائلات الفلسطينية التي تعيش في حي الشيخ جراح في القدس بإنسانية .
سياستنا لم تتغير وهي أن الضفة الغربية محتلة وأن الوضع النهائي للقدس لم يحسم بعد ، أما سياستنا تجاه حركة حماس واضحة بأنها جماعة إرهابية .( 12/5/2021 )
أميركا هنا ، تعطي المحتل الإسرائيلي حق الدفاع عن النفس و تنزع الحق عن صاحب الأرض لمقاومة المحتل ، و تسمي المقاومة المشروعة دوليا إرهابا " حمساويا " ، رغم أن الشعب بكل فصائله يقاوم بجسارة يشهد عليها أهل الإنصاف في كل الأمم إلا ثلة من أمة محمد و هم يدخلون في وعيد المصطفى. " ..
هم قومٌ مِنْ جِلْدَتِنا ، يَتَكَلَّمُونَ بألسنتِنا .. " ( صحيح الجامع / الدرر السنية ) ، و هم لا يقولون كما قال أحد الغربيين : إن كل شيء يصنع في الصين إلا الشجاعة تصنع في فلسطين .
لماذا ؟! الجواب من عند الله " نخشى أن تصيبنا دائرة "
و العقاب من الله " عليهم دائرة السوء " أما انتماؤهم ، فقد بينه المولى جل في علاه " لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء " ,
" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟ "
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3456 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]( المصدر: الدرر السنية )
من يملك الحزم في حسم انتماء القدس إلى أي دين ؟ من كان حد حسامه أقوى و أحق ، و المعركة لا زالت في بدايتها و وأما الصراع فقد طال صداعه و صدعه !
لم يختلف " نتن يا هو " أمس عن نتنياهو " طوفان الأقصى " قيد أنملة ، فها هو ذا يصرخ بأعلى صوته بـ"تويتر": أقولها بكل وضوحٍ أيضًا لأفضل أصدقائنا، أورشليم الكاملة هي عاصمة إسرائيل الأبدية وسنواصل البناء فيها، في كل أحيائها، مثلما يبني كل شعب في عاصمته ويعمرها. هذا حق طبيعي في دولة ذات سيادة ولن نتخلى عنه وسنواصل ممارسته .
نصمد أمام أعداء من الخارج وأمام عمليات إرهابية منذ 73 عامًا ووجدنا دائما الطريق للتغلب على ذلك. جعلنا إسرائيل قوة عالمية. انتصرنا سابقًا وسنواصل تحقيق الانتصارات ( 10/5/2021 )
وفق هذا الصراخ ، كيف تتمكن السلطة الفلسطينة التي وضعت السلاح جانبا ، و حملت مكانها غصن الزيتون ، أي القوة الناعمة منذ أوسلو ، حتى حين " الطوفان " استعادة القدس بدون استخدام القوة الصلبة مثل أي دولة اعتبارية في العالم تضرب بيد من حديد إذا احتلت أرضها و مقدساتها ، متى كانت الحقوق منح توزع على أهل الحظوة ؟!
ما الذي قامت إسرائيل بإنجازه طوال فترة احتلالها لفلسطين ، لقد
" نجحت إسرائيل في نزع القداسة عن قضية فلسطين ، لتتحول ، كما هي الآن ، إلى مجرد " إجراءات " و " جداول زمنية " لا يحترمها عادة إلا الطرف الأضعف في الصراع " .
( ص74 / من كتاب " رأيت رام الله " / مريد البرغوثي / ط 6 / 2017 / المركز الثقافي العربي / الدار البيضاء - المغرب )
فلسطين ليست استثناء من مجمل الصراعات في العالم الفسيح و يمكن أن تكون إيرلندا الشمالية خير مثال من قلب انجلترا ، كيف نالت ما تريد مع سلاح جيش التحرير الذي فجر مركزا تجاريا في مدينة مانشستر العام 1993 ، و قد سمعت دوي هذا الانفجار فجرا ، فهرعت إلى الشارع العام ، لأجد أمامي شرطيا يجيبني و كأن شيئا لم يكن قائلا : عمل الإيرلنديين الأغبياء !
لماذا عجزت أميركا عن رعاية السلام بين فلسطين الدولة و إسرائيل الدولة المفروضة ، كما فعل كلينتون مع إيرلندا و بريطانيا التي لم تعد عظمى بعد أن وضعت دفة القيادة بيد أميركا بعد الحرب العالمية الثانية ؟!
تعمق في مفهوم السلام لدى ترامب في بيان نشره على موقعه الإلكتروني : عُرفنا باسم رئاسة السلام؛ لأن أعداء إسرائيل كانوا يعلمون أن الولايات المتحدة تقف بقوة مع إسرائيل، وستنتقم لها إن تعرضت لهجوم .
العالم أصبح أكثر عنفًا واضطرابًا، في عهد جو بايدن، الرئيس الاميركي ؛ لأن ضعف بايدن وعدم دعمه لإسرائيل، أدى إلى هجمات جديدة على حلفائنا ، والولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل دائمًا، وتؤكد حقها في الدفاع عن نفسها، وتوضح للفلسطينيين أن عليهم إنهاء العنف والإرهاب والهجمات الصاروخية .( 12/5/2021 )
سمعتم عن مفهوم سلام الانتقام في العلاقات الدولية أو العلاقات البينية ، أليست أميركا التي تدعم حل الدولتين المتجاورتين تعيشان بسلام و وئام بعيدا عن الانتقام الذي دعا له ترامب ؟!
ترى كيف تدير أميركا الأزمة التي تنشأ كل مرة بين إسرائيل و فلسطين منذ عقود ؟!
الطريقة يوضحها بلينكن، :
واشنطن " تنخرط " بشكل مكثف مع جميع أطراف الأزمة الناشبة بين إسرائيل والفلسطينيين ،
العنف في منطقة الشرق الأوسط يبعدنا أكثر فأكثر عن حل الدولتين .
مجلس الأمن الدولي* يفشل في الاتفاق بشأن إصدار بيان صحفي بخصوص الأزمة في الشرق الأوسط ( 12/5/2021 )
أميركا تنزلق برجليها وسط الأزمة ، و هو ما يؤدي حل الدولتين بعيد المنال ، إلى درجة الفشل في إصدار بيان صحفي من مجلس الأمن و ليس إرسال مصفحة وفق البند السابع لردع إسرائيل عن المضي في ارتكاب جرائم حرب مستدامة منذ احتلالها لفلسطين .
أما بايدن فأقصى ما عنده لفعله أنه في كل حرب مشتعلة يعتزم إرسال مبعوث مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحماس
و كذلك بلنكن لم يضغط على إسرائيل لوقف العملية العسكرية على غزة ( موقع أكسيوس - 12/5/2021 )
أميركا وصلت إلى مرحلة لا تريد فيها أن تجرح مشاعر إسرائيل و هي في قمة وحشيتها مع الأطفال الخدج ، فهي فقط وفقا لبايدن :
طلبنا من إسرائيل أن تكون "حذرة للغاية" في عمليتها العسكرية بمستشفى الشفاء بغزة ( 16/11/2023 )
لا نعرف درجة الحذر التي تريدها أميركا أثناء عملياتها البرية و الجوية و البحرية ، ما هو حد الحذر المطلوب يا من تسيدت العالم على جماجم 110 مليون من " الهنود الحمر " في أقسى عملية " نحر " لم يشهد التاريخ المعار له مثيلا .
و إسرائيل الربيبة تكمل مسيرة الأمَة التي ربتها على سلوكها المشين .
و عبر مشاهد القتل و الدمار ينسى هؤلاء و من معهم ، بأن قضية فلسطين هي قضية العرب و المسلمين الأولى ، و هي وصية نبيهم المصطفى أثناء احتضاره ، من البدهيات في كل الأديان و الشرائع وجوب تنفيذ و صية الميت حرفيا ، لذا تبقى القضية حية فلا تموت ، و صلبة فلا تهترئ و مضيئة فلا تنطفئ "
يكاد زيتها يضيئ و لو لم تمسسه نار "
" زيتونة لا شرقية و لا غربية " ، و هي شجرة الإسلام المعجزة ، تزرع اليوم ، و تثمر بعد أربعين عام ، و تعيش لمدة أربعمائة عام ، إذا لم تمسها يد يهود التي تريد أن تقلع جذور الانسانية ، و لكن المقلاع الفلسطيني لها بالمرصاد .
و ما الحكمة في هذا الأمر العظيم ؟! يجيب عليها خبير العمران البشري بشهادة علماء اليهود و النصارى ، في نظريته المشهورة عن " العمران البشري " التي تتحدث بأن كل أربعين عام يأتي جيل جديد ليكمل مشوار العمران و الحضارة كلما جاءت فئة هدفها التدمير بدل التعمير قال تعالى " و استعمركم فيها " من العمار و البناء و الاستثمار ، و ليس الاستعمار من أجل سرقة ثروات الشعوب.
و الرعاية الأميركية لا تقتصر على الرئيس و وزير خارجيته ، بل هي تمتد إلى الأطقم الأخرى و هو ما
جاء في بيان إميلي هورن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الاميركي حول اتصال مستشار الأمن القومي مع وزير الخارجية القطري ، أكد على أن الهجمات الصاروخية المستمرة من قبل حماس على إسرائيل غير مقبولة ويجب أن تتوقف ، و في ذات الوقت يضيف المستشار بأنه تم الاتفاق على التواصل المستمر مع الأطراف المعنية لدعم الجهود المبذولة لتحقيق الهدوء ( 13/5/2021 )
و لم يتطرق المستشار لما تقوم به إسرائيل من استخدام صنوف من الاسلحة أمام قوة فصيل لا يملك واحد من ألف من قوة البطش الإسرائيلي .
لقد ساهمت أميركا في إضفاء المزيد من التجهيل بالقضية الفلسطينة من خلال مؤسساتها الرسمية ، و من ذلك ، ما ذكرته
وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية: تناقلت وسائل إعلام عبرية أن الخارجية الاميركية أقدمت على حذف أي إشارة للأراضي الفلسطينية أو للسلطة الفلسطينية من الموقع الإلكتروني الخاص بالخارجية الاميركية ، بعد أن حذفت في السابق كلمة الأراضي المحتلة من على موقعها .( 26/8/2019 )
هذا ما تسعى اليه إسرائيل من خلال جريمة الاحتلال التي تمادت فيها لأكثر من سبعة عقود عجاف .
" لكن أسئلة عن جريمة الإحتلال هي التي جعلتني أفكر في مدى " الإعاقة " التي يمارسها الإسرائيليون .
كنت دائما من المقتنعين بأن من مصلحة الإحتلال ، أي احتلال أن يتحول الوطن في ذاكرة سكانه الأصليين إلى باقة من " الرموز " . إلى مجرد رموز . ( ص83 من رواية " رأيت رام الله " - البرغوثي )
يشكو عباس أميركا إلى الأمم المتحدة قائلا: لن ننصاع للسياسة الاميركية المتعلقة بالقضية الفلسطينية و كل ما أعلنته واشنطن بشأن خطة السلام الأمريكية مرفوض بالكامل ،و نريد حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية ( 26/9/2019 )
تشكو لمن يجهز على أي قضية عادلة عبر الفيتو الاميركي ، الذي يلغي أي فيتو مضاد من قبل بقية الأعضاء ، أليس الشكوى إلى الله أعز و أكرم من هذ المذلة في كل دورة جديدة لهذه المنظمة التي قراراتها مرهونة بيد أميركا بلا مواربة .
نتيجة هذا الوضع ، إسرائيل أصبحت نقمة ؟!
" إن نقمتنا على الإحتلال راجعة أساسا لكونه يوقف نمو مدننا و نمو مجتمعاتنا و نمو أناقة الحياة عن طريق إعاقة سياقها الطبيعي " .
( من رواية " رأيت رام الله "
مريد البرغوثي " 2017”
ص 140 )
" قيل لي إنه منذ تعطيل الإحتلال للبلديات ، أصبحت المدن شبيهة بالمزابل لكن النظافة عادت الآن كما عرفناها دائما سمة من السمات المميزة لرام الله .
لكن الخضرة شحت لأن إسرائيل تسرق المياه منذ ال67 . رغم ذلك الخضرة تقاوم " ( ص141-السابق ) .
ما يجري على ساحة غزة أمام الشاشات الحية في العالم ، ترى يدخل في هذا السياق “ حديث السياسة و التكهن بتطورات الأحداث لا ينتهي . و سيظل كذلك إلى حقب طويلة .
السياسة تسربت إلى منمنمات النفس الجوانية عند رجالنا و نسائنا منذ وقف المشروع الصهيوني يدق على زجاج نوافذنا بأظفاره الحادة ثم على الأبواب التي ركلها ليدخل إلى غرف الدار كلها و يلقي بنا إلى الصحراء “ . ( ص 141 - رواية " رأيت رام الله " لمريد البرغوثي 2017 )
من الآخر ، هل أميركا قادرة فعلا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب غير المتكافئة في غزة فورا أم عاجزة واقعا ؟!
سألت مساعد وزير الخارجية الاميركي في منتصف التسعينيات في حوار خاص من يدير أميركا ، الشائع أنها إسرائيل ؟!
انتفض قائلا : أنتم العرب لا تعلمون شيئا عن الإدارة الاميركية!
هذا الاستفزازي هو الذي يؤكد بأنها قادرة على وقف إسرائيل عند حدها إذا أرادت ذلك ، و لكن متى ؟!
و إلا يصدق ما قيل هنا " إن العالم كله يمارس ضغوطا ضد الفلسطينيين في الحرب و في السلم ، بينما لا أحد يضغط على إسرائيل . نذهب للتفاوض ، نطلب خطوة من رئيس و زرائهم فيرفض . " نحرد " و نغادر الجلسة و نشكوا أمرنا لزوجاتنا و لبعض الصحفيين الذين لا يملكون من أمرهم شيئا . بينما السيد رئيس وزراء إسرائيل يغادر مائدة التفاوض لينام في ... القدس . " ( ص 148 رواية " رأيت رام الله " لمريد البرغوثي ، 2017 )
المستوطنات في الأراضي المحتلة وحدها أزمة مستعصية على الحل و سرطان سكاني يلتف حول حارات الفلسطينيين و لا زال المزيد منها قيد الإنشاء.
الإحصائيات السكانية للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية
أوصت محكمة العدل الدولية بأن جميع المستوطنات في الضفة الغربية بأن تكون غير قانونية
اعتبارًا من يناير 2023، هناك 144 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية بما في ذلك 12 في القدس الشرقية ، بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 100 بؤرة استيطانية إسرائيلية غير قانونية في الضفة الغربية. في المجموع، يعيش أكثر من 450.000 مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية باستثناء القدس الشرقية، بالإضافة إلى 220.000 مستوطن يهودي يقيمون في القدس الشرقية.
يُبقي بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية على عدد كبير من المستوطنات خلفه.
وبلغ العدد الإجمالي للمستوطنين شرقي خطوط الجدار في عام 2012 ما لا يقل عن 79.230 مستوطنين. وبالمقارنة، بلغ عدد المستوطنين في قطاع غزة عام 2005 الذين رفضوا الانتقال طوعًا والحصول على تعويض، والذين أُجلوا قسرا خلال فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة ، حوالي 9000 مستوطن. ( ويكيبيديا)
هنا ايضا تقف أميركا كذلك بجانب إسرائيل ، بلا أدنى تحفظ بدلا من الرفض التام لهذا التغول المتعمد في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية .
نلقي الضوء على مستجدات حول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي اعتبرتها الولايات المتحدة بأنها قانونية .
الخارجية المصرية: وضع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية ومنافية للقانون الدولي ، و ملتزمون بقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بوضع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة .
وزير الخارجية الأردني: المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين تمثل خرقًا للقانون الدولي وتقوض فرص تحقيق السلام الشامل .
موقفنا من إدانة المستوطنات الإسرائيلية راسخ، ونحذر من خطورة التغيير في الموقف الاميركي إزاء المستوطنات
و الخطوة الاميركية بشأن المستوطنات تتعارض تمامًا مع القانون الدولي .
المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني: الخطوة الاميركية بشأن المستوطنات تتعارض تمامًا مع القانون الدولي ، و الإدارة الاميركية غير مخولة بإلغاء قرارات الشرعية الدولية، ولا يحق لها أن تعطي أي شرعية للاستيطان الإسرائيلي .
نطالب دول العالم برفض وإدانة الخطوة الاميركية الأخيرة بشأن الاستيطان لأنها تهدد السلم والأمن الدوليين .
الاتحاد الأوروبي: موقفنا بشأن عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة لم يتغير .
( 19/9/2019 )
لقد انكشف الغطاء الأميركي عن إسرائيل ، و لم يعد انحيازها خافيا عن أحد ، أي لا يغطي ما ترتكبها إسرائيل لكل الأنظمة والقوانين الدولية ، مستقوية بالدعم الأميركي المطلق في الباطل دون الحق و لو إنسانيا بعيدا عن السياسات الدولية المليئة بالتناقضات .
حضرت ندوة عن فلسطين كلها مصورة بالأقمار الصناعية في دقة متناهية ، ترى من خلالها الطرق الالتفافية و الملتوية و الأنفاق المتداخلة و الجسور التي تجسَّرت على الأراضي المحتلة و حول عنقها طوق من المستوطنات اليهودية التي تمنع من إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
بهذا الأسلوب فإن " إندفاع فلسطين في طرقات مستقبلها أعيق بفعل فاعل ، كأن إسرائيل تريد أن تجعل الجماعة الفلسطينية كلها ريفا لمدينة إسرائيل . لا بل إنها تخطط لرد المدن العربية كلها إلى ريف مؤيد للدولة العبرية "
ص176 من رواية " رأيت رام الله " لمريد البرغوثي .( 2017)
القيادات الفلسطينة صدمت بالموقف الأميركي الغريب من قضية الاستمرار في بناء المزيد من المستوطنات ،
وصف القيادي الفلسطيني محمد دحلان، عبر صفحته الرسمية بـ"الفيسبوك"، تصريح وزير الخارجية الاميركي بومبيو، حول المستعمرات الإسرائيلية واعتبارها لا تتناقض مع القانون الدولي، بأنه انقلاب جذري على المبدأ القانوني بعدم جواز الاستحواذ على أراضي الغير بالقوة.
داعيا القوى الفلسطينية لعقد مؤتمر وطني شامل يجسد موقفا وطنيا موحدا، وينهي كل الالتزامات المترتبة على اتفاقيات أوسلو، وينهي خاصة كل أشكال التعاون الأمني بين أجهزة الأمن والمخابرات الفلسطينية مع نظيراتها الإسرائيلية والأمريكية ( 19/11/2019 )
لم يكن هذا التغيير الجذري في الموقف الاميركي صادما لأصحاب القضية الفلسطينة فحسب ، بل كان مستهجنا كذلك بالنسبة للعالم الغربي حتى نشرت "The Independent" تقريرا تناول تبعات قرار الإدارة الاميركية اعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير مخالفة للقانون الدولي.
ويقول التقرير إن موقف الإدارة الاميركية تاريخيا كان دوما واضحا باعتبار المستوطنات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي لكن تصريحات بومبيو الأخيرة تؤكد تغير الموقف الاميركي . ويوضح التقرير أن "هذا الإعلان يعد تغييرا رئيسيا ومفاجئا في السياسات الاميركية المستقرة في منطقة الشرق الأوسط" رغم أن إدارة ترامب اعترفت بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل عام 2017 وقبل ذلك اعترفت بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان .( 19/11/2019 )
يبدو أن أميركا بدأت تذهب بعيدا مع نفسها من دون أتباعها في مفترق الطرق ، في قضية مصيرية بالنسبة للعالم العربي و الاسلامي ، فضلا عن اصرار الشعب الفلسطيني على تحرير أرضه المحتلة باعتراف كل دول العالم باستثناء " إسرائيل " التي لا حدود لها و لا دستور ، فحدودها و دستورها يحكمها فقط مدى الغرور و الكبر الذي تسود بها سياساتها المعلنة ، و ما تخفي في صدرها أعظم .
فعندما يُجمع العالم الذي رفع صوته في مجلس الأمن، ومعه القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، على أن الاستيطان باطل، فهذا معناه أن كلام بومبيو باطل، وهو محاولة لتزوير القانون والحقائق . ( صحيفة الخليج - 21/11/2019 )
و على المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي المعارضان للبناء الاستيطاني القيام بخطوات أكثر فاعلية تكون المحاسبة فيها أمراً واقعاً وتأخذ العدالة مجراها . ( صحيفة الوطن - 21/11/2019 )
الرفض .. القاطع
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ذات الصلة بالضفة الغربية، بما فيها قرارات مجلس الأمن التي تنص على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية.
وطالبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن التي تنص على مطالبة إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
ودعت الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والتصدي للسياسات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي.
وذكر البيان أن الإمارات العربية المتحدة ترى بأن استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية يخالف القرارات الدولية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية، والتي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع يقوض من فرص السلام ويبقي المنطقة في حالة نزاع مستمر.
السلام
من جهتها أعربت السعودية عن رفضها لموقف الولايات المتحدة من المستوطنات الاسرائيلية، معتبرة أن بناء هذه المستوطنات عقبة أمام تحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وعبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية، عن رفض المملكة التام لتصريحات الحكومة الأميركية بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية".
واعتبر أنّ "قيام إسرائيل ببناء المستوطنات يعد مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ويقف عقبة أمام تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحل الدولتين".
اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن سياسات الإدارة الاميركية خطر على أمن المنطقة وتهدد بحرقها بأسرها.
وصرح الناطق باسم الرئاسة ، بأن «استمرار أخطاء الولايات المتحدة سيؤدي إلى استمرار احتراق المنطقة بأسرها، وهذا الحريق جراء هذه السياسة الاميركية الفاشلة في المجالات كافة لن ينجو منه أحد».
واعتبر أبو ردينة «أن واشنطن ترتكب خطأ تاريخياً من خلال اتباعها سياسة استعمارية بموقفها من القدس والمستوطنات، وهي تشكل بذلك أكبر جرائم العصر، الأمر الذي جعل قوى إقليمية تفقد دورها المهم في مجريات الأحداث».
في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية وشؤون المغتربين د. رياض المالكي عن توجه القيادة إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل رفع قضية ضد وزير الخارجية الاميركي بومبيو شخصياً كونه يتحمل المسؤولية المباشرة عن تداعيات وانعكاسات إعلانه الخطير بشأن المستوطنات. ( وام - 21/11/2019 )
المسألة لم تعد خاصة بالعرب و المسلمين ، بل تعدى ذلك الانكار قلب روما النابض ، حيث انضم الفاتيكان، إلى الانتقادات الدولية التي قوبل بها قرار الولايات المتحدة عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية معارضة للقانون الدولي.
وقال الفاتيكان، في بيان، إن "القرارات الأخيرة (...) تهدد بتقويض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي الهش أصلاً بشكل إضافي".
وأعلن بومبيو، أن المستوطنات الإسرائيلية لا تعد "في ذاتها غير متسقة مع القانون الدولي"، رغم قرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر المستوطنات غير قانونية كونها مقامة على أراض فلسطينية محتلة. ( الاتحاد - 20/11/2019 )
قرار واشنطن حول المستوطنات الإسرائيلية يقوّض إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام
تفسير القانون الدولي ليس بأيدي الأميركيين ، بل هو من مسؤولية جهات كالأمم المتحدة وهو مشرعن في اتفاقيات ومعاهدات دولية مثل معاهدة جنيف الرابعة التي تحرم القوة المحتلة من إسكان مدنييها في الأراضي التي تحتلها.
ولكن القرار الاميركي سيكون له أثر من وجهة النظر السياسية، فهو يدعم الموقف الإسرائيلي القائل إن الضفة الغربية هي أرض "متنازع عليها" وليست "محتلة". ومن شأن هذا القرار أيضا إضعاف إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
كانت الإدارات الاميركية السابقة تعارض بناء وتوسيع المستوطنات، باعتبارها عقبة في طريق السلام، وكانت هذه الإدارات تعارض هذا التوجه الاسرائيلي بدرجات متفاوتة. ولكن وتيرة انشاء وتوسيع المستوطنات تسارعت منذ تسلم ترامب مقاليد الحكم في واشنطن، حسب ما تقول جماعة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان.
ولكن هذا التحول في السياسة الاميركية لقى تأييدا من جانب دافيد فريدمان، السفير الاميركي لدى اسرائيل، والذي كان يجمع التبرعات من أجل بناء المستوطنات قبل أن تعينه إدارة ترامب سفيرا لدى اسرائيل
قد يفتح هذا القرار الطريق لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى اسرائيل.
وهذا ما يطالب به اليمين الاسرائيلي المتدين - الذي يعد من أقوى المؤيدين لنتنياهو - والذي يرى أن الضفة الغربية هي جزء من الوطن التاريخي للشعب اليهودي.
و قد أطلق وعودا في حملته الانتخابية الأخيرة بضم أجزاء من الضفة الغربية إلى اسرائيل، ووصف "خطة السلام" التي تعكف ادارة ترامب على طرحها بأنها عبارة عن خارطة طريق تهدف إلى تعزيز "السيادة اليهودية".
ومهما كانت حقيقة الأمر، فهذا الموقف الاميركي الجديد يخلق مشاكل للدول الأخرى في العالم التي كانت تتصرف على أساس الهيكل المتفق عليه دوليا للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
فلأكثر من عقدين من الزمن، ركّز المجتمع الدولي جهوده على العمل للتوصل إلى حل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وطالما حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أن النشاط الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنما يقوّض امكانية التوصل إلى هذا الحل. ولكن الآن وقد سحب اللاعب الدولي الرئيسي معارضته للمشروع الإستيطاني، يبدو الطريق مبهما أكثر من أي وقت مضى - فليس هناك أي خطة بديلة.
كما يجد حلفاء اميركا من العرب صعوبات متزايدة في اسناد "الجهود" التي يبذلها ترامب من أجل التوصل إلى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لأنهم مترددون في أن يكونوا شركاء في قرارات أميركية تعد موالية لاسرائيل.
كما يعد القرار الاميركي الأخير بخصوص المستوطنات والإستيطان مشكلة بالنسبة للجالية اليهودية في الولايات المتحدة، لأن من شأن هذا القرار تعميق الهوة بين الحزبين الاميركيين الرئيسيين حول الموقف من اسرائيل بشكل عام.
فاعضاء الكونغرس من الجمهوريين امتدحوا القرار، بينما عارضه بعض الديمقراطيين بشدة - ومنهم عدد من مرشحي الرئاسة.
ومما لا شك فيه أن هذه الخلافات كان لها أثر على الرد المتحفظ الذي أعربت عنه حتى أقوى مجموعات الضغط الموالية لاسرائيل في واشنطن - اللجنة الاميركية الاسرائيلية للشؤون العامة (أو أيباك) - التي قالت في تغريدة على تويتر إنها لا تتخذ موقفا معينا تجاه المستوطنات.
استنكر الفلسطينيون القرار الاميركي ، ووصفوه بأنه انتهاك خطير للقانون الدولي
ولكن ليس للفلسطينيين الكثير من الخيارات.
فقد قاطعوا مشروع ترامب "للسلام" منذ أعلن عن قراره في عام 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، التي يطالب الفلسطينيون بجعل شطرها الشرقي عاصمة لدولتهم الموعودة.
ولكن الفلسطينيين تعبوا من الاحتجاج. فقد وصف ناشطون سياسيون فلسطينيون القرار الاميركي بأنه عبارة عن اعلان موت عملية أوسلو، وناشدوا بمقاومة الاحتلال.
ولكن يبدو أن الكثيرين من الفلسطينيين اختاروا سبيل حرب التموضع، إذ يقولون إن تمسكهم بالأرض هو شكل من أشكال المقاومة السلمية. ( باربارا بليت أشر / بي بي سي - القدس / 20/11/2019 - بتصرف )
نتنياهو يتجه لضم وادي الأردن
يبدو أن عملية السلام بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي قد دخلت طريقًا مسدودًا دون أدنى بارقة أمل، حيث يتجه نتنياهو لضم وادي”غور” الأردن، مستثمرًا إعلان واشنطن بأنها “لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير شرعية”، وهو الموقف الذي سبقه اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادة الدولة العبرية على الجولان السورية المحتلة، فيما يمكن وصفه بإطلاق رصاصة الرحمة على عملية السلام المتعثرة منذ سنوات طويلة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية وافق نتنياهو على تفعيل مشروع القانون حول ضم غور الأردن لإسرائيل، وذلك بعد تغيير واشنطن موقفها إزاء المستوطنات الإسرائيلية، وقال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، أن قرار لإدارة الأميركية الخاص بالمستوطنات يتيح فرصة فريدة لتحديد الحدود الشرقية لإسرائيل وضم غور الأردن”.
وفي سبيل ذلك أقدم على ضرب غزة قبل أيام ويتجه الآن لضم واي الأردن . ( رضا سلامة / صحيفة البلاد - 21/11/2019 )
وقد غرد د . أنور قرقاش ب " تويتر " : يجب أن يتوقف الحديث الإسرائيلي المستمر عن ضم الأراضي الفلسطينية. إن أي تحرك إسرائيلي أحادي الجانب سيكون انتكاسة خطيرة لعملية السلام، ويقوض حق تقرير المصير للفلسطينيين، ويشكل رفضاً للتوافق الدولي والعربي نحو الاستقرار والسلام . ( 1/6/2020 )
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن إسرائيل لن تفوت "فرصة تاريخية" لمد سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية واصفاً الخطوة بأنها واحدة من المهام الرئيسة لحكومته الجديدة. وقال أيضا : "لدينا فرصة تاريخية لم توجد منذ عام 1948 لتطبيق السيادة بحكمة كخطوة دبلوماسية.. إنها فرصة كبيرة ولن ندعها تمر" ، ( رويترز - 26/5/2020 )
و في الداخل الأميركي هناك من يرفض هذا النهج ، و هو ما طرحه الكاتب ستيف إيه كوك في مقال نشره بمجلة "Foreignpolicy" الأميركية ، تساؤلا حول كيفية إنهاء العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، داعيا إلى إنهاء ما أسماه "تحالف واشنطن الأغرب على الإطلاق". ويرى الكاتب أن موقف الولايات المتحدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحاجة إلى مقاربة جديدة، تقر بأنه لم يعد هناك حل دولتين أو أي حل لهذا الصراع، مقاربة تعامل بها إسرائيل كما تعامل غيرها من البلدان . ( 22/5/2020 )
و يواصل مارك بيري، محلل سياسي في معهد كوينسي للأبحاث، في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" ذات النهج في نقد سياسة الولايات المتحدة عندما أشار إلى أن : عمليات الهدم والإخلاء كانت موجودة قبل أحداث الشيخ جراح، وهي مستمرة منذ العام 1967 .
و الفلسطينيون يظهرون سندات ملكية الأرض، لكنها ليست بالضرورة مقبولة في المحاكم الإسرائيلية ، و نتنياهو يدعم سياسة الاستيطان ليحصل على دعم المستوطنين الإسرائيليين في الانتخابات .
التحالف القوي لنتنياهو مع ترامب، أدى إلى نقد متزايد من الديمقراطيين لسياسة إسرائيل
و هناك تحولات كبرى في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بتقليل وجودها في الشرق الأوسط
ثمة إرهاق دبلوماسي من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وكأنه صراع يأبى الوصول إلى حلول ترضي الأطراف و الدعم غير المشروط لإسرائيل من شأنه أن يؤثر سلبًا على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ( 14/5/2021 )
ويقول بيرني ساندرز، السيناتور الأمريكي بـ"تويتر": بينما يفكر بايدن في اختيار سفير في إسرائيل، أشجعه على اختيار شخص يمكنه تمثيل بلدنا بطريقة عادلة، ويمكنه التعامل ليس فقط مع إسرائيل ولكن مع الفلسطينيين أيضًا .
يجب أن يكون دور الولايات المتحدة هو التقريب بين شعوب المنطقة، وليس مجرد دعم حكومة إسرائيلية يمينية .( 14/5/2021 )
و من جانب آخر نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"،* تقريرًا بعنوان "الانقسام الديمقراطي حول إسرائيل يمارس الضغط على بايدن" يكشف أن الديمقراطيين منقسمون بشأن إسرائيل، ويمارسون ضغوطًا على إدارة بايدن، من أجل إنهاء الصراع الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن يواجه حاليًا تحديًا كبيرًا من الناحية السياسية، وعلى صعيد السياسة الخارجية، مع احتدام القتال بين إسرائيل وحماس .( 16/5/2021 )
نترك المجال لعوفر كاسيف، عضو الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة خلال مقابلة على "سي إن إن"، قوله عن أن :
نتنياهو، رئيس أشعل الحرب على قطاع غزة للحفاظ على حكمه .
فهو مختل نفسيًا، ومهووس بإشعال الحرائق، وهو مسؤول عن كل نقطة دم تراق في غزة وإسرائيل( 21/5/2021 )