الخميس 21 نوفمبر 2024

دكتور عبد الله العوضي يكتب: " كورونا " .. للنفط شأن آخر

باور بريس

منذ بدء أزمة " كورونا " في العالم أجمع ، و كل القطاعات بلا استثناء تئن منها، و تحن إلى الفرار من غلوائها .
و يبقى للنفط شأن آخر لمن أراد أن يتمعن في أهميته و حيويته الذي سيستمر إلى فترة طويلة من عمر الإقتصاد العالمي 
فلغة النفط منذ عقود ، ليست خاصة بدولة معينة لأنها أصبحت شريان البشرية ، سواء للمنتج أو للمستورد .
نأتي إلى بيت القصيد ، فالسعودية منذ تأسيس أوبك ، و هي تعتبر العامل الرئيس في استقرار سوق النفط العالمي .
فالمملكة الشقيقة لم توجه النفط سلاحا في وجه الغرب يوما ، لكي تأتي اليوم أميركا و من حولها ، تستغل أزمة " كورونا " ، لتهدد بها السعودية على وجه التحديد .
أميركا التي  بالأمس القريب امتدحت خطة السعودية في زيادة الإنتاج من أجل  خفض الأسعار ، تعود اليوم لتبرز وجهها المتبرم  لتقول  إنها لا تهتم بمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على الإطلاق، معتبرة أن أعضاءها يدمرونها بأنفسهم.
و أرادت أميركا فرض رسوم جمركية على واردات النفط، حيث انتقدت خطط منتجي النفط العالميين الآخرين لخفض الإنتاج، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تنضم إليهم .
أصبحت أميركا  لاعبا ماهرا لرفع سلاح الرسوم الجمركية في وجه الخصوم و الأصدقاء  و الحلفاء بلا تفرقة بينهم ولا تمييز و لا تحييد .
و رغم فشل هذا السلاح في تحقيق أهدافه كما هو الحال مع الصين التي تستعد لتخطي أميركا اقتصاديا في العام 2030 ، كما هو مخطط له ، إلا أن تكرار استخدام سلاح الرسوم الجمركية يدل عل تخبط ظاهر في إدارة شؤون النفط العالمية .
و تؤكد الـ"Financial Times" على أن الولايات المتحدة وكندا تبحثان فرض رسوم على واردات النفط السعودي والروسي .
بل هناك ما هو أكثر في جعبة أميركا التي اتخذت شعار " أميركا أولا " و من بعدها الطوفان و لو على هيئة " كورونا " و  أوكرانيا . 
نشرت صحيفة "Financial Times" تقريرا عن عمليات الضغط الشرسة التي تقوم بها شركات النفط الصخري ضد السعودية، وطالبت فيها بفرض العقوبات عليها وعلى روسيا. وحثت الشركات البيت الأبيض على إجبار الدول النفطية على خفض الإنتاج دعما للأسعار، في عملية الضغط، التي شملت المطالبة بمنع وصول الخام السعودي إلى أكبر مصفاة في أميركا  الشمالية.
وتقول الصحيفة، إن منتجي النفط الصخري يواجهون تهديدا وجوديا بعد انهيار الطلب على النفط، وسط أزمة فيروس كورونا . 
في نظر أميركا حرام على بلابل " أوبك+ " الدوح ب" السعودية أولا " و لا ب " روسيا أولا " ، حتى و إن قامت روسيا بخفض عشرة ملايين برميل نفط لمنع تدهور أسعار النفط العالمية أو العمل على وقف إنهيارها .
و من حق السعودية أن تدير اقتصاد نفطها ، بما يتناسب مع مستجدات الأوضاع ، سواءا كانت أزمة " كورونا " في الواجهة أو أي طارئ آخر مثل حرب أوكرانيا .
فمن هذا المنطلق قالت وكالة "Bloomberg" إن شركة أرامكو السعودية تدرس بيع حصة في وحدة خطوط الأنابيب التابعة لها، إذ بإمكان الشركة جمع أكثر من 10 مليارات دولار من العملية، وفقاً لما ذكرته بعض المصادر.
وأضافت أن أرامكو قد تحتاج إلى جمع الأموال هذا العام لأنها تواجه مساراً تاريخياً في أسعار النفط، وقائمة طويلة من النفقات والالتزامات. 
وأشارت إلى أن الشركة أكدت من جديد التزامها بدفع توزيعات أرباح بقيمة 75 مليار دولار العام 2021 كما ستقوم بتسديد الدفعة الأولى من عملية استحواذها على حصة بقيمته 70 مليار دولار في شركة السعودية للصناعات الأساسية .