اصنع في الامارات حملة اطلقتها الدولة لترسيخ مكانتها بقطاع التصنيع
منطقة ومؤتمرات التصنيع الذكي تستعرض فرص التعاون في قطاعات التصنيع والطاقة ضمن مسيرة تحقيق الحياد الكربوني
المؤتمر الاستراتيجي يسلط الضوء على دور تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في عملية التحول التي يشهدها القطاع نحو الطاقة النظيفة
شهد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2022، الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، انطلاقة معرض ومؤتمر التصنيع الذكي اللذان ينعقدان على هامشه، ويمثلان منصةً أساسية لبحث سبل التعاون المستقبلية وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه القطاع، وذلك في ظل تزايد الطلب على مصادر الطاقة النظيفة.
وجمعت مؤتمرات التصنيع الذكي في أديبك 2022 روّاد التصنيع في قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم لبحث كيفية تحقيق قيمة إضافية وتعزيز الإنتاجية من خلال التقنيات المتقدمة المتاحة بالقطاع، بما فيها الصناعات المعتمدة على أنظمة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأنظمة الروبوتية، إلى جانب دعم المواهب بالقطاع ودعم سلسلة التوريد والاستثمار الأجنبي المباشر. كما يتيح المؤتمر التقني لخبراء القطاع فرصة الاطلاع على مجموعة من دراسات الحالة وعروضاً حية لأبرز التقنيات.
وفي هذا الصدد، قال سعادة عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: "ندرك أنّ معرض التصنيع الذكي، الذي يجمع روّاداً محليين وعالميين من قطاعات التصنيع والطاقة، تشكّل المنصة الأمثل لحملة "اصنع في الإمارات". وتحظى الحملة بدعم من أبرز الشركات الصناعية والجهات الداعمة، فيما ندعو من خلال الحملة المستثمرين والمبتكرين ليطلعوا على الدعم الاستثنائي المقدم لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة، إذ تسعى الحملة إلى دعم عملية تصدير المنتجات التي يتم تطويرها وتصنيعها بالإمارات".
ويعد إنشاء مركز تصنيع عالمي مبتكر جزءاً رئيسياً من رؤية دولة الإمارات لتنويع وتوسيع اقتصادها الوطني لتحقيق الحياد الكربوني، الأمر الذي شكّل محور الاهتمام في منطقة التصنيع الذكي في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2022.
في إطار حديثه في جلسة أُقيمت تحت عنوان "وجهات نظر حول الاستثمار: العوامل الرئيسة لاستقطاب الاستثمار الصناعي إلى دولة الإمارات" خلال المؤتمر الاستراتيجي للتصنيع الذكي، قال سعود أبو الشوارب، المدير العام لمدينة دبي الصناعية: تتميز مدينة دبي الصناعية بالمرونة اللازمة بفضل امتلاكها لسلسة توريد متكاملة، مما يجعلها من منصات التمكين الهامة منذ عام 2014 مع ستة قطاعات. كما لدينا أكبر منشأة لإعادة التدوير الإلكتروني في العالم، والتي تقوم بإنتاج مواد خام تُصدر لأنحاء العالم. ومن خلال هذا الاقتصاد الدائري، نهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني من القطاع الصناعي على نحو ينسجم مع استراتيجية الحياد المناخي 2050.
وأضاف أبو الشوارب: "ونفخر اليوم بأن المنتجات التي تحمل شعار "اصنع في الإمارات" بات بإمكانها الوصول إلى أهم الأسواق بفضل بصمتها الكربونية المنخفضة، مما يفتح الأبواب أمام منتجاتنا إلى أسواق أوروبا والولايات المتحدة".
وناقش قادة القطاع دور تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه كمساهم رئيسي في استراتيجيات التحول، وكيفية دفع الاستثمارات الحديثة للتقدم التكنولوجي في هذا المجال، وذلك خلال برنامج المؤتمر الاستراتيجي.
خلال الجلسة الاستراتيجية التي عُقدت تحت عنوان: "تسريع تطوير تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه: المزيد من الفرص"، قالت لوري ماندرو، نائب الرئيس الأول للحلول المحايدة كربونياً في شركة تكنيب إنرجيز: "يُعدّ تسريع الجهود المبذولة نحو التقاط الكربون واستخدامه حاجة ملحة، سواء على صعيد السياسات أو التكنولوجيا أو التمويل. نحن اليوم بحاجة إلى المزيد من المشاريع التي تمر بمراحل إزالة المخاطر وتنفيذها لتعزيز الحياد الكربوني، كما أننا بحاجة إلى توجيه المزيد من المشاريع إلى مرحلة اتخاذ القرار الاستثماري النهائي مع الحلول المتوفرة لدينا اليوم".
وأضافت ماندرو: "تساعد الفعاليات والملتقيات مثل أديبك في مواءمة الجهود على مستوى القطاع لتحقيق المزيد من التقدم على هذا الصعيد".
ويهدف معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) إلى توفير منصة الطاقة العالمية الأكثر شمولاً، حيث يستقطب مشاركين من أكثر من 160 دولة ويضم أكثر من 28 جناحاً وطنياً خلال العام الجاري. ويجمع أديبك قادة العالم من مختلف الأسواق لبحث عدداً من أهم القضايا الملحّة المتعلقة بأمن الطاقة واستدامتها وإتاحتها بما يمهّد الطريق لنجاح واستمرار عملية تحوّل الطاقة.