الأحد 22 ديسمبر 2024

المشاط: الاقتصاد المصري أثبت قدرته على الصمود والمرونة مع التحديات العالمية المستمرة

باور بريس

قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن الاقتصاد المصرية رغم التحديات العالمية المتتالية على كافة المستويات إلا أنه أثبت قدرته على الصمود والمرونة في التعامل مع هذه التحديات، من خلال الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية المستمرة، والجهود المبذولة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.

منتدى الأعمال

جاء ذلك خلال كلمتها الافتتاحية في الجلسة التي نظمتها وزارة التعاون الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ضمن منتدى الأعمال بالاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية 2022، التي تعقد في المملكة المغربية، حول صمود ومرونة الاقتصاد المصري وآفاق الاستثمار وخطط التحول للاقتصاد الأخضر.

وشارك في الجلسة التي عقدت بشكل مشترك بين الحضور الفعلي والافتراضي، المهندس محمد يحيى زكي، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتيرجي بيلوسكج، الرئيس التنفيذي لشركة Scatec النرويجية للطاقة المتجددة، وحضور دولي رفيع المستوى من ممثلي القطاع الخاص العالمي والمستثمرين مؤسسات التمويل الدولية، للترويج للفرص الاستثمارية في مجال التحول الأخضر في مصر من خلال تسليط الضوء على المشروعات المنفذة بالفعل وخطط الدولة للتوسع، وأدارت الجلسة هايكي هارمجارت، المديرة الإقليمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن الاقتصاد المصري يشهد تطورًا كبيرًا في العديد من القطاعات التنموية والإصلاحات، حيث تولي مصر اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ خطط التحول إلى الاقتصاد الأخضر، لتنفيذ رؤية مصر التنموية 2030، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا لعام 2050، موضحة أن هذه الخطط تأتي في وقت تستعد فيه مصر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ لعام 2022 في دورته السابعة والعشرين، لتمضي قدمًا في جهودها الهادفة لدعم العمل المناخي على المستويين الدولي والإقليمي وتعزيز الاهتمام الدولي بالتحول الأخضر في قارة أفريقيا وتحفيز برامج التنمية الشاملة والخضراء في مصر.

ولفتت المشاط، إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ستكون هي الأداة الرئيسية لتعزيز نهج مصر للتحول إلى الاقتصاد الأخضر على كافة المستويات، من خلال تطوير العمل المناخي على مستوى الجهات الحكومية ودفع الجهود القطاعية لا سيما في القطاعات ذات الأولوية مثل المياه وتحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الزراعة الذكية ورفع وعي المزارعين بالعمل المناخي، وتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تداعياتها.

وتحدثت عن الخطة الوطنية لإدارة الموارد المائية لعام 2037، التي تستهدف الحفاظ على الموارد وترشيد الاستهلاك، وإتاحة دور أكبر للقطاع الخاص في منظومة المياه والمعالجة والتحلية، وكما أشارت إلى الجهود الوطنية المبذولة في التحول إلى الطاقة المتجددة من خلال الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الانبعاثات الضارة، والقصص التنموية التي تم تنفيذها في هذا الصدد منها مجمع بنبان للطاقة الشمسية الذي أسهم في تنفيذه عدد كبير من شركات القطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية، بالإضافة إلى بدء خطوات فعلية لوضع استراتيجيات توليد الهيدروجين الأخضر لتوليد الطاقة.

توفير حلول الطاقة المتجددة

وشددت المشاط على أن الحكومة تعتبر القطاع الخاص شريكًا رئيسيًا في تنفيذ تلك الاستراتيجيات، وتعمل على خلق بيئة عمل تحفيز مشاركة القطاع الخاص في تحقيق التنمية، مشيرة إلى الجهود المبذولة لتمويل المشروعات التنموية من خلال تنويع مصادر التمويل ومن بينها إصدار السندات الخضراء كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2020 بقيمة 750 مليون دولار.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، على العلاقة الوطيدة بين مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية حيث تم إطلاق الاستراتيجية القطرية المشتركة لعام 2022-2027، مطلع العام الجاري، التي ترتكز على ثلاثة أولويات أساسية تتلاءم مع خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، الأولوية الأولى للاستراتيجية هي دعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، والأولوية الثانية تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والأولوية الثالثة تعزيز التنافسية وزيادة معدلات النمو وتحفيز دور القطاع الخاص في التنمية، موضحة أن الشراكة مع البنك الأوروبي نتج عنها تمويلات تنموية بقيمة 8.6 مليار يورو في أكثر من 145 مشروعًا منذ عام 2021، نحو 76% منها تمويلات للقطاع الخاص.

 وتحدث المهندس يحيى زكي، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حول فرص الاستثمار المتاحة في المنطقة والجهود الوطنية المبذولة لتعزيز الاستثمار الأجنبي واستثمارات القطاع الخاص من خلال خطط واضحة ومحددة، كما تحدث عن جهود الدولة في مجال الهيدروجين الأخضر ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخرًا بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشركة ميرسك العالمية، والخاصة بإقامة مشروع إنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن الأول في مصر.

ومن جانبه، قال تيرجي بيلوسكج، الرئيس التنفيذي لشركة Scatec النرويجية للطاقة المتجددة، إن شركته من الشركات التي تستثمر في مصر لكنها تعتبر نفسها شريكًا للحكومة المصرية من خلال تعزيز توفير حلول الطاقة المتجددة، التي تعمل على تسريع الوصول للطاقة النظيفة، مشيدًا بالإجراءات الحكومية المبذولة لإتاحة الفرص للقطاع الخاص للدخول في مشروعات الطاقة المتجددة لتعزيز حلول التحول الأخضر.

وأشار الرئيس التنفيذي للشركة النرويجية، إلى أن حلول الطاقة المتجددة لا تتعلق أهميتها بالكهرباء فحسب لكنها تنعكس على كافة قطاعات التنمية مثل تحيلة المياه، موضحًا أن مصر من أهم أسواق العمل بالنسبة لشركة Scatec في مجال الطاقة المتجددة وحلولها.