اسامة سماحة يكتب من باريس: سقوط الدولة يوم 11/11
كنت أعمل بالمملكة العربية السعودية منذ عام 2001 إلى 2011 وفي شهر أكتوبر 2011 جائتني فرصة شراكة وعمل في مدينة هونج كونج ، فأنهيت كل متعلقاتي في السعودية ، فقلت انزل على مصر لمدة أسبوع أشوف فيهم والدي ووالدتي وأخوتي قبل الرحيل إلى أسيا - هونج كونج .
وكانت مصر في ذلك الوقت تشهد ثورة 2011 العظيمة الذي خرجت من أجل التغير ، وكانت أيضًا تشهد أيضًا انفلاتًا أمنيا كبيرًا ، ذهبت الى اسرتي في محافظة الدقهلية وتاني يوم متوجهًا الى بيتي في القاهرة وواعدت بعض أصدقائي الطبيب تامر السعدني والعقيد / أسامة في احدى الكافيهات بمكرم عبيد مدينة نصر ، تركت السيارة على الشارع العام المشهور حيث الزحام والازدحام ، ودخلت الى الكافيه احجز الطاولة وسألت هناك انترنت قال لي عندنا Wifi قولت له احجز هذا المكان وسأذهب احضر الكمبيوتر
من السيارة ، السيارة امام الكافيه على الشارع الرئيسي ، لمحت سيارة جيب شروكي وموتوسيكل بجانب سيارتي من بعيد وذهبوا ، اقتربت من السيارة ووجدت الزجاج مكسور
وحقيبتي كنت اضعها خلف مقعد الكرسي بالأسفل فيها كل أوراقي الشخصية المهمة جدًا ومعها باسبور السفر واللاب توب وظرف فيه مبلغ كبير من الدولارات
جائوا اصدقائي وأتصل صديقي العقيد / أسامة بالشرطة العسكرية وجائت الشرطة العسكرية وحرروا محضرًا بالواقعة وارسلوها الى قسم شرطة مدينة نصر ، واتصل القسم بعدها بساعة تقريبًا لمقابلة رئيس المباحث ، وذهبنا إلى هناك وقال لي رئيس المباحث ماذا فقدت فقلت له كل ما املك من مستندات وباسبوري واللاب توب ومبلغ كبير من الدولارات ، فقال لي جبت الفلوس منين ..؟ قولتله سارقهم …!!!! وصرحت في وجه غاضبًا فقال لي صديقي العقيد أسامة ، هو يقصد انه ممكن يكون حد كام ماشي وراك وانت جاي من بنك ولا شاف حد بيعطيك فلوس ، فقلت له وانا في شدة الغضب انا نازل مصر اسبوع ومهاجر أسيا ، وكل فلوسي وباسبوري واوراقي راحوا ، فرد رئيس المباحث وقال لي بهدوء شديد وربما كان متألم ، قال لي يا بيه احمد ربك إنك عايش غيرك بيتخطف ومحدش بيعرف هو فين ، وفي زوجات ظباط شرطة مخطوفين وظباط مقتولين ..!! هنا قولت انا لله وانا اليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها ..
مصر في ذلك الوقت بلا حكومة ، بلا أمن . الأمن هو مصدر الحياة وحتى لو كان الماء مصدر الحياة ، فما يفيد الماء اذا فقد الأمن..!؟ في هذه المصيبة التي لحقت بي تغيرت كل أفكاري ومشروعاتي التي خططت لها ، وبدأت من جديد أو من لا شيء كما فعلت ذلك من قبل . كما بدأت مصر وحكومتها من جديد فهل هذه مصر
الان 2022 كما كانت 2011 بالطبع لا مصر الآن حققت اعلى معايير الأمن الحديث من وسائل تكنولوجيا مختلفة ورجال أمن مدربين ومؤهلين ومستعدين لتقديم ارواحهم فداءا لهذا الوطن الغالي
. ونحن أيضا كأفراد وشعب من شباب ورجال ونساء مستعدين لتقديم أرواحنا فداء وتضحية من أجل رفعة هذا الوطن العظيم . مصر قال الله عنها ( أدخلو مصر إن شاء الله آمنين ) فهو الواحد والرب العظيم الذي تفضل عليها وتجلى عليها وأمنها وحفظها إلى يوم الدين . لذلك وجب علينا الحفاظ على أمن وطننا ، وهذا من صميم الإيمان بالله تعالى ، ولا نكون معول هدم يهدم ولا يبنيك الشيطان
فالشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر وهدم الدول فحشاء ومنكر . ولذكر الله اكبر وذكر الله بناء ووفاء وحب ورحمة وعطاء وإيثار. مصر الجديدة بدأت وانطلقت في بناء دولة تليق بمصر ومكانتها بين العالم . فعلينا أن نصبر ونقف جنبًا إلى جنب بعضنا على السراء والضراء حتى نعود من جديد أمه مصرية عظيمة كما كانت وستعود باذن الله.. وتحيا مصر