السبت 21 ديسمبر 2024

شحنة بميناء سيدى كرير تكشف ارتباك بسوق ناقلات النفط العالمي

باور بريس

سوق ناقلات النفط هو جزء حيوي من البنية التحتية العالمية للطاقة. 

هذه السفن العملاقة تلعب دوراً حاسماً في نقل النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة من مناطق الإنتاج إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم. يتأثر هذا السوق بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية والجغرافية والجيوسياسية، مما يجعله موضوعا مثيرا للاهتمام للدراسة والتحليل.

امس تم تحميل  شحنة نفط من ميناء سيدي كرير المصري في البحر المتوسط على مدار يومي 11 و12 ديسمبر الجاري، إذ بدأ تحميل الناقلة الكبيرة جدًا "ماران ليو Maran Leo" بنحو 100 ألف طن خام.

ومن المقرر أن تفرغ الناقلة حمولتها النفطية بميناء غدانسك في بولندا، لصالح شركة النفط والتكرير والوقود أورلن (Orlen).

 

وبحسب تقرير نشر على منصة طاقة وصفت شحنة نفط شركة أورلن البولندية من مصر بأنها "نادرة" نظرًا إلى أن تكلفة نقلها على ناقلة "ماران ليو" الأفراماكس بلغت 1.85 مليون دولار، بما ينخفض عن نصف تكلفة تحميل الناقلة الكبيرة جدًا المعتادة.

 

وتبرهن الشحنة على ضعف سوق الناقلات كبيرة الحجم، بموافقة مالكي الناقلات على عائدات أقل من المعتاد للشحنات.

ويبدو أن شحنة نفط ميناء سيدي كرير المصري نادرة بالفعل، إذ من المخطط أن تحمل الناقلة "ماران ليو" شحنة أخرى من محطة تصدير النفط  "هاوند بوينت" في المملكة المتحدة إلى آسيا والمحيط الهادئ بسعر يستقر عند 6.2 مليون دولار.

تتعدد أسباب ضعف الطلب علي سوق ناقلات النفط خاصة العملاقة وكبيرة الحجم، في ظل التقلبات التي شهدتها سوق النفط العالمية.

فمن جهة، أعلن تحالف أوبك+ استمرار تخفيضات الإنتاج لمدة إضافية، كما تراجع الطلب الصيني على الخام من جهة أخرى.

وأدى ذلك إلى تراجع أسعار نقل الشحنات على متن الناقلات العملاقة إلى مستوى سنوي، وفق معلومات نشرتها منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

وعلى سبيل المثال: قدرت واردات الصين النفطية المنقولة بحرًا بنحو 11.5 مليون برميل يوميًا، خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري 2024 (من يناير حتى نهاية نوفمبر).

وبالمقارنة، نجد أن هذه الشحنات تنخفض عن المدة ذاتها العام الماضي 2023، بما يعادل 600 ألف برميل يوميًا (أو 10 رحلات شهرية أقل للناقلات العملاقة)، حسب بيانات فورتيكسا.

 

وفي مؤشر لضعف الطلب علي الناقلات العملاقة  كبيرة الحجم، كانت الشركات عادة تُحمل شحناتها بحمولة سويس ماكس (أكبر السفن التي يمكنها عبور قناة السويس)، ولم يكن من المعتاد استعمال ناقلات الشحنات الأفراماكس.

أبدى مالكو الناقلات العملاقة موافقتهم على نقل الشحنات بأسعار أقل في ظل تراجع السوق، وبالإضافة لذلك رفض غالبيتهم الالتزام بعقود نقل طويلة الأجل في محاولة لتحجيم خسائر العائدات إذا عاود مؤشر أسعار السوق الارتفاع مرة أخرى.

وسجلت أسعار عقود إيجار ناقلات الخام الكبيرة جدًا 12.707 دولارًا/يوم (في الأربعاء 11 ديسمبر الجاري)، في معدل منخفض يقارب تكلفة تشغيل الناقلة البالغة 10 آلاف دولار/يوم.

وكانت أسعار نقل الشحنات على متن الناقلات الكبيرة جدًا للتحميل من غرب أفريقيا قد هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر العام الماضي، في 6 ديسمبر الجاري.

واستبعد مالك ناقلة في أوروبا ضعف معدل الشحنات، مرجعًا انخفاض عائدات الشحن على متن الناقلات الكبيرة جدًا إلى نقص معلومات وبيانات الشحن خلال الآونة الماضية، وانشغال مقاولي الناقلات.

وتشير التوقعات إلى أن تراجع سوق ناقلات النفط كبيرة الحجم سيتواصل خلال الأمد القريب، لحين تلقي السوق دعمًا، حسب تقرير نشرته إس أند بي غلوبال.