الخميس 21 نوفمبر 2024

دكتورعبد الله العوضي يكتب: مصر و الإمارات " كوب 27 “ .. اقتصاد أكثر اخضرار

باور بريس

أضاءت مصر في " كوب 27 " ، أنوار ( الاقتصاد الأخضر ) حول العالم ، بمنتجع  شرم الشيخ ، عروس البحر الأحمر .و في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر تمت مناقشة العديد من القضايا والموضوعات بشأن تكثيف العمل، والنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا، كما كانت قضية المياه على رأس أولويات أجندة المؤتمر ، الذي كان 
و يهدف إلى تجديد التضامن بين البلدان لتنفيذ "اتفاق باريس" التاريخي و توفير التمويل المتعلق بالمناخ للدول النامية، واستعراض التزامات الدول بخفض الانبعاثات كل خمس سنوات .


لقد كان المؤتمر بحق عبارة عن مونديال لا يقل قدرا و أهمية عن مونديال كرة القدم المنعقد في قطر ، فجمهور الحضور قارب 40 ألف مشارك من بينهم قادة وزعماء من قراة 200 دولة . 
و قبل انطلاق " كوب 27 " بمصر ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الاجتماع الخامس للجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لـ"كوب 28"،  و أكد على أولويات دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف "كوب 27" ، والتي تشمل دعم الرئاسة المصرية للمؤتمر، ومعالجة تداعيات تغير المناخ، وضمان انتقال عملي وواقعي في قطاع الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي، وتعزيز فرص الوصول إلى التكنولوجيا  .  


 و قد تلت  هذا الاجتماع  تصريحات وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، لصحيفة "ذا ناشونال"، قبل انطلاق مؤتمر "كوب 27" حيث أكد على تجديد دعم دولة الإمارات للرئاسة المصرية للمؤتمر، و التركيز على بناء شراكة وثيقة مع مصر .
لأن العمل المناخي فرصة لتنويع الاقتصادات من خلال خلق قطاعات نمو جديدة في الطاقة النظيفة ووظائف جديدة للمستقبل و هدفنا الأساسي هو المساهمة بحلول عملية للتخفيف من تأثير تغير المناخ، وتسريع النمو الاقتصادي المنخفض الكربون .


دولة الإمارات ستركز في قمة "كوب 27"على مسارات واقعية وشاملة للعمل المناخي عبر برامج مثل مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ والانتقال في قطاع الطاقة أحد مخرجات هذه القمة الخضراء ، ما يمثل قوة تقارب و الإمارات و مصر عبر الشراكة الفعلية للنظرة المستقبلية الموحدة لأهمية الطاقة المتجددة ، و طاقة الرياح من أهمها .
فمن هذا المنطلق الاستراتيجي شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة "حفظه الله" وفخامة عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، توقيع اتفاقية بين كل من شركة "انفينتي باور" المشتركة بين "مصدر" و"إنفينتي إنرجي" وشركة "حسن علام للمرافق" والحكومة المصرية وذلك بهدف تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط في مصر ،و هذا المشروع سيشكل عند اكتماله أحد أكبر محطات طاقة الرياح في العالم .

و تقود " مصدر" ائتلافًا لتطوير المحطة التي ستسهم في تفادي إطلاق 23.8 مليون طن من الانبعاثات سنويًا ما يشكل 9 في المئة من مجموع انبعاثات الكربون في مصر ، و كذلك  يسهم المشروع في توفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل 
و قد عبر سموه عن سعادته بـ"تويتر": سعدت بالمشاركة في قمة المناخ في شرم الشيخ.. أتمنى لمصر الشقيقة التوفيق في قيادة العمل الجماعي الدولي في مواجهة التغير المناخي الذي غدا تحديًا يستشعر خطره الجميع.. الإمارات ماضية في تنفيذ مبادرات نوعية في الطاقة النظيفة ونتطلع لاستضافة قادة العالم في "كوب 28" في العام المقبل . 
و حول ملخص نتائج القمة غرد الدكتور أنور قرقاش بـ"تويتر": نتائج قمة المناخ في شرم الشيخ خطوة أخرى مهمة في التحدي الوجودي الذي يواجه البشرية، الاتفاق على تمويل الأضرار المناخية للدول الفقيرة إنجاز إيجابي في تعزيز الاستجابة الجماعية لتداعيات الاحتباس الحراري، الشكر والتقدير للجهود الدبلوماسية المصرية في إدارة كوب 27 .
عودة مصر إلى الصدارة لأداء الدور الذي يناسب وزنها في العالم العربي و الإسلامي أمر ملح للغاية ، و ترك أي فراغ في هذا الصدد ، يفتح الباب لمن يتربص بالأمة الدوائر . 
و أحد مؤشرات هذا الدور المرتقب هو اهتمام أميركا الواضح في إعلان بايدن خلال مشاركته القمة ، تقديم 500 مـليون دولار لمساعدة مصر على التحول إلى "الطاقة الخضراء" ، في حين قدم 150 مليون دولار فقط ؛ لتأقلم الدول الإفريقية مع التحديات التي تواجهها من جرّاء التغير المناخي . 
و في كلمة وزير الخارجية المصري، تأكيد على ذلك عندما ذكر بأن مصر لن تدخر جهدًا في قيادة العمل الدولي لمواجهة تغير المناخ ، و قد حان الوقت للانتقال من مرحلة المفاوضات إلى تنفيذ التزامات اتفاق "باريس" .
أمام الأزمات العالمية فلا يجب أن تعطل الجهد الدولي لمواجهة تغير المناخ  لأن الاستمرار على النهج الصناعي الحالي سيؤدي لعواقب وخيمة على الأجيال القادمة  .  
و مصر تعتبر اليوم من أكثر الدول اهتماما بذلك و قد  أولت هذا الموضوع من الرعاية منذ قرابة أربع سنوات الأخيرة .
ففي موازنتها للعام 2022 , خصصت 40% لمشروعات الاقتصاد الأخضر و الطاقة النظيفة ، بما يقارب نصف تريليون جنيه ، و بعدد أكثر من 600 مشروع على مستوى محافظات مصر كلها . 
و الإمارات تقف بجانب مصر في هذا التوجه و هو ما أكد عليه المدير العام لمؤتمر الأطراف "كوب 28  " بتركيز جمهورية مصر العربية الشقيقة على التنفيذ والتكيف وسبل التعامل مع الخسائر والأضرار. كما أكد على دعم الإمارات المستمر لتحقيق تقدم ملموس في تللك الموضوعات . 
في هذه القمة الخضراء ، تصدرت ثلاث دول عربية لدفع استحقاقات الاحتباس الحراري ، بالدفع بالطاقات النظيفة لتصبح في مقدمة قاطرة دول العالم ، و قد أكد على هذه الحقيقة 


وزير الدولة للشؤون الخارجية مبعوث السعودية لشؤون المناخ عندما قال بأن : 
موضوع المناخ أصبح الآن من أولويات جدول أعمال العلاقات الدولية في العالم لأنه يمس كل شخص في الكوكب ، و نتمنى أن يستطيع العالم الوصول  إلى مستوى عال من التعاون ويتجنب الاتهامات ويركز على بناء مستقبل أفضل للعالم .
الإمارات والسعودية ومصر يولون اهتمامًا كبيرًا بملف التغير المناخي عبر مبادراتهم الوطنية والإقليمية الجبارة .
هذه الدول الثلاثة ، يمكن لها أن تحدث فارقا على مستوى العالم ، بل هي حريصة على المشاركة الفعالة في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050 ، و خاصة بأنها ليست من المساهمين الرئيسيين في زيادة نسبة الاحتباس الحراري ، كما هو الوضع بالنسبة لأميركا و الصين و الهند الذين يمثلون النسبة الكبري في تلوث الأرض بلا منازع .