النحاس يقف عائق أمام العالم للتحول إلى الطاقة النظيفة
يعد النحاس أحد الموصلات الكهربائية المتاحة بوفرة نسبيا وليس له بديل واضح.
يمكن العثور على النحاس في كل أنواع المنتجات، من أجهزة تحميص الخبز إلى أجهزة التكييف ورقائق أجهزة الكمبيوتر. وتحتوي السيارة العادية على 65 رطلاً (30 كيلوغراماً) من النحاس، في حين يحتوي المنزل التقليدي على أكثر من 400 رطل.
سيتطلب التخلص من الكربون في شبكات الطاقة والنقل والصناعات كميات من النحاس أكثر بكثير من المتاح حالياً. وهناك حاجة لأسلاك نحاسية أطوالها ملايين الأقدام من أجل بناء شبكات أكثر كثافة وتعقيداً يمكنها استيعاب الكهرباء التي تنتجها مصادر متجددة لامركزية، وتحقيق التوازن بين الإمدادات المتقطعة التي تصلها.
تتطلب مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمية أكبر بكثير من النحاس لكل وحدة طاقة تنتجها هذه المزارع، مقارنةً بمحطات الطاقة المركزية التي تعمل بالفحم والغاز. وفقاً لتحالف النحاس (Copper Alliance)، تستخدم المركبات الكهربائية أكثر من ضعفي كمية النحاس التي تحتاج إليها السيارات التي تعمل بالبنزين.
نتيجة لذلك فإن الطلب السنوي مهيأ للتضاعف والوصول إلى 50 مليون طن متري بحلول 2035، بحسب ما استنتجته دراسة أجرتها "ستاندرد آند بورز جلوبال" (S&P Global) وموّلها قطاع التعدين، كما تفترض تلك الدراسة توفّر ما يكفي من المعدن الأحمر، وهو أمر غير مؤكد على الإطلاق.
قال تقرير صادر عن جولدن مان ساكس أن شركات التعدين ستحتاج لإنفاق قرابة 150 مليار دولار في العقد المقبل للتغلب على عجز يُقدَّر بـ8 ملايين طن. (للتوضيح: فإنَّ العجز العالمي في 2021 بلغ 441 ألف طن فقط، أي ما يوازي أقل من 2% من الطلب على المعدن المكرر، وفقاً لمجموعة دراسة النحاس العالمية).
تعزيز الإنتاج وتراجع الطلب
تضررت شركات التعدين بشكل كبير في الماضي، عندما انقلبت دورة القطاع ووجدت الشركات نفسها تعزز الإنتاج في الوقت الذي بدأ فيه تراجع الطلب.
منذ ذلك الحين، أعطت تلك الشركات أولوية للقوائم المالية المُحكمة، كما أصبحت أكثر حذراً فيما يتعلق بالاستثمار في مشروعات جديدة.
كذلك يقلل شبح التضخم العالمي من جاذبية الإنفاق الرأسمالي الضخم، إذ يرفع التضخم تكاليف الاقتراض والتشغيل.
إذا اتضح أنَّ نقص الإمدادات بالحدة التي يتوقَّعها بعض المحللين، سيتسبّب ذلك في رفع الأسعار بما يخاطر بالإضرار باقتصاديات الشبكات الذكية ومصادر الطاقة المتجددة وإبطاء تبنيها.
يمكن لمصنّعي تكنولوجيا الطاقة النظيفة تقديم العون لأنفسهم بالعثور على سبل تتيح لهم استخدام كميات أقل من النحاس في منتجاتهم.
وستمثل الأسعار الأعلى على الأقل حافزاً لشركات التعدين لزيادة إنتاجها.