لتعزيز الابتكار وتدريب الكوادر
وزير الاتصالات: إطلاق النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في 2024
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي سيتم إطلاقها في مطلع العام المقبل، حيث ستستمر الجهود في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع في مختلف المجالات. وأوضح أن الاستراتيجية ستتضمن إطلاق المزيد من البرامج التدريبية لإعداد كوادر متخصصة في هذا المجال، بالإضافة إلى استمرار توفير البنية التحتية الحوسبية اللازمة للجهات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
كما أشار وزير الاتصالات إلى أهمية حوكمة البيانات لضمان التوازن بين إتاحة البيانات وحماية خصوصية أصحابها، بهدف تعظيم الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتخفيف من مخاطره.
جاءت تصريحات الدكتور عمرو طلعت خلال كلمته في فعاليات قمة "الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي: الاستفادة من البيانات لتحقيق نجاح أعمال الجيل التالي"، التي نظمتها شركة تيراداتا الرائدة في مجال تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي. وقد حضر القمة المهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والمهندس خالد حمودة، نائب الرئيس الإقليمي لشركة تيراداتا في مصر، والسيد برافين ثاكور، نائب الرئيس الأول للأسواق النامية في شركة تيراداتا، والسيد مارتن ويلكوكس، نائب الرئيس الأول للتحليلات العالمية في تيراداتا، والسيد عاطف خطارى، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تيراداتا، بالإضافة إلى عدد من قيادات الشركة.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي قد تجاوز دائرة المعنيين بتكنولوجيا المعلومات ليشمل مختلف القطاعات على مستوى العالم. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي ليس علماً جديداً، لكن الجديد هو القدرات الحوسبية التي حولت هذه اللوغاريتمات من علم نظري إلى واقع، وأسهمت في ابتكارات في جميع المجالات. كما أشار إلى التزايد الملحوظ في الاهتمام بمناقشة القضايا المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في ضوء الانتشار السريع لهذه التقنيات وقدرتها على إحداث تحول كبير في مختلف المجالات. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات عديدة، من أبرزها حيادية البيانات في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتأثير انتشار هذه التقنيات على الوظائف وسوق العمل، ما يستدعي ضرورة تطوير برامج تدريبية لمواكبة المتطلبات الجديدة في سوق العمل.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن تسارع نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي مدفوع بتطور صناعة الحوسبة وزيادة حجم البيانات التي تشكل الأساس لهذه التقنيات. ولفت إلى معيار "50 مليون مستخدم"، الذي يقيس سرعة تبني المجتمعات للتكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أنه بينما استغرق العالم 50 عاماً للوصول إلى 50 مليون مستخدم للتليفزيون، و14 عاماً للحاسب الشخصي، و19 يوماً لأحد الألعاب الإلكترونية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية استطاعت جذب 100 مليون مستخدم خلال أسبوع واحد فقط.
وأشار وزير الاتصالات إلى الخطوات التي اتخذتها الدولة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، موضحاً أنه تم تشكيل المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في عام 2019، الذي عمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي هدفت إلى رفع الوعي المجتمعي حول قدرات الذكاء الاصطناعي، وتدريب المزيد من الكوادر المتخصصة في هذا المجال، فضلاً عن الاستفادة من هذه التقنيات في التصدي للتحديات الاجتماعية. وأضاف أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنشأت مركز الابتكار التطبيقي، الذي يركز على البحث والتطوير التطبيقي، حيث قام المركز بتنفيذ مشروعات لبناء منظومات باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقات في عدة قطاعات، مثل الصحة والزراعة وإدارة الموارد المائية. وأشار إلى التعاون مع وزارة التعليم العالي لإنشاء مجموعة من كليات الذكاء الاصطناعي وبرامج تدريس هذا المجال في مختلف الجامعات. ولفت إلى أن هذه الجهود أسهمت في تحسين ترتيب مصر في مؤشر جاهزية الدول للذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت البلاد 50 مركزاً خلال السنوات الخمس الماضية.
وفي كلمته، أكد المهندس خالد حمودة، نائب الرئيس الإقليمي لشركة تيراداتا في مصر، أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يزداد تدريجياً، مما يستدعي ضرورة الاعتماد على جودة البيانات التي توفرها شركة تيراداتا، والتي تعد أمراً ضرورياً في هذا المجال.
من جانبه، أشاد السيد برافين ثاكور، نائب الرئيس الأول للأسواق النامية في شركة تيراداتا، بأعمال الشركة في مصر منذ عام 2007، معرباً عن رغبته في توسيع أعمال الشركة في مصر نظراً لتوافر الكوادر الفنية الشابة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وخاصة أن الشركة تعمل على تطوير برامج الذكاء الاصطناعي.