الأربعاء 16 أكتوبر 2024

اسامة سماحة يكتب: المصريين يبحثون عن الحرية

باور بريس

لا شك أن كلمة حرية كلمة كبيرة يكتب فيها الكتب والمؤلفات المتنوعة ويختلف مفهوم الحرية عند كل بيئة وكل دولة ففي دولة فرنسا تحمل شعار الحرية .


حتى ان فرنسا وعاصمتها باريس شهدت في الاعوام الاخيرة تظاهرات واحتجاجات كبيرة تؤدي أحيانًا إلى عدم توفر المواصلات العامة بسبب اضراب السائقين والعمال والموظفين ولا يوجد قطاع من قطاعات الدولة الا ويخرج في الميادين والشوارع الرئيسية للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية بزيادة اجور او تعديل قانون ولا يسلم من ذلك قطاع الصحة أهم قطاعات الدولة 


وربما كثير من الناس شهد على شاشات التلفزيون والقنوات الاخبارية بما شهدته فرنسا نتيجة احتجاجات بتكسير الممتلكات العامة والسيارات في الشوارع ونهب وسرقة محلات كبرى وشهيرة في اشهر الشوارع الباريسية وهذا العنف جديد على الدولة الفرنسية .

 فاتخذت الحكومة والشرطة بسبب ذلك مزيدًا من الإجراءات القانونية والتصدي للخروج عن مألوف التظاهر السلمي تحت غطاء الحرية .

 

وهنا سأروي لك خبرًا وحديثا يوضح مفهوم الحرية جاء به اخر الانبياء والمرسلين لهذه البشرية قال :
ووصف قوما استهموا على سفينة، فأصاب يعني جلس بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.

 

فمفهوم الحرية هو واقع حدودك دون التعدي على غيرك واصابته بضرر او خوف معنوي او مادي او نفسي .!

 

فالحرية هي حق الفرد فاختياراته وتصرفاته وفق رغباته دون الحاق الضرر والأذى بالاخرين .

 

⁃ ففي بلدي مصر تجد سائقين السيارات والموتوسيكلات يضعون ايديهم على اله التنبية مما يسبب ازعاج وتلوث سمعي للآخرين فهل هذه حرية .؟


⁃ واذا سألت أيضًا السائقين كيف حصلت على رخصة القيادة يقول لك فلان او عن طريق فلان لذلك لا عجب في كثرة الحوادث والوفيات على الطرقات كل يوم فهل هذه حرية .


⁃ وتجد في الافراح وخصوصًا في المراكز والقرى الريفية يضعون مكبرات الصوت فوق الاسطح والمباني  حتى في العزاء والموت فهل هذه حرية .؟


⁃ تجد المساجد تضع مكبرات الصوت فوق المباني المجاورة ويخرج المؤذن بصوت شاز لا حسن اداء ولا حسن بصيرة ولا صوت يزعج كبار السن ويوقظ المرضى ويحي الموتى ويفجع الأطفال فهل هذه حرية .؟


⁃ تجد سلوكيات في الشارع من المارة يلقون بمخلفاتهم الشخصية ويبصقون على الطرقات فهل هذه حرية ؟
⁃ تجد اصحاب ومؤجرين المحلات التجارية يغلقون ارصفه المشاه ويضعون الحواجز أمامهم حتى معارض السيارات تجد معرض سيارات له بالداخل ثلاث سيارات وامام واجه المعرض عشرين سيارة هل هذه حرية .؟


⁃ تجد مياة وشواطئ وكورنيش النيل في المحافظات كالدقهلية  عروس النيل مثلًا مليئة بالتلوث والمخلفات حتى انه لا يوجد كورنيش ولا رصيف تمشي وتستمتع برؤية النيل هل هذه حرية ؟


⁃ تجد اطفال من القرى والمراكز يلقون الحجارة على القطارات وهي تمر وتشق الطريق من امام قراهم بل تجد اهالي هذه القرى تقيم الاسواق على خطوط القطارات  بل يقيمون الصلاة في رمضان والمناسبات عليها هل هذه حرية ؟


⁃ تجد التجار في جميع المجالات وخصوصًا السلع الغذائية الاساسية يرفعون الاسعار ويحتكرون البضائع ويضعون الاسعار دون رقيب او حسيب هل هذه حرية ؟


⁃ تجد الشباب المقبل على الزواج مقيد بالعادات والتقاليد والمورثات البعيدة كل البعد عن منهج الإسلام من إسراف وبزخ وفشخرة كدابه وتقليد أعمى للاقارب والجيران فهل هذه حرية ؟


⁃ تجد السياح والزائرين من الأجانب يشتكون التمييز والتحرش الجنسي واللفظي والاستغلال المادي هل هذه حرية 


- تجد شركات المقاولات والتطوير العمراني تقوم بعمل الحملات الاعلانية بجمع الأموال لبيع الوحدات السكنية والتجارية دون التزام ودون رقيب من الدولة فيقع المشتري ضحية أمام سارق او مغفل فضاعت الأموال وصدرت سمعة العقارات المصرية للخارج هل هذه حرية؟


اذا نظرت من اعلى البنايات ونظرت يمينا آو يسارًا تجد العشوائيات في كل مكان وخوصًا في المحافظات الريفية قضوا على الاراضي الزراعية الخصبة وبنوا عليها بالطوب مساكن دون صرف صحي او خدمات وبكل فخر تجد احدهم يقول لك سرقت خط الكهرباء لغاية ما الحكومة تدخل لي الكهرباء هل هذا حرية؟


⁃ تجد سيارات خاصة ليست مملوكة للدولة تحمل لوحات مختلفة عليها شعار انا ظابط شرطة انا وكيل نيابة انا هيئة قضائية محدش قدي ولا زيي هل هذه حرية ؟


⁃ ثم لا تجد موظفين ولا مسؤولين من الجهات الرقابية والإدارية المختصة تراقب وتقيم القانون على هذه المخالفات والجرائم فهل هذه حرية ؟

لذلك كما قلت في المقال السابق لو فتحنا الحدود المصرية لخرج ملايين المصريين منها بحثًا عن الحرية 

 

( أعلم حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي ورثتها الحكومة من سابقيها لكن في قدرتها تشكيل لجان رقابية جديدة لادارة وتنظيم واعادة الاخلاق والقيم والسلوك الحضاري التي هي رأس مال أي دولة عظمى متطورة ويكفينا ان شريعة الاسلام تحرض على ذلك لكن بالقانون وتنفيذ القانون على الكبير قبل الصغير  حتى نستحق بجدارة ان نكون أمه مصرية هي اعظم الامم 

 

 صدرت العلوم الانسانية بمختلف انواعها إلى الدنيا ، وحتى نحافظ ونكون قدر المسؤولية وتولي الامانه لما يخطط اليه هذا القائد والناصر والمجاهد عبد الفتاح السيسي الذي فعل مالا يفعله غيره من بناء دولة من لا شيء من تولي أمانه ومسؤولية مليئة بالصعاب محمله بالفقر والجهل فكونوا دائما معه كونوا عونًا له فهو يريد بناء حضارة دفنت في الرمال هو يريد انقاذ امه كانت مصيرها الفوضى والدمار واعلموا ان الامه المصرية هي صمام امان هذا العالم لما ورثته من اعظم ارض واعظم تراث واعظم حضارة شرفها الله الواحد بالتجلي عليها وجعلها رسالة نور للعالم )

Adresse: [email protected]