فضل الله : سيميوني أفضل نموذج لمواجهة ظاهرة تغيير المدربين
فضل الله : سيميوني أفضل نموذج لمواجهة ظاهرة تغيير المدربين
كشف الدكتور محمد فضل الله المستشار الإستراتيجي الرياضي الدولي ، أن بقاء دييجو سيميوني على رأس القيادة الفنية لفريق اتلتيكو مدريد منذ عام 2011 وحتى الآن يعد نموذجا فريدا لمواجهة ظاهرة التغييرات السريعة للمدربين .
وكتب فضل الله عبر حسابه الخاص على "فيس بوك" " بقاء دييجو سيميونى على رأس القيادة الفنية لأتلتيكو مدريد منذ عام 2011 وحتى الآن ، يُعد نموذجًا فريدًا في كرة القدم الحديثة ، حيث أصبحت التغييرات السريعة للمدربين هي القاعدة السائدة في كثير من الأندية ، فالمؤكد إن إستمرار سيميوني لهذه الفترة الطويلة يَحمل في طياته دروسًا مُهمة يُمكن أن تُلهم أندية وإلادارات الرياضية الأخرى ، خاصة في عالم الرياضة الذي يَسوده الضغوط والبحث عن النجاح الفوري ، حيثُ تتمثل تلك الدروس المُستفادة من استمرارية سيميوني مع أتلتيكو مدريد فى التالى :-
١- قوة الرؤية والاستراتيجية طويلة الأمد فسيميوني لم يكتفِ بتحقيق نتائج فورية ، بل بنى مشروعًا رياضيًا قائمًا على ( الإنضباط ، القتال، والهوية القوية ) ، فهذا الإتساق في الرؤية والآستراتيجية جعل أتلتيكو فريقًا ينافس على أعلى المستويات ، حتى مع وجود أندية عملاقة مثل ريال مدريد وبرشلونة.
٢- أهمية الثقة المتبادلة بين الإدارة والمدرب ، فإدارة أتلتيكو مدريد قدمت نموذجًا يُحتذى به في دعم المدرب ومنحه الوقت والمساحة لتطبيق أفكاره ، وهو أمر نادر في كرة القدم اليوم ، فهذه الثقة أتاحَت لسيميوني فرصة لتجاوز اللحظات الصعبة ، وإعادة بناء الفريق عدة مرات، مع الحفاظ على روح المنافسة.
٣- تكريس الهوية والانضباط ، فسيميوني جعل من أتلتيكو فريقًا يتميز بالشخصية القوية والانضباط التكتيكي ، هذا النهج أصبح جزءًا من هوية النادي ، وجعل الفريق منافسًا شرسًا في إسبانيا وأوروبا، بغض النظر عن التحديات.
٤- الصبر كعامل نجاح ، فالأندية غالبًا ما تبحث عن النجاح السريع، لكن أتلتيكو أثبت أن الصبر يُمكن أن يكون مفتاح النجاح المستدام ، فالنادى تحت قيادة سيميوني تطور تدريجيًا ليصبح منافسًا دائمًا على الألقاب المحلية والقارية.
٥- المرونة في إدارة الفريق ، فبالرغم من بيع العديد من نجوم الفريق على مر السنين، استطاع سيميوني أن يستمر فى إعادة بناء التشكيلة والحفاظ على التوازن حيث يعكس هذا مرونته وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة.
٦- القيادة المُلهمة ، فسيميوني ليس فقط مدربًا، بل قائدٌ مُلهمٌ يُحفز لاعبيه لتحقيق أقصى إمكاناتهم ، فطاقته الحماسية وروحه القتالية انعكست على أداء الفريق وجعلت منهُ فريقًا صعب المراس في كل البطولات.
٧- تصدره للدوري الإسباني حاليًا ، حيث يُعد تصدر أتلتيكو مدريد للدوري الإسباني حتى الآن هذا الموسم، رغم المنافسة الشرسة من ريال مدريد وبرشلونة، إنما يعكس نجاح هذا المشروع الطويل ، فالفريق لا يعتمد فقط على النجوم، بل على نظام مُتماسك يُبرز قيمة العمل الجماعي والتنظيم الدفاعي الممتاز.
واختتم فضل الله " فى النهاية يُعد مشروع اتليتكو مدريد رسالة قوية للأندية الأخرى ، حيث يُمثل استمرار سيميوني مع أتلتيكو مدريد تأكيد على أن النجاح المُستدام يَحتاج إلى صبر وثقة وإستثمار في الآستقرار الفني ، وهذه التجربة يجب أن تُلهم إدارات الأندية بضرورة النظر إلى المدرب كشريك استراتيجي وليس مجرد أداة لتحقيق النتائج الفورية ، ( فدييغو سيميوني ) هو دليل حي على أن القيادة المستمرة والاستقرار يمكن أن يحولا ناديًا من مجرد منافس إلى قوة كروية يُحسب لها ألف حساب" .