122 مشروعا للهيدروچين في الوطن العربي خلال العام الحالي ومصر تتصدر القائمة
كشف تقرير تطورات الغاز المسال والهيدروجين الصادر عن منظمة أوبك خلال الربعين الثاني والثالث من العام الجاري و الذي أعده خبير صناعات الغاز في أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي أن عدد مشروعات الهيدروجين العربية المعلنة والمخطط تنفيذها بلغ حتى نهاية سبتمبر نحو 122 مشروعا.
وأضاف التقرير أن العديد من الدول العربية وضع أهدافًا طموحة للاستثمار في إنتاج الهيدروجين والأمونيا وتصديرهما إلى الخارج، خاصة إلى أوروبا.
وأوضح التقرير أن الربعين الثاني والثالث من 2024 شهدا استمرار نشاط الدول العربية، وإن كان بزخم أقل، في سبيل تعزيز التعاون والشراكة الدولية في مجال الهيدروجين، عبر توقيع مذكرات تفاهم مع الأطراف الدولية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين، ومجالات استعماله، ومعدّات تصنيعه.
عرضَ تقرير أوابك للمهندس وائل حامد أحدث التطورات التي شهدتها مشروعات الهيدروجين العربية في الربعين الثاني والثالث من العام الجاري، إذ وقعت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي بالإمارات اتفاقًا مع شركة متخصصة في حلول الهيدروجين في يونيو2024، لبناء أول مجمع صناعي لتصنيع معدّات الهيدروجين وأجهزته باستثمارات 1 مليار درهم، بما يتوافق مع أهداف الإمارات التي تطمح لتكون ضمن أكبر 10 منتجين للهيدروجين عالميًا بحلول عام 2031.
ارتفع عدد الدول العربية التي وضعت أهدافًا محددة بأطر زمنية لقدرات انتاج الهيدرجين والحصة المستهدفة من السوق العالمية إلى 10 دول مؤخرًا، بعد انضمام تونس.
وتضم القائمة النهائية كلا من (الإمارات، وتونس، والجزائر، والسعودية، والكويت، ومصر، والأردن، وسلطنة عمان، والمغرب، وموريتانيا)، الأمر الذي يعكس حرص الدول العربية على الوجود في هذه السوق الواعدة مستقبلًا، والظفر بحصّة سوقية مهمة.
وفي مصر، وقعت 3 اتفاقيات جديدة في شهر يونيو لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، باستثمارات إجمالية تصل إلى قرابة 40 مليار دولار، وهو ما رفع عدد المشروعات المعلنة في مصر إلى 36 مشروعا
وأعلنت تونس إستراتيجيتها الوطنية للهيدروجين في شهر مايو 2024، ووضعت أهدافًا بأطر زمنية تقضي بإنتاج 320 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، يُخصَّص منها 20 ألف طن للسوق المحلية، والكمية المتبقية للتصدير إلى أوروبا، على أن يُزاد الإنتاج كل 5 سنوات، وصوًلا إلى إنتاج 8.2 مليون طن سنويًا بحلول 2050، يُخصَّص منها 1.9 مليون طن/سنويًا للسوق المحلية، ونحو 6.4 مليون طن سنويًا لأغراض التصدير.
وشددت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" على أن الدول العربية يمكنها أداء دور مهم في السوق العالمية والظفر بحصّة جيدة من سوق الهيدروجين الواعدة، لتضيف إلى موقعها الريادي في أسواق الطاقة دورًا جديدًا مصدرًا للهيدروجين، بجانب دورها التاريخي مصدرًا عالميًا لإمدادات النفط والغاز منذ عقود.
وفي الجزائر، اتفقت شركة سوناطراك مع 3 شركات أوروبية، بينها سنام الإيطالية، في يوليو، على توقيع مذكرة تفاهم لإجراء دراسات الجدوى اللازمة لدراسة تصدير الهيدروجين من الجزائر عبر ممر الهيروجين الجنوبي، وهو مشروع مقترح لنقل الهيدروجين عبر خط أنابيب طوله 3300 كيلو متر من شمال أفريقيا إلى مراكز الطلب الأوروبية في كل من إيطاليا والنمسا وألمانيا.
ويحظى المشروع بدعم مشغلي شبكات الغاز الأوروبية الذين يعدّونه مشروعًا ذا اهتمام مشترك يهدف لنقل نحو 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين عبر الخط إلى أوروبا بحلول عام 2030، وبحسب مخطط المشروع المقترح، فإنه سيعتمد على إعادة استعمال نحو 65% من شبكات النفط والغاز القائمة لنقل الهيدروجين.
وفي سلطنة عمان، وقعت هايدروم في أبريل اتفاقيتي انتفاع بالأرض وتطوير مشروعات من ائتلاف مكون من "إي دي إف" الفرنسية وشركة "جي باور"، إذ سيبني الائتلاف ببناء محطة لإنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية 1 مليون طن سنويًا في المنطقة الحرة بصلالة باستعمال نحو 4.5 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة لتغذية 2.5 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي بالكهرباء اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وفي يوليوأرست شركة شل عقد خدمات ما قبل التصميمات الهندسية الأولية على شركة "وود" لتنفيذ الدراسات اللازمة لمشروع الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء بمنطقة الدقم الصناعية في سلطنة عمان.
وبحسب العقد، ستصمّم شركة وود منشأة متكاملة لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الزرقاء والمرافق البحرية، بما في ذلك مرافق لتخزين الأمونيا، وخط أنابيب بطول 200 كيلو متر، ومنشأة حقن ثاني أكسيد الكربون.
من جانب آخر، فازت شركة "كيه بي آر" بعقد توفير التقنية اللازمة لإنتاج الأمونيا في المشروع، وبحسب العقد ستبني محطة بطاقة 3000 طن يوميًا من الأمونيا الزرقاء، والتي ستُصَنَّع من الهيدروجين الأزرق المنتج بوساطة شل في سلطنة عمان.
وكانت شركة شل قد اتفقت أوائل 2023 مع كل من شركة أوكيو العمانية، وشركة أوكيو لتشغيل شبكات الغاز، وشركة تنمية نفط عمان، على إعداد دراسات مشتركة لتنفيذ المشروع، على أن تتولى شل قيادة المشروع، وفي ضوء التطورات يرتفع عدد المشروعات المعلنة في سلطنة عمان إلى 16 مشروعًا، غالبتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.