باور بريس

مصر تستضيف ندوة "أوابك" الثالثة حول الهيدروجين بمشاركة عربية واسعة: نحو مستقبل منخفض الكربون وتكامل في الطاقة

باور بريس

استضافت القاهرة فعاليات الندوة الثالثة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) حول "التطورات العالمية والعربية في مجال الهيدروجين: الاتجاهات، التحديات والفرص"، والتي عُقدت يوم 17 أبريل 2025 بمقر شركة إنبي، بحضور رفيع المستوى من مسؤولي قطاع الطاقة والبترول في الدول العربية.

وافتتح الندوة الدكتور الجيولوجي علاء البطل، وكيل أول وزارة البترول والثروة المعدنية والمشرف على ملفات السلامة والصحة المهنية وكفاءة الطاقة والمناخ، بكلمة رئيسية، رحب خلالها بالأمين العام للمنظمة المهندس جمال عيسى اللوغاني، والوفود العربية المشاركة من الأردن، السعودية، الكويت، العراق، مصر، البحرين وموريتانيا، مشيدًا بدور "أوابك" في تعزيز التكامل العربي في مجالات الطاقة، في ظل التحولات المتسارعة على الساحة الدولية.

وأشار الدكتور البطل إلى أن الندوة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، بالتوازي مع تنامي الاهتمام العالمي بالهيدروجين منخفض الكربون كأحد أبرز الحلول لتحقيق الحياد الكربوني، مشددًا على امتلاك الدول العربية لمقومات تؤهلها لتكون من كبار المنتجين والمصدرين لهذا المورد الحيوي، بفضل توافر مصادر الطاقة المتجددة والبنية التحتية القابلة للتطوير.

وفي سياق حديثه، استعرض البطل ملامح الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون التي أطلقتها الحكومة المصرية، والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته. كما أشار إلى أبرز الإنجازات المصرية في هذا المجال، ومنها تصدير أول شحنة أمونيا خضراء على مستوى العالم عام 2023، وتنفيذ أول عملية تموين سفن بالميثانول الأخضر في إفريقيا والشرق الأوسط بميناء شرق بورسعيد.

وكشف البطل عن تنفيذ مشروع رائد بالتعاون مع شركة "سكاتك" النرويجية لإنتاج 150 ألف طن من الأمونيا الخضراء باستثمارات تتجاوز 900 مليون دولار، ما يعكس جدية الخطوات المصرية في التحول نحو الطاقة النظيفة.

من جهته، أكد المهندس جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام لـ"أوابك"، في كلمته، أن الهيدروجين منخفض الكربون يعد من الخيارات الواعدة لتحقيق الاستدامة، خاصة في القطاعات الصناعية الثقيلة والنقل، مشيرًا إلى أن المنظمة تولي اهتمامًا متزايدًا بهذا الملف ضمن استراتيجيتها الجديدة، عبر إعداد دراسات مرجعية وإطلاق مبادرات تعاون مع أطراف دولية لتعزيز دور الهيدروجين في التنمية الاقتصادية العربية.

وأوضح اللوغاني أن الندوة تمثل منصة فعالة لتبادل التجارب والخبرات، واستعراض التوجهات الوطنية في مجال الهيدروجين، معربًا عن تطلعه إلى أن تسهم هذه اللقاءات في بلورة رؤى عربية مشتركة تدعم التحول الطاقي المستدام.

وشهدت الندوة سلسلة من الجلسات النقاشية بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من شركات البترول بالدول العربية، إلى جانب ممثلين عن جهات دولية، أبرزهم مديرة المنظمة الأوروبية "Ready4H2"، التي تُعنى بوضع معايير وتنفيذ شبكات توزيع الهيدروجين في أوروبا.

وقد تناولت الجلسات عدة محاور أبرزها: الوضع الراهن لسوق الهيدروجين، فرص التكامل بينه وبين الطاقة المتجددة، ودور التقنيات الحديثة في دعم إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، بما يعزز من فرص التحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات في العالم العربي.

وفي ختام الندوة، توجه الدكتور علاء البطل بالشكر إلى شركة "إنبي" ممثلة في رئيس مجلس إدارتها المهندس وائل لطفي على استضافة الحدث وتنظيمه، مؤكدًا أهمية مواصلة التعاون العربي في هذا المجال الواعد، الذي يحمل آفاقًا اقتصادية واستراتيجية واعدة للمنطقة.