الخميس 21 نوفمبر 2024

شاب يجمع شمل الذكريات مع أهل الموتى

لإحياء صور الموتى..شاب يجمع شمل الذكريات مع أهل الموتى

احياء صور الموتى
احياء صور الموتى

يحيى صور الموتى ويجمع شمل الأحياء والأموات من خلال صورة تعيد الذكريات الطيبة، جبر الخواطر وصُنع السعادة على الوجوه وادخال السرورعلى القلوب، هدفه الأول دون مقابل بل تطوع لجبر خواطر أناس زارهم الموت فى أغلى ما لديهم، شاب قرر أن يقوم بإحياء الصور القديمة والعتيقة والتى راحت ملامحها واسترجاعها بطريقة محترفه ليدخل السرور على فاقدين أحبابهم.

مساعدة الناس ليست بالمال فقط وإنما هناك طرق أخرى للمساعدة والمواساة للغير، وهناك من يتميز بمجال أو موهبة ويساعد به غيره، وبالفعل قام محمد حافظ الوردانى، 22 عامًا، ابن كفر الزيات بمحافظة الغربية، طالب بكلية التجارة ويعمل مصمم  ويعشق التصوير، يجبر خواطر كل من يرسل له صورة قديمة أو ضاعت ملامحها، بإعادة جودتها وبناء هيكلها مرة أخرى بطريقة احترافية وبعمل تطوعى.


وقال الشاب المتطوع بإحياء الصور الميتة، ليروى رحلة تطوعة لجبر الخواطر منذ 4 سنوات، قائلاً: أعشق التصوير وبدأت منذ 4 سنوات أخوض تجربة تعديل الصور، وأعجب بها الجميع وهذا شجعنى أن استمر فى هذا المجال، ومنذ 3 سنوات التقيت بشاب سورى الجنسية فقد والده ووالدته ويمتلك لهم صوره وحيدة متهالكة وغير مكتملة الملامح، وبدأ الشاب يمسك صورة والديه بحزن شديد وكأنه يحتضنها خوفاً من أن يفقدها كما فقدهم، فعرضت عليه المساعده باسترجاع واحياء الصورة وملامحها مره أخرى وبالفعل رحب بالفكره وقمت بتعديل الصوره المتهالكة ولم أكن أتوقع أن يسعد بها بهذه الطريقة ويعجب بها وفى ذلك الوقت رأيت فى عينيه الفرح وكأنه رآى والديه من جديد.


وأكمل "الوردانى" وبعد فترة رأيت هذه الصورة متداولة على الصفحات بمصر وصفحات بالدول العربية يطلقون علي اسم أحد محترفى الفوتوشوب ، وهذه كانت مفاجئة لى وقررت أن أجبر بخواطر كل من يبعث لى صور قديمة يريد 
أن يعدلها وبالفعل أرسل لى أناس صور لفاقدينهم، وبدأت أعدلها وابعثها لهم مره أخرى وكنت أشعر بفرحتهم دائما وهذا كان أعظم احساس اشعر به، وأرفض أى مقابل مادى بل كان ربحى هو سعادة وجبر الآخرين.


وقال محمد  من أكثر المواقف الذى تأثرت بها عندما  أرسلت لى فتاة صورة لأبيها وصورة لها وهى تقول لى "توفى والدى ولم تجمعنى به أى صورة وحرمت من  أبى وسعادتى بصورة بجواره" فقمت بجمعهم سويا فى صوره واحده وعندما رأتها ارسلت لى ريكورد وهى تبكى من سعادتها وجعلت والدتها تكلمنى ويبكوا فرحتهم بالصوره، وفى هذه الليلة لم ترى عينى النوم من السعادة بجبر خاطر فتاة حرمت من أبيها وهى تدعوا لى.

وأضاف بدأت اشرح على السوشيال ميديا لمن يريد أن يتعلم الفوتوشوب من خلال الهاتف بطريقة سهلة واحترافية، وكان الجميع يستغرب أنى لم أخذ مقابل مادى، وأن هذا عمل تطوعى، وبالفعل أشخاص كثيرة تعلمت ونشروا فكرتى فى معظم صفحات السوشيال ميديا.

واختتم "الوردانى" حديثه قائلاً: كان هدف من أهدافى أن أعلم الناس الفوتوشوب بأبسط الإمكانيات بالموبايل، والحمد لله حققت هدفى، وأوجه رسالة للجميع أن ينشروا السعادة ويرسموها على الوجوه ويجبروا خواطر كل من يتألم من الحزن.