الخميس 26 ديسمبر 2024

محمد فضل الله يكتب : الرياضة والبترول والبيئة علاقة متشابكة وتأثيرات متبادلة

د.محمد فضل الله المستشار
د.محمد فضل الله المستشار الإستراتيجي الرياضي الدولي

تعتبر الرياضة ، البترول ، والبيئة ثلاثة عناصر مهمة تتداخل بشكل مُعقد في العالم الحديث ، فبينما تعكس الرياضة جانباً ثقافياً واجتماعياً مُلهماً يُعزز الصحة البدنية والعقلية، يُعد البترول مصدراً أساسياً للطاقة والاقتصاد العالمي ،ومن جهة أخرى تبرز البيئة كعامل رئيسي يتأثر بهذه العناصر ويؤثر فيها.

هذه العلاقة المتشابكة تسلط الضوء على التحديات والفرص لتحقيق التوازن بين التنمية الرياضية والاستخدام المستدام لموارد الطاقة والمحافظة على البيئة، فالرياضة لها دور كبير في التوعية البيئية ، حيثُ تتمتع الرياضة بقدرة فريدة على جمع الأفراد من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية، مما يجعلها منصة قوية للتوعية البيئية .

فعلى سبيل المثال تسعى العديد من الأحداث الرياضية العالمية إلى تعزيز رسائل الاستدامة من خلال تبني ممارسات صديقة للبيئة مثل :

 ١- استخدام الطاقة النظيفة في تشغيل الملاعب والمنشآت الرياضية. 

٢- تقليل استهلاك البلاستيك والمخلفات خلال البطولات.

 ٣- الترويج لاستخدام وسائل النقل العامة أو السيارات الكهربائية للوصول إلى الفعاليات.

 من جهة أخرى يلعب البترول دور كبير في تطوير البنية التحتية الرياضية ، فتاريخياً، لعبت عائدات البترول دوراً محورياً في تطوير الرياضة، خاصة في الدول المنتجة للبترول. فقد أسهمت هذه العائدات في بناء ملاعب حديثة، تمويل الفرق الرياضية، ودعم تنظيم بطولات عالمية كبرى. فدعم الرعاية الرياضية من خلال الجهات المنتجه للطاقة من الجوانب ذات الأهمية الكبرى ، حيث تُعتبر شركات البترول من أبرز الجهات الراعية للفرق والبطولات.

 البيئة بين التحديات والحلول فعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية التي يقدمها البترول، فإنه يشكل تحدياً بيئياً بسبب الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدامه.

هنا يأتي دور الرياضة في تعزيز الاستدامة وتقليل الأثر البيئي:

 ١- الرياضة كوسيلة للابتكار البيئي ، حيث يمكن أن تكون الرياضة محفزاً لتطوير تقنيات جديدة تعتمد على مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لتشغيل المنشآت الرياضية.

٢- تأثير المنشآت الرياضية ، فعلى الرغم من أهمية البنية التحتية الرياضية، فإن إنشاء الملاعب الضخمة قد يؤدي إلى تغييرات بيئية كبيرة مثل إزالة الغابات أو التأثير على التنوع البيولوجي. وهنا تكمن الحاجة إلى تخطيط مستدام يأخذ البيئة في الاعتبار.

٣- مبادرات رياضية صديقة للبيئة ، فالعديد من الدول والجهات الرياضية بدأت بتنظيم فعاليات تُعرف بـ"الرياضة الخضراء"، حيث يتم استخدام تقنيات صديقة للبيئة وتقليل البصمة الكربونية للأنشطة.

الشراكة من أجل مستقبل مستدام لتحقيق التوازن بين الرياضة، البترول، والبيئة، لا بد من تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

 يمكن لشركات البترول أن تلعب دوراً إيجابياً من خلال: 

١- تمويل المشاريع الرياضية المستدامة.

 ٢- دعم أبحاث الطاقة النظيفة التي يمكن استخدامها في المنشآت الرياضية.

 ٣- تقليل انبعاثاتها الكربونية والمساهمة في المبادرات البيئية العالمية.