الأحد 02 فبراير 2025

د. أيمن الرقب يكتب : التهجير يسقط على صخرة صمود المنطقة

د. أيمن الرقب استاذ
د. أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

فكره تاجير الفلسطينيين من قطاع غزه الى سيناء ليست فكره جديده فيها فكرات ولدت في خمسينات القرن الماضي وامام رفض عربي وفلسطيني لم يتمكن الاحتلال من تنفيذ ذلك لم يتوقف عند هذا الحد ولكنه سعى عبره حلفته الاكبر والراعي له في الاعلانات في المنطقه الولايات المتحده الامريكيه من خلال طرح مشروع روجرز وزير الخارجية الأميركي في سبعينات القرن الماضي لنقل سكان قطاع غزه وتوطينهم في سيناء مقابل تحقيق سلام مع مصر، ولكن أمام رفض مصر لهذا المشروع، سقط هذا المشروع. 
لم يكف الاحتلال الإسرائيلي والأمريكان عن طرح أفكار مشابهة. 
كان أهمها مشروع الجنرال الإسرائيلي غيورا ايلاند الذي طرح توسيع قطاع غزة تجاه سيناء مصادرة مساحة من شمال غزة ومنح جمهورية مصر العربية جزء من أرض سيناء مقابل ذلك، وقد رفضت مصر هذا الاقتراح كما رفضه الفلسطينيين.
ولكن عندما انسحب الاحتلال الاسرائيلي من قطاع قدس عام 2005 عاد الجنرال غيورا ايلاند لطرح مشروعه من جديد ولكنه ايضا فشل في ذلك ولكن هذا الجنرال لم يكف عن طرح فكرته وجد ضالته عندما طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع صفقة القرن ووجد انها مناسبة أفكاره، وأيضا تحطم هذا المشروع على صخرة صمود الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقه بقيادات المنطقه وبعد ان غاب ترامب اربع سنوات وعاد من جديد كان قد حدثت الحرب على قطاع غزه طرح الاسرائيليين منذ الأيام الأولى فكره طرد سكان قطاع غزه و تهجيرهم إلى جمهوريه مصر العربيه مما دفع القياده المصريه و القياده الاردنيه بالتصريح علنيا برفض فكره التهجير لسكان قطاع غزه حيث كان الموقف العربي في قمه الرياض العربيه الاسلاميه برفض تهجير السكان الفلسطينيين قصرا أو طوعا و تمسك الفلسطينيون بارضهم و لم يترك ها رغم المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي رغم أن المسافه الفاضله بينهم وبين الحدود المصريه لا تتجاوز عده أمتار. 
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحكم من جديد ليتني مقترحات اليمين الاسرائيلي التهجير سكان قطاع غزه إلى مصر و الاردن أو ألبانيا أو أي مكان آخر مجملا كلامه برغبته باعاده بناء قطاع غزه لأنه لم يعد صالحا  للحياه هذا المقترح الأمريكي كان الرد عليه بمشهد مهيب شاهدنا عوده مئات الالاف من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين نزحوا من الشمال الى الجنوب وقد اصطفوا على مدار يومين لاجتياز حاجزين شارع الرشيد وشارع صلاح الدين او ما يطلق عليه حاجز نتساريم للعوده الى ديارهم في الشمال. 
على مدار اليومين اصطف من يريدون ان يذهبوا مشيا الى منازلهم في شارع الرشيد واصطف من سيحملوا عفشهم بالمركبات على محور صلاح الدين بانتظار تنفيذ قرار السماح بالعودة حسب بنود ومواعيد الهدنه وقد تم اليوم بعد ان اجل يوم ماضي عودتهم من الجنوب الى الشمال يحملون معهم بعض ذكرياتهم وما تبقى من خيامهم وفرشهم ليعودوا لبناء الحياه في الشمال. 
هم يعلمون ان الاحتلال قد دمر منازلهم ولم يبقى لهم الا بعض الاطلال ولكنهم لا يريدون ان يعود مشهد النكبه الفلسطينيه مره اخرى فقرروا ان يكسروا كل ما يخطط له الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحده الامريكيه والذهاب للتمسك بما تبقى من منازلهم وما تبقى من أرضهم. 
هذا المشهد المهيب رغم كل التضحيات والدماء يحمل رساله واضحه اولا للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي اعلن انه يرغب بتهجير سكان قطاع غزه اتجاه الدول العربيه وبالتحديد مصر والاردن فكان الرد الفلسطيني باننا لن نترك وطنا بل سنبقى رغم الدمار. 

 

تصريحات دونالد ترامب لاقت رفضا عربيا ودوليا ورفضا فلسطينيا رسميا ورفضا فلسطينيا شعبيا من خلال مشهد جحافل العائدين
تؤكد هذه المواقف جميعها ان دونالد ترامب الذي فشل في فتره حكمه الماضي بتنفيذ صفقه القرن يعود مره اخرى بخطه جديده لن تجد الا الفشل ولن يستطيع اليمين الاسرائيلي تنفيذ هذا المشروع حتى لو ترك غزه طوعا عشرات الالاف او مئات الالاف فسيبقى من يذود عن غزه ويدافع عنها ولن يجد دونالد ترامب واليمين الاسرائيلي الا الفشل. 
أمامهم فرصة واحدة الا وهي ان يقتنعوا بضروره ان تقام دوله فلسطينيه تعيش بامان على ارض فلسطين او انهم لن يجنوا الا مزيد من الدماء على هذه الأرض. 
لا زال العرب والفلسطينيون يشرعون ابوابهم للسلام ولكن صناع الكراهيه في الولايات المتحده الامريكيه ودوله الاحتلال الاسرائيلي يصمون اذانهم ولم يجدوا من يوافق على مشاريعهم.