باور بريس

"هُوية".. مشروع شبابي يعيد إحياء التراث البحري المصري وينبش في أعماق الثقافة الشعبية

باور بريس

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتبدّل فيه المفاهيم والاهتمامات، يبقى الشباب هم الأمل الحقيقي في الحفاظ على ملامح الهوية الوطنية، والركيزة الأساسية لصون التراث الثقافي من التلاشي والانزواء. ولأن الشعوب التي تنسى تراثها تفقد جزءًا من روحها، قرر مجموعة من طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة أن يكونوا صوتًا مختلفًا يعيد التذكير بالجذور، ويمنح التراث الشعبي، لا سيما الفلكلور البحري، مكانته المستحقة وسط زحام الحداثة.

ومن هنا، انطلق مشروع تخرجهم الذي حمل اسم "هُوية"، تحت إشراف الدكتور محمد خليل، ليكون بمثابة رحلة إعلامية واعية تهدف إلى استعادة ملامح منسية من ذاكرة البحر في مصر، وتقديمها بروح معاصرة تجذب الجيل الجديد وتربطه بهويته الثقافية.

ضم المشروع فريقًا من الطلاب المبدعين: حنين طارق، شروق طارق، حماده محمد، منة الله إبراهيم، محمد سالم، هاجر محمد، ندى محمد، منار مصطفى، وشهد حسام، الذين عملوا كخلية نحل لتوثيق جوانب متعددة من الفلكلور البحري المصري عبر تحقيقات وتقارير ميدانية مصورة.

ومن أبرز ما قدمه المشروع: تحقيق حول مهنة "البمبوطية" في بورسعيد، كإحدى أقدم المهن المرتبطة بالبحر، وتقرير عن ورش تصنيع آلة "السمسمية"، واللقاءات الحية مع الصيادين في الإسكندرية، ورصد فن الرسم على مراكب الصيد في بحيرة البرلس، بالإضافة إلى فقرة خاصة عن الأمثال الشعبية المرتبطة بالبحر، وما تحمله من حكمة وتجربة وخيال.

كما ضم المشروع حوارًا مع أحد الباحثين المتخصصين في الفلكلور، وفقرة عن الأساطير البحرية التي شكلت وعي المجتمعات الساحلية، لتصبح المادة الإعلامية المقدمة أقرب إلى عمل توثيقي شامل، يُعيد الاعتبار لتراث غني ومتنوع طالما شكّل وجدان المصريين.

وأكد فريق العمل أن مشروعهم لا يهدف فقط إلى التوثيق، بل يسعى أيضًا إلى إحياء هذا التراث الغني، وتعريف الأجيال الجديدة به من خلال أدوات الإعلام الحديثة، إيمانًا منهم بأن الحفاظ على الهوية يبدأ من معرفة الذات، وأن الانتماء لا يورث.. بل يُبنى.