الهيدروجين الاخضر امل العالم في تحقيق صفر انبعاثات كربونية
يبدو أن الهيدروجين الأخضر هو الموضوع الأبرز الآن على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي، حيث أعلنت العديد من الدول حول العالم بما فيها الدول المتقدمة مثل استراليا و فرنسا وأيضا الأسواق الناشئة مثل الهند و البرازيل والامارات عن مبادرات للهيدروجين الأخضر.
وقد انضمت مصر أيضا لتلك الأسواق، وقالت الحكومة إنها ستعلن قريبا عن مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر كجزء من مبادرة وطنية، كما تهدف إلى دمجه في إستراتيجية الطاقة 2035.
ومع مثل هذه الطموحات الكبيرة، سنلقي نظرة اليوم على الهيدروجين الأخضر وما يمثله لخطط مصر الحالية.
الهيدروجين كمصدر للطاقة
يمكن استخلاص الهيدروجين عبر عمليات كيميائية من الوقود الأحفوري والكتلة الحيوية، أو المياه، أو من مزيج من الاثنين معا. ويعد المصدر الأساسي لإنتاج الهيدروجين في الوقت الحالي هو الغاز الطبيعي. وعلى الصعيد العالمي، ينتج 6% من الغاز الطبيعي العالمي نحو 75%، أو 70 مليون طن من إنتاج الهيدروجين السنوي بحسب وكالة الطاقة الدولية
. ويأتي الفحم بعد الغاز الطبيعي،وذلك نظرا لاستخدامه بكثرة في الصين، كما ينتج جزء صغير من استخدام النفط والكهرباء.
لماذا نفضل الهيدروجين بشكل عام؟
يحتوي الهيدروجين على ما يقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة التي يحتويها الوقود الأحفوري، مما يجعله أكثر كفاءة، وفقا لمقالة نشرتها كلية كولومبيا للمناخ. ويمكنك أيضا اعتباره مضاعف للكهرباء – فمع بعض الماء وقليل من الكهرباء، يمكنك توليد المزيد من الكهرباء أو الحرارة. كما أنه متاح على نطاق واسع.
وعلى الصعيد العالمي، يجري إنتاج نحو 120 مليون طن من الهيدروجين سنويا، معظمه باستخدام الغاز والفحم الأحفوري اللذين يمثلان معا 95% من الإنتاج العالمي وفق تقرير الهيدروجين العالمي الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وفي عام 2020، جرى استخدام أكثر من 60% من سوق الهيدروجين العالمية البالغة 150 مليار دولار في عملية إنتاج الأمونيا، تلتها عملية تكرير النفط وإنتاج الميثانول
وقد وجدت عدة استخدامات تجارية بالفعل للهيدروجين كمصدر للوقود، بما في ذلك في سيارات الركوب والحافلات وحتى المكوكات الفضائية. ومن المتوقع أنه وبحلول عام 2050 ستصل قيمة تلك السوق إلى 600 مليار دولار، وستستخدم بشكل رئيسي في قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والكيمياء والإنشاءات، بحسب الصحيفة.
ينتج الهيدروجين الأخضر عند القيام بفصل المياه عن طريق التحليل الكهربائي
والذي يستلزم تمرير تيار كهربائي خلالها. وبذلك تنفصل المياه إلى هيدروجين وأكسجين. وبهذه الطريقة، يمكن استخراج الهيدروجين من المياه، كما ينطلق الأكسجين في الهواء.
وأعلنت مبادرة Green Hydrogen Catapult، وهي مبادرة للأمم المتحدة لخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر، أنها تضاعف تقريبًا هدفها الخاص بالمحللات الكهربائية الخضراء من 25 جيجاوات التي تم تحديدها العام الماضي، إلى 45 جيجاوات بحلول عام 2027.
وقد تبنت المفوضية الأوروبية مجموعة من التشريعات المقترحة لإزالة الكربون من سوق الغاز في الاتحاد الأوروبي من خلال تسهيل امتصاص الغازات المتجددة والمنخفضة الكربون، بما في ذلك الهيدروجين، وضمان أمن الطاقة لجميع المواطنين في أوروبا.
كما تعمل الإمارات العربية المتحدة على تبني رؤية طموحة؛ حيث تهدف استراتيجية الهيدروجين الجديدة للدولة إلى الاحتفاظ بربع سوق الهيدروجين العالمي منخفض الكربون بحلول عام 2030.
وأعلنت اليابان مؤخرًا أنها ستستثمر 3.4 مليار دولار من صندوق الابتكار الأخضر لتسريع البحث والتطوير والترويج لاستخدام الهيدروجين على مدى السنوات العشر القادمة.
اعتمادًا على طرق الإنتاج، يمكن أن يكون الهيدروجين رماديًا أو أزرق أو أخضر، وأحيانًا يكون لونه ورديًا أو أصفر أو فيروزيًا.
ومع ذلك، فإن الهيدروجين الأخضر هو النوع الوحيد الذي يتم إنتاجه بطريقة محايدة مناخيًا مما يجعل الوصول إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050 أمرًا بالغ الأهمية.