الأحد 22 ديسمبر 2024

سمر العربي تكتب: طوفان الاقصي ..وغاز شرق المتوسط

باور بريس

اتفقت حكومات أوروبية مع إسرائيل منذ عامين علي اتمام  المشروع المعروف باسم إيست-ميد وهو مشروع خط أنابيب تتراوح تكلفته بين ستة الى سبعة مليارات دولار من المتوقع أن ينقل مبدئيا عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا من إسرائيل والمياه الإقليمية القبرصية مرورا بجزيرة كريت اليونانية إلى البر اليوناني الرئيسي وصولا لشبكة أنابيب الغاز الأوروبية عبر إيطاليا ووقًع وزراء الطاقة اليوناني والإسرائيلي والقبرصي الاتفاق النهائي بشأن خط الأنابيب في مراسم في أثينا

وبالرغم من ان قبرص واليونان كانوا قد اتفقوا مع مصر لتنفيذ عدد مشروعات الغاز بعد  تدشين منتدى غاز شرق البحر المتوسط  والذي أسهم  في  وضع إطار للتوافق على محددات ومشروعات مشتركة فى مجال الغاز خاصة بعد ترسيم الحدود مع اليونان وقبرص والاتفاق علي انشاء خط انابيب بحري  من حقل افروديت الي الشبكة القومية المصرية  للغازات الا ان الخط الاسرائيلي كان بأمكانه ان يحدث تأثيرا سلبيا علي مصر 

 

ومع  التطورات التي حدثت مؤخرا والتي من شأنها ان تغير خريطة منطقة الشرق الاوسط  اصبحت تهدد تنفيذ المشروع من اساسه لتخوف الدول من اندلاع اي اشتباكات بين الفلسطنيين والعدوالاسرئيلي بالاضافة الي مراجعة التكلفة الفعلية للمشروع التي يمكن أن ترتفع بشكل كبير لتجنب المخاطر 

وايضا اغلاق اسرائيل لحقل تمار المصدر الاول للغاز الي مصر التي تقوم بتسييله واعادة تصديره الي اوروبا اصبحت اوروبا في مأزق بسبب اعتمادها بشكل اساسي علي غاز الشرق الاوسط كبديل للغاز الروسي 

ونتساءل ..هل طوفان الاقصي جاء لينقذ مصر من مشروع سيقضي علي احلامها في التحول لمركزا اقليميا لتجارة الغاز بالشرق الاوسط ..ام انه قضي علي احلام اسرائيل من ان تكون المصدر الوحيد للغاز الطبيعي لاوروبا عن طريق خط ايست ميد 

ورغم ارتفاع  قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال يوليو الماضي نحو 195.5 مليون دولار، مقارنة مع128.1 مليون دولار خلال المدة نفسها من 2022.بحسب بيانات جهاز التعبئة والاحصاء الا انه لن يؤثر علي الاستهلاك المحلي ولكن قد يؤدي الي تراجع عدد شحنات الغاز المصدرة الي الخارج او قد تضطر الي وقف التصدير بشكل مؤقت وبالتالي يؤثر علي توفير العملة الدولارية التي تعاني مصر من توفيرها في الاساس 

اخيرا ان مايحدث الان في قطاع غزة سيحدث تغييرات جذرية اقتصادية وسياسية من شأنها ان تغير خريطة القوي العظمي بالمنطقة ولن تصبح اسرائيل البديل الامن لتمديد اوروبا بالغاز كما كانت تزعم