"حياة كريمة".. استثمار في الإنسان وبناء للمستقبل

استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تقريرًا حول الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى من المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة"، والذي يعكس الجهود المستمرة للدولة في تحسين جودة الحياة في القرى المصرية، تماشيًا مع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورؤية مصر 2030.
بلغت قيمة الاستثمارات بالمرحلة الأولى من المبادرة 298.3 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2024، بمعدل تنفيذ 86.5%، حيث تم الانتهاء من 16,590 مشروعًا تنمويًا، استحوذت محافظات الصعيد منها على 58%، بينما تصدرت محافظة البحيرة المشروعات المنتهية تليها سوهاج والمنيا وأسيوط وأسوان. وشهدت هذه المشروعات اهتمامًا كبيرًا بالارتقاء برأس المال البشري، حيث تم توجيه 28% منها لقطاعات التعليم والصحة والشباب، مما ساهم في تحسين معدل إتاحة الخدمات الأساسية بـ 75 نقطة مئوية، استفاد منها 1.6 مليون مواطن.
ساهم المشروع في التخفيف من كثافة الفصول وإتاحة خدمات التعليم بالمناطق المحرومة من خلال إنشاء وإحلال أكثر من 15 ألف فصل وصيانة 1300 مدرسة، إضافة إلى تطوير وتنفيذ 685 وحدة صحية ومستشفى مركزي وفق معايير منظومة التأمين الصحي الشامل، و365 وحدة إسعاف، حيث حظيت محافظات الصعيد بـ 59% من هذه المشروعات الصحية. كما تم محو أمية 596 ألف مواطن، 63% منهم في صعيد مصر، وتصدرت محافظة سوهاج المستفيدين تليها المنوفية والبحيرة والمنيا وبني سويف.
وفي قطاع البنية التحتية، ارتفع عدد المشتركين في خدمة مياه الشرب بنسبة 14.6%، وبزيادة 296 ألف مشترك جديد، منهم 67% بمحافظات الصعيد. كما زاد عدد المشتركين في خدمة الصرف الصحي بنسبة 58%، ليصل إجمالي التغطية بالمرحلة الأولى إلى 60% مقارنة بـ 12% عام 2013/2014، وجاءت بني سويف في الصدارة من حيث عدد المشتركين الجدد. أما في قطاع الغاز الطبيعي، فارتفع عدد المشتركين بنسبة 366% ليصل إلى 550 ألف مشترك، مما أسهم في توفير 2 مليار جنيه سنويًا من دعم البوتاجاز، وتقليل استهلاك العملة الأجنبية بمقدار 87 مليون دولار سنويًا، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقيمة 4 ملايين دولار سنويًا.
شهدت المرحلة الأولى أيضًا تقدمًا ملحوظًا في خدمات الاتصالات، حيث ارتفع عدد المشتركين في الإنترنت فائق السرعة بنسبة 45% ليصل إلى 371.6 ألف مشترك، بعد مد شبكة الألياف الضوئية لـ 409 قرى، بزيادة 116 ألف مشترك جديد.
وفي إطار الحفاظ على البيئة، حققت مبادرة "القرية الخضراء" تقدمًا ملموسًا، حيث حصلت 4 قرى على شهادة "ترشيد" للمجتمعات الخضراء، وجارٍ تأهيل 16 قرية أخرى لتتوافق مع المعايير البيئية العالمية.
من الناحية الاقتصادية، تم ضخ 66.7 مليار جنيه في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وإنشاء وتطوير 137 فرعًا للبنوك، مع تركيب 1254 ماكينة صراف آلي، ما أدى إلى تحسن مؤشر الشمول المالي بــ 16.2 نقطة مئوية في قرى المبادرة.
لم تكن هذه الإنجازات لتتحقق دون تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني والجامعات، حيث تم إطلاق عدة مشروعات بالتعاون مع جامعة عين شمس ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وجامعة الجلالة، شملت تطوير القرى الأكثر احتياجًا، تنفيذ مشروعات "سكن كريم"، توفير القوافل الطبية وحملات التوعية، وتقديم الاستشارات الفنية في مجالات تنقية المياه والزراعة والتنمية الاقتصادية.
ما تحقق حتى الآن يعكس حجم العمل المبذول في مشروع "حياة كريمة"، الذي لا يقتصر على تحسين البنية التحتية فقط، بل يضع الإنسان في قلب التنمية، ليكون المستقبل أكثر إشراقًا لكل مواطن مصري.