الأحد 22 ديسمبر 2024

المهندس محمد عزب يكتب:السلامة تساعد على التنمية المستدامة

باور بريس

طالما خرجت علينا حكومات على مر التاريخ و تقطع على نفسها العهد امام شعوبنا بإعدام المثلث اللعين عدو البشرية منذ فجر التاريخ ألا وهو ( الفقر- الجهل – المرض) و سوف نستعرض من علوم السلامة التى تقاوم هذا المثلث اللعين  


أولا الجهل  


الجهل رأس المثلث و هو السبب الرئيسى للعنصرين الآخرين فمن المعرفة ياتى النور الذى يضيئ به طريق المستقبل فمثلا لولا المعرفة ماكانت الزراعة  و ما كانت الصناعة و ما كانت العمارة و بالتالى يحل الرخاء و يزيل الفقر و المرض و تأتى علوم السلامة لتؤكد على سلامة المعرفة فلا معرفة زراعة أوصناعة و عمارة بدون معرفة إجراءات سلامتها لأن سلامة العنصر البشرى يحمى الفكرة وتطورها و نجد أن مدام كورى (ماري سكوودوفسكا كوري) التى إكتشفت عنصرى  البولونيوم (84Po) و الراديوم  (88Ra) وهما من العناصر المشعة لم تعلم عن إجراءات السلامة شيئا لذلك فقد توفيت ماري كوري عام 1934، بمرض فقر الدم الذي أصيبت به نتيجة تعرضها للإشعاع لأعوام  .بعد أن تركت لنا وحدة قياس  تسمى الكورى و التى تعبر عن النشاط الإشعاعى للمواد المشعة ، لذلك تاتى تصاريح العمل لتناقش طبيعة العمل من الناحية الفنية وتحليل مخاطرها و تحديد إجراءات التأمين لسلامة العاملين و عدم الإضرار باى هدف من أهداف السلامة و هى الحفاظ على (العامل – المعدات و الأدوات – المنشأة- بيئة العمل – الخامات و الطاقة و المنتج )


ثانيا الفقر 


النتيجة الطبيعية للجهل هو الفقر و نجد علوم السلامة و التى تهدف إلى الحفاظ على الخامات و المنتج و المنشأة و بيئة العمل هى العامل الرئيسى ضد الفقر أكم من صناعات زادت تكلفة المنتج نتيجة الإهدار (إهدار الطاقة – إهدار الخامة – إهدار المنتج ) و تكون النتيجة غلق المصنع و الإستغناء عن العاملين و بالتالى تزيد البطالة ليزيد معها مؤشر الفقر و الذى ينطبق على الصناعة ينطبق ايضا على الزراعة و العمارة ،، كذلك متابعة العاملين و إسلوب مزاولتهم للمهنة و تصحيحها حفاظا عليهم من حدوث إصابات العمل التى تتسبب فى عجز جزئى أوكلى مما يعوق سعيهم على إكتساب أرزاقهم  


ثالثا المرض  


العنصر الثالث و الأخير وهو محير جدا يمكن أن يكون نتيجة للعنصرين الآخرين و يمكن أن يكون سببا فى وجودهما ، تأتى علوم السلامة بدراسة إسباب الإصابة وإنتشار المرض فى بيئة العمل و تقوم بتحييد هذه الأسباب مما تقلل من إنتشار الأمراض فى المجتمع و تقوم بمتابعة العاملين صحيا من خلال الكشف الطبى الدورى حتى يتم محاصرة الأمراض المهنية فى بدايتها و سهولة علاجها بالإضافة إلى إتخاذ الإجراءات الكفيلة لمنع الإصابة بالأمراض المهنية و إنتشارها  
الخاتمة
الإهتمام الإستراتيجى بعلوم السلامة والصحة المهنية هو تحقيق لخطط التنمية و التنمية المستدامة و التى تحتوى على سبعة عشر هدف تقوم علوم السلامة فى المشاركة لتحقيق تسعة أهداف منها وهى
1- الهدف الأول وهو القضاء على الفقر من خلال تحييد أسباب الحوادث و إصابات العمل
2- الهدف الثالث الحفاظ على الصحة
3- الهدف الرابع التعليم الجيد من خلال إيقاف العامل الغير مؤهل
4- الهدف السادس المحافظة على المياه نظيفة و النظافة الصحية
5- الهدف السابع طاقة نظيفة باسعار معقولة ، وهنا تهتم علوم السلامة بترشيد الطاقة بوجه عام مما يقلل من تكلفة المنتج و تتيح إستخدام الطاقة النظيفة للقضاء على التلوث البيئى  
6- الهدف الثامن العمل اللائق و النمو الإقتصادى
7- الهدف التاسع الصناعة و الإبتكار و البنية التحتية
8- الهدف الحادى عشر مدن و مجتمعات محلية مستدامة
9- الهدف الثانى عشر الإستهلاك و الإنتاج حيث تهدف علوم السلامة إلى ترشيد الخامات و الحفاظ على المنتج   إلى للقضاء على الجهل و الفقر و المرض و بناء حضارة مستمرة على مر الأجيال ( لا إستدامة بدون سلامة )