الإثنين 10 مارس 2025

بكتيريا تأكل النفط.. حقيقة أم خيال؟!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في خطوة علمية قد تغيّر شكل التعامل مع الكوارث البيئية، اكتشف الباحثون نوعًا فريدًا من البكتيريا لديه القدرة على "أكل" النفط وتحويله إلى مركبات غير ضارة، ما يجعلها أداة ثورية في مكافحة التلوث النفطي. هذه البكتيريا، التي تنتمي إلى سلالات مثل Alcanivorax borkumensis وPseudomonas putida، تتغذى على الهيدروكربونات، وهي المكونات الأساسية للنفط، مما يسمح لها بتحليل بقع النفط المتسربة في البحار والتربة بطريقة طبيعية وآمنة.

بدأ العلماء في ملاحظة هذه الكائنات الدقيقة خلال عمليات التنظيف بعد حوادث التسرب الكبرى، مثل كارثة Deepwater Horizon عام 2010، التي تسببت في تدفق ملايين البراميل من النفط في خليج المكسيك. ما أثار دهشة الباحثين هو أن هذه البكتيريا تكاثرت بسرعة في المناطق الملوثة، واستطاعت خلال فترة وجيزة تقليل نسبة التلوث بشكل كبير، مما جعلها محور اهتمام واسع في مجالات الأبحاث البيئية.

على عكس الأساليب التقليدية التي تعتمد على المواد الكيميائية أو الحواجز الميكانيكية، فإن هذه الطريقة البيولوجية لا تترك أي مخلفات سامة، ولا تؤثر سلبًا على البيئة البحرية أو النظام البيئي. ومع تقدم الأبحاث، يسعى العلماء إلى تطوير سلالات محسّنة من هذه البكتيريا لجعلها أكثر فاعلية في امتصاص النفط الخام بمختلف أنواعه وسرعة أكبر، ما قد يفتح الباب أمام استخدامها على نطاق واسع في المستقبل.

مع تزايد حوادث تسرب النفط وارتفاع المخاوف البيئية، هل تصبح هذه البكتيريا الحل السحري لإنقاذ محيطاتنا وأراضينا من الكوارث النفطية؟