الإثنين 23 ديسمبر 2024

هبة فرغلي تكتب لبوابة الاهرام: عبير الصغير

باور بريس

فيديو صغير عن مصر  مدته ٦٠ ثانية لصانعة محتوى على التيك توك لبنانية اسمها عبير الصغير، كل ما تقوله في الفيديو حبيبي come to Egypt تعالى إلى مصر، يصاحب تلك العبارة بعض الصور الدعائية عن مصر وأكلاتها الشعبية، وهي ترتدي الإكسسوارات المصرية، فيديو بسيط لكنه انتشر على كافة مواقع التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم، ووصل عدد مشاهدي الفيديو لأكثر من ٢٠ مليون شخص على مستوى العالم، ليس هذا فقط بل تعدى الفيديو المشاهدة ليصل إلى حد التقليد، فنشاهد مقاطع أخرى لأشخاص من دول أخرى تقوم بنفس الزيارة إلى مصر بناءً على دعوة "عبير الصغير".

لعبت الفتاة اللبنانية الجميلة دورًا أكثر من رائع في جذب السياح إلى مصر، في هذا الوقت الحرج والظروف الصعبة التي تمر بها مصر واقتصادها مثل حال كثير من الدول نظرًا للظروف الراهنة، وبعيدًا عن تلك الظروف إلا أن هناك بصيص أمل من الممكن أن يقلب الأمور؛ ويتمثل في السياحة، فاللجوء إلى السياحة في تلك الأيام هو أمر حتمي وإجباري وليس اختياريًا.  

والسؤال هنا لماذا لا تستغل وزارة  السياحة رموزنا الفنية في إعداد مثل تلك المقاطع، ودعوة العالم للحضور إلى مصر ومشاهدة المزارات السياحية؟

لماذا لا يخرج مشاهير مصر من فنانين ومطربين وإعلاميين وكتاب وصناع محتوى على السوشيال ميديا لدعوة العالم بالحضور إلى مصر؟ ليس هذا فقط؛ بل يخصصون من وقتهم للنزول إلى المزارات السياحية والالتقاء بالضيوف والترحيب بهم بشكل شخصي.

عندما كنت صغيرة كان يأتي أشقاؤنا العرب خصيصًا إلى مصر للتصوير مع الزعيم عادل إمام أثناء عرض مسرحياته، فدائمًا نجوم مصر في صدارة المفضلين لدى كثير من الشعوب. 

يجب استغلال ما ينشر على المواقع العالمية عن مصر، فعلى سبيل المثال أعد موقع Travel and Leisure السياحى مقالًا تحت عنوان "أفضل 50 مقصدًا للسفر إليه خلال عام 2023"، وبه قائمة تتضمن هذه المقاصد، وذلك وفقًا للمعايير والفئات التي وضعها الموقع لقرائه من الثروات الثقافية والأطعمة والمناظر الطبيعية والشواطئ وغيرها، حيث جاء المقصد السياحي المصري ضمن أفضل المقاصد السياحية في فئة "الثروات الثقافية ".

وقد سلط الموقع الضوء على أبرز المقومات التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، مشيرًا إلى قرب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يقع على مقربة من أهرامات الجيزة، والذى يضم العديد من الكنوز الأثرية إلى جانب حدائق خارجية وساحة واسعة يمكن للزائرين أن يستمتعوا بتجربة سياحية متميزة ومختلفة داخل المتحف والمنطقة المحيطة به.

كما سلط الموقع الضوء على الرحلات النيلية الفاخرة والتي تشهد إبحار العديد منها في نهر النيل، فضلا عما يشهده القطاع الفندقي أيضًا من انتعاش؛ حيث من المقرر افتتاح عدد من الفنادق التابعة لسلاسل عالمية قريبًا في مصر، ونوه أنه من الروائع التي يمكن للسائح زيارتها الآن وادي الملوك بالأقصر.

يجب أيضًا على السادة الإعلاميين ومقدمي البرامج خلال الفترة القادمة تخصيص فقرات ثابتة عن السياحة في مصر، والخروج على الهواء مباشرة من المزارات السياحية، وإنشاء استديوهات ثابتة من المعابد وشوارع  القاهرة الساحرة والحديث مع الزوار، بدلا من تسليط الضوء على السلبيات والأسعار، 

إنه وقت السياحة بجميع أنواعها.. استغلوا شعبيتكم وردوا الجميل إلى مصر!

[email protected]