شركة القلعة تتوقع تحقيق خسائر خلال الربع الأخير من 2022 بسبب تراجع قيمة الجنيه
أعلنت شركة القلعة، الرائدة في استثمارات الطاقة والبنية الأساسية، النتائج المالية المجمعة عن الفترة المالية المنتهية في 30 سبتمبر 2022، حيث بلغت الإيرادات المجمعة 23.7 مليار جنيه تقريبًا خلال الربع الثالث من عام 2022، وهو نمو سنوي بمعدل 86%.
أرباح شركة القلعة
ونجحت شركة القلعة في تحقيق صافي ربح للربع الثاني على التوالي، حيث بلغ 16.7 مليون جنيه خلال الربع الثالث من عام 2022 مقابل صافي خسائر بقيمة 440.7 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق، وذلك على الرغم من تكبد خسائر فروق العملة بقيمة 236.2 مليون جنيه خلال الربع الثالث من العام الجاري بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري.
وقال الدكتور أحمد هيكل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة، أن القلعة أثبتت مرة أخرى قدرتها على تحقيق نتائج استثنائية بفضل المرونة الفائقة التي تحظى بها المجموعة في التأقلم مع مختلف الظروف والتحديات الصعبة، فقد ارتفعت الإيرادات المجمعة بمعدل سنوي 86% خلال الربع الثالث من العام الجاري، ونتج عن ذلك الأداء القوي تضاعف الأرباح التشغيلية قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاك والاستهلاك بمعدل سبع مرات، فضلًا عن تحقيق صافي ربح للربع الثاني على التوالي على الرغم من خسائر فروق العملة الهائلة التي تكبّدتها نتيجة انخفاض قيمة العملة المحلية.
ولفت هيكل إلى نجاح القلعة في مواجهة التغيرات المستمرة التي تطرأ على المشهدين السياسي والاقتصادي بفضل الأساسات الراسخة التي تقوم عليها المجموعة والمرونة الفائقة التي تنفرد بها، مشيرًا إلى أن العالم يمر اليوم بفترة من التغيرات طويلة الأجل ستنهي معها عصر نسب التضخم وأسعار الفائدة المنخفضة، ليحل محله ارتفاع أسعار الفائدة ونسب الدين إلى إجمالي الناتج المحلي، وهو ما سيحد من معدلات نمو الاقتصاد العالمي بما يؤثر سلبًا على الأسواق الناشئة وتدفقات الأموال خلال العقد القادم.
وتابع هيكل أن التحديات تطرح معها فرصًا جديدة للنمو، فمع خفوت نجم العولمة وتقليل اعتماد الاقتصادات الغربية على مصانع الصين، سيصبح بإمكان بعض الدول مثل مصر الاستفادة من الوضع الجاري إذا ما طبقت السياسات الصحيحة لمواكبة تلك التغيرات.
وأكد أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية التي تواجهها مصر، فهي قادرة على الاستفادة من التوجهات الجديدة التي يشهدها العالم عبر توظيف إمكاناتها التي تتيح لها فرصة التحول إلى مركز صناعي للاقتصادات الغربية وبوابة لدخول الأسواق الأفريقية وجسر اقتصادي محايد بين دول الشرق والغرب.
وأضاف هيكل أن الشركات التابعة للقلعة في قطاعات الطاقة والأسمنت والطباعة والتعدين والأغذية واللوجيستيات حققت أداءً قويًا قويًا بفضل قدرتها على توظيف المقومات التنافسية التي تحظى بها وجني ثمار استراتيجيات النمو والاستثمار التي حرصت القلعة على تنفيذها بدقة، حيث يعكس هذا الأداء بشكل رئيسي استمرار القلعة في الاستفادة من ارتفاع أسعار المنتجات البترولية وقدرات التصنيع المحلي التي تمكنها من توفير بدائل عملية للمنتجات المستوردة، إضافةً إلى تنوع محفظة مشروعاتها الذي يحميها من الأثر السلبي للضغوط التضخمية.
وأكد هيكل أن القلعة تمضي قدمًا على الطريق الصحيح بالنظر إلى المشهد الاقتصادي العالمي، معربًا عن تفاؤله بقدرة القلعة على مواصلة النمو خلال الفترة المقبلة، علمًا بأن الشركة حددت بالفعل عدد من الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة التي تعتزم تنفيذها على المدى المنظور، بالإضافة إلى مجموعة من الاستثمارات الاستراتيجية التي تتوقع تنفيذها خلال السنوات القليلة المقبلة.
ومن جانبه، أعرب هشام الخازندار، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة، عن اعتزازه بنجاح الشركة في الحفاظ على أداءها مع تحقيق صافي ربح للربع الثاني على التوالي وسط هذه التحديات الصعبة، حيث يعكس ذلك نمو نتائج مختلف الشركات التابعة، فقد استطاعت شركة طاقة عربية مواصلة الاستفادة من الطلب المتزايد على الطاقة من خلال مشروعاتها، من توزيع الغاز الطبيعي وتوليد الكهرباء إلى محطات الغاز الطبيعي المضغوط والوقود.
وأضاف الخازندار أن استثمارات قطاعيّ التعدين والطباعة ساهمت في دعم نمو النتائج المالية المجمعة وتحقيق إيرادات بالعملات الأجنبية، حيث يعكس ذلك المكانة الرائدة للقلعة على ساحة أنشطة التصدير وتوفير بدائل الاستيراد.
وعلى صعيد الربحية، تابع الخازندار أنه إلى جانب الأداء القوي للشركة المصرية للتكرير، نجحت الشركات التابعة الأخرى في مواصلة زيادة الأرباح التشغيلية المتكررة قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاك والاستهلاك، والتي ارتفعت بمعدل سنوي 103% لتسجل حوالي مليار جنيه خلال الربع الثالث من العام الجاري، حيث يعكس ذلك بشكل رئيسي الأداء المتميز لشركة طاقة عربية والشركة الوطنية للطباعة ومجموعة أسيك القابضة، إلى جانب الأداء القوي لمختلف الشركات التابعة الأخرى.
وأكد أن الإدارة تعتزم زيادة تركيزها على تنمية الأرباح التشغيلية خلال عام 2023 عبر مواصلة البناء على جهودها الحالية لتطوير أعمالها وخفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وأوضح الخازندار أن الإدارة تضع على رأس أولوياتها للفترة المقبلة خفض مستويات المخاطر مع التركيز على تقليص ديون المجموعة وزيادة تدفقاتها النقدية. فعلى صعيد خفض الديون، تسعى الإدارة للانتهاء من عمليات إعادة الهيكلة وتسوية الديون، حيث من المتوقع أن تسدد الشركة المصرية للتكرير كامل أقساط القرض المتأخرة بحلول الربع الأول من عام 2023، بينما تواصل الإدارة إحراز تقدم في إعادة هيكلة الديون على مستوى شركة القلعة، علمًا بأن هذه الجهود تتأثر حاليًا بعدم استقرار أسعار الصرف.
كما أشار إلى توقعات الإدارة باستمرار تحسن قدرة الشركة على زيادة الأرصدة النقدية مع نمو الأرباح التشغيلية وانخفاض مستويات المخزون، علمًا بأن ارتفاع المخزون يعكس الجهود المبذولة خلال الفترة السابقة للتحوط من مخاطر اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد ومعدلات التضخم المتزايدة..
واختتم الخازندار، مؤكدًا أن أداء القلعة خلال الربع الثالث من العام الجاري يعد شهادة على قوة ومرونة الاستراتيجيات التي تتبناها الشركة وقدرتها على المضي قدمًا وسط مختلف الصعوبات والتحديات غير المسبوقة.
وأعرب عن تطلعاته إلى تحقيق المزيد من النتائج القوية خلال الفترات المقبلة.