الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
أحمد ابو القاسم

دكتور عبدالله العوضي يكتب: " كورسيا " .. زيارة فارقة أم فارغة ؟!

باور بريس

 

فتحنا أعيننا على الإتحاد السوفيتي القارة التي تبلغ مساحتها قرابة 16 مليون كيلومتر مربع  ، فيها نهر واحد يبلغ مسحتها 600 ألف كيلومتر مربع ترى قاعه كالمرآة .
اليوم روسيا الاتحادية لا زالت هي الأكبر على وجه الأرض و محافظة على قوتها العظمى في مصاف الدول الكبرى .
جاءت كوريا الشمالية ، القرية الصغيرة لزيارة هذه القارة من أجل هدف واحد فقط لا غير ، و هو الإطلاع على التقنية العسكرية المتقدمة في روسيا التي تنتج كافة الأسلحة على مدار السنة.
حسب معرفتي هذه أطول زيارة رسمية لرئيس دولة في العالم وفق البروتوكولات الدولية ، ستة أيام متتالية بدل الثلاثة الأيام المعروفة منذ قرون .
سياسيا كوريا الشمالية معزولة عن العالم لقرابة سبعة عقود و اللحظة التي كسرت فيها عزلتها عند مصافحة ترامب له من دون أي عائد سياسي .
أمنيا هي أكبر سجن في العالم ، ليس للأفراد المذنبين بل للشعب بأكمله ، و لا نسمع حتى اللحظة إلا صوت الصواريخ التي لا تهدأ و لا تضر أحدا ، و إشارة إصبع الرئيس كلما علا صوت ميكروفون الصراع الأميركي نحوها .
عمه كبير العائلة أعدم لسبب تافه ، أما الفرد العادي فلا تسمع له صوتا و لا همسا . 
كوريا الشمالية ، أحد ضحايا الحرب العالمية الثانية بعد أن انشق العالم نصفين ، جنوب متقدم و منتج و شمال متخلف و مستهلك . 
شعبها يعيش مجاعة مستدامة لو لا الشقيقة  الكبرى كوريا الجنوبية ، غير المعترف بها من قبل الشمالية ، و الصين و روسيا و كوبا ، أما الدول الأخرى فلا يملكون حق التعامل معها إلا من تحت سر الطاولة دون فوقها. 
ما هو حصاد هذه الزيارة الرسمية الطويلة في تاريخ الدول ؟!
ناقش " كيم " الصغير ، مسائل عملية لتعزيز التعاون العسكري مع وزير الدفاع الروسي فيما وصفته بيونغ يانغ بأنها "ذروة جديدة" للعلاقات الثنائية .
و هي في الحقيقة بحاجة ماسة إلى كل أنواع " الذرة " و الحبوب التي تنتجها روسيا أكثر من " الذروة الجديدة " ! 
مجلة "ذا دبلومات"، تذكر في تقرير لها، بأن كوريا الشمالية تحاول الحصول على تكنولوجيا أقمار الاستطلاع العسكرية والغواصات النووية من روسيا، وهذا هو السبب الرئيسي وراء  زيارة زعيم كوريا الشمالية لقاعدة فوستوشني الفضائية، ومدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى؛ لمشاهدة أسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية الروسية .
ماذا سوف تجني كوريا الشمالية لنفسها غير"  براقش  " التي تصرفها  على المزيد من عسكرة الدولة في حين تتسول غذاءها من شقيقتها  اللدود . 
منذ البداية و قبل هذه الزيارة أكد الكرملين عو عدم توقيع "أي اتفاق" خلال زيارة زعيم كوريا الشمالية لروسيا . 
هكذا ختم " كيم " زيارته لروسيا عائدا إلى بلده فارغ اليدين ، خالي الوفاض إلا من جولة سياحية مع وزير الدفاع الروسي لزيارة فرقاطة تابعة لأسطول المحيط الهادئ في
"فلاديفوستوك" ، دون الحصول عليها هدية  للشعب الذي ينتظر عودة الرئيس و الغنائم الروسية تملأ كفيه . 
متى نسمع قصة " برلين " تتحقق بين الكوريتين ، و يعود الشعبين للعيش في أحضان الوحدة بين البلدين ، و تعود الأم الجنوبية لرؤية ابنتها الشمالية ، من أجل بناء لحظة تاريخية لا تمحى من ذاكرة التاريخ أبدا لأنها صناعة جديدة للإنسانية في أبهى صورها .